ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 03-09-2021 على تبدّد الأجواء الإيجابية في الملف الحكومي التي استمرت من فترة الصباح حتى ما بعد ظهر الأمس لتحل محلها الأجواء السلبية..
الأخبار
المفاوضات الحكومية تهتز على وقع البيانات نهاراً قبل أن تستقر ليلاً: مبادرة ابراهيم… الفرصة الأخيرة؟
تناولت جريدة الأخبار الشأن الداخلي وكتبت تقول “على وقع تفاقم الأزمات المتلاحقة التي تواجه الناس، لا تزال الحكومة عالقة بين فكّي فقدان الثقة. وأمس، بعدما كان التشاؤم سيّد الموقف صباحاً، ربطاً بحرب البيانات التي صدرت عن رئيسَي الجمهورية والحكومة المكلف، لم ينته النهار إلا وكان الهدوء قد عاد على وقع توضيحات متبادلة انتهت بعودة الزخم إلى المبادرة التي يقوم بها اللواء عباس إبراهيم. وبالرغم من أن التباين اقتصر على حقيبة واحدة، فإن فرص التأليف من عدمه تبدو متساوية. وقد صار واضحاً أن الجميع يتعامل مع مبادرة إبراهيم بوصفها الفرصة الأخيرة، إما أن تؤلّف الحكومة خلال أيام وإما لا حكومة في المدى المنظور.
لم يُحرز أمس أي تقدّم في ملف تأليف الحكومة، لكن ذلك لم يُسجّل في خانة تراجع حظوظ التأليف. حتى اليوم، لا تزال وساطة اللواء عباس إبراهيم مستمرة، وتشكّل الخيط الوحيد الذي يحول دون إقفال ملف التأليف. ففي حال فشل هذه الوساطة، ستكون النتيجة اعتذار الرئيس نجيب ميقاتي، وفقدان أي أمل بتأليف حكومة في المدى المنظور. لذلك، يتشبّث كل الأطراف بهذه الفرصة، على الأقل كي لا يتحمل مسؤولية الفشل في تأليف الحكومة. وبالرغم أن العقدة الباقية، أي الاتفاق على اسم وزير الاقتصاد، ليست صعبة الحل، إلا أن الحذر يبدو جلياً عند الجميع، وخاصة أولئك الذين يرون أن الخلاف على الأسماء ليس سوى واجهة لعقد أكثر جدية، هي التي تؤخر فعلياً تأليف الحكومة حتى اليوم.
ليتمكّن إبراهيم من استكمال مهمته، فإن الأمر يتطلب الهدوء على جبهتَي رئيسَي الجمهورية والرئيس المكلّف. ولذلك، بعد نهار متشنّج بسبب البيانات الصادرة عن الطرفين، عاد الهدوء مساء، بعد توضيحات متبادلة كسرت حدّة الخطاب وفتحت المجال أمام استئناف الوساطة، بما يسمح في حال نجاحها بتأليف حكومة خلال أيام.
قبل ذلك، كان مكتب ميقاتي قد أصدر بياناً رأى فيه أن «البعض مُصرّ على تحويل عملية تشكيل الحكومة إلى بازار سياسي وإعلامي مفتوح على شتى التسريبات والأقاويل والأكاذيب، في محاولة واضحة لإبعاد تهمة التعطيل عنه وإلصاقها بالآخرين. وقال إن ميقاتي «ماضٍ في عملية التشكيل وفق الأسس التي حدّدها منذ اليوم الأول وبانفتاح على التعاون والتشاور مع فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون، ويتطلّع في المقابل الى تعاون بنّاء بعيداً عن الشروط والأساليب التي باتت معروفة».
وسريعاً، صدر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية بيان جاء فيه أنه «كثُرت في الآونة الأخيرة وبوتيرة تصاعدية، أصوات مسؤولين وسياسيين، وأقلام منسوبة تارةً الى مصادر ومتلطّية طوراً وراء خلفيات باتت ممجوجة، عبر مواقف استنسابية وتحليلات غير مستندة الى أساس صحيح، لتصبّ في هدف واحد وهو إلصاق سبب التأخير في تشكيل الحكومة العتيدة برغبة أو إصرار أو مطلب لدى رئيس الجمهورية بالحصول على الثلث الضامن في الحكومة، لكي يُوافق عليها ويُوقّع على مراسيم تشكيلها».
وكرر البيان التأكيد على تمسك رئيس الجمهورية «أكثر من غيره باحترام الأصول الدستورية لتشكيل الحكومات في لبنان وحتى الأعراف التي نشأت إلى جانبها». وأعلن أنه «لا يريد، لا بصورة مباشرة ولا بصورة غير مباشرة، الثلث الضامن، إيماناً منه بأن الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان والشعب اللبناني تُحتّم على الجميع الارتقاء إلى أقصى درجات المسؤولية من أجل المبادرة والإسراع في إنقاذ الوطن والشعب».
لكن مساء، بدت بعبدا حريصة على التأكيد أن البيان الصادر بعد 10 دقائق من بيان ميقاتي لم يكن موجهاً ضده، إنما ضدّ من يتّهمون الرئيس بأنه يريد الثلث المعطل. وعلمت «الأخبار» أن التوضيح كان متبادلاً أيضاً، بما أنهى عملياً تأثير البيانات تلك على مسار التأليف، تمهيداً لتواصل إبراهيم مع الطرفين.
إلى ذلك، استمرت معاناة اللبنانيين من نقص الكهرباء والبنزين، من دون أن يظهر أي حل مستدام في الأفق. وعملياً، لولا قرب وصول شحنة الفيول التي تم استبدالها مع الفيول العراقي، لما وصلت نهاية أيلول إلا وكانت العتمة قد حلّت على كل البلد.
