ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 18-08-2021 في بيروت على ماراتون التأليف الذي قال الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي بعد لقائه برئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنه بلغ الأمتار الأخيرة..
الأخبار
الحكومة خلال أيام وإلّا…
تناولت جريدة الأخبار الشأن الداخلي وكتبت تقول “باتَت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي قاب قوسين من أن تُبصِر النور. وفقاً للمعطيات، كرّس اللقاء الذي جمعه أمس برئيس الجمهورية العماد ميشال عون حلّ توزيع الحقائب، إلا ما ندر منها. أما الأسماء فلا تزال تحتجِز التشكيلة التي إما أن تُولد في غضون أيام قليلة أو يكون مصيرها الفشل.
أشّر انتقال ملف تأليف الحكومة إلى مرحلة إسقاط الأسماء، إلى منحى جدّي قد يسمَح بولادة التشكيلة العالقة منذ نحو ثلاثة أسابيع في شِباك التعقيدات القديمة ــــ الجديدة ما بينَ التوازنات الطائفية وارتباطها بالانتخابات النيابية، ورئاسية 2022. أمس، أُطلِقت رسائل إيجابية متعدّدة من جانِب رئيسَيِ الجمهورية والحكومة المكلّف حصرت المعوقات الباقية بالمربع التقني للالتفاف على المناخات السلبية التي طغت قبلَ ليلة، مُرجّحة كفّة العرقلة على الحل، ومؤكدة وجود عراقيل في ما خصّ توزيع الحقائب. وهذه الرسائل بالإضافة إلى المعلومات الواردة إلى القوى السياسية عبرَ القنوات المقربة من عون وميقاتي، أتاحت لها الاعتقاد بأن لا شيء يمنع الإعلان عنها خلال الـ 48 ساعة المقبلة في حال لم تكُن هناك محاولات خفية لعرقلتها. غيرَ أن ذلِك لم يُسقِط من حسابات القوى التجارب المتكررة حتى مع الرئيس نجيب ميقاتي، إذ كُلما كانت الأمور توحي بأن اللقمة وصلت إلى الفم، عادت وسقطت في حقل العرقلة من جديد. وعليه انقسمت الانطباعات ما بينَ مُتيقّن ومشكك، ومن ثم تقاطعت عند أن «المداولات وصلت إلى نقطة مفصلية. فإما أن تُبصِر الحكومة النور في غضون أيام قليلة، وإما عودة إلى ما تحتَ الصفر في ما خص التركيبة والتكوين والحصص والأحجام».
المعطيات حتى ساعات متأخرة من الليل، كانت تقول إن عملية التأليف كانت لا تزال جارية نحو النهاية بانتظار بعض المعالجات الشكلية المطلوبة لاستكمال وضع التشكيلة الأخيرة. ورغمَ تصاعُد الشكوك إلى حدود التخوف من العودة الى المربع الأول، تُراهِن القوى الأساسية المعنية بملف التشكيل على أن «أياً من عون وميقاتي لا يريدان الظهور بمظهر من يساهم في شد العربة الحكومية إلى الوراء»، بناءً على معطيَين: الأول أن مأزق التشكيل تصيب أضرارُه «العهد» وحلفاءه، والثاني عدم تحمّل ميقاتي وزرَ التأخير، الأمر الذي سيصيبه بشظايا انتخابية وسياسية.
التصريح الذي أطلقه ميقاتي على أبواب بعبدا بعدَ انتهاء اللقاء الذي جمعه أمس بعون حملَ أكثر من تفسير، وخاصة أنه ختمه بـ«آمل إبصار الحكومة النور قريباً»، مؤكداً أن «المشاورات مع عون تتركز حول أن يكون الشخص المناسب في المكان المناسب». وكشفت مصادر مطلعة على اللقاء أن «المفاوضات بينَ عون وميقاتي لا تزال في جزء منها متوقفة عندَ بعض الحقائب». صحيح أنه «جرى الاتفاق على أن تكون وزارة الداخلية من حصة الرئيس المكلف ويجري النقاش حول أربعة أسماء هم: محمد الحسن، مروان زين، إبراهيم بصبوص وآخر من آل الحجار، إلا أن حقيبة الاقتصاد لم تُحسم وجهتها بعد، إن كانت ستكون من حصة عون أو الحزب القومي السوري». أما في ما يتعلق بوزارة العدل التي ستكون من نصيب رئيس الجمهورية، فقد علمت «الأخبار» أن «ميقاتي اعترض على الاسم الذي طرحه عون، وهو هيام الملاط». ومن بين الوزارات المحسومة، حقيبة الاتصالات التي وافق عون على أن تذهب الى «المردة» و«التربية» إلى الحزب الاشتراكي، على أن تبقى وزارة الشؤون الاجتماعية من حصته. كما علمت «الأخبار» أن ميقاتي تسلّم من الثنائي الشيعي أسماء الوزراء المحسوم منها حتى الآن: يوسف خليل لوزارة المالية، بسبب تمسّك رئيس مجلس النواب نبيه بري به، علماً بأن الأخير عاد وسلّم ميقاتي، عبر الوزير علي حسن خليل، اسم عبد الله ناصر الدين، الملحق الاقتصادي في سفارة لبنان في واشنطن، كبديل ليوسف خليل في حال تعذّر الاتفاق على الأخير. أما وزارة الزراعة فلم تُحسم بعد إن كانت ستكون من حصة الثنائي الذي حصل حتى الآن إلى جانب المالية على وزارات: الأشغال، العمل ووزارة الثقافة التي سيُسمّي الثنائي اسم الوزير الذي سيتولاها بالتوافق. أما وزارة الصحة فقد تأكد أن من سيتولاها هو المدير العام لمستشفى بيروت الحكومي الدكتور فراس الأبيض.
في سياق آخر، وعلى وقع أزمة الوقود التي نتجت من «تفرّد» حاكم مصرف لبنان رياض سلامة برفع الدعم عن المحروقات، دعا بري الى جلسة مفتوحة يوم الجمعة المقبل لتلاوة الرسالة التي وجّهها عون الى مجلس النواب، ودعا فيها الى مناقشة الأوضاع المعيشية والاقتصادية المستجدة بعد قرار سلامة، واتخاذ الإجراءات المناسبة».
اللواء
قوة خفية تدفع الحكومة إلى «الأمتار الأخيرة»
جلسة الحاكم الجمعة .. والجيش يكشف عن مصادرة ملايين الليترات من البنزين والمازوت
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “دولاب الحكومة يدور باتجاه التأليف، حيث ان السباق إلى الولادة لم يبق منه إلا الأمتار الأخيرة، والقليلة، وفقاً للرئيس المكلف نجيب ميقاتي، بعد الاجتماع رقم 11 الذي استمر 55 دقيقة في قصر بعبدا، مع الرئيس ميشال عون، الذي فتحت استجابة الرئيس نبيه بري بتحديد موعد جلسة لمناقشة الرسالة التي وجهها إلى مجلس النواب، وتسلمتها الأمانة العامة امس، حول موضوع وقف الدعم عن المواد والسلع الحياتية والحيوية في ضوء القرار الذي اتخذه حاكم مصرف لبنان برفع الدعم عن المحروقات من دون انتظار البطاقة التمويلية، الطريق إليه، وسط معلومات عن ضغوطات دولية ومحلية باتجاه وجوب تجاوز العقد، وإعلان الحكومة العتيدة، وإن بصورة مغايرة لما ارتكزت عليه مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
ومع ان مواصفات حكومة المهمة لم تعد قائمة بعد سقوط حكومة الاخصائيين، إذ كشف الرئيس ميقاتي ان «تشكيل الحكومة في لبنان ليس بالسهولة، لأنه عبارة عن معادلة حسابية صعبة، تتحكم فيها الطوائف والمذاهب والمناطق والولاءات والاختصاصات والاثقال داخل الحكومة». ولم يخف الرئيس ميقاتي ان يكون هناك ولاءات، فلا احد في لبنان ليس تابعا لأحد… وهذا ليس عيباً، لكن نود ان يتمتع كل اسم او شخص بجدارة وكفاءة ليتسلم كفاءة معينة.
عون وميقاتي
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة أن الرئيسين عون وميقاتي استكملا في اجتماعهما أمس بعض النقاط مشيرة إلى وجود تقدم في الملف الحكومي على ان يتجدد اللقاء بينهما في الساعات الثماني والاربعين المقبلة بعد مواصلة التشاور لاسيما أن ثمة تفاصيل تستدعي ذلك. وفهم من المصادر ان نسبة كبيرة من النقاط العالقة ذللت وأخرى يتم العمل على تذليلها إنما في الإجمال ثمة حلحلة.
وكشفت أن توزيع الحقائب بات مكتملا تقريبا وأشارت إلى أن موضوع الأسماء يأخذ حيزا من النقاش. ونفت المصادر ما تردد أن التيار الوطني الحر يطالب بحقيبة الطاقة والمياه. وفي المعلومات ان اسم مديرة قسم الطاقة في بنك عودة كارول عياط عاد الى التداول كوزيرة للطاقة لكن الاسم لم يحسم بعد، وإن كان الرئيس عون يتمسك بأن يكون المعني الأول بتسمية من يكون وزيراً للطاقة.
وعلم أن المعيار الذي تم التوافق عليه هو عدم توزير شخصيات وزرت سابقاً، وكذلك عدم توزير نواب حاليين أو سابقين. ولفتت الأوساط إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية حسمت من حصة رئيس الجمهورية في حين أن حقيبة التربية حسمت للاشتراكي وشؤون المهجرين للحزب الديمقراطي الذي يترأسه النائب طلال أرسلان.
وقالت إن الرئيسين عون وميقاتي يختاران أسما توافقيا لنيابة رئاسة الحكومة. كما فهم أن الرئيسين يسميان وبالتوافق وزراء الحقائب السيادية. إلى ذلك تردد أن حقيبة الاتصالات بدورها لم تحسم لكن معلومات أشارت إلى أنها من حصة المردة. كما أن الصناعة حسمت للمردة وبقيت عقدة الداخلية تنتظر استكمال التواصل بشأنها. ومن بين الأسماء التي حسمت السفير عبدالله بو حبيب للخارجية وهي من حصة رئيس الجمهورية. وافيد أن اسم يوسف خليل عاد إلى التداول. وعلمت «اللواء» أن اتصالات جرت تمت قبيل لقاء عون ميقاتي أمس بعدما كانت الأجواء غير مريحة وساهمت في ترتيب الوضع.
وفي السياق أيضاً، اوضحت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة، ان لقاء الامس بين عون وميقاتي، حقق تقدما مقبولا، لناحية تذليل بغض العقبات، فيما استمر التباين، بخصوص حقائب حساسة، منها الخارجية والداخلية والطاقة والاتصالات والمهجرين. وقالت ان رئيس الجمهورية طرح اسم السفير السابق عبدالله ابوحبيب للخارجية، ولكن ميقاتي اعتبره بانه يحمل صبغة التيار الوطني الحر وقريب جدا منه، ما يتعارض مع حكومة الأخصائيين، عارضا طرح أسماء أخرى، كي يتم التوافق على أحدها. واشارت المصادر الى التفاهم على اسم الشخصية التي ستتولى وزارة الداخلية، اصبح بنهايته بعدما تم جوجلة الاسماء المرشحة للتوزير، وبقي اسمان، سيتم التوافق على أحدهما باللقاء المقبل، فيما تشهد حقيبة الطاقة، تنافسا، بين رئيس الجمهورية الذي تخلى عنها ثم عاد وطالب بأن تكون هذه الحقيبة من حصته بينما كان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية يطالب فيها. وازاء ذلك، عاد طرح إسناد حقيبة الاتصالات للمردة، والتربية للاشتراكي بدلا من الشؤون الاجتماعية، والمهجرين للحزب الديمقراطي. وتوقعت المصادر ان تتسارع وتيرة الاتصالات الجانبية، لتسريع تذليل العقد المتبقية تمهيدا لولادة الحكومة العتيدة باسرع ما يمكن، لان عامل الوقت مهم جدا، لاستباق مخاطر تدهور الاوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية والاجتماعية. وهكذا، بدا المشهد واضحاً امس: إما إسراع بانجاز خطوة «الامتار المتبقية» أو الذهاب الى الحفرة.
