عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الأسبوعي ودرست الأوضاع السياسية في لبنان، واصدرت بيانا قالت فيه: “تتداعى الحوادث في لبنان وسط تفجيرات متنقلة بين المناطق اللبنانية ناتجة إما من مخطط مدروس برعاية أميركية عقب الزيارة المشبوهة لمدير الـCIA وليام بيرنز للبنان، أو من أن الناس، ونتيجة عدم تحمل الأوضاع، خرجت عن السيطرة وتداخلت الأمور ببعضها، والأرجح أن للأمرين معا هذا الوضع سيؤدي حتما إلى إنفجار الوضع الأمني وسط تراخ في المعالجات شهدناه أمس في الضاحية الجنوبية بحيث لم يتعامل الجيش بحزم مع المشاغبين واللصوص الذين أطلقوا النار عليه وعلى ممتلكات الناس الأبرياء وروعوا الأهالي في منطقة باتت تتحكم فيها شريعة الغاب، وكل ذلك يترافق مع تأجيلات غير مبررة وغير مقبولة لتأليف الحكومة وكأن الناس يعيشون في جنة عدن ولا مانع من أن يتأخر التأليف حتى يشبع السياسيون نهمهم للسلطة ويأخذ كل واحد منهم قطعة من جسد هذا الوطن الآيل الى السقوط والانهيار، وهذا ما يجعلنا في تجمع العلماء المسلمين نعلن وبكل وضوح أن الجميع ممن هم في موقع اتخاذ القرارات في تأليف الحكومة مطالبون أمام الله والضمير الإنساني والوطن إذا لم يبادروا إلى تأليفها اليوم قبل الغد ونحن لا نعتبر أن المسؤولية عند احدهم أكثر منها عند الآخر، فالجميع يتحمل المسؤولية عن التدهور الحاصل في الوطن”.
وأعلن التجمع “أمام الوضع المتأزم ادانته الحوادث الأمنية والتفلت الذي حصل أمس في منطقة الكفاءات في الضاحية الجنوبية”. واعتبر أن “هيبة الجيش أصبحت على المحك إن لم يبادر وبسرعة إلى فرض الأمن بالقوة واعتقال كل من اعتدى عليه وعلى الأهالي وممتلكاتهم، خصوصا مع ورود معلومات عن أن قائد القوة هناك يتعامل مع الموضوع وكأنه شيخ عشيرة يفاوض عشيرة أخرى لا كمسؤول يجب عليه حفظ النظام. وهذا نضعه برسم قائد الجيش الذي حاولنا الاتصال به أمس ولم نوفق”.
ودعا الى الإسراع في تأليف الحكومة، وقال: “فليعلم كل المعنيين بالتأليف أن المواطن لم يعد يهمه حصة من أكبر أو أفضل، بل هو يريد حكومة كيفما كان كي تتولى معالجة الأزمة ومفاوضة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لجلب المساعدات، وإن استمر هؤلاء بالتأخير فسيلعنهم الله والتاريخ”.
وطالب التجمع “حكومة تصريف الأعمال بشخص رئيسها الدكتور حسان دياب باتخاذ القرارات التي تسهل استيراد المحروقات والأدوية والدعوة الى اجتماع عاجل لمجلس الوزراء لدرس سبل تحقيق ذلك، والتذرع بالدستور أنه لا يسمح بذلك رد عليه كل فقهاء الدستور بأن الوضع استثنائي يفرض عقد مجلس الوزراء وإذا لم يفعل ذلك فهو مقصر بأداء واجباته في تصريف الأعمال وسيتحمل مسؤولية تاريخية بسبب هذا التخاذل”.
واستنكر “استمرار العدو الصهيوني في خرق الأجواء اللبنانية، وما حصل أخيرا فوق منطقة مرجعيون، والذي يتكرر بشكل شبه يومي ما يفرض وضع حد سريع له عبر فرض معادلة ما تجعله يدفع ثمن أي خرق جوي من خلال القوة باعتبارها اللغة الوحيدة التي يفهمها هذا العدو”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام