وفقاً لدراسة حديثة نشرها القسم الصحي بوكالة رويتر، أنه إذا تلقى أحد مستخدمي الأسرة في مستشفى ما المضادات الحيوية، فإن المريض التالي الذي سيستخدم ذلك السرير، ترتفع مخاطر إصابته بعدوى الإسهال المُعدي.
يتسبب الإسهال الناتج عن الإصابة بالتهاب القولون الغشائي أو ما يعرف ببكتيريا “المطثية العسيرة” في وفاة 27 ألف حالة سنوياً بين مرضى مستشفيات الولايات المتحدة، فيما كان الأكثر عرضة للإصابة، أولئك الذين يتناولون المضادات الحيوية.
يقول واضعو الدراسة أن المضادات الحيوية تتسبب في اضطراب البكتيريا الطبيعية المفيدة بالأمعاء، وهو ما يسمح بتمكن عدوى “المطثية العسيرة” من الجسم. وتظهر الدراسة الحديثة التي نُشرت في مجلة جاما للطب الباطني، أن “المضادات الحيوية التي يتجرعها أحد المرضى قد تغير مكونات البيئة المكروية المحيطة، بما يعرض المرضى الآخرين لخطر الإصابة بعدوى “المطثية العسيرة”.
وقال د.دانيال فريدبرج (رئيس فريق البحث، بالمركز الطبي لجامعة كولومبيا في نيويورك) “أظهرت دراسات أخرى أن المضادات الحيوية تتصف بسلوك القطيع، أي أن لها القدرة على التأثير حتى على أولئك الذين لم يتناولوها”.
فحص د.فريدبيرج وزملاؤه أكثر من 100 ألف زوجاً من المرضى الذين شغلوا بالتتابع نفس السرير، في أربع مستشفيات مختلفة بين 2010 و2015، مستبعداً من عينة الدراسة كل من المرضى المصابين بعدوى “المطثية العسيرة” من قبل أو المرضى الذين استخدموا نفس السرير من قبل لمدة تقل عن 24 ساعة، أصيب أكثر من 500 مريض، أي ما يعادل أقل من 1% من عينة الدراسة، بعدوى “المطثية العسيرة” الحادة، كمستخدم تال لسرير المستشفى، بينما ارتفعت نسبة التعرض للإصابة إلى 22%، عندما كان المريض السابق يتناول المضادات الحيوية. ولم ترتبط العوامل الأخرى المتعلقة بالمريض السابق -الذي استخدم نفس السرير- بخطر الإصابة ببكتيريا “المطثية العسيرة”.
صرح د.فريدبيرج ، أن المرضى قد يحملون بكتيريا “المطثية العسيرة” دون ظهور أي أعراض لها، ولكن عندما يتناول أولئك المرضي -الذي تحتوي أجسادهم على البكتيريا- المضادات الحيوية، تنتشر بكتيريا “المطثية العسيرة” في البيئة الميكروبية في الأمعاء، وتبدأ في صنع المزيد من الأبواغ، ما يعني مزيداً من الأبواغ على السرير، والطاولة التي بجانبه والأرضية وكافة الأماكن الأخرى، يضيف أن “المريض التالي الذي يدخل الغرفة، أكثر عرضة لخطر الإصابة ببكتيريا المطثية العسيرة، إذ إنه ليس من السهل تعقيم الغرفة أو السرير بين المريض والآخر، بسبب الصعوبة البالغة للقضاء على تلك البكتيريا، إذ لابد أن تنقع في سوائل التنظيف التي تحتوي على مواد للتبييض لوقت كاف”.
وقال كيفين براون من كلية دالا لانا للصحة العامة بجامعة تورنتو، والذي لم يكن ضمن أعضاء هذه الدراسة، إن حوالي نصف المرضى في مستشفيات الرعاية الحادة يتناولون المضادات الحيوية يومياً، وأشار إلى أنه “قد يكون هناك عدد كبير من المرضى المتورطين في نشر العدوى، و أشار إلى مساهمة المرضى الآخرين الذين يتناولون المضادات الحيوية في زيادة مخاطر الإصابة بالعدوى.
كما أوصى د.فريدبيرج الأطباء والمرضى قائلاً “يجب تجنب المضادات الحيوية في الحالات التي لا تتطلب ذلك، إذ إنه في كثير من الأحيان توصف المضادات الحيوية دون أعراض واضحة”.
وقال جاك جلبيرت من مختبر أرجون الوطني في إلينوي، وهو ليس أحد أعضاء هذه الدراسة الحديثة، إنه “يعتقد أن هذا الدليل لابد أن يؤخذ على أنه مجرد علاقة يجب أن تخضع لمزيد من الدراسة، فعلى الرغم من الإغراء الذي يكتنفه استخدام هذه النتائج لأجل تغيير السياسات، تظل هناك الكثير من الشكوك والتساؤلات، ما يجعلنا لا ننصح بخطو هذه الخطوة”.
المصدر: هافينغتون بوست