تراجع أجواء التشنج
وعليه، تراجعت مجدّداً أجواء التشنج والسلبية التي سادت بعد لقاء الرئيسين عون وميقاتي امس الاول، واعلن الرئيس المكلف بعد لقاء الامس مع رئيس الجمهورية اننا اصبحنا في الامتار الاخيرة، وذلك نتيجة الاتصالات التي اجراها خلال اليومين الماضيين وتركزت بصورة خاصة على امرين: إقناع «تيار المردة» بالحصول على حقيبتين بدل ثلاث، والاتفاق مع عون على توزيع الحقائب السيادية والاساسية والخدماتية، على ان يكون اسم الوزيربالتوافق.
وعلى هذا، تم حسم توزيع الحقائب على الطوائف والقوى السياسية بصورة شبه نهائية، بحيث بقيت السيادية كماهي حالياً وحصل رئيس الجمهورية على حقيبتي العدل والشؤون الاجتماعية والطاقة اضافة للحقائب الخمس الاخرى، وحصل المردة على الاتصالات وحقيبة اخرى يجري التفاوض بشأنها وتم تخصيص وليد جنبلاط بحقيبة التربية والنائب طلال ارسلان بحقيبة المهجرين لكن لم يُعرف ما اذا كان سيقبل بها، وهذان الامران (حصة المردة وارسلان) يُمكن أن يؤخرا وضع الصيغة النهاية للتشكيلة اياماً اخرى قليلة، فيما تم تجاوز الخلاف حول اسم الوزير الذي سيتولى حقيبة المالية. وكان قد تردد ان الرئيس بري سيسمي وزراء المال والزراعة وربما الثقافة، فيما يسمي حزب الله وزيري الصناعة والاشغال التي اصبحت حقيبتها من نصيبه. ولم تعرف اي حقيبة ستعطى للارمن. وقال الامين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان لـ«اللواء»: لم نتبلغ اي شيء ولم يتصل بنا احد «ولا انا سألت»، ولكن قد ازور رئيس الجمهورية (اليوم).
كما بدأت بالتوازي غربلة بعض الأسماء لبعض الحقائب لا سيما الداخلية والعدل والطاقة، وهي ستكون بالتوافق بين الرئيسين الى جانب حقائب اخرى، لكن لم يتم البت بأي اسم بعد بصورة نهائية. وبعد اللقاء مع عون قال ميقاتي: أنا أعتذر بداية من اللبنانيين على كثرة اطلالاتي الاعلامية، ولكنني اخشى ان يفسّر الخروج من لقائي مع الرئيس عون من دون تصريح بإيجابية او سلبية. نحن نستكمل المشاورات وهناك نية لدى الجميع بتشكيل حكومة جديدة. فعدم تشكيل حكومة هو خطيئة كبرى بحق الوطن، وجميعنا يعلم أننا في حاجة الى حكومة تواكب التطورات الحالية. الحوار مع رئيس الجمهورية إيجابي، ونتمنى أن تبصر الحكومة النور قريباً.
وسئل عن عدم وجود ملف التشكيل بين يديه فأجاب ممازحا: إن الملف ضاع من يدي. ولكن مضمونه في عقلي. وحول وجود عقبة اساسية حول تسمية وزير للداخلية، اجاب: من الذي قال ان هناك عقبة اساسية تسمى وزارة الداخلية؟ هذا كلام ورد في الصحف. هل تنتظرون مني ان اقول على الهواء وبشكل سريع ما هي هذه العقبات؟ فالمهم بالنسبة لي ان أزيل اي عقبة او عقدة موجودة في مسار تشكيل الحكومة.
ورداً على سؤال حول حصة المردة في الحكومة، وعما إذا كان هناك عتب ما عليه من سليمان فرنجية قال: من قال ان سليمان فرنجية عاتب عليّ. سليمان بيك فرنجية يعلم تماماً أن لا حكومة من دون تمثيل يليق بسليمان بيك فرنجية وكتلته.
وفي سياق رده على سؤال عن توقيت اعلان تشكيل الحكومة قال: منذ اليوم الاول للتكليف قلت أنني لا ارتبط بتوقيت معين، فنحن نبذل كل جهدنا لإزالة كل العقبات الموجودة. إن تشكيل الحكومة في لبنان ليس بالسهولة، لأنه عبارة عن معادلة حسابية صعبة، تتحكم فيها الطوائف والمذاهب والمناطق والولاءات والاختصاصات والاثقال داخل الحكومة. لا توجد كلمة «هذا لي وهذا لك». نحن نؤلف حكومة لكل لبنان، ولكن حتماً هناك ولاءات، فلا أحد في لبنان ليس تابعاً لأحد، وبحسب طائفته، وهذا ليس عيباً، ولكن في الحقيقة نحن نودّ أن يتمتع كل اسم او شخص بجدارة وكفاءة ليتسلم حقيبة معينة.
وردا على سؤال عن قوله إن ملف التشكيل ضاع من يديه، قال ميقاتي: أنا قلت ذلك على سبيل الفكاهة، فالاوراق معي واصبحت قليلة، وها هي الآن في جيبي. «ولا تعتلوا الهم». سئل: ما الذي منع ولادة الحكومة اليوم او غدا إذا ذللت كل العقبات؟ اجاب: هناك بعض العقبات التي لا تزال موجودة ونعمل على تذليلها. ولا تزال امامنا الامتار الاخيرة من سباق التشكيل وإن شاء الله نحن نعمل على حلها بطريقة لائقة ومقبولة من قبل الجميع. واوضح ان «برنامج الحكومة موجود في ذهني وعلى الورق».
بين ميقاتي والحريري
واكد ميقاتي رداً متانة علاقته بالرئيس سعد الحريري ودعمه له، وهو الامر الذي صدر صباحاً عن مكتبه الاعلامي بيان جاء فيه: يقدّر الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي للاعلام دوره البناء في مواكبة القضايا الوطنية ومنها، في هذه المرحلة، موضوع تشكيل الحكومة، وهو يتمنى على وسائل الاعلام التركيز على الايجابيات المطلوبة لانجاح تشكيل الحكومة والانطلاق الى المعالجات المطلوبة، لأن بعض ما ينشر ويقال يندرج في اطار التحليلات التي تفتقد الى الدقة، او الى التسريبات المعروفة الاهداف.
«وفي هذا السياق يؤكد الرئيس ميقاتي متانة العلاقة التي تربطه بالرئيس سعد الحريري والرئيس فؤاد السنيورة والرئيس تمام سلام، ودعمهم له الى اقصى الحدود ومواكبة جهوده لتشكيل الحكومة، وفق الاسس الدستورية المعروفة». وتعليقا على بيان الرئيس ميقاتي غرّد الرئيس سعد الحريري عبر حسابه على «تويتر» قائلا: بيان الرئيس نجيب ميقاتي لسان حالنا جميعاً والعلاقة مع دولته أقوى من أن يتلاعب عليها المغرضون».
جلسة الحاكم
في موازاة ذلك يلتئم مجلس النواب يوم الجمعة في جلسة عامة دعا إليها الرئيس نبيه برّي في قصر الأونيسكو لتلاوة رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتي تسلتمها الأمانة العامة للمجلس حول موضوع وقف الدعم عن المواد والسلع الحياتية والحيوية في ضوء القرار الذي اتخذه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة برفع الدعم عن المحروقات من دون انتظار صدور البطاقة التمويلية وما تركه هذا القرار من تداعيات سلبية زادت من حدة الأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية والمعيشية التي يعيشها البلد.
ووفق المادة 145 من النظام الداخلي فإن رئيس المجلس سيطلب تلاوة رسالة رئيس الجمهورية ثم يفتح الباب لمناقشتها، واتخاذ القرار بشأنها بحسب ما طلب الرئيس عون في رسالته. وفي الوقت الذي لم تجتمع فيه بعد الكتل النيابية لتحديد موقفها من الرسالة علمت «اللواء» ان قرار المجلس حتى الساعة غير معروف، غير ان المؤشرات تُشير إلى إمكانية ان يتجنب المجلس أخذ قرار مباشر حول الرسالة، وانه قد يخرج بالدعوة إلى التعجيل في تطبيق البطاقة التمويلية.
هموم المحروقات
على صعيد هموم المحروقات، أفادت المعلومات ان مصرف لبنان سيوافق على فتح اعتمادات لباخرتين محمّلتين بـ 80 مليون ليتر من المازوت لإفراغهما على السعر المدعوم أي 3900 ليرة للدولار. كما تردد ان مصرف لبنان وافق على إدخال شحنة غاز على السعر الرسمي المدعوم تكفي السوق اللبناني عدة أيام. ولكن لم يوافق على شحنة البنزين بقيمة 40 مليون ليتر التي تحتاجها السوق.
وفيما طوابير السيارات مازالت تصطف امام محطات المحروقات وتكاد تصل المناطق ببعضها متسببة بزحمات سير خانقة لا سيما على الاوتوسترادات، سجل عصرا امس إطلاق نار وقذيفة B7 على محطة جبل عامل للمحروقات على طريق الكفاءات – المريجة ما ادى الى اشتعال النيران فيها وذلك في اعقاب اشكال وقع حول توزيع البنزين. وتم توزيع فيديو يُظهر ثلاثة شبان يفرغون رصاص رشاشاتهم على المحطة قبل ان يطلف احدهم القذيفة. وتردد انهم من آل زعيتر.
وكشف رئيس بلدية برج البراجنة عاطف منصور في بيان أن «أهالي الرمل العالي ناشدوا القوى الأمنية وسائر أجهزة الدولة الاسراع في إفراغ الكميات الهائلة من الوقود المخزن تحت منازلهم». وقال: أن بعض الخزانات التي تحفظ الوقود هي غير شرعية وقد سبق للبلدية أن رفضت الطلبات المقدمة بشأنها، وبالتالي فهي من الوجهة القانونية مخالفة. وناشد «القوى الأمنية وكل الجهات المعنية التعاون في إفراغ هذه الخزانات بالسرعة القصوى تلافيا لتكرار كارثة التليل». وختم: إن الرمل العالي بأهله وأطفاله ينام على فوهة بركان، أنقذوه.
في الاثناء، قال رئيس تجمّع أصحاب المولدات الخاصة عبدو سعادة: أن أصحاب المولّدات لم يتسلموا المازوت وأيّ مولّد ينتهي مخزونه سيتمّ إطفاؤه. وأدعو الجيش إلى الكشف على مستودعات الشركات والمصافي فوراً. ونطلب من الجيش وضع الكميات التي يُصادرها في خزاناته وتوزيعها بطريقة عادلة ولنا ملء الثقة به». وقال: أن الفيول في خزانات مؤسسة الكهرباء يكفي حتى أيلول فلماذا لا تتمّ زيادة التغذية؟ وهل من قطبة مخفيّة؟ كما أوضح نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون أن «كميات المحروقات المعلن عن مصادرتها غير كافية لتلبية حاجة المستشفيات، وأن المستشفيات الخاصة فقط تحتاج يومياً الى 350 ألف ليتر من المازوت».
مصادرة آلاف الليترات
بالمقابل، أعلن الجيش عبر حسابه على «تويتر» عن دهم مستودع في المدينة الصناعية – زوق مصبح حيث صودرت كمية 65000 ليتر من المازوت و48000 ليتر من البنزين، تم توزيعها على المستشفيات والافران في المنطقة. كما دهمت قوة من الجيش خزان محروقات في محلة وادي هونين بين بلدتي مركبا وعديسة، وضبطت بداخله حوالي ٤٧٠٠٠ ليتر من المازوت.
من جهة أخرى، أعلنت قوى الأمن الداخلي عبر «تويتر» ضبط أكثر من 70 ألف ليتر من مادّة المازوت مخزنة داخل خزانات وصهاريج وإحدى بؤر الخردة في محلة طريق المطار، وضبط كمية أخرى داخل مرملة في المنطقة ذاتها من قبل دوريّة من مفرزة الضاحية القضائية، جرى توزيع الكمية المضبوطة على المستشفيات وعلى أصحاب المولدات.
