بينَ جدولِ اسعارِ المحروقاتِ المفقودةِ وجدولِ مواعيدِ انتاجِ الحكومةِ الموعودة، يقفُ اللبنانيونَ في طوابيرِ الانتظار.
وان كانت الايجابيةُ لا تزالُ سمةَ المشهدِ الحكومي – اِن سابقَ المعنيونَ الوقت، فهي لا تَعني الاستغراقَ او الاستسلامَ للتفاصيلِ وتراكماتِها، لانَ الشياطينَ المتربصينَ باللبنانيينَ وحكومتِهم قد ينالونَ منها.
لم يَحضُر الرئيسُ المكلفُ نجيب ميقاتي الى قصرِ بعبدا اليومَ لانه لم يكن هناكَ اتفاقٌ اصلاً على اللقاء، فكانَ التواصلُ بينَ الرئاستينِ عبرَ المساعدين، وما توصلوا اليه الى الآنَ هو الاتفاقُ على التوزيعِ الطائفي لاغلبِ الحقائب، والنقاشُ لا يزالُ عندَ الاسماء، فيما تؤكدُ مصادرُ متابعةٌ للتأليفِ استمرارَ المساعي لانجازِ حكومةٍ قريباً، من دونِ ان تَضرِبَ موعداً نهائياً لذلك..
وكذلك جداولُ اسعارِ المحروقاتِ التي تُحرقُ اعصابَ اللبنانيينَ وايامَهم، فالجميعُ بانتظارِ اتفاقِ وزارةِ الطاقةِ ومصرفِ لبنانَ على جدولٍ يحددُ على ايِّ سعرٍ للدولارِ ستكونُ الاعتماداتُ، لتتمكنَ البواخرُ الراسيةُ في عُرضِ البحرِ من تفريغِ حمولتِها بما يحملُ تخفيفاً ولو قليلاً للشُحِّ المميتِ، الذي يصيبُ مصادرَ الطاقةِ في لبنان، وبلا طاقةٍ يعملُ البعضُ وكأنَ لا شيءَ تغيّر، رغمَ معاناةِ الناسِ وصرختِهم التي بَحَّت حناجرَهم واَثقلت كاهلَهم، ولا مَن يرى حالَ الناس. وفيما يُعمِّقُ بعضُهم المأساةَ عبرَ تخريب وتعطيلِ ما تبقَّى من قدرةٍ لدى كهرباءِ لبنان، يُبحرُ آخرونَ في السوقِ السوداءِ مدَعَّمينَ بالمخزونِ الكبيرِ الذي تقبضُ عليه مخازنُ الشركاتِ المستوردةِ وبعضُ محطاتِ التوزيع، وليس متاحاً الا لاصحابِ القلوبِ والعقولِ السوداء.
ومعَ الوجعِ الـمُوزَّعِ على كلِّ ارجاءِ الوطن، شَيَّعَت عكارُ اليومَ شهداءَ فاجعةِ التليل، من دونِ ان يَعتبِرَ احدٌ من خطورةِ ما جرى، فخزاناتُ المازوتِ والبنزينِ المحجوبِ عن المواطنينَ، مخبَّأةٌ على امتدادِ الاراضي اللبنانية..
على امتدادِ العالم يُحيي المسلمونَ غداً عاشوراءَ الامامِ الحسينِ عليه السلام، وفي لبنانَ يَعتلي سماحةُ الامينِ العامّ لحزبِ الله السيد حسن نصرالله منبرَ جدِّه في ليلةِ العاشرِ ويومِه، مجدّداً العهدَ والولاءَ لسيدِ الشهداء، ومتناولاً الكثير من التطوراتِ المتزاحمةِ في لبنانَ والمنطقة..
المصدر: قناة المنار