تناولت الصحف الصادرة في بيروت يوم الثلاثاء في 17-8-2021، العديد من الملفات المحلية والدولية. وركزت على مواقف السفيرة الأميركية من بعبدا، بالإضافة إلى اعتراف أميركا بهزيمتها في أفغانستان. وجاءت افتتاحياتها على الشكل التالي.
الأخبار
درْس أفغانستان: كلّ شيء… سينتهي ذات يوم
هما عقدان من التحولات.
لا أميركا هي أميركا، ولا «طالبان» هي «طالبان»، ولا البيئة الاستراتيجية هي نفسها. عقدان ألقتهما الولايات المتحدة وراءها وولّت مدبرة، لتشتعل في الداخل الأميركي نزاعات محورها سؤال رئيس: هل «عادت أميركا» حقاً؟ سؤالٌ ليس منطلقه مجرّد صورة أيقونية خلّفتها واقعة كابول، شأنها شأنها واقعة سايغون، بل سلسلة تطورات متسارعة في العالم، ستجعل الخصوم، أي خصوم «الإمبراطورية»، أكثر جراءة في وجهها، وأصدقاءها أقلّ اعتداداً بها. على المقلب المضادّ، تبدو حركة «طالبان» بنسخة جديدة أكثر مرونة وبراغماتية واستعداداً لتعاطي السياسة، وإن بقي الشكل على حاله. ولعلّ هذا الانقلاب هو ما تراهن عليه دول جوار أفغانستان، وعلى رأسها إيران، من أجل الوصول إلى تفاهمات مع الحركة، التي لا تفتأ تبعث برسائل طمأنة إلى الداخل والخارج، في تكتيكات لا يمكن إلا التوقّف عندها في قراءة المشهد وتحليله. يبقى أن أفغانستان، وأيّاً كان شكل الحكم الذي ستستقرّ عليه، ستجد نفسها أمام تحدّيات هائلة، بعدما عاث الاحتلال فيها خراباً، وزادها إفقاراً، وخلّف فيها مآسي جمّة، قبل أن يغادرها على متن طائرات عسكرية اضمحلّت مع تبدّد دخانها الأحلام «الوردية» الواهمة، التي كان رسمها لهذه البلاد المُعذّبة
ستحتفل حركة «طالبان» وأنصارها بالذكرى العشرين لعمليات 11 أيلول 2001 في كابول. هي نجحت فعلاً، بعد عقدين من القتال الشرس والعناد الصلب، في إلحاق هزيمة مدوّية بالقوة «الخارقة» الأميركية، وبعملائها المحليين، ودقّت المسمار الأخير في نعش حربها على «الإرهاب»، التي لم تكن سوى سلسلة طويلة من الهزائم المتتالية، على رغم ما تسبّبت به من ويلات ودمار في البلدان التي غُزيت بذريعتها. قسم عظيم من «حلفاء» الولايات المتحدة لم يصحُ بعد من هول هذه الصدمة «الجديدة» : من الممكن أن تُغلب الولايات المتحدة، حتى من قَِبل شعب فقير ومنكوب كالشعب الأفغاني! ماذا سيكون حالها إذا دخلت في مجابهة مع أطراف أشدّ عتوّاً وأكبر قدرة كإيران أو الصين مثلاً؟
قد تكون الدروس الأوّلية المستخلَصة من قِبَل كورت فولكر، السفير الأميركي الأسبق في «الناتو» في عام 2008 – 2009، والمبعوث الخاص للمفاوضات حول أوكرانيا بين عامَي 2017 و2019، حول تداعيات التطورات في أفغانستان على الموقع الدولي لبلاده، هي الأكثر صراحة. ففي مقال بعنوان «أفغانستان ومستقبل الولايات المتحدة الأكثر قتامة»، على موقع «مركز تحليل السياسات الأوروبية»، الأطلسي جداً، يعتبر فولكر أن «خصوم الولايات المتحدة سيزدادون قناعة بأنها لا تملك إرادة للانتصار. قد يكون لديها الموارد اللازمة لذلك، لكنها تفتقد التصميم والقدرة على التحمّل لتحقيق أهدافها. لإلحاق الهزيمة بالولايات المتحدة، سيخلصون إلى أنه ما عليك سوى بالصبر… أما الحلفاء، فسيصبحون أكثر تردّداً في حشد القوات وتخصيص الموارد للمشاركة في ائتلاف تقوده واشنطن، عندما يوقنون بأنها مستعدة للمسارعة إلى التخلّي عنهم من دون أيّ تشاور معهم، على رغم إرسالهم جنودهم إلى خطّ النار».
وعلى رغم إقرار العديد من الباحثين والخبراء الأميركيين، الذين ينتمون إلى التيار الرئيس في النخبة الأميركية، بالمفاعيل الشديدة السلبية للحدث الأفغاني، في ظلّ تراجع الهيمنة الأميركية على الصعيد العالمي وصعود المنافسين، فإن فرضية امتلاك واشنطن خطّة بديلة، ستضعها موضع التنفيذ عن بعد، رأت النور في العالم العربي حصراً. لكن هذه الفرضية تتجاهل التحولات الجيوسياسية الكبرى في محيط أفغانستان، وتتعامى عن مفاعيلها الكارثية على مستقبل «الوجود» الأميركي في منطقتنا من جهة، وعلى عزم وتصميم أعدائها وخصومها، في هذه المنطقة وفي نواحٍ أخرى من المعمورة، على مواجهتها والتصدّي لمخططاتها من جهة أخرى.
هزيمة مدوّية لا صفقة
تغييب التحوّلات الجيوسياسية الكبرى في آسيا أساساً، المرتبطة جميعها بالانحدار التدريجي لكن المستمرّ، بل والمتسارع، للإمبراطورية الأميركية، هو الذي يتيح طرح فرضيات من نوع انسحابها من أفغانستان في مقابل صفقة مع حركة «طالبان» تسمح لها بتوظيفها ضدّ دول كالصين وإيران وروسيا مثلاً. «طالبان» حركة قاومت الاحتلال الأميركي لبلادها ببأس قوي خلال 20 عاماً، وهي مقاومة مديدة أكسبتها شرعية وطنية وحيثية ملموسة، على رغم الصلات الحميمة التي احتفظت بها مع باكستان، والدعم التي حظيت به، وفقاً للاتهامات الأميركية، من إيران، وحتى من روسيا والصين. لن تتحوّل مثل هذه الحركة، بين ليلة وضحاها، إلى وكيل محلّي للولايات المتحدة، تخوض لحسابها حروباً ضدّ دول الجوار. وقد ينعكس الطابع «الوطني» للحركة في خطابها السياسي، البعيد تماماً عن خطاب «القاعدة» المعولم مثلاً، وفي تعاملها مع المكوّنات الأفغانية الأخرى ومع دول الجوار.