وكشفت قيادة الجيش مديرية التوجيه، في بيان لها انه لاول مرة حصيلة المداهمات والكشف على المحطات منذ السبت الماضي، فجاءت «نتيجة الكشف على محطات المحروقات وعمليات الدهم التي أجرتها وحدات الجيش بتواريخ 14 و15 و16 /8/ 2021، تمت مصادرة 4,392,725 ليتراً من البنزين و2,212,140 ليتراً من المازوت. وأُلزم أصحاب الكميات المضبوطة ببيع 4,349,865 ليتراً من البنزين و1,671,737 ليتراً من المازوت إلى بعض المستشفيات والأفران وشركة كهرباء زحله، وبتوزيع 2,300 ليتراً من البنزين و279,300 ليتراً من المازوت مجاناً على عدد من المواطنين والمؤسسات. كما تمت مصادرة 40,560 ليتراً من البنزين و261,103 ليتراً من المازوت لصالح الجيش».
تحقيقات المرفأ
على صعيد التحقيقات في انفجار المرفأ، يستكمل المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار تحقيقاته مع المدعى عليهم في الملف بدءا من يوم الجمعة المقبل في جلسات متتالية تمتد حتى الأسبوع التالي، وذلك بالتزامن مع البتّ بالدفوع الشكلية التي تقدم بها عدد من المدعى عليهم بواسطة وكلائهم القانونيين. جدير ذكره أنه تم الإستماع لحوالى 120 شاهدا لغاية تاريخه. وكشفت مصادر متابعة انه بعد ان طلب المحقق العدلي من النيابة العامة التمييزية الادعاء على اللواء عباس ابراهيم مدير عام الامن العام، اعادت التمييزية بشخص القاضي غسان خوري الملف الى البيطار دون الادعاء على ابراهيم.
إلى ذلك، أطلق سراح الموقوفين الـ16 من شعبة المعلومات في ملف ادعاء النائب طارق المرعبي ومن بينهم وليام نون شقيق هيد انفجار مرفأ بيروت جو نون، وفي تصريح له عقب الإفراج عنه قال نون: «منازل النواب هدفنا ولا شيء سيوقفنا، وأحيي كل من تضامن معنا»، مضيفًا: «فلتتعلّم المخابرات التحقيق من شعبة المعلومات وبكل احترام قلنا ما لدينا وعندما ينتهي دور طارق المرعبي سيأتي دور غيره». وطلب نون من كل من تضامن مع الناشطين فتح الطرقات.
وتجمّع الأهالي أمام مقرّ فرع المعلومات في الأشرفية ضمن وقفة احتجاجية لإخلاء سبيل الموقوفين وسط انتشار أمني كثيف. وكان النائب طارق المرعبي قد سحب من مجلس النواب الدعوى ضد الناشطين. وقال من مجلس النواب: «ما حصل في منزلي لا يمثل رأي الثوار لكنني قرّرت من تلقاء نفسي الطلب من وكيلي القانوني بأن يتراجع عن الدعاحوى بحق المدعى عليهم والذين لا أعرف احداً منهم». أضاف: «ان انفجاري آب أصاباني كنائب ومواطن عكاري بالصميم ولا يسمح لأحد أن يصنف الضحايا لفريق دون الآخر».
وكان المدعى عليهم حضروا إلى فرع التحقيق في شعبة المعلومات صباحاً وسط مواكبة وحضور العشرات من الأهالي والأصدقاء والناشطين، الذين أكّدوا أنّ «تحرّكهم سيأخذ منحى تصعيدياً ما لم يتمّ الإفراج عنهم جميعاً». وكان عدد من الأهالي قد أقدموا على قطع أوتوستراد جبيل بالاتّجاهين، إضافة إلى الطريق البحرية وذلك احتجاجاً على توقيف الناشط ويليام نون شقيق الشهيد جو نون و14 آخرين بعد الشكوى المقدّمة من النائب طارق المرعبي نتيجة اعتدائهم على منزله.
584896 إصابة
صحياً، سجلت وزارة الصحة 1178 إصابة جديدة بفايروس كورونا، رفعت العدد التراكمي إلى 584896 إصابة مثبتة مخبرياص منذ 21 شباط 2020، إضافة إلى 6 حالات وفاة.
البناء
تدخّل أميركي لوقف حملات الحريري وعودة الدعم وتسريع الحكومة استباقاً لمحروقات إيران
نصرالله: ترتيباتنا مستمرة لتأمين المحروقات… وسورية طلبت تدخلنا لمنع التهريب
ماراتون عون وميقاتي: 9 أسماء و3 حقائب هي الأمتار الأخيرة من عملية التأليف
صحيفة البناء كتبت تقول “أن يجد مدير المخابرات الميركية وليم بيرنز في ذروة الإنشغال بلمفي تطورات أفغانستان والتحضير لمفاوضات فيينا ، مساحة للإهتمام بمتابعة التفاصيل اللبنانية ، فذلك لأن واشنطن التي تتهيأ للرحيل من المنطقة تسعى لتوفير توازنات تحيط بكيان الإحتلال تمنع الإنزلاق الى مواجهات باتت على يقين انه عاجز عن مواجهتها متفردا ، بمثل اليقين بأن عليها تجنب الإنزلاق إليها ، لذلك تعتقد مصادر واكبت زيارة بيرنز الى بيروت التي كشفت عنها صحيفة الشرق الأوسط السعودية التي يمولها ولي العهد السعودي ، أن الحركة الأميركية تتركز على قطع الطريق أمام توافر الشروط التي تعتقد ان حزب الله ربط تدخله في سوق المحروقات بتوافرها ، فهي تدرك ان اللحظة التي يجلب فيها حزب الله المحروقات من إيران ستشكل تحولا كبيرا في المسار اللبناني ، حيث سيتسع حجم سوق المحروقات المستهدف ليطال الفيول للكهرباء ويشمل كل احتياجات السوق اللبناني وليس الضروري منه لحال الطوارئ كما قد تكون البداية ، وهذا سيعني تأثيرا إيجابيا على سعر الليرة يجهض كل تداعيات التأزيم التي يعيشها الوضع الإقتصادي ، فإلغاء الطلب على الدولار لإستيراد المحروقات سيعني انخفاض سعر الدولار الى 7000 ليرة حسب الخبراء ، وهذا بديل أفضل من الدعم لأن سعر صفيحة البنزين سيثبت عند ال80 الف ليرة وسعر صفيحة المازوت سيثبت عن سعر ال50 ألفا ، وستكون الإنعاكسات الأخرى لتثبيت سعر الصرف المنخفض أكثر من أن تحصى ، وسيكتب ذلك الإنجاز لحزب الله وإيران ، أما الشروط التي يسعى الأميركيون لعدم توافرها فهي ، كما فهمت من كلام سابق للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ، اليأس من قيام الدولة بمسؤولياتها والمدخل هو وجود حكومة تتحمل المسؤولية ، والرفع الكامل للدعم دون وجود بدائل تخفف على الناس ، وهذا يعني ان على الاميركي التحرك لتسريع تشكيل الحكومة والحفاظ على الدعم حتى يبدأ العمل بالبطاقة التمويلية وتوفير تمويلها ، وقد حملت الساعات الماضية ما يوحي بأن حركة السفيرة الأميركية دوروتي شيا قد نجحت بترجمة خطة بيرنز ، فقالت مصادر سياسية ان شيا نقلت تمنيا للرئيس السابق سعد الحريري بوقف حملاته التي يفهم منها السعي لعرقلة ولادة الحكومة ، وطلبت من الرئيس المكلف تقديم كل تسهيل ممكن لولادة سريعة للحكومة ، كما نقلت لحاكم المصرف المركزي التمنيات بعدم وقف الدعم ، واعدة بتسهيلات أميركية لفتح الإعتمادات لدى المصارف الأميركية ، وقالت المصادر ان نتائج ذلك لم تعد خافية سواء في ملف الدعم وفتح الإعتمادات ، أم في ملف الحكومة .
السيد حسن نصرالله في إطلالته أمس التي تحدث خلالها عن نتائج وتداعيات الهزيمة الأميركية في أفغانستان ، أكد أن العمل على إنهاء ترتيبات إستيراد المحروقات مستمر ، مشيرا الى ملف التهريب بالتفصيل كجزء من عملية النهب والإحتكار ، كشف عن محاولة حزب الله الإستعانة بسورية لتوفير بعض كميات طارئة من المازوت للمستشفيات والأفران ، قائلا كيف يمكن أن نكون بين الذين يحمون الذين يهربون الى سورية ونستعين بها ، متابعا ان القيادة السورية المتضرر الرئيسي من عمليات التهريب وقد طلبت معونة حزب الله لمنع التهريب لتاثيره التخريبي على الخطط الإقتصادية، ومعلوم ان سورية تضمن لمواطنيها حاجاتهم من المحروقات بواسطة بطاقات منظمة، وتبيع الذين يرغبون بالحصول على كميات إضافية حاجاتهم بسعر مرتفع يعود للخزينة السورية، تواجه نزيف دولارات تسعى لاستقطابها الى سوق الاستثمار ، يتم تهريبها من السوق السورية الى لبنان مقابل عمليات تهريب المحروقات غير المخصصة للحاجات الإقتصادية.
في الملف الحكومي، أكدت مصادر متابعة للملف أن ماراتون التأليف الذي قال الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي بعد لقائه برئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنه بلغ الأمتار الأخيرة ينتظر التفاهم على تسعة اسماء وثلاثة حقائب، والأسماء هي لوزراء العدل والطاقة والمال والتربية والإتصالات والأشغال والصحة والوزيرين المسيحيين الأخيرين في حكومة الـ24 وزيراً، والحقائب هي الصحة والأشغال والإتصالات.
وأكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، خلال المجلس العاشورائي المركزي أنّ «الدولة والبنك المركزي وكثير من الناس يتحمّلون مسؤولية مشكلة البنزين والمازوت والدواء وغيرها». وتابع: «هناك سببان في أزمة البنزين والمازوت هما الاحتكار والتهريب والبعض تجاهل موضوع الاحتكار، ويوجد قيادات كبار شركاء وقاموا بتخزين كميات من المحروقات فغطوا على الاحتكار وهجموا على التهريب»، وشدد نصرالله على «اننا نرفض التهريب ولا نوافق ولا نغطي أحداً، وأنا شفاف وواضح ونحن نقوم باتصالاتنا لنؤمن بعض المازوت لمؤسساتنا»، كاشفاً أنه «اتصلنا بالمسؤولين في سورية لتأمين كمية معينة من المازوت للمستشفيات أو الأفران ومصانع الأمصال لكن وضعهم صعب كما في لبنان». وأضاف: «تلقيت رسالة ضمنية من سورية أن ساعدونا على منع التهريب إلى سورية لأنه يضرّ بالخطة الاقتصادية في سورية». وسأل نصرالله: «هل تعلمون ماذا يعني حزب الله أن يمنع التهريب من البقاع؟ مطلوب أن ينزل حزب الله بالعسكر ليمنع التهريب؟! هذه وظيفة الدولة، وطالما هناك دولة يجب أن تحله هي وعندما يختلف الجيش اللبناني مع عائلة أو فئة ينتهي الأمر في اليوم الثاني لأنه جيش وهو دولة»، مضيفاً: «من يظنّ أننا نعمل في التهريب إلى سورية التي قدمنا فيها دم وشهداء هو مشتبه وظالم». ورأى نصرالله أنّ «المهمّ أن نعرف أن ما يجري من أزمة هي جزء من حرب وهي جبهة حرب اقتصادية لإخضاع الشعب اللبناني وإخضاع المقاومة»، متسائلاً: «هل فقط المقاومة هي من تريد النفط والغاز في المياه اللبنانية؟ هل فقط المقاومة من تسعى لحماية ثرواتنا الطبيعية؟» وشدّد على أن «أميركا تريد لبنان ذليلاً وخاضعاً وما تريده ممثلتها الشمطاء في لبنان هو كيف الخضوع لـ «إسرائيل» في الإدارة وتعيين المدراء وترسيم الحدود». وتابع: «عندما بدأ الأميركيون بتمويل المنظمات غير الحكومية كان هؤلاء اتصالهم مباشرة من السفارة الأميركية ويأخذون النقود مباشرة من السفارة الأميركية من دون المرور عبر أي زعيم، والأميركيون هم الذين ضغطوا على رئيس الحكومة في 17 تشرين الأول آنذاك للاستقالة»، معتبراً أن «ما يجري هو حرب حقيقية اقتصادية مالية وكل ما يحدث ليس بالصدفة ليوصل الناس إلى الانهيار وحالة التخلي عن كل شيء».
أضاف: «الأميركي يقوم بالتجويع لكي يتخلى الناس عن الكرامة والسيادة والحقوق الوطنية والاخلاق والدين حتى الكفر بالله»، مشيراً الى أن «المقاومة متماسكة ومتينة ولا يخطئن الإسرائيلي أو الأميركي والأيام الماضية أثبتت ذلك».
ولا يزال ملف المحروقات وتداعيات تفجير التليل في عكار يظلل المشهد الداخلي فيما يعيش الشارع حالة من الغليان تترجم بأحداث امنية خطيرة في مختلف المناطق اللبنانية، لكن بعض الجهات السياسية والامنية بحسب معلومات «البناء» تحاول جاهدة مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تأخير تطبيق رفع الدعم بعض الوقت ريثما يتم احتواء الامر شعبياً وبالتالي تأخير الانفجار المحتوم. وفي هذا السياق برزت حلحلة مؤقتة في ملف المحروقات. فقد أفادت المعلومات أن «مصرف لبنان وافق على ادخال شحنتي محروقات لشركة «ليكوي غاز» و»يوني تيرمينالز» على سعر 3900 وتحتويان على 80 مليون ديزل تكفي السوق من 5 الى 6 أيام ولم يوافق على شحنة البنزين بقيمة 40 مليون ليتر التي تحتاجها السوق». وقالت المعطيات ان المركزي قرر فتح اعتمادات لباخرتين محمّلتين بـ 80 مليون ليتر من المازوت لإفراغهما على السعر المدعوم أي 3900 ليرة للدولار. كما تردد ان مصرف لبنان وافق على إدخال شحنة غاز على السعر الرسمي المدعوم تكفي السوق اللبناني عدة أيام.
واستمرت طوابير السيارات امام محطات المحروقات في مختلف المناطق متسببة بزحمات سير خانقة لا سيما على الاوتوسترادات، وسجل أكثر من اشكال مسلح أمام محطة للمحروقات لا سيما في منطقة الكفاءات ما ادى الى اشتعال النيران في إحدى المحطات ما استدعى تدخل الجيش اللبناني لضبط الوضع. وأعلن رئيس تجمّع أصحاب المولدات الخاصة عبدو سعادة أنه «لا تسليم مازوت لأصحاب المولّدات وأيّ مولّد ينتهي مخزونه سيتمّ إطفاؤه وأدعو الجيش للكشف على مستودعات الشركات والمصافي فوراً». واضاف أن «الفيول في خزانات مؤسسة الكهرباء يكفي حتى أيلول فلماذا لا تتمّ زيادة التغذية؟»
بدوره أوضح نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون أن «كميات المحروقات المعلن عن مصادرتها غير كافية لتلبية حاجة المستشفيات»، لافتاً الى أن «المستشفيات الخاصة فقط تحتاج يومياً الى 350 ألف ليتر من المازوت».
في موازاة ذلك واصل الجيش وقوى الأمن الداخلي حملة دهم مستودعات ومحطات الوقود في عدد كبير من المناطق، وأصدرت القاضي المنفرد الجزائي في بيروت عبير صفا قراراً كلفت بموجبه فصيلة النهر في قوى الأمن الداخلي، وبالسرعة القصوى، تسليم كمية المازوت المحجوزة بناء لإشارة النيابة العامة الإستئنافية في بيروت الى كل من مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت والمستشفى الجامعي مناصفة بينهما، أي بمعدل 518 ليترا لكلّ منهما على أن يقوم كلّ مستشفى بتسديد قيمة ما يصيبه من الكمية المسلمة اليه والمذكورة أعلاه، وذلك وفقا للسعر الرسمي المحدد من قبل وزارة الطاقة والبالغ بتاريخ اليوم 58,500 ليرة لبنانية لكلّ عشرين ليتر.
في غضون ذلك، عادت الأجواء الايجابية لتظلل المشهد الحكومي على وقع تفاقم الأزمات إلى حدّ كبير مع شبه توقف للخدمات الأساسية للمواطنين الذين اصطفوا بالآلاف على الطرقات لساعات طويلة في طوابير البنزين والمازوت والغاز والأفران.
وزار الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بعبدا أمس حيث استكمل مع رئيس الجمهورية البحث في الملف الحكومي. وقال بعد اللقاء: «حواري مع الرئيس إيجابي وبإذن الله الامور تسير بإيجابية». وأضاف: «نستكمل المشاورات والنية عند الجميع بتشكيل الحكومة لان عدم التشكيل خطيئة بحق الوطن والحوار مع عون ايجابي ونأمل أن نرى الحكومة قريباً». ولفت إلى أنه «لا يزال أمامنا بعض الأمتار القليلة من مسابقة تشكيل الحكومة». وأضاف رداً على سؤال: «الملف ضاع من يدي وهو في قلبي وعقلي»، سائلاً: «من قال انّ هناك عقبة اساسية اسمها وزارة الداخلية»؟ وتابع: «من قال انّ فرنجية عاتب عليّ؟ ولا حكومة دون تمثيله».
لكن اللافت هو تراجع ميقاتي عن مهلة الأسبوعين التي وضعها لتأليف الحكومة بقوله: «لا ارتبط بزمن معين ونعمل بكل جهد لإزالة العقبات وتشكيل الحكومة عبارة عن معادلة حسابية صعبة ونشكّل حكومة لكل لبنان ونريد وزراء ذات جدارة وطبعاً هناك ولاءات للوزراء». وقال: «البرنامج موجود وموضوع على الورق والحديث ان يكون الشخص المناسب في المكان المناسب».
وأشار مصدر معني بالتأليف لـ«البناء» إلى أن «الإتصالات تكثفت خلال الاربع وعشرين ساعة الماضية بين كل القوى لتذليل العقبات»، لافتة الى أن «الرئيس المكلف يبذل جهداً بحركة اتصالاته وتسريعها لإنهاء كل التعقيدات التي ظهرت لدى البعض بالتفاصيل حيث تكمن شياطين الحصص والمكاسب».
وفي سياق ذلك، لفتت مصادر مطلعة على اللقاء إلى أن «هناك تقدماً في الملف الحكومي والجو ايجابي»، مؤكدة أن التيار الوطني الحر لم يطالب بحقيبة الطاقة، لافتة إلى ان بعض التفاصيل تحتاج إلى التشاور. واضافت المصادر: «من الممكن أن يحصل لقاء بين الرئيس عون وميقاتي اليوم وذلك رهن الاتصالات التي ستجري»، مشددة على أن نسبة الكبيرة من النقاط العالقة تم تذليلها.
وافادت قناة «OTV» ان «حقيبة الاتصالات حسمت مبدئياً لتيار المردة اما وزارة الطاقة فالاتجاه لأن تكون ضمن حصة رئيس الجمهورية لكن باسم توافقي»، وبيّنت مصادر بعبدا انها «متفائلة بإمكان ولادة الحكومة خلال الساعات المقبلة».
وفيما أفيد أنّ رئيس المجلس النيابي وافق على استبدال اسم يوسف خليل لحقيبة المالية باسم آخر، أشارت مصادر معنية لـ «البناء» إلى أن «اسم خليل ما زال وارداً أما الاسم البديل فهذا الموضوع عند الرئيس بري حصراً».
وفيما أشارت مصادر ديبلوماسية لـ«البناء» إلى أن «المجتمع الدولي يشجع المسؤولين على تأليف حكومة بشكل سريع لمواجهة الأخطار المحدقة نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية للبدء بإنجاز الإصلاحات واستكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي»، ورجحت مصادر سياسية أن يكون هناك قرار خارجي بتسهيل مهمة ميقاتي والسماح ببعض الإنفراجات أو الحد من الانهيار لأسباب عدة وربطت ما بين تبدل الموقف الاميركي تجاه الملف اللبناني وبين إعادة التموضع الاميركي في المنطقة من أفغانستان الى العراق الناتج عن الفشل في تحقيق الاهداف العسكرية والسياسية متوقفة عند زيارة السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا الى كل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف. وكشفت معلومات عن زيارة متوقعة لمسؤول اميركي الى بيروت قبل نهاية هذا الشهر، لم يتحدد موعدها بعد. وأوضحت ان المسؤول عضو في لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الاميركي وهو معني بالملف اللبناني.
وتوقعت مصادر اقتصادية أن ينخفض سعر صرف الدولار الى 15 ألف ليرة فور تأليف الحكومة، أما بعد ذلك فيتوقف على برنامج عمل الحكومة ومدى التزامه به وانجاز الاصلاحات المطلوبة ونجاح التفاوض مع صندوق النقد الدولي، مشيرة لـ«البناء» الى «أن السعر الحقيقي للدولار هو 9000 ليرة وفقاً لحجم الكتلة النقدية مقارنة مع الاحتياط الالزامي، فكلما تقلص الاحتياط كلما ارتفع سعر الصرف والعكس صحيح لذلك يجب ضبط الدعم للحفاظ على الاحتياط».
وتحضر أزمة المحروقات وقرار مصرف لبنان رفع الدعم في الجلسة النيابية التي دعا اليها الرئيس بري في الثانية من بعد ظهر الجمعة 20 آب الجاري في قصر الاونيسكو، وذلك لتلاوة رسالة رئيس الجمهورية ميشال عون لإتخاذ الموقف أو الاجراء أو القرار المناسب.
وتسلمت الأمانة العامة لمجلس النواب، الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية الى مجلس النواب بواسطة رئيس مجلس النواب، حول موضوع وقف الدعم عن المواد والسلع الحياتية والحيوية، في ضوء القرار الذي اتخذه حاكم مصرف لبنان برفع الدعم عن المحروقات من دون انتظار صدور البطاقة التمويلية، وما تركه هذا القرار من تداعيات سلبية زادت من حدة الازمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية والمعيشية التي يعيشها البلد. وشرح الرئيس عون في رسالته مسار الاجتماعات التي عقدت مع الوزراء المعنيين وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وتلك التي عقدت في السرايا، والتي لم تؤد الى نتائج عملية تفضي الى رفع الدعم تدريجا عن المشتقات النفطية والأدوية والمستلزمات الاستشفائية والطبية على أنواعها، والتي لم تعد متوافرة، الأمر الذي يهدد صحة الناس وغذاءهم وامنهم الاجتماعي وايضا حقوقهم الحياتية. كذلك تعذر انعقاد مجلس الوزراء، بعد رفض رئيسه الدعوة الى عقده. وطلب الرئيس عون من الرئيس بري مناقشة هذه الرسالة في مجلس النواب وفقا للأصول، واتخاذ الموقف او الاجراء او القرار المناسب في شأنها.
وأشارت مصادر نيابية في كتلة التنمية والتحريري لـ«البناء» الى أن رسالة رئيس الجمهورية لزوم ما لا يلزم ولا تقدم ولا تؤخر ولا تأثير دستورياً وسياسياً لها وتندرج في اطار الشعبوية وتضييع الوقت والأجدى برئيس الجمهورية تسهيل تأليف الحكومة للذهاب فوراً الى المعالجات الاقتصادية ووقف النزيف الذي يعاني منه الاقتصاد اللبناني ومعاناة اللبنانيين؟
على صعيد آخر يستكمل المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار تحقيقاته مع المدعى عليهم في الملف بدءاً من يوم الجمعة المقبل في جلسات متتالية تمتدّ حتى الأسبوع التالي، وذلك بالتزامن مع البتّ بالدفوع الشكلية التي تقدم بها عدد من المدّعى عليهم بواسطة وكلائهم القانونيين. وتمّ الإستماع لحوالى 120 شاهدا لغاية تاريخه.
المصدر: صحف