في السياق نفسه، لن يتأخر المازوت الإيراني بعدما اقترب وصول الشحنة إلى لبنان، وهو ما أكده السفير الإيراني في بيروت محمد جواد فيروزنيا لبرنامج «بانوراما اليوم» عبر قناة «المنار»، مؤكداً أن «الجمهورية الإسلامية لن تسمح بسياسة تجويع الشعوب وسياسة الحصار والعقوبات الظالمة غير القانونية من قبل الأميركيين». وأكد أن طهران لن تسمح لأي جهة إقليمية ودولية بأن تمنع هذه العملية. وقال إنها «ستصل إلى مقصدها، وهناك بواخر أخرى على الطريق». كذلك فإن الباخرة تصل إلى لبنان في إطار تجارة مشروعة، ولا داعي لتدخّل أي جهة أخرى، ولا يحق للأميركيين ولا للآخرين أن يتدخلوا في هذه العملية. وذكّر بأن العقوبات الأميركية على النفط الإيراني هي عقوبات أحادية وغير مشروعة وغير قانونية، وليس من حق الأميركيين أن يتدخلوا بيننا فهذا يخصّ لبنان وإيران.
وبالنسبة إلى قطاع الكهرباء، ذكّر السفير الإيراني بأن سلطات بلاده سبق أن عرضت على لبنان المساعدة في إنشاء معامل لإنتاج الطاقة الكهربائية، من دون أن تلقى تجاوباً من الحكومة اللبنانية. وأكد أن الاقتراحات والاستعدادات موجودة من جانبنا، ونأمل أن تتجاوب الحكومة اللبنانية في هذا المجال. وقال إنه «يبدو أن هناك جهات خاصة تمنع تجاوب الحكومة اللبنانية، ونحن نفهم وندرك ظروف لبنان، لكنّ واجبنا ومهمتنا أن نستمر في هذه الاقتراحات والعروض والاستعدادات».
اللواء
باسيل يوقظ التعطيل والخلافات كامنة في أكثر من حقيبة
تطمينات أميركية لبعبدا: لا عقوبات حالياً ولا مصلحة لبنانية بالنفط الإيراني
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “المخاوف من تدخل المايسترو المعروف لتقويض المساعي التي سجلت تقدما على جبهة تأليف الحكومة جاءت بمحلها منذ ما بعد فترة بعد ظهر أمس، فبدل ان يصعد الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى بعبدا، إيذاناً بوضع اللمسات الأخيرة علي الوزارة العتيدة، فوجئت الأوساط السياسية والنيابية باندلاع نيران حرب البيانات بين البلاتينوم وقصر بعبدا، على خلفية مَن يتحمل مسؤولية تأخير تأليف الحكومة، والاحراج الذي وقع فيه الرئيس ميشال عون عندما أبلغ وفد الكونغرس الأميركي ان الحكومة باتت قريبة، وهذا الأسبوع، لتسارع مصادر مقرّبة منه، وتعلن ان ما أبلغه للوفد انه يأمل أن تشكّل الحكومة هذا الأسبوع.
ونقلت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة ان الإتصالات والمشاورات بين رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف، تتم عبر الوسطاء وفي مقدمتهم المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي تحرك أمس بين الرئيسين في محاولة، لابعاد اي مؤثرات سلبية للتراشق الحاصل بين الرئاسة الاولى واكثر من طرف حول ما يثار عن عملية تشكيل الحكومة من جهة، ولتبديد ما تبقى من عقد وخلافات في مسار عملية تشكيل الحكومة، وآخر ما فيها،كما تردد، محاولة رئيس الجمهورية ميشال عون، التراجع عن التفاهمات السابقة التي قدم بموجبها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، التشكيلة الوزارية من ٢٤ وزيرا، في اللقاء الاخير بينهما، واوضحت ان ما يطالب به عون، الحصول على حقيبتي الاقتصاد والشؤون الاجتماعية مع بعضهما البعض الى جانب وزارة الطاقة وقالت: ان ما يتم التفاهم عليه بين الرئيسين، ينسفه فيما بعد، رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وهذا ما حصل مرارا منذ تكليف ميقاتي بتشكيل الحكومة العتيدة ولم يعد خافيا على احد. واشارت الى رفض ميقاتي هذا الطلب،واقترح بالمقابل ان تكون الطاقة من حصته .واردفت المصادر الى ان هناك نقاطا اخرى، ما تزال عالقة ولم يتم حسمها، من بينها وزارة العدل خلافا لما يردده او يسربه البعض حول الإسم الذي تم الاتفاق عليه، كما أن العديد من الاسماء التي يتم ذكرها في وسائل الإعلام، ليست ثابتة وما يزال بعضها يخضع للتبديل او الاستغناء عنه كليا. واكدت المصادر نقلا عن سياسي بارز، ان ميقاتي مصر على تشكيل حكومة انقاذ متماسكة منسجمة، تحظى بثقة الرأى العام الداخلي والخارج على حد سواء، وتستطيع مقاربة الملفات والمهمات المنوطة بها بجدية ومهنيه وفاعلية. وقالت ان محاولات تفخيخ الحكومة بطرح أسماء حزبية مموهة، محسوبة على باسيل وعملت معه في اكثر من موقع، او أسماء شخصيات تدور حولها علامات استفهام، كما هي حال من يطرح اسمه لتولي وزارة الطاقة مثلا، لا يمكن القبول بها تحت اي ظرف كان. ونفت المصادر ما يروجه البعض عن احتمال إعتذار الرئيس المكلف عن التشكيل، لعدم تجاوب رئيس الجمهورية معه، واكدت ان مايسرب،بهذا الخصوص ليس صحيحا على الاطلاق وعلاقته مع عون متواصلة على اساس الاحترام المتبادل، والالتزام بالدستور ، وكل ما يسرب هو مجرد تمنيات، لمن يعملون بالخفاء على عرقلة تشكيل الحكومة، ولن تتحقق أمنياتهم، لان الرئيس ميقاتي، متماسك جدا، ومستمر في مهمته بكل ثبات، ويستند الى تأييد قوي من النواب الذين سموه لتولي رئاسة الحكومة، والى القوى السياسية المؤثرة الداعمة له،والى رغبة اللبنانيين بتشكيل حكومة جديدة تتولى مهمة انقاذ لبنان من ازمتة.
وعلى الرغم من المضمون السلبي لبيان مكتب الإعلام في الرئاسة الأوّلى، والرد الحاسم لمكتب الإعلام الخاص بالرئيس المكلف، إلّا أنه تبيّن بين ثناياهما توجها لمواصلة المساعي للتأليف الحكومة، على الرغم من عودة أجواء الاشتباك بين بعبدا والرئيس المكلف.