الانسحاب الأميركي من أفغانستان دلالة إضافية على الضعف البنيوي، لا أكثر
لا يعني ذلك عدم وجود تأثير لهذا الجوار على الحركة، وأولاً باكستان. لقد كان لباكستان دور مركزي في قصة «الجهاد الأفغاني» الطويل، بدءاً بالمقاومة ضدّ الغزو السوفياتي، والتي حظيت بإسناد وتمويل الولايات المتحدة والسعودية، وحتى الصين في ثمانينيات القرن الماضي، ووصولاً إلى صناعة «طالبان» في مخيمات اللاجئين الأفغان في بداية تسعينياته. لقد شكّلت باكستان، خلال حكم الجنرال ضياء الحق، قاعدة خلفية لـ«الجهاد الأفغاني»، في ظلّ تحالفها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، وانخراطها في الحرب الباردة إلى جانبها ضدّ الاتحاد السوفياتي، الذي وقف في تلك الفترة نفسها في صفّ الهند ضدّها. وحتى بعد الانسحاب السوفياتي، وانفجار الصراع بين فصائل «المجاهدين الأفغان»، أشرفت الاستخبارات العسكرية الباكستانية على إنشاء «طالبان»، ومدّها بكلّ سبل الدعم لتقوم بإعادة توحيد أفغانستان، بتأييد واضح من الولايات المتحدة، التي رأت وزيرة خارجيتها آنذاك، مادلين أولبرايت، أن دخول الحركة إلى كابول في أواخر 1995 هو «حدث إيجابي». كان هدف الولايات المتحدة في الفترة المذكورة تسهيل مدّ أنبوب غاز من تركمنستان إلى باكستان، تقوم ببنائه شركة «كونوكو» الأميركية، في إطار مسعاها لفكّ ارتباط اقتصادات آسيا الوسطى، السوفياتية سابقاً، بروسيا.
لقد تغيّرت البيئة الاستراتيجية اليوم جذرياً: باكستان باتت شريكاً استراتيجياً، اقتصادياً، أمنياً، وسياسياً للصين، على رغم احتفاظها بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة التي أضحت حليفاً استراتيجياً للهند، ضدّ الصين. ستستخدم باكستان، بلا ريب، نفوذها على «طالبان» للحؤول دون أيّ صدام بينها وبين الصين، وهو أمر مستبعد تماماً، كما تُظهر زيارة وفد من الحركة إلى بكين، واجتماعه مع وزير خارجيتها، بعد سيطرة «طالبان» على ولاية بدخشان المحاذية لهذا البلد. الأمر نفسه ينسحب على علاقات الحركة بإيران، والتي تحسّنت نوعياً في العقدَين الماضيين، وأصبح حسن الجوار بين البلدين إمكانية واقعية أكثر من ذي قبل. اتجاه «طالبان» إلى الواقعية، وانخفاض أهمية المنسوب الإيديولوجي في تحديد مواقفها وسياساتها حيال الدول والأطراف المختلفة، تبدّيا بجلاء خلال السنوات الماضية. من الممكن، على ضوء هذه المعطيات، تصوّر تعاون إقليمي بين دول الجوار و«طالبان»، لنزع فتائل التوتر، والمساعدة على استقرار الأوضاع الداخلية في أفغانستان.
الضعف الأميركي والصبر الاستراتيجي
الانسحاب الأميركي من أفغانستان دلالة إضافية على الضعف البنيوي، لا أكثر. وحتى ولو افترضنا أنه يتمّ في سياق إعادة تموضع ضدّ الصين، ألم يكن البقاء في أفغانستان، وهي دولة مجاورة للصين، جزءاً منطقياً من هذا التموضع؟ الإجابة سلبية حُكماً، لأن واشنطن لم تعُد تحتمل الاستنزاف المستمرّ لقواتها، وهي إن أرادت التموضع، فستفعل ذلك في بلدان «صديقة».
مفاعيل هذا الانسحاب بالنسبة إلى الدول والقوى المناهضة للهيمنة الأميركية على منطقتنا، والمنادية بضرورة التسلّح بالصبر الاستراتيجي في مواجهتها، والمضيّ قدماً في مقاومتها، فائقة الأهمية. كيف سيتمّ التعامل مع الاحتلال الأميركي في العراق وسوريا بعد هروبه المذلّ من أفغانستان؟ هذا سؤال برسم القوى الوطنية في البلدين، والتي تؤكد في مناسبات عديدة عزمها على طرد المحتلّين. أمّا بالنسبة إلى الصين وروسيا، فإن كلام كورت فولكر شديد البلاغة: «إذا استطاعت مجموعة من المتطرّفين الإسلاميين الانتصار على الولايات المتحدة، فإن هذا الأمر سيعزّز قناعة الصين بأنها مع مرور الوقت، ومراكمة المزيد من القدرات وحسن التنظيم، ستنجح في التغلّب على واشنطن في جوارها. روسيا لن تأخذ على محمل الجدّ كلّ التهديدات بالتصدّي لاعتداءاتها العسكرية وابتلاعها لأراضي دول في جوارها». هذا تقدير دقيق للموقف بلا أدنى ريب.
البناء
بايدن يعترف بفشل الحملة العسكرية لتغيير العالم … و«المجتمع المدني» الأفغاني يتعلق بدواليب الطائرات
تل أبيب وواشنطن وباريس ولندن وبرلين تبكي الهزيمة … وموسكو وطهران وبكين وإسلام أباد تستعد
نصرالله وفيروزنيا: المحروقات قريباً
تشاؤل حكومي … بيرنز وشيا لتطويق مبادرة حزب الله
استعاد مشهد مطار كابول، مشهد البوابات الحدودية عند انهيار جيش الاحتلال عام 2000 سواء بهروب العملاء الذين توقع الاحتلال ان يصمدوا بالنيابة عنه وهو يهرب ويخذلهم أو الذين قيل لهم إنّ دخول المقاومة سيجلب بحقهم المجازر، ومثله مشهد إخلاء السفارة الأميركية في سايغون بعد الهزيمة في فييتنام عام 1975، وتعلق الهاربين من عملاء واشنطن أو الذين خافوا من حكم الفيتكونغ، وكما في المرتين السابقتين، لكن بصورة أشدّ مأساوية، ظهر آلاف الأفغان وهم يتراكضون في مدرّجات مطار كابول أملاً بالصعود الى إحدى الطائرات الأميركية المغادرة، بينما تعلق بعضهم، وفي مقدمتهم قادة المجتمع المدني الأفغاني بدواليب الطائرات، وسقط بعضهم من ارتفاعات شاهقة على سطوح المنازل في كابول مضرجاً بدمائه، ليكتب النهاية الدرامية لمشروع العبث الأميركي في صناعة الإرهاب واستخدامه وإعادة توظيفه، ومزاعم قتاله، بصورة أضافت بلداً من أربعين مليون نسمة الى لائحة الضحايا للحملات العسكرية الأميركية التي توهّمت إخضاع العالم وإفتااح عهد الزعامة على العالم، في قرن جديد قال الأميركيون إنه نهاية التاريخ مع تعميم النموذج الأميركي بالقوة العسكرية، وهو ما خرج الرئيس الأميركي جو بايدن يعترف بفشله، داعياً لترسيم حدود اللجوء الى القوة العسكرية عند خط الدفاع في مواجهة التعرّض لاعتداءات إرهابية، وليس لتعميم النموذج الأميركي، وإلا تورّطت واشنطن بحرب لا طائل منها ولن تنتهي، رغم إنفاق ثلاثة تريليون دولار، وخسارة قرابة ثلاثة آلاف جندي.
