ودّعَ لبنان اليومَ العلامة الراحل الشيخ عبد الامير قبلان الى مثواه الاخير.
موكب التشييعِ الحاشد انطلق من مقرِ المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى بعد اداءِ الصلاةِ على جثمانه باتجاهِ روضةِ الشهيدينِ بمشاركةِ حشودٍ علمائيةٍ ودينية وسياسية وشعبية اضافةً الى ممثلينَ عن مختلفِ الاحزابِ والمرجعياتِ الدينيةِ والوطنية. وحضرَ مراسمَ التشييعِ في مقرِ المجلسِ الإسلامي الشيعي الاعلى رئيسُ مجلسِ النواب نبيه بري ووفدٌ مثّل قيادةَ حزب الله.
واقيمت الصلاة على جثمان العلامة الراحل في مقر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى بامامة الشيخ علي الخطيب، وقبيل الصلاة عدد الخطيب والمفتي الشيخ احد قبلان مآثر الراحل وما تركه من وصايا للبنانيين والمسلمين.
وقال المفتي قبلان في كلمته أن المحمول في هذا اليوم حمل تاريخ هذا البلد بكل آلامه وأوجاعه ونيرانه، والحامل كلنا والأمانة عظمى .
وتابع: “نعم، لم يسأل عن دين ولم يسأل عن ملة. هو صلاة ليل، هو بكاء طويل في محارب الظلام هو راهب في صومعة، هو قائد في ميدان هو خطيب على منبر وطن هو حمل أشلاء ودماء، هو كافل ثكالى وأيتام، هو شجاع بشدة لحماية لبنان من الفتنة والتقسيم ومذابح الحرب الأهلية. هو ابن بيت أول ما علمه جدي الشيخ محمد علي أن الفتنة أكبر من القتل وأن الحرب الأهلية طاعون الأوطان. هو مفتي المقاومين، هو شيخ المجاهدين الأوائل، هو ذاكرة أرض، هو خنادق ومعسكرات هو حدود ملتهبة منذ اليوم الأول للاحتلال”. اضاف: “كان مطمئنا على الطائفة وكان يراهن على أمر واحد هو شراكة وأخوة ومحبة دولة الرئيس بري والسيد حسن نصرالله”.
نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب قال في كلمة تأبينية “يعز علي أن أقف في هذه اللحظات مؤبنا لكبير منا افتقدناه في أصعب اللحظات من تاريخنا وفي أحلك الليالي وأكثر الأوقات حاجة اليه والى حكمته وسداد رأيه وتجربته وخبرته العميقة، واضطلاعه بالمسؤولية في مواجهة الأزمات والمحن التي مر بها بلدنا العزيز الى جانب قائد هذه المسيرة الإمام السيد موسى الصدر، أعاده الله سالما، والإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين، رضوان الله عليه، مستفيدا من كل ذلك في العمل على توجيه السفينة نحو شاطىء الأمان وفي إعطاء الرأي السديد تجنبا للوقوع في الأشراك التي نصبها العدو الإسرائيلي للبنانيين وجرهم الى الحروب الداخلية والفتن المذهبية”.
اضاف “كنت على الدوام أيها الراحل الكبير يا سماحة الإمام أيها الشيخ الجليل داعية حوار وتفاهم ووحدة ووئام بين كل الأطياف والمذاهب والأطراف، تدعو بالحكمة والموعظة الحسنة، فلم تكن الا كذلك، في كل مواقفك أبا عطوفا لكل اللبنانيين وأخا نصوحا حريصا ألا يصدر منك كلمة واحدة تخدش كرامة أحد أو تؤذي مشاعرهم او تعطي لهم انطباعا بأنك متحيز لأحد على حساب الحقيقة والحق، دون أن يكون في ذلك أي انتقاص له أو تخل عنه، بل إصرار على تحقيق ما ترى فيه مصلحة اللبنانيين جميعا ومصلحة المسلمين”.
المصدر: قناة المنار