حقيبة الاقتصاد واندلاع السجال
وهكذا، بقيت عقدة وزارة الاقتصاد محل تشاور بين الرئيسين عون وميقاتي عبر المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي نقل صباح امس الى رئيس الجمهورية رغبة الرئيس المكلف بتسمية وزير الاقتصاد «كونه لم يحصل على حقيبة اساسية وكون الحقائب البارزة كانت من حصص القوى السياسية الاخرى باستثناء حقيبة الداخلية، وهو يرغب بالاشراف مباشرة على المعالجات والاصلاحات الاقتصادية المرتقبة لا سيما المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وسائر الجهات المالية المانحة». وقد استمهل عون اللواء الوسيط حتى نهار اليوم لدرس الموضوع واعطاء الجواب.
وذكرت مصادر المعلومات ان حقيبة الاقتصاد يفترض ان تكون من حصة وزير مسيحي كون حقائب السنّة اصبحت شبه منتهية، وقد يختار لها ميقاتي شخصية ارثوذوكسية في حال تقرر ان يُسمّي هو الوزير وعلى هذا لم ولن يحصل لقاء بين الرئيسين قبل التوافق على كامل السلة الوزارية توزيعا واسماء.
وأوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن البيان الذي صدر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية ليس ردا على بيان مكتب الرئيس ميقاتي إنما هو للرد على الذين يتهمون رئيس الجمهورية برغبته في الحصول على الثلث المعطل على الرغم من النفي المتكرر الذي صدر ويصدر عن بعبدا وعين الرئيس شخصيا. وأفادت المصادر أن ما من رابط بالتالي بين البيانين مع العلم أن الفارق الزمني بينهما هو عشرة دقائق فقط.
إلى ذلك كشفت عن مواصلة اللواء ابراهيم مساعيه وهو زار أمس قصر بعبدا على أن تتظهر النتيجة قريبا وفهم أنه لا تزال هناك نقطة تحتاج إلى معالجة وتتصل برغبة رئيس الحكومة المكلف بوزارة أساسية مثل الاقتصاد أو الشؤون الاجتماعية وسط معطيات تفيد أن الأخيرة حسمت لمصلحة رئيس الجمهورية.
لكن حصل امس ما لم يكن في الحسبان، حيث جرى سجال غير مباشر ومن دون تسميات بين مكتب الاعلام في قصر بعبدا ومكتب الاعلام للرئيس ميقاتي، الذي اصدر بياناً امس توضيحا للتسريبات التي تتناول اتصالات التشكيل قال فيه: فيما يحرص الرئيس (ميقاتي) على مقاربة عملية تشكيل الحكومة، وفق القاعدة الدستورية المعروفة وبما يتوافق مع مقتضيات المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان، والتي ضاق فيها اللبنانيون ذرعا بالسجالات ويتطلعون الى تشكيل حكومة تبدأ ورشة الانقاذ المطلوبة، يبدو ان البعض مصر على تحويل عملية تشكيل الحكومة الى بازار سياسي واعلامي مفتوح على شتى التسريبات والاقاويل والاكاذيب، في محاولة واضحة لابعاد تهمة التعطيل عنه والصاقها بالاخرين، وهذا اسلوب بات مكشوفا وممجوجا.
واضاف: ان اعتماد الصيغة المباشرة احيانا والاساليب الملتوية احيانا اخرى لتسريب الاخبار المغلوطة ، لاستدراج رد فعل من الرئيس المكلف او لاستشراف ما يقوم به لن تجدي نفعا. إن دولة الرئيس ماضٍ في عملية التشكيل وفق الاسس التي حددها منذ اليوم الاول وبانفتاح على التعاون والتشاور مع فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون، ويتطلع في المقابل الى تعاون بناء بعيدا عن الشروط والاساليب التي باتت معروفة.
وتابع: الرئيس المكّلف يتسلح بالكتمان لتشكيل الحكومة «والحكـِمْ طاحون، وْكل الدّروب بتـْوَدِّي عَ الطـَّاحون». كما ان دولته يجري لقاءات مختلفة لتشكيل الحكومة، ولم يلتزم باي امر نهائي مع احد الى حين اخراج الصيغة النهائية للحكومة، وكل ما يقال عكس ذلك كلام عار من الصحة جملة وتفصيلا».
ولاحقاً صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية بيان رد على متهمي الرئيس عون بالتعطيل عبر الثلث الضامن وجاء فيه: واوضح البيان «إنّ السيد الرئيس، المتمسك اكثر من غيره باحترام الأصول الدستورية لتشكيل الحكومات في لبنان وحتى الأعراف التي نشأت الى جانبها، اعلن اكثر من مرة بأنّه لا يريد، لا بصورة مباشرة ولا بصورة غير مباشرة، الثلث الضامن، ايمانا منه بأن الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان والشعب اللبناني تحتّم على الجميع الارتقاء الى اقصى درجات المسؤولية من اجل المبادرة والإسراع في انقاذ الوطن والشعب».
وقال: انّ السيد الرئيس، الذي اعلن بنفسه هذا الامر امام جميع من فاتحه بالموضوع، من مسؤولين لبنانيين وغير لبنانيين، وهو المعروف عنه ثباته على مواقفه واحترام كلمته، والمدرك حجم المأساة التي يعاني منها اللبنانيون من مختلف المناطق والانتماءات، يكرر دعوته الى الجميع بوجوب عدم الصاق تهمة التعطيل بمقام الرئاسة الأولى ولا بشخص الرئيس، للتعمية على اهداف خاصّة مضلِّلة ما عادت تنطلي على الشعب اللبناني، الذي سئمها. واضاف: ان هذه التعمية التي باتت هواية شبه يومية لدى محترفيها، بدأت تنقلب عليهم. وهم إن احترفوها لفترة، مصوّبين على موقع الرئاسة وشخص الرئيس وصلاحياته الدستورية، ما عادت حتى في خدمة مآربهم.
واكد بيان الرئاسة «ان المطلوب الآن، ليس فقط التوقّف عن استخدام الثلث الضامن شمّاعة والصاق رغبة الحصول عليه من قبل السيد الرئيس، انّما التوقّف عن اعتماد لعبة التذاكي السياسي والخبث الموازي للدهاء، من خلال التغطية على مشاكل داخلية لدى هذا الفريق او ذاك، بما تنطوي عليه من سوء، وترتب عليه من نتائج تفاقم الوضع الذي يعيشه لبنان، عبر سيل مواقف الاتهام وتحليلات الادانة للسيد الرئيس برغبة الحصول على الثلث الضامن، وكلها باتت بدورها مكشوفة المصدر ومن يقف وراء بثها ونشرها وتعميمها».
وفي السياق، وخلافا للتسريبات الاعلامية التي تتحدث عن حصة وزارية للرئيس سعد الحريري في الحكومة المنوي تشكيلها، اكدت مصادر رفيعة المستوى في «تيار المستقبل»، ان هذه التسريبات «لا تمت للحقيقة بأي صلة وهي غير صحيحة، ولم يطلب الرئيس الحريري اي حصة وزارية». وقالت: ان الرئيس الحريري سبق واعلن دعمه تكليف الرئيس نجيب ميقاتي وهو مستمر في دعم جهود الرئيس المكلف لتشكيل حكومة اليوم قبل غد، وجددت المصادر ان كتلة «المستقبل» ستمنح حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الثقة عند تشكيلها دون ان يكون لها اي مطلب.
وبادرت بعبدا إلى الاتصال بالرئيس ميقاتي، للتوضيح بأن بيان مكتب الإعلام لا يقصده، الأمر الذي جعل بعض المراقبين يعتقدون ان مسألة وزارة الاقتصاد غير مستعصية وقابلة للحل، ولا يجوز أن تعيق تأليف الحكومة.
أميركياً، كشف السناتور الأميركي كريس مورفي ان الرئيس عون قال لوفد الكونغرس انه يتوقع تشكيل حكومة بحلول نهاية الأسبوع، مضيفاً اننا نتفهم ان جميع الأطراف ستحتاج إلى تقديم بعض التنازلات لتحقيق ذلك.
وحول استيراد النفط الإيراني قال ميرفي: يمكن ان يجعل هذا الاستيراد لبنان عُرضة للعقوبات، والناقلات الإيرانية فرصة لإيران للاستعراض، وهو حلّ ليس بطويل الأمد لما يُعاني منه الاقتصاد الإيراني. وقال: أعداء واشنطن يتهمونها بأنها تقف في طريق نجاح لبنان وهذا كذب وسنستمر في كوننا أكبر مؤيد ومشجع لهذا البلد، ونحن هنا لمحاولة حث لبنان على اجراء إصلاحات.
وأكّد ان لواشنطن أسباب شخصية وسياسية لدعم نجاح لبنان، ولكي يتمكن من الخروج من هذه الأزمة يحتاج إلى حكومة، كما تحتاج الولايات المتحدة إلى رئيس وزراء للتحدث والتفاوض معه. ورأى انه علينا «ابتكار بعض الطرق للمساعدة على زيادة اجور الجيش اللبناني، ومن غير المقبول ان يتعاضى هذا الجيش اجوراً، أقل من اجور عناصر حزب الله.
وكشف مضمون الرسالة التي حملها الوفد ان الهدف من الزيارة إلى لبنان، هي إذا لم يتم تشكيل حكومة، ولم تعتمد إصلاحات فسيكون إقناع دافعي الضرائب الاميركيين اصعب بمواصلة إرسال الأموال إلى بلد يرفض مساعدة نفسه. وإذا استبعد وجود عقوبات وشيكة على المسؤولين اللبنانيين الآن، معتبرا ان حزب الله مهتم بإبقاء لبنان في أزمة.
تعديل سعر الصرف
مالياً، علم ان النقاشات بين أعضاء لجة المال النيابية ومصرف لبنان، أفضت إلى الاتفاق على ان سعر صرف الدولار وفقا لاموال المودعين على أساس 3900 لم يعد يتلاءم مع ارتفاع سعر صرف الدولار، في ضوء الدراسات التي أجراها المصرف. وطلب رئيس لجنة المال النيابية النائب إبراهيم كنعان استلام الدراسات قبل نهاية أيلول الجاري موعد تجديد أو تجديد العمل بالتعميم 151 الخاص بالسحوبات على أساس 3900 ليرة لكل دولار في حساب المودعين.
وقال كنعان: بعد الجلسة ليس لدينا أي اقتراح جامد لسعر الصرف بل نسأل لماذا اعتماد سحوبات الـ3900 منذ نيسان 2020 وحتى اليوم، علماً ان دولار السوق السوداء يواصل ارتفاعه. والمطلوب تحديد حجم السحوبات الشهرية ولكن مع إعطاء المودع سعر صرف أفضل. وتابع: الحكومة بشخص وزير المال مع تعديل سعر الصرف للسحوبات الشهرية للمودعين والأجواء جدّية ولجنة المال تدفع في اتجاه الحفاظ على الحد الأدنى من حقوق الناس. واشار الى ان: المودع اللبناني هو من يدفع ثمن استمرار ارتفاع سعر الصرف في السوق السوداء وهو ما لا يجب أن يستمر.
وتوازياً، عقد نقباء المهن الحرة بدعوة من نقيب المهندسين في بيروت المهندس عارف ياسين اجتماعا في مقر نقابة المهندسين، وذلك استكمالا للاجتماع الذي عقد في نقابة أطباء لبنان في 25 آب الماضي، وأفاد بيان أن «المجتمعين بحثوا في الشؤون المتصلة بالوضع العام في لبنان، وتصرف المصارف اللبنانية غير القانوني حيال مدخرات وودائع وايداعات وسحوبات المودعين، لا سيما نقابات المهن الحرة».
وأشار إلى أنه « تم خلال اللقاء، الاتفاق على العمل على خطة عمل وطنية ونقابية شاملة للتصدي للوضع اللبناني الكارثي، والسعي إلى خرق الأفق المسدود الذي يجثم على صدور الناس». ولفت إلى أن «الوضع اللبناني الراهن بلغ مرحلة الانحلال والتفكك، ولا يمكن مواجهته الا بحل شامل وجذري يبدأ بتشكيل حكومة إنقاذية، خصوصا بعدما أصبح الشعب رهينة متولي السلطة وأصحاب المصارف والمحتكرين مصاصي الدم». وأكد «تصعيد المواجهة ضد سلوك المصارف تجاه نقابات المهن الحرة والمودعين عموما، من خلال فرض نسب مئوية هي خوة منظمة، على إيداعات وسحوبات النقابات والناس، ومتابعة الإجراءات القانونية والقضائية كافة حيال هذا التدبير غير القانوني».
المحروقات والخبز مجدداً
فيما استمرت ازمة شح البنزين وفقدان البنزين الذي بيعت صفيحته امس في السوق السوداء ما بين 250 و300 الف ليرة، أكدت «وكالة أنباء فارس» امس، «أن الباخرة الإيرانية المحملة بالمازوت دخلت المياه الإقليمية السورية أمس الاول الأربعاء، وستفرغ حمولتها في سوريا (الارجح في ميناء بانياس) لتنقل لاحقا بالصهاريج إلى لبنان. ليعود الإعلام الإيراني فيتراجع ويقول إن ناقلة النفط إلى لبنان سترسو في سوريا اليوم. وأكّد سفير إيران في لبنان جلال فيروزينا ان السفن الإيرانية ستصل إلى لبنان، وان بلاده لن تقبل من أي دولة إقليمية أو دولية أن تقف بوجه قرارها تقديم المساعدة.
وفي السياق، قال رئيس اتحادات ونقابات قطاع النقل البري بسام طليس أنه «في حال أقِرّت كلّ الإجراءات والتزمت الحكومة تعهداتها، فإن تعرفة «السيرفيس» الرسمية ستصبح 10 آلاف ليرة، شرط إصدار مرسوم يلزم الحكومة بدعم صفيحتيْ البنزين والمازوت للسائقين العموميين». واعلن الاتفاق على دعم قطاع النقل بصفيحة بنزين يومياً بسعر مئة الف ليرة وسبعين الف للسيارات والفانات العاملة على المازوت.
على صعيد الرغيف، أشار رئيس تجمع المطاحن أحمد حطيط، إلى أنه «لم يتم تسليم المازوت بالكمية المطلوبة»، لافتاً إلى أن «المطاحن لا يمكن أن تنتظر كثيراً لكي تأتي المحروقات». وأكد «أننا نقوم بتنسيق دائم مع وزارة الإقتصاد، ونصل غالباً إلى حلول وذلك لكي لا يشعر المواطن بأن هناك زعزعة في العلاقة بيننا». وأوضح أن «الحلول التي تعطى لبعض القطاعات لا يمكن إعتمادها في المطاحن، وإقترحنا أن يتم تسعير الخبز على السعر غير المدعوم، ولكن لم نصل إلى قرار نهائي بعد».
ولفت حطيط، إلى أن «سعر المازوت غير المدعوم الذي يشترى هو بنحو 220 ألف ليرة، لذلك سيزيد سعر الطحين نحو 10%، عند رفع الدعم»… من جهته، اعلن مدير عام الحبوب والشمندر السكري في وزارة الإقتصاد جرجس برباري أن «لا يمكن القول أن هناك أزمة طحين، فالكمية التي تتسلمها البلاد ما زالت تأتي كالمعتاد»، مشيراً الى ان لبنان يستورد شهرياً حوالي 50 ألف طن. وكشف برباري أن «هناك إجتماعا بين وفد من الأفران ومستشار رئيس الحكومة حسين قعفراني في الوزارة»، لافتاً إلى «أنه لا يعتقد أن الدعم سيرفع».
604409 إصابة
صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 1121 اصابة جديدة بفايروس كورونا و9 حالات وفاة في الساعات الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 604409 اصابة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2021..
البناء
طالبان تعلن الشراكة الاقتصادية مع الصين… و3 قواعد أميركية قيد التفكيك شرق سورية
الإحباط الحكومي: ليست رمانة بل قلوب مليانة… أم اشتدّي أزمة تنفرجي؟
مبادرة اللواء إبراهيم مستمرة… والعقد مستمرة… والانتظار مستمرّ لآخر الأسبوع
صحيفة البناء كتبت تقول “لا تزال تداعيات الزلزال الأفغاني تشكل مصدر الإيقاع الأول للأحداث على المسرح الدولي والإقليمي، فأوروبا لا تزال مستغرقة في ذهول الصدمة ومحاولة استيعاب نتائجها، كما تقول مصادر دبلوماسية تابعت اجتماعات وزراء الخارجية والدفاع في الدول الأوروبية الذي بدأ في سلوفينيا، وبحث مشروع تشكيل قوة أوروبية مستقلة للتدخل على مسارح الأحداث العالمية، وشهد إجماعاً على الشعور بالخيبة من تولي واشنطن قيادة العمل العسكري المشترك عبر حلف الناتو ومن خارجه طوال الأعوام الثلاثين التي أعقبت تفكك الاتحاد السوفياتي، بينما وصف الخبراء الأميركيون المواقف الأوروبية انتفاضة شرف مؤقتة سرعان ما تتبدّد مع العجز عن فرض تعديل في مسار الأحداث الدولية، فما ينتقده الأوروبيون ويصفونه بالانهزام الأميركي هو ثمرة متغيّرات دولية عجزت واشنطن عن احتوائها، فكيف تتولى أوروبا التعامل معها منفردة، ويتوقع الخبراء الأميركيون عودة أوروبية هادئة لمعادلة الناتو والقيادة الأميركية، لأنّ القدرات هي التي تقرّر وليست الرغبات.
بالتوازي بدأ المشهد الأفغاني يتبلور على خلفية نهاية الحقبة الأميركية والغربية، فمع الاستعداد للإعلان عن الحكومة الجديدة في كابول بقيادة طالبان، وبدء المعركة مع جماعة أحمد مسعود في بانشير، حيث تجمع مناصرو الحكم السابق، أعلن الناطق الرسمي بلسان طالبان ذبيح الله مجاهد أولى الوجهات الحاسمة في الخيارات الكبرى للحكومة الجديدة، باعتبار الصين الشريك الاستراتيجي المقبل لأفغانستان، فقد قال مجاهد لصحيفة “لاريبوبليكا” الإيطالية إنه “بعد انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، ستعتمد الحركة بصورة أساسية على الأموال الآتية من الصين”، وأضاف مجاهد “الصين شريكنا الأكثر أهمية وتمثل فرصة أساسية واستثنائية لنا، لأنها على استعداد للاستثمار وإعادة بناء دولتنا». وأوضح مجاهد «أن طريق الحرير الجديد يحظى بتقدير بالغ من جانب حركة طالبان»، وقال مجاهد «بلادنا غنية بمناجم النحاس، التي بفضل الصينيين، يمكن أن تعود للعمل والتحديث. إضافة لذلك، تعدّ الصين منفذنا للأسواق في جميع أنحاء العالم».
في المنطقة سجلت مصادر عسكرية مشهد الحسم لصالح الجيش السوري في المنطقة الجنوبية، بوجه الجماعات المسلحة التي كانت تعتبر الوجود العسكري الأميركي في قاعدة التنف ظهيراً يمنع تعرّضها للهجوم، من دون أن تظهر أي إشارة لحركة أميركية تتخطى البيان الذي صدر عن رتبة سفير لدى دمشق مقيم في واشنطن، بينما سجلت مصادر أمنية إخلاء القوات الأميركية ثلاثة قواعد عسكرية في منطقة شرق سورية، ففي محافظة دير الزور أخليت قاعدة في منطقة حق عمرو قرب آبار النفط، وفي محافظة الحسكة تمّ إخلاء قاعدة قرب منطقة القامشلي في منطقة تل البيد، وكذلك في محافظة الحسكة أخليت قاعدة ثالثة في منطقة قصرك جنوب القامشلي.
لبنانياً كان المشهد سوريالياً في المسار الحكومي، بعد ساعات من الانتظارات امتلأت بتوقعات ولادة الحكومة في اجتماع افتراضي مرتقب بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، وفجأة قبيل حلول الموعد الافتراضي المرتقب صدر بيان ناري عن الرئيس ميقاتي يستهدف رئيس الجمهورية ويحمّله مسؤولية التعطيل ويتحدث عن أكاذيب، ليأتيه ردّ ناري مشابه من بعبدا يتهمه بالتذاكي والخبث، ليتمّ في المساء تبادل التوضيحات حول أنّ أياً من الرئيسين لم يقصد الآخر في بيانه، ويؤكدان لبعضهما مواصلة التشاور والسعي لتشكيل الحكومة.
المصادر المتابعة للمسار الحكومي تقول إنّ ما جرى أمس انطلاقاً من مبادرة الرئيس ميقاتي لبيانه التصعيدي جاء بحصيلة اعتقاد ميقاتي بأنّ حملة يروّجها الفريق الرئاسي للإيحاء بأنّ أمر الحكومة انتهى، لاستثمار الضغط النفسي على ميقاتي لحلّ غير ناضج لما تبقى يتمّ خلاله تمرير الثلث المعطل تمويهاً، تحت شعار أنّ الناس موعودة بالحكومة خلال ساعات ولا شيء يستحقّ المزيد من الانتظار، فأراد الانتفاض على هذا السياق والتقاط الأنفاس لإبقاء البحث على نار هادئة حتى ينضج كل شيء كما يجب، وتقول المصادر إنّ الرئيس ميقاتي يتهم الفريق الرئاسي بتسريب أسماء متفق عليها لاستدراج اعتراضات تتيح إعادة البحث بها، وأسماء غير متفق عليها لاستدراج حملات تشكيك بالرئيس ميقاتي بين حلفائه، بينما جاء ردّ الفريق الرئاسي على ميقاتي يستهدف رؤساء الحكومات السابقين الذين يتهمهم بالتبديل والتعديل في مواقف ميقاتي، متحدثاً عن تفاهمات جرى التراجع عنها وتعقيدات يجري اختراعها وتردّد وتباطؤ، وتقول المصادر إنّ حادث التصادم بين الرئيسين وفريقيهما، يقع بين معادلتي «ليست رمانة بل قلوب مليانة»، واشتدّي أزمة تنفرجي، فالمساعي التي يقودها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لا تزال مستمرة، لكن العقد مستمرة أيضاً، والمهلة حتى آخر الأسبوع ستكشف حجم الفرصة المتاحة لولادة الحكومة.
وتبدّدت الأجواء الإيجابية التي استمرت من فترة الصباح حتى ما بعد ظهر الأمس لتحل محلها الأجواء السلبية، ويعود التوتر على خط العلاقة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف اللذين استحضرا حرب البيانات المباشرة بعدما استخدما سلاح المصادر أول من أمس.
وبعد مساعٍ حثيثة وزيارات متتالية قام بها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى بعبدا ومبنى «بلاتينوم» مقر إقامة الرئيس المكلف استمرت إلى ما بعد ظهر الأمس في محاولة لتذليل آخر العقد، كانت المفاجأة بأن عون تمسك بحقائب الاقتصاد والشؤون الاجتماعية والطاقة بحسب ما أكدت مصادر مطلعة لـ»البناء»، فيما رفض ميقاتي أن تكون هذه الحقائب الثلاث بيد طرف معيّن فضلاً عن أن نيل رئيس الجمهورية هذه الحقائب الثلاث سيمنحه الثلث المعطل. وكشفت المصادر عن تجدد الخلاف في وجهات النظر بين عون وميقاتي حول عدد من الحقائب لا سيما حقيبة العدل». وأوضحت مصادر أخرى لـ»البناء» أن «الصعوبة تكمن في أن أي تعديل في حقيبة تنسف الصيغة برمّتها وتفرض العودة إلى إعادة النظر بالحقائب نظراً لدقة التوازنات الطائفية والحزبية، في ظلّ سعي الطرفين إلى تحصيل أكبر حصة ممكنة في الحكومة، لوجود قناعة لدى الجميع بأنها آخر حكومة في عهد الرئيس عون وستفصل في الملفات والقضايا الأساسية المختلفة في الداخل والخارج».
وعلى رغم المناخ السلبي الذي طغى على المفاوضات الحكمية، إلا أنّ مصادر «البناء» استبعدت إقدام ميقاتي على الاعتذار، مؤكدة أنّ المشاورات والمساعي مستمرة ولن تقفل الأبواب نهائياً، وهناك جولة جديدة من المفاوضات قد تفضي إلى حكومة في نهاية المطاف.
وفي ختام يوم مشاورات طويل أكد المكتب الإعلامي لميقاتي أن «البعض مصر على تحويل عملية تشكيل الحكومة إلى بازار سياسي وإعلامي مفتوح على شتى التسريبات والأقاويل والأكاذيب، في محاولة واضحة لإبعاد تهمة التعطيل عنه وإلصاقها بالآخرين، وهذا أسلوب بات مكشوفاً وممجوجاً»، ولفت إلى أن «اعتماد الصيغة المباشرة أحياناً والأساليب الملتوية أحياناً أخرى لتسريب الأخبار المغلوطة، لاستدراج رد فعل من الرئيس المكلف أو لاستشراف ما يقوم به لن تجدي نفعاً». وأكد البيان أن ميقاتي «ماض في عملية التشكيل وفق الأسس التي حددها منذ اليوم الأول وبانفتاح على التعاون والتشاور مع فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون، ويتطلع في المقابل إلى تعاون بناء بعيداً من الشروط والأساليب التي باتت معروفة»، مضيفاً أن «الرئيس المكّلف يتسلح بالكتمان لتشكيل الحكومة «والحكـِمْ طاحون، وْكل الدّروب بتـْوَدِّي عَ الطـَّاحون»… مكتب الرئيس ميقاتي ينفي هذا الأمر كما أن دولته يجري لقاءات مختلفة لتشكيل الحكومة، ولم يلتزم بأي أمر نهائي مع أحد إلى حين إخراج الصيغة النهائية للحكومة، وكل ما يقال عكس ذلك كلام عار من الصحة جملة وتفصيلاً».
في المقابل رد مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية على بيان ميقاتي ببيان تصعيدي بالقول: «كثرت في الأونة الأخيرة وبوتيرة تصاعدية، أصوات مسؤولين وسياسيين، وأقلام منسوبة تارة إلى مصادر ومتلطية طوراً وراء خلفيات باتت ممجوجة، عبر مواقف استنسابية وتحليلات غير مستندة إلى أساس صحيح، لتصّب في هدف واحد وهو إلصاق سبب التأخير في تشكيل الحكومة العتيدة إلى رغبة أو إصرار أو مطلب لدى السيد رئيس الجمهورية بالحصول على الثلث الضامن في الحكومة، لكي يوافق عليها ويوقّع على مراسيم تشكيلها». وأكد بأن رئيس الجمهورية «لا يريد بصورة مباشرة ولا بصورة غير مباشرة، الثلث الضامن»، ودعا الجميع إلى «عدم إلصاق تهمة التعطيل بمقام الرئاسة الأولى ولا بشخص الرئيس، للتعمية على أهداف خاصّة مضلِّلة ما عادت تنطلي على الشعب اللبناني، الذي سئمها». كما أكد بيان الرئاسة الأولى أن «الشعب اللبناني أصبح على قناعة أنّ هذه التعمية إنما عرّت الأهداف الحقيقية لأصحابها وهي تقوم على:
– عدم الرغبة بتأليف حكومة تتولى مجتمعة مهام السلطة التنفيذية،
– وتالياً عدم القيام بالإصلاحات الضرورية المطلوبة،
– ورفض مكافحة الفساد وملاحقة المفسدين،
– وضرب مصداقية الدولة ومؤسساتها بعدما ثابروا على قضمها وتحويلها مطيّة لمآربهم،
– والأخطر من كل ذلك، تجويع اللبنانيين والإمعان في إفقارهم».
وأضاف «إن المطلوب الآن، ليس فقط التوقّف عن استخدام الثلث الضامن شمّاعة وإلصاق رغبة الحصول عليه من قبل السيد الرئيس، إنّما التوقّف عن اعتماد لعبة التذاكي السياسي والخبث الموازي للدهاء، من خلال التغطية على مشاكل داخلية لدى هذا الفريق أو ذاك، بما تنطوي عليه من سوء، وترتب عليه من نتائج تفاقم الوضع الذي يعيشه لبنان، عبر سيل مواقف الاتهام وتحليلات الإدانة للسيد الرئيس برغبة الحصول على الثلث الضامن، وكلها باتت بدورها مكشوفة المصدر ومن يقف وراء بثها ونشرها وتعميمها».
ونفت مصادر قصر بعبدا لقناة المنار أن يكون البيان الصادر عن الرئاسة الأولى موجهاً لرئيس الحكومة المكلف والبيان لا يقصده بل يقصد من يتهمون رئيس الجمهورية بأنه يطالب بالثلث المعطل. كما علمت المنار بأن «هذا التوضيح قدم مباشرة لميقاتي حيث تم التواصل مباشرة بين القصر الجمهوري وميقاتي». وأوضحت المصادر أن «العقدة المتبقية ليست بالعقدة المستعصية أو المستحيلة الحل، ويجب أن تتواصل المساعي الإبراهيمية (مساعي مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم) من حيث نهايتها».
ولفتت المصادر إلى أن «تعثر عملية التواصل بين بعبدا وميقاتي يجب أن يتوقف ويجب أن يتابع اللواء إبراهيم مسعاه لتذليل آخر العقد لتكون هناك حكومة في لبنان قبل يوم الأحد، لكن الحذر مطلوب، كما وردود الفعل عليهما، توضح بأن الأرضية غير ثابتة في لبنان والعبرة بالخواتيم، وإن لم ينجح إبراهيم بمساعيه فمن الصعب جداً أن نكون أمام حكومة في لبنان في الأيام المقبلة».
وفيما أفيد بأن الرئيس سعد الحريري نال حصة وزارية في الحكومة المنوي تشكيلها، أكدت مصادر رفيعة في «المستقبل» أن «هذه التسريبات لا تمت للحقيقة بأي صلة وهي غير صحيحة، ولم يطلب الرئيس الحريري أي حصة وزارية»، وقالت إن «الحريري سبق وأعلن دعمه تكليف الرئيس ميقاتي وهو مستمر في دعم جهود الرئيس المكلف لتشكيل حكومة اليوم قبل الغد، وجددت المصادر أن كتلة المستقبل ستمنح حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الثقة عند تشكيلها من دون أن يكون لها أي مطلب».
وشن الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري هجوماً عنيفاً على عون داعياً إياه إلى الاستقالة وقال «السيد الرئيس_المغيب. رحيلك بات حاجة ملحة للبلاد والعباد. رأفةً بك وبنا لعلك تترك ذكرى تترحم بها الناس عليك». ما استدعى رداً من نائب رئيس التيار الوطني الحر مي خريش عليه. وكتبت على «تويتر»: يا أحمد اتّقِ الله في ما تقول… كلام السوء بيزغرك… وللأسف حوّلتو انت وتيارك الشتيمة لَـ label خاص فيكن… الشتيمة ما بتخبي مأزقكن… على فكرة، ناطرين بشوق عودة الرئيس الطائر إلى تراب الوطن من جولات السمسرة في بلاد الله الواسعة… من بعد جولتو السياحية بالعلمين»!
وفيما وصلت باخرة النفط الإيرانية إلى المياه الإقليمية السورية وتعمل على تفريغ حمولتها في مرافئ على الساحل السوري تمهيداً لنقلها إلى لبنان عبر صهاريج إلى البقاع قبل نهاية الأسبوع ليبدأ التوزيع على القطاعات الأكثر أولوية بحسب مصادر مطلعة لـ»البناء»، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين مطّلعين تأكيدهما أنّ أول شحنة محروقات إيرانية ستصل إلى لبنان بشاحنات عبر سورية «لتجنّب التعقيدات المتعلقة بالعقوبات». وأبلغ أحد المصدرين «رويترز» أنّ اختيار استقبال السفينة عبر سوريا «لا يتّصل بأيّ مخاوف من استهدافها من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة لكن لاعتبارات داخلية تتعلق بعدم الرغبة في توريط أيّ حلفاء»، من جهة أخرى أشار المصدران إلى أنّ الشحنة ستصل إلى ميناء سوري ثم تنقل بشاحنات إلى لبنان على أن تكون الأولوية لنقل المازوت إلى المستشفيات لتشغيل المولدات.
في المقابل أعلن السفير الإيراني في لبنان محمد جلال فيروزنيا أن «الجمهورية الإسلامية في إيران لن تسمح لسياسة الولايات المتحدة الأميركية التي تقوم على تجويع الشعوب أن تحقق أهدافها، ونحن إلى جانب الشعب اللبناني ضد السياسة الأميركية بتجويعه، هذه العملية تدل على الموقف الأكيد لسياسة إيران تجاه دول المنطقة». وشدد فيروزنيا على أن «إيران لن تسمح لأي جهة إقليمية أو دولية بمنع السفن الإيرانية من الوصول إلى لبنان، والبواخر ستصل إلى الشعب اللبناني بكل تأكيد، أما عن كيفية الوصول والتفاصيل الأخرى فهذا ليس من شأن الجانب الإيراني بل المعنيين في لبنان». وكشف فيروزنيا إلى أنه «قدمنا سابقاً استعدادنا لمساعدة الجيش اللبناني ونفس الاستعداد موجود اليوم، ولكن يبدو أن هناك جهة خاصة تمنع تجاوب الحكومة اللبنانية مع هذه الاقتراحات».
في غضون ذلك، لم تسجل الأزمات حلحلة حتى الساعة مع استمرار طوابير السيارات أمام محطات المحروقات فيما عملت القوى الأمنية إلى إزالة السيارات المركونة أمام المحطات ليلاً في عدد من المناطق لما تسببه من زحمة سير خانقة في النهار وإشكالات على أفضلية التعبئة، ورجحت مصادر حكومية لـ»البناء» أن تشهد أزمة المحروقات والكهرباء حلحلة ملحوظة بدءاً من الأسبوع المقبل، مع بدء وصول صهاريج المازوت الإيراني إلى لبنان، إضافة إلى وصول الدفعة الأولى من الفيول العراقي. وأفادت المصادر بأن عملية تخزين واحتكار المحروقات مستمرة على رغم مداهمة القوى الأمنية للمحطات ومستودهات التخزين لدى المواطنين، وفي هذا السياق، أشارت معلومات إلى أن مدعي عام البقاع القاضي منيف بركات ادّعى على إبراهيم ومارون الصقر بجرائم الاحتكار والتخزين وتبييض الأموال، والتي تصل عقوبتها إلى 7 سنوات حبس، وذلك سنداً للمواد 363 و685 و770 عقوبات والقانون 2005/659 مكافحة الاحتكار والغش والقانون 20415/44 مكافحة تبييض الأموال». كما أفادت بأن قاضي التحقيق الأول في البقاع أماني سلامة أصدرت مذكرة توقيف وجاهية بحق مارون الصقر وتمهل وكلاء إبراهيم الصقر لتقديم دفوع شكلية خلال 10 أيام وتحدّد جلسة في الملف في 30 أيلول 2021.
على صعيد قضائي آخر، أصدرت قاضي التحقيق لدى المحكمة العسكرية نجاة أبو شقرا قرارها الظني في جريمة كفتون التي وقعت بتاريخ 24/8/2020 في بلدة كفتون ـ قضاء الكورة، وأدّت إلى استشهاد ثلاثة شبان من أبناء البلدة، وهم الشهداء القوميون الاجتماعيون فادي سركيس وعلاء فارس وجورج سركيس.
وورد في متن القرار الظني شرح كامل ومفصل عن مجريات الجريمة وخلفياتها والأسماء المتورطة. ومما جاء في القرار: «بتاريخ 21/8/2020، المصادف يوم جمعة، دخلت سيارة نوع هوندا من دون لوحات بلدة كفتون، على متنها أربعة أشخاص، أقدموا عند الساعة 22,30 على قتل ثلاثة رجال من أهالي البلدة مستخدمين أسلحة حربية غير مرخصة، هم الشرطي البلدي فادي أديب سركيس وعلاء نخلة فارس وجورج وليم سركيس، وهي الجريمة التي باتت تعرف باسم «جريمة كفتون».
المصدر: صحف