الهلع والحزن والشعور بالمهانة، كانت هي المشاعر التي عبّرت عنها المواقف السياسية والإعلامية الصادرة من تل أبيب وواشنطن وبرلين وباريس ولندن، حيث لا ثقة بالمستقبل بالنسبة لمن يربطون مصيرهم بالسياسات والحروب الأميركية، وحيث الخشية من تكرار المشهد الأفغاني في العراق وسورية، وغيرها من دول العالم، خصوصاً بالنسبة لتل أبيب التي خرج بعض محلليها يتحدثون عن تكرار مشهد العراق بإهداء أفغانستان لإيران، التي اتهمها قادة في الكيان برعاية طالبان والإتفاق معها وتمويلها، بينما في أفغانستان خيّمت على الأجواء احتفالات حركة طالبان بنصرها، مع حذر وقلق يخيّمان على الشرائح التي لا تشارك طالبان مواقفها ونظرتها وتساؤلات عما إذا كان هناك نسخة جديدة من طالبان، ستظهر في المرحلة الجديدة من الحكم، أم تكرار للمشهد القديم، فيما ركزت طالبان حملتها الإعلامية على التأكيد على رغبتها وعزمها على فتح صفحة جديدة تقوم على التشاركية في الحكم واحترام الحريات وحقوق المعارضة، والسعي للانخراط مع المجتمع الدولي بعلاقات قائمة على الاحترام وحفظ السلم والأمن الدوليين ومحاربة الإرهاب.
في بكين وموسكو وإسلام أباد وطهران، وهي عواصم جوار أفغانستان، تعامل مع فرصة يوفرها الانسحاب الأميركي والغربي، يفتح الباب لتعاون اقتصادي وأمني مع حكومة أفغانية جديدة تمثل المكونات الرئيسية للمجتمع الأفغاني وتحترم الحقوق الأساسية للمواطنين الأفغان، تقودها طالبان، لكن دون حروب إلغاء وتصرفات تستعيد مشاهد التجربة السابقة، وفي المقابل تقديم وعود لطالبان إنْ سارت الأمور كما يفترض بمساعدات مادية سخية، ومشاريع استثمارية ضخمة وتعاون أمني وانفتاح سياسي.
تحت ظلال المشهد الأفغاني المدوي ارتبكت صورة قمة بغداد الإقليمية لدول الجوار وتضاربت المواقف العراقية حول دعوة سورية للقمة، بصورة باتت التساؤل حول عقد القمة قائماً بقوة، بينما في لبنان رسم المشهد الجديد كلام الأمين العام لحزب الله وما تلاه من تصريحات للسفير الإيراني محمد جلال فيروزنيا حول اقتراب موعد وصول المحروقات الإيرانية الى لبنان، ما فسّر الحركة الأميركية المستارعة نحو الضغط لتشكيل الحكومة تفادياً لهذا الخيار، وهو ما حمل السفيرة الأميركية دوروثي شيا الى لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، للضغط لتسريع تشكيل الحكومة، وما نشرته جريدة «الشرق الأوسط» عن زيارة خاطفة لمدير المخابرات الأميركية وليم بيرنز الى بيروت ولقائه بقائد الجيش وعدد من قادة الأجهزة الأمنية لبحث مخاطر الانهيار اللبناني.
في المسار الحكومي عبّر رئيس الجمهورية عن تفاؤل بولادة الحكومة خلال أيام، بينما «تشاءل» الرئيس المكلف موحياً ببقاء عقبات جدية تقف حائلاً دون ولادة الحكومة الجديدة، رغم حديثه عن تقدّم التأليف على الاعتذار، وقالت مصادر مواكبة للمسار الحكومي إنّ الوضع أقرب لسحب اليانصيب، فيمكن ربح الجائزة الكبرى كما يمكن ان تكون النتيجة خسارة كاملة بلا جوائز ترضية لأنّ العقد لا تقاس بحجمها كما لا يقاس التقدم بحجمه ولا بمواضيعه، لأنّ أيّ عقدة مهما بدت صغيرة قادرة على إعادة البحث إلى المربع الأول، وطالما بقيت هناك عقدة ففرضية الفشل والانسداد لا تزال قائمة، فكيف ان كان الباقي عقد وليس عقدة واحدة.
وأكد الأمين العام لحزب الله في كلمة خلال المجلس المركزي في الضاحية الجنوبية أنّ «حادثة التليل المأساوية يجب أن تشكل عاملاً حاسماً في الضغط على المعنيين في تشكيل الحكومة من أجل تشكيل حكومة خلال أيام قليلة».
وأضاف: «نحن في الفوضى والانهيار لكنّ مقدار الفوضى ما زال مقدوراً عليه، الحل في تشكيل حكومة واجتماع الحكومة واتخاذ القرار المناسب في موضوع الدعم والبطاقة التمويلية». وأكد السيد نصرالله أنّ «الطريق الوحيد لمنع الفوضى وإدارة الأزمة هو تشكيل الحكومة، نعم هناك عقوبات وحصار خارجي ومؤامرة خارجية لكنّ مصيبتنا في لبنان أنّ لدينا حصاراً وعقوبات خارجية وعجزاً وفشلاً داخلياً». وأضاف: «ليس لدينا لا سلطة حلّ أزمة ولا حتى سلطة إدارة أزمة، منذ أسابيع الناس تتجمع على محطات المحروقات والناس متروكون لمصيرهم، هذا يعني العجز والفشل، لا يوجد من يعمل أو يتحمّل المسؤولية أو يبادر»، وتابع: «يجب تشكيل حكومة خلال أيام في أسرع وقت ممكن وعلى الجميع تقديم التنازلات المطلوبة».
ونوّه إلى «أنّ أغلب الشركات والمحطات وهؤلاء الذين أخذوا من طريق الناس البنزين والمازوت للمتاجرة به في السوق السوداء هم شركاء في الشجع والطمع، وأن ما حصل منذ عدة أسابيع أن أغلب الشركات كانت تسلم المحطات المحروقات وتخزّن وتحتكر الكثير منها، وأغلب المحطات كانت تبيع للناس وتخزّن وتخبئ، وهناك أناس اشتروا من المحطات عشرات ومئات الغالونات وخزنوا في بيوتهم وفي المستودعات». ووجّه «نداء لكل الذين ما زالوا يخزنون بنزين في بيوتهم والأحياء السكنية، ما تفعلونه جريمة موصوفة وهو حرام وفيه خطر انفجار فعلي، طالما أن هناك احتمال فعلي للانفجار يعني أنك شريك في القتل، هؤلاء مسؤوليتهم الانسانية والأخلاقية والشرعية إخراج هذه المواد من بين الأحياء».
وكما كانت «البناء» كشفت في عددها الصادر قبل أيام من أنّ حزب الله وحلفاءه لن يقفوا مكتوفي الأيدي أزاء الحصار الأميركي الغربي الخليجي على لبنان، لا سيما المحروقات وأنّ السيد نصرالله سيعلن في كلمة له في إحدى ليالي عاشوراء عن أنّ استيراد النفط من إيران أصبح قريباً جداً، قال الأمين العام لحزب الله: «كنا نفضل أن تشتري الدولة اللبنانية الفيول من إيران، لكن بسبب حسابات ترتبط بالأميركيين الذين يضغطون على البلد ويتحملون مسؤولية كل ما يحصل في البلد وهذه الفوضى يديرها الأميركيون من السفارة الأميركية». وأضاف: «متى يأتي المازوت والبنزين؟ أنا قلت عندما تتوقف الدولة عن إحضار البنزين والمازوت «رح نشتغل هالشغلة» وإلا هذه ليست «شغلة» حزب الله بل «شغلة» الدولة»، مؤكداً «أننا إن شاء الله أننا قطعاً سنأتي بالمازوت والبنزين من إيران، قطعاً.. متى؟ هاليومين تلاتة بقلكم، لكن الموضوع محسوم».
وأردف: «نحن لا نترك البلد هكذا ووعدنا ونلتزم بوعودنا»، مضيفاً: «سيدخل البنزين والمازوت إلى لبنان جهاراً نهاراً ونفتخر بتقديم هذه الخدمة لأهلنا وناسنا».
ولفت إلى أن «هناك غرفة تعمل لإيصال البلد للانهيار والفوضى وهناك متواطئون داخليون»، متسائلاً عمّا إذا كان «الذين يخربون محطات توليد الطاقة هم لبنانيون ولديهم شرف وأخلاق وإنسانية؟»، مضيفاً: «ابحثوا عنهم تجدون أن خيوطهم تصل إلى السفارة الأميركية».
وأوضحت مصادر في فريق المقاومة لـ«البناء» أن «حزب الله بإمكانه استيراد النفط من ايران منذ شهور لكنه كان ينتظر أن تقوم الدولة بهذا الأمر من العراق أو من دول أخرى أو النجاح في تأليف الحكومة والبدء بمعالجة الأزمات وفك الحصار الخارجي والإفراج عن المساعدات المالية الخارجية للبنان، لكن أما وقد تفاقمت الأزمات بشكل كبير وتركت تداعيات اجتماعية وأمنية على الشعب اللبناني، وجب على المقاومة التحرك وعدم التخلي عن جمهورها وشعبها كما لم تتخل عنهم في العدوان الإسرائيلي والإرهابي على لبنان وهو انتظر توافر المشروعية الشعبية لهذه الخطوة بعدما ضاق الشعب ذرعاً بأزمة المحروقات»، أما الآن تضيف المصادر فإنّ قرار استيراد النفط الإيراني إلى لبنان قد اتخذ والترتيبات العملانية قد انتهت لكن الحزب يمنح الفرصة الأخيرة المتمثلة بتأليف حكومة جديدة في ظل الأجواء الإيجابية التي تحيط بعملية التأليف، فإما تؤل الحكومة فتنتقل المهمة إلى عاتقها وإذا لم تؤل فسيعلن السيد نصرالله في يوم العاشر من محرم عن موعد نهائي لدخول النفط الى لبنان».
وأكد السفير الإيراني في بيروت محمد جلال فيروزنيا في حديث لقناة «المنار» أنّ إيران تقف إلى جانب الشعب اللبناني وهي مستعدة لتقديم المساعدة له على الصعد كافة. وتحدث عن نتائج ملموسة قريباً بخصوص المحروقات الإيرانية إلى لبنان.
وعاد الهدوء إلى بلدة التليل بعد التوتر الذي ساد خلال اليومين الماضيين نتيجة انفجار خزان البنزين وسقوط عدد من الضحايا والجرحى. وتولّى الجيش والمخابرات التحقيق، كما تمّ الاستماع إلى الجرحى في المستشفيات. وأكد رئيس بلدية التليل أنّ الشهداء هم شهداؤنا وشهداء كل لبنان، معتبراً أنّ العيش المشترك هو أساس لبنان. ولم تعلن القوى الأمنية السبب وراء الانفجار وما إذا كان متعمداً أم لا في ظل التداول بعدة روايات للحادث لم تتضح أي منها الحقيقة. لكنّ مصادر سياسية رسمت علامات استفهام حول الحادث الغامض، مرجحة لـ«البناء» أن يكون مفتعلاً لغايات عدة سياسية، لا سيما أنّ البيانات السياسية والحملات والتحريض خرج بعد الساعات الأولى للإعلان عن التفجير، ما يظهر حجم الاستغلال السياسي فيما سارعت بعض الجهات إلى ربط تفجير التليل بتفجير مرفأ بيروت والمطالبة برفع الحصانة عن النواب، لا سيما نواب عكار. ودعت المصادر الأجهزة الأمنية والقضائية للإسراع في كشف الحقيقة لكي لا يتاح المجال للاستغلال السياسي وتضييع الحقيقة كما يحصل في مسار التحقيق بتفجير المرفأ.
من جهته، لفت وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن إلى أنّ «حصيلة ضحايا انفجار التليل هو 27 ضحية، لكن هناك أشلاء لبعض الجثامين لم يتم التعرف اليها حتى الآن، فيما الحالات الحرجة 7». وأشار في حديث إذاعي إلى «إجلاء 3 مصابين بحروق بالغة أمس لمعالجتهم في مستشفيات اسطنبول، بعدما ارتأى الفريقان الطبيان اللبناني والتركي عدم نقل مصاب رابع لأنّ هناك خطراً على حياته، فأُعيد نقله إلى مستشفى الجعيتاوي»، موضحاً أنّ «الخوف من فقدان المازوت والأدوية والمستلزمات الضرورية لمعالجة المصابين هو هاجسنا الآن».
وكان الجيش اللبناني تحرك بدءاً من مساء السبت وشنّ حملة مداهمات على مختلف محطات الوقود على كافة الأراضي اللبنانية وأجبرها على تشغيل خراطيمها وتعبئة المازوت والبنزين للمواطنين ولصالح المستشفيات والأفران وكهرباء زحلة.
وأطلقت مختلف القطاعات الحيوية صرخات مدوية مناشدة الدولة التحرك لإنقاذها من التوقف عن العمل، لا سيما الأفران التي توقف القسم الأكبر منها عن الخبز، وأوضح نقيب أصحاب الأفران في الشمال طارق المير أن «اتصالات جرت خلال الساعات الماضية مع مكتب رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي من جهة ومخابرات الجيش من جهة أخرى أفضت إلى إعداد جدول بالأفران التي سيصار إلى تخصيصها بكميات من المازوت».
وأطلقت نقابة مستوردي المواد الغذائية نداء استغاثة ناشدت فيه «المسؤولين وعلى مختلف مستوياتهم بالإسراع في نجدة القطاع وإمداده بما يحتاجه من محروقات من بنزين ومازوت لتأمين استمرار عمله».
وأشارت مصادر مطلعة لـ«البناء» إلى أن «أزمة المحروقات مركبة وتجتمع فيها عدة عناصر لا سيما التهريب إلى سورية والتخزين في المنازل والمحطات والشركات فضلاً عن عدم التنسيق بين الوزارة المعنية أي وزارة الطاقة وحاكم مصرف لبنان الذي اتخذ قراره من دون معرفة التداعيات الامنية والاجتماعية»، مشيرة الى «دور وزارة الطاقة بمراقبة استيراد وكيفية توزيع هذه المادة ومقارنة الكميات المستوردة والمستهلكة في السوق «، وتوقفت المصادر عند «تمرد الحاكم على قرار السلطة السياسية لا سيما رفضه تعليمات رئيس الجمهورية ومجلس الأعلى للدفاع مستغلاً الفراغ في السلطة الإجرائية أي مجلس الوزراء في ظل تحول الحكومة إلى تصريف أعمال فيما مجلس النواب ليس سلطة تنفيذية». وأضافت: «في ظل هذا الفراغ يستغل الحاكم الوضع في اتخاذ قرارات غير واقعية وتمس بالأمن الداخلي اللبناني، لكن عليه أن يعي بأن المحروقات مادة حيوية ولا يجيز له اللعب فيها وتهديد مصير وحياة الشعب اللبناني برمته وحتى لو لم يجيز له القانون الصرف من الاحتياط الإلزامي لدى المصرف». ولفتت إلى أن «العمل بروح القانون يسمو على النص نفسه وبالتالي لا يمكن لقرار يمس بالأمن المعيشي والاجتماعي والسلوكي أن يتخذه فرد من دون السلطات المختصة»، مضيفة: «فقانون النقد والتسليف يفرض على الحاكم المحافظة على الأمن النقدي… فهل حافظ سلامة على أموال المودعين والانتظام المصرفي؟ ؟ ما هي نتيجة السياسات النقدية؟ وألم يكن سلامة يصرف لتغطية الدعم طيلة العقود الماضية من الاحتياط الالزامي؟ لماذا يرفض اليوم».
على الصعيد السياسي، زار الرئيس المكلف نجيب ميقاتي قصر بعبدا أمس والتقى الرئيس عون حيث استكمل البحث في ملف التأليف، وقال ميقاتي عقب اللقاء: «نحاول حل موضوع الحكومة بالطريقة الملائمة للجميع على أن تكون حكومة تواجه الواقع الموجود في لبنان ونريد أن تتضافر الجهود كي تقوم الحكومة بواجباتها». وأضاف: «الحديث مع عون كان بالعمق وستكون لنا لقاءات أخرى هذا الأسبوع ودخلنا بموضوع الأسماء. وتابع: العبرة في النهاية ولن أشرح من هذا المنبر المشاكل الموجودة. وقال: «نسبة تشكيل الحكومة أكبر من نسبة الاعتذار وليس لدي وقت محدد ولكن المدة ليست مفتوحة».
وأشارت أوساط مطلعة على أجواء اللقاء لـ«البناء» الى «أنه جرى الانتهاء من مرحلة توزيع الحقائب على الطوائف والمذاهب، حيث دخل الرئيسين عون وميقاتي في مرحلة إسقاط الأسماء على الحقائب»، لافتة إلى أن «هذا الأمر يتطلب المزيد من التشاور لحسم أحد الأسماء المطروحة للحقيبة الواحدة، خصوصاً أنّ اتفاقاً حصل لتكون أسماء بعض الحقائب توافقية الداخلية والعدل». وكفت الأوساط أنه «جرى تبادل أسماء بين الرئيسين وسيدرسها الطرفان ويأخذان الوقت الكافي للاتفاق عليها أو تعديلها، ويفترض أن تتبلور الصورة خلال الثمانية والأربعين الساعة القادمة».
وإذ أكدت الاوساط أن «التعاون بين الرئيسين ميشال عون وميقاتي مستمر، وأن المناخ الاجمالي يؤشر إلى استعداد للتفاهم والأخذ والعطاء»، أشارت إلى أن «بعض الأسماء لا مشكلة حولها والبعض الآخر جرى التداول حولها»، مشددة على أنه يجري العمل على تذليل بعض العقبات الناجمة عن المطالب المستجدة لدى الأطراف الأخرى، مؤكدة أن حقيبة الطاقة لا تزال قيد البحث والشؤون الاجتماعية في طريقها إلى المعالجة.
وكان رئيس الجمهورية أعرب عن أمله في أن «نتوصل إلى الحد من الأزمة من خلال تشكيل حكومة جديدة في الأيام القليلة، رغم سعي البعض لعرقلة هذا التشكيل»، مؤكدا أنّ «رئيس الجمهورية، رغم ما خسره من صلاحيات، إلا أنه شريك في التأليف مع رئيس الحكومة المكلف، وله أن يختار من بين الأسماء المطروحة في ظل ما يتمتع به من سلطة معنوية». مؤكداً أنه لن يستقيل وسيقوم بواجباته حتى النهاية ولن يهزه أحد إن في موقعه أو في حرصه على مواصلة محاربة الفساد. وقال أمام زواره في بعبدا: «بدأنا منذ بداية العهد بالعمل والسعي لتحقيق الإنجازات من خلال قوانين تلزيم واستخراج النفط مروراً بحملة تطهير الأرض من الإرهابيين والخلايا النائمة، وصولاً إلى تعزيز السياحة وإجراء الانتخابات النيابية على أساس القانون الانتخابي الجديد، ونأمل اليوم أن نتوصل إلى الحد من الأزمة من خلال تشكيل حكومة جديدة خلال الأيام القليلة، رغم سعي البعض لعرقلة هذا التشكيل، والمباشرة بالإصلاحات البنيوية والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لإعادة بناء لبنان وتنظيمه إدارياً وسياسيا وعلى مختلف الأصعدة».
كما التقى عون سفيرة الولايات المتحدة الأميركية دوروثي شيا، التي قالت بعد اللقاء: «الشعب يعاني والاقتصاد والخدمات الأساسية وصلا إلى حافة الانهيار. كل يوم يمر دون وجود حكومة تتمتع بالصلاحيات وملتزمة وقادرة على تنفيذ إصلاحات عاجلة هو يوم ينزلق فيه الوضع المتردي أصلا أكثر فأكثر إلى كارثة إنسانية». وتابعت: «نحن نحض الذين يواصلون عرقلة تشكيل الحكومة والإصلاح على وضع المصالح الحزبية جانبا. لقد رحبنا بإطار العقوبات الجديدة التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي لتعزيز المساءلة والإصلاح في لبنان، وستواصل الولايات المتحدة التنسيق مع شركائنا بشأن التدابير المناسبة».
اللواء
الحكومة تتعثّر.. وشيا على خط التأليف ونفط حزب الله!
النكبات تتوالى وعون «لا يهتز»
وجرائم المحروقات من الفوضى إلى التهريب والتخزين
في عهد الانهيارات والتفجيرات والانفجارات عض اللبنانيون، مرة أخرى، على جراحهم، بعد الانفجار الآثم، الذي وقع فجر الأحد في بلدة التليل العكارية، شمال لبنان، وأودى بحياة 27 مواطناً وإصابة 79 آخرين بجروح وحروق بليغة، مع الإحتياجات الطبية والمساعدات المشكورة من بعض الدول الشقيقة والصديقة، على خلفية المحروقات الخاضعة لسلطة وزارة الطاقة، التي يقف على رأسها وزراء من التيار الوطني الحر منذ العام 2015.
إلا أن الطامة الكبرى برزت في انفضاض الاجتماع العاشر بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي من دون التوصل إلى نتائج عملية، جعلت عملية التأليف مؤرجحة بين صدور المراسيم أو الخروج من حلبة التكليف، مع أن الرئيس المكلف أكد لدى خروجه من اللقاء مع رئيس الجمهورية أن ما يستطيع قوله: إن نسبة تشكيل الحكومة أكثر من نسبة الاعتذار، ولكن لا شيء يثبت ذلك.
وفيما لا تزال مصادر بعبدا، تسرب اجواء إيجابية عن اللقاء الاخير بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وتاكيدها بأن مسار تشكيل الحكومة الجديدة، يأخذ طريقه باتجاه اكتمال التأليف، لوحظ ان تصريح الرئيس المكلف ميقاتي بعد اللقاء، كان يوازي بين التحفظ والتفاؤل الحذر، مع حرصه على الاشارة الى انه، مايزال متمسكا بموعد محدد لمهمته لن يتجاوزه، مايؤشر بنظر مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة، الى ان ثمة عقبات، ماتزال تعترض عملية التشكيل.
وفيما نقلت المصادر عن اوساط بعبدا، انه تم تبادل لائحتين للاسماء المرشحة للتشكيلة الوزارية خلال اللقاء وانه، تم تذليل عقدة وزارة الشؤون التي يصر عليها رئيس الجمهورية، باعطاء حقيبة التربية للاشتراكي، فيما لم تحل عقدة وزارة المال بعد لاستمرار تمسك بري بصراحه للوزارة، في حين يرفض معظم الاطراف تولي حقيبة الطاقة أيضا. وفي اعتقاد المصادر ان مسار تشكيل الحكومة، مايزال يراوح مكانه، ضمن دائرة الشروط والمطالب المتجددة التي يطرحها الرئيس عون الذي، يقدم مطلبا جديدا في كل مرة ما يعيد البحث في كل الاسماء من جديد.
واعتبرت انه لو ان هناك نوايا سليمة من قبل رئيس الجمهورية لتسريع تشكيل الحكومة العتيدة، لتم تجاوز العديد من العقد والصعوبات بسرعة، لمواجهة تسلسل الاحداث المتسارعة ووضع حد لها. الا ان ما يحصل العكس، وابدت المصادر خشيتها من تكرار مسلسل التعطيل المتعمد الذي اتبع مع الرئيس سعد الحريري سابقا، مع ميقاتي الذي يحرص على كتم تفاصيل مشاوراته مع عون حتى المقربين، أملا في تخطي هذه العراقيل قريبا.ولاحظت المصادر، ان عدد لقاءات رئيس الجمهورية مع الرئيس المكلف، بات يقترب من معدل عدد اللقاءات التي عقدها عون مع الحريري سابقا، الامر الذي لا يبعث على الارتياح ويؤشر إلى نوايا مبيتة وسلبية بالنسبة لعملية التشكيل عموما.
ولاحظت المصادر ان رئيس الجمهورية، لا يعطي الرئيس المكلف اجوبة نهائية على الافكار والطروحات المعروضة لحل العقد، وهو يطلب باستمرار مهلة للتمعن فيها ودراستها مع فريقه السياسي، اي رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي لوحظ استنادا الى عاملين في بعبدا، انه يجتمع مع رئيس الجمهورية، قبل اي لقاء يعقد الاخير مع الرئيس المكلف وبعده، كما حصل بالامس تحديدا.
وقالت مصادر سياسية مواكبة لعملية تأليف الحكومة لـ«اللواء» أن التفاؤل الحذر لا يزال يطغى على ملف التأليف، وإن اللقاء العاشر بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف دخل في مرحلة الأسماء على الحقائب التي حصل توافق حولها وأشارت إلى ان هذه المرحلة تتطلب المزيد من التشاور لا سيما أن هناك أكثر من اسم مرشح للتوزير في كل حقيبة.
وكشفت أن النقاش يدور حول الأسماء لبعض الحقائب الوزارية لا سيما تلك التي تم التفاهم على أن تكون توافقية. وأشارت إلى أن الرئيسين عون وميقاتي تبادلا وجهات النظر في ما خص الأسماء ويدرسها الطرفان على أن ياخذا الوقت الكافي للاتفاق عليها أو تعديلها من أجل قيام تفاهم حولها ويفترض أن يتبلور ذلك في الساعات الثماني والأربعين المقبلة. وأوضحت أن هناك أسماء لا مشكلة حولها وأخرى يتم التداول بها وتحتاج إلى أخذ ورد. وعلم أنه لم يتم التأكد ما إذا كانت هناك وجوه جديدة ستوزر او ستعود وجوه قديمة سبق لها أن وزرت وقدمت مثالا جيدا في العمل الحكومي.
وقالت المصادر إن التعاون مستمر والمناخ الإجمالي يؤشر إلى أن هناك استعدادا للتفاهم وهناك تشاور واخذ ورد.
وفهم أنه لا تزال هناك حقيبتان تشكلان محور تشاور وبالتالي لن يتم البت بهما بسبب وجود مطالب مستجدة لبعض الفرقاء بتم العمل على تذليلها وهي محور نقاش من أجل الحلحلة لا سيما أن هؤلاء الفرقاء يبدون اهتماما ببعض الوزارات. وفهم أيضا أن وزارة الطاقة لا تزال محور نقاش في حين أن وزارة الشؤون الاجتماعية في طريقها إلى الحل. ولفتت المصادر إلى أن رغبة تأليف الحكومة سريعا لا تزال قائمة. وأفادت أن الوضع في عكار احتل حيزا من البحث وكان تأكيد مشترك على ضرورة معالجته.
اما أوساط مراقبة فعكست اجواء غير مريحة للقاء لاسيما أن هناك شروطا جديدة فرضت كما أن هناك أسماء غير مقبولة لدى الطرفين، مشيرة إلى أنه لا بد من انتظار بعض الوقت وترقب التحركات المقبلة في حين لم يحدد موعد جديد للقاء عون وميقاتي في الوقت الذي يتردد فيه أن الاجتماع بينهما قد يحصل في أي وقت. وسجلت المصادر المعنية الملاحظات التالية على موقف رئيس الجمهورية:
1- وضع فيتو على اسم يوسف خليل لوزارة المالية، مع العلم ان الثنائي الشيعي لا يضع مثل هذا الفيتو. وقيل إن الرئيس نبيه بري أبلغ الرئيس ميقاتي تسمكه بترشيح خليل للمالية.
2- وضع فيتو على اسم اللواء مروان زين لوزارة الداخلية.
وعلى الرغم من نفيه أن يكون في بعبدا، قبل وأثناء لقاء الرئيسين، فان مصادر مراقبة شككت بنفي النائب جبران باسيل أن يكون وراء إعادة عقارب الساعة إلى الوراء في اللقاء العاشر في قصر بعبدا.
وكان الملف الحكومي حضر في لقاءين، الأول السبت الماضي، بقي بعيداً من الإعلام، وكانت أجواؤه ايجابية، استكمل فيه البحث في بعض الطلبات الوزارية المستجدة من افرقاء آخرين مشاركين في الحكومة.
وقال ميقاتي بعد اللقاء: نتقدم من اهالي التليل بالتعازي. ونحاول حل الموضوع بالطريقة الملائمة للجميع، على أن تُشكل حكومة تواجه الواقع الموجود في لبنان. ونريد أن تتضافر الجهود كي تقوم الحكومة بواجباتها. واضاف: الحديث مع الرئيس عون كان بالعمق وستكون لنا لقاءات أخرى هذا الأسبوع ودخلنا بموضوع الأسماء. وتابع: العبرة في النهاية ولن أشرح من هذا المنبر المشاكل الموجودة. لكن نسبة تشكيل الحكومة أكبر من نسبة الاعتذار ولا وقت محدد لديّ ولكن المدة ليست مفتوحة.
وكان قد عُقِد اجتماع بعيدا عن الاعلام السبت بين الرئيس عون والرئيس ميقاتي، استكملا خلاله البحث في التشكيلة الحكومية، وذكرت مصادرمتابعة للإجتماع ان الاجواء كانت ايجابية، وان الرئيس ميقاتي سيستكمل معالجة بعض الطلبات الوزارية المستجدة من افرقاء آخرين مشاركين في الحكومة.
وقد كثّف ميقاتي حركته السياسية خلال اليومين الماضيين واجرى إتصالات مع الأطراف الممثلة في مجلس النواب، للوقوف عند آرائهم حيال موضوع التسميات بعدما باتت مسألة التوزيعة في الحقائب مُنجزة تقريباً، ولرغبته في إنجاز «مسودة حكومية كاملة»، لعرضها على رئيس الجمهورية. وعلمت «اللواء» ان الدخول في مرحلة الاسماء يتطلب المزيد من التشاور لاسيما وان هناك بعض الحقائب توافقية. لذلك طرحت اسماء ودار بحث حولها وتبادل اسماء وسيُعطي الرئيسان الوقت الكافي لدرسها والاتفاق عليها. لأن البحث في الاسماء يأخذ عادة بعض الوقت.لذلك الامور تسير على نحو جيد ولكن ببطء.
وفي هذا السياق، قالت مصادر سياسية مطلعة في حديث مع الميادين نت إن «عون وميقاتي اقتربا من التوقيع على مرسوم تأليف الحكومة اللبنانية العتيدة». وأكدت المصادر أنه «إذا لم يحدث شي كبير وفوق العادة فإن الحكومة الجديدة ستولد خلال أيام على أبعد تقدير، إلا إذا اُعيد خلط الأوراق وتعقيد الموقف في اللقاءات التي يجريها عون وميقاتي هذين اليومين حول الحكومة».
وأضافت المصادر عينها أن «تسليم حزب الله وحركة أمل أسماء الوزراء المرشحين للوزارة من قبلهما يعتبر مؤشراً جدياً على التقدم في عملية التأليف التي دخلت مرحلة البحث في الأسماء، بعدما جرى تذليل عقدتي حقيبتي الداخلية والعدل، اللتين كانت تمثلان جوهر التعقيدات المحلية في مقاربة كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف». وكشفت أن «الحقائب السيادية ستظل موزعة على الطوائف الكبرى على غرار توزيعها في الحكومة المستقيلة، ويبقى الانتهاء من تثبيت الحقائب التي ستعطى لتيار المردة وحلفائه التي تعتبر أوساط رئيس الحكومة المكلف أنها قابلة للحل».
وفي التحركات السياسية ايضا، التقى عون امس، سفيرة الولايات المتحدة دوروثي شيا، التي قالت بعد اللقاء: «التقيت صباحاً رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي حيث بحثنا الجهود اللبنانية لتشكيل حكومة بسرعة، وقد بحثنا الموضوع نفسه مع الرئيس عون. أضافت: الشعب يعاني والاقتصاد والخدمات الأساسية وصلا إلى حافة الانهيار. كل يوم يمر من دون وجود حكومة تتمتع بالصلاحيات وملتزمة وقادرة على تنفيذ إصلاحات عاجلة، هو يوم ينزلق فيه الوضع المتردي أصلا أكثر فأكثر إلى كارثة إنسانية. وتابعت: «نحن نحضّ الذين يواصلون عرقلة تشكيل الحكومة والإصلاح على وضع المصالح الحزبية جانبا. لقد رحبنا بإطار العقوبات الجديدة التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي لتعزيز المساءلة والإصلاح في لبنان، وستواصل الولايات المتحدة التنسيق مع شركائنا بشأن التدابير المناسبة.
واعتبرت شيا أن «لبنان يحتاج إلى قادته لاتخاذ إجراءات إنقاذ عاجلة، وهذا لا يمكن أن يحدث دون حكومة ذات صلاحيات تركز على الإصلاح وتبدأ في تلبية احتياجات الشعب وتباشر العمل الجاد من أجل التعافي الاقتصادي». وعلم ان مهمة شيا ركزت على امرين: الحكومة والعقوبات وبواخر المحروقات التي يعتزم حزب الله ايصالها من ايران الى لبنان.
الى ذلك، أعرب الرئيس عون عن أمله في أن «نتوصل الى الحد من الازمة من خلال تشكيل حكومة جديدة في الأيام القليلة، برغم سعي البعض لعرقلة هذا التشكيل»، وقال خلال استقباله امس المجلس الوطني للتجمع من أجل لبنان في فرنسا: أن رئيس الجمهورية، برغم ما خسره من صلاحيات، إلا انه شريك في التأليف مع رئيس الحكومة المكلف، وله ان يختار من بين الأسماء المطروحة في ظل ما يتمتع به من سلطة معنوية.
اضاف: أن نضالنا مستمر من أجل إعادة بناء هذا البلد، برغم كل الصعاب والمواجهات التي تعترضنا وحملات التضليل والشائعات، وقال: لن استقيل وسأقوم بواجباتي حتى النهاية، وآمل أن تبدأ معي مرحلة إعادة إعمار لبنان نفسيا وماديا على ان يستكملها الرئيس الجديد في وقت لاحق. واكد سعيه المتواصل لإجراء التدقيق الجنائي. وقال: كلما اقترب الأمر من التحقيق زادت الضغوط لمنعه. الفساد وليد الذهنية المافيوية كما أثبتت الوقائع على مر العصور، وهناك ما تحقق أخيرا لجهة رفع السرية المصرفية».
وكان رؤساء الحكومات السابقين اجتمعوا صباح الأحد الماضي عبر تقنية زوم، واعتبروا ان المصيبة التي حلت بعكار، هي «واحدة من مظاهر سقوط الدولة اللبنانية وتلاشيها، وبالتالي وجوب مبادرة رئيس الجمهورية، وكل الأطراف السياسيين الفاعلين فوراً إلى فك العقد التي لا تزال تحول دون تأليف الحكومة حتى الآن».
وفي سياق حكومي، قال رئيس تيّار المردة النائب السابق سليمان فرنجية (مستقبل ويب) ان «ليس هدفنا المشاركة في الحكومة»، موضحاً: «لكن هذا لا يعني اننا نتهرب من المسؤولية، ولا نقبل ان نكون شرابة خرج».
رسالة عون للمجلس
على صعيد آخر، وبعد رفض الرئيس دياب دعوة عون الى عقد جلسة لمجلس الوزراء للبحث في رفع الدعم عن المحروقات وتأثيراته السلبية، وجّه عون رسالة يوم السبت الى مجلس النواب «بواسطة الرئيس نبيه بري طلب فيها مناقشة الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي استجدّت بعد قرار حاكم مصرف لبنان وقف الدعم على مواد وسلع حياتية وحيوية وما نتج عنه من مضاعفات، وذلك لاتّخاذ الموقف أو الإجراء المناسب في شأنه». وسيتقرر اليوم الموقف من الرسالة بعدما يتبلغها الرئييس بري.
وحسب مصادر مقربة من عين التينة، فان رئيس المجلس ملزم بالدعوة للجلسة طبقا للمادة 145 من النظام الداخلي خلال ثلاثة ايام من تسلمه رسالة رئيس الجمهورية (علما ان بري لم يستلم حتى الان الرسالة ومن المتوقع ان يتسلمها اليوم، لان المجلس يومي السبت والاحد في عطلة، بالإضافة الى يوم امس تزامنا مع عيد انتقال السيدة العذراء)، وتقول ان اي اجراء او موقف سيتخذه المجلس هو يمثابة توصية لحث الحكومة وان تصريف اعمال على التحرك، وكما حصل مع الرسالة الاولى المتعلقة باتهام الحريري بصفته الرئيس المكلف انذاك، ومطالبة المعنيين بتشكيل الحكومة فورا، وعدم تهرب التسلطة التنفيذية من مسؤولياتها وتحميلها العبء للمجلس.
وعليه، فان دعوة بري قد تكون خلال اليومين المقبلين، مع الاخذ بالاعتبار مصادفة يوم عطلة لمناسبة عاشوراء، مع الاشارة الى ان نصاب الجلسة سيبقى رهن الاخذ والرد، بعد مقاطعة الكتل المسيحية الجلسة التي دعا اليها بري حول مناقشة العريضة النيابية المتعلقة بانفجار المرفا.
كارثة إنفجار التليل
توالت الكوارث على لبنان وهذه المرة بفعل طمع تجار السوق السوداء ومهربي المحروقات حيث انفجر خزان بنزين في بلدة التليل في عكار خلال تجمع نحو مئتي شخص قربه بعد مصادرة الجيش له، ما ادى الى استشهاد نحو 29 شخصا بينهم عسكريين وإصابة نحو مائة شخص بحروق اكثرها بليغة وفقدان بين ثمانية وعشرة اشخاص، وجرى نقل عدد من المصابين بحروق شديدة الى مستشفى الجعيتاوي المختص بالحروق، وحصل تدخل عربي ودولي لنقل المصابين بالحروق فتم نقل عدد منهم مساء امس الاول الى تركيا وتم ارسال مواد إسعافية للحروق من عدد من الدول.
وكان الجيش قد صادر الخزان العائد للمدعو علي صبحي الفرج(الموقوف منذ اشهر بتهمة التهريب الى سوريا) كان موضوعا في قطعة ارض لمواد البناء تخص المدعو جورج الرشيد، واخذ منه حمولة صهريج وترك الباقي لتوزيعه على المواطنين الذين تهافتوا من قرى المنطقة لتعبئة ماتيسّر، لكن تردد ان احد الاشخاص وقد يكون والد صاحب الخزان او احد اتباعه ازعجه اجراء الجيش بتوزيع البنزين مجانا فاطلق رصاصة بإتجاه الخزان فتسربت منه المادة، بينما ذكرت معلومات اخرى ان احد الاشخاص كان يحمل قداحة او سيجارة سقطت منه فاشتعل البنزين وانفجر الخزان.وقدباشرت القوى الامنية التحقق في مسببات الحادث واوقفت الرشيد والفرج وعددا من المقربين منهما للتحقيق.لكن الرشيد ادلى بتصريح مصور نفى فيه علاقته بالخزان. وذكر في التسجيل المصور حيثيّات الإتصال الذي جرى مع والد علي حيث أكّد فيه عدم علمه بوجود مادة البنزين على أرضه وطالبوالد علي بسحب المحروقات، كما نفى جورج أن يكون إبنه أطلق النار كما يُشاع على بعض وسائل الإعلام حيث أنّ إبنه لا يملك أيّ سلاح كما أنّ العائلة بأكملها لا تملك أسلحة.
ونتيجة للكارثة هاجم اشخاص غاضبون منزل الرشيد في بلدته التليل واحرقوه. وهددوا نواب المنطقة بالحساب.كماجرت احتجاجات امام منازل الرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس وبيروت وبعض نواب عكار، تخللتها مناوشات مع القوى الامنية لا سيما بعدما عمد المحتجون على تحطيم زجاج مدخل منزل ميقاتي.وعاد الهدؤ نهار امس الى التليل فيما استمرت مديرية مخابرات الجيش في التحقيق وتم الاستماع الى بعض الشهود والجرحى.
وفي اول تحرك رسمي، عقد المجلس الاعلى للدفاع اجتماعا طارئاً بعدوة من الرئيس ميشال عون وحضره رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان ديب، تلا بعده الامين العامللمجلس اللواء محمود الأسمر مقررات المجلس وجاء فيها:
– الطلب الى الأجهزة العسكرية والأمنية ضبط الوضع العام في منطقة عكار لتفادي أي فلتان أمني، حماية لمصالح المواطنين وسلامتهم.
– إبلاغ وزارة الصحة فتح المستشفى المخصص للحروق في صيدا،والطلب من وزيري الصحة والطاقة العمل على تأمين المشتقات النفطية اللازمة لتأمين عمل المستشفيات.
– رفع الإنهاء النهائي من المجلس الأعلى الى الحكومة لاصدار مرسوم يتعلق بمراقبة مصادر الطاقة لمدة شهر من قبل البلديات.
ولم تنتهِ الكارثة عند هذا الحد فتلتها مباشرة كارثة سياسية تمثلت بتبادل تيار المستقبل والتيار الوطني الحر الاتهامات عن مسؤولية نواب الطرفين في عكار بحماية المهربين، اسعد درغام من التيار ووليد البعريني ومحمد سليمان من المستقبل، وجرت حملة واسعة بين الطرفين لمدة يومين توجها الرئيس سعد الحريري بتعليق دعا فيه الرئيس ميشال عون ال الرحيل، وانتهت ببيانين منهما بوقف التراشق الاعلامي.
وأصدر «تيار المستقبل» بياناً أشار فيه إلى أنه «كارثة عكار كشفت المستور السياسي ومحاولة القاء التبعات على المنطقة واهلها وصولاً للمطالبة باعلانها منطقة عسكرية بدل اعلانها منطقة منكوبة، وفي المستور ايضاً تأجيج الخطاب الطائفي لغايات في نفس رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل». وأضاف ولأن «عكار أقوى من أن تستدرج الى الفتنة، وهي بكافة مواطنيها وبلداتها تتشبث بالعيش المشترك والسلم الاهلي، ولن تسمح لاي طابور داخلي او خارجي بكسر وحدتها وتضامنها، فان تيار المستقبل وعملاً بتوجيهات مباشرة من الرئيس سعد الحريري، يدعو كافة المحازبين والناشطين والانصار الى التعبير عن التضامن مع اهلنا المنكوبين بالوسائل السلمية، وتجنب الانجرار لاجواء التحريض على كل صعيد».
كما صدر عن التيار الوطني الحر بيان جاء فيه: قطعاً لطريق الفتنة التي ينتهجها النائب سعد الحريري عن سابق إصرار وتصميم من مقرّ عمله المجهول المكان، مستخدماً لسان السوء إياه، سننقطع اليوم عن أي سجال معه، إحتراماً لدماء الشهداء وآلام المتألمين. حمى الله لبنان من الفتنة الطائرة من مقار السفارات على جناح الاستثمار والعمولة.
المحروقات
على صعيد المحروقات، أكد رئيس مجلس إدارة «الكورال» و«ليكوي غاز» أوسكار يمين لـ«لبنان الكبير» ان هناك «باخرتين مازوت قرب الشاطىء، الاولى تابعة لنا والثانية لشركة uniterminal تحويان ٨٠ مليون ليتر من مادة المازوت وباخرة تابعة لنا محملة ب ٤٠ مليون ليتر من مادة البنزين لا نستطيع تفريغها قبل الاتفاق على التسعيرة والمنصة الجديدة التي يفترض ان يحددها لنا الحاكم بالاتفاق مع وزارة الطاقة ولم نأخذ موافقة ولو شفوية عليها». وقال: «المخزون الموجود حاليا ينتهي بعد أيام قليلة وعليهم ان يحسموا الامر سريعا بخصوص البواخر الجاهزة لأنهم يعلمون انه لدينا قدرة تشغيلية وتسليمية عالية بحدود ال٢٠ مليون يوميا، وهي الكمية التي تكفي لتغطية كافة سوق الاستهلاك».
والى ذلك، علم موقع «لبنان الكبير» من مصادر خاصة أن «حزب الله» بدأ فعليا بإدخال البنزين والمازوت المستورد إلى لبنان بعدما وصلت ناقلة النفط الايراني إلى مصفاة بانياس في سوريا. وتتولى صهاريج نقل المحروقات براً إلى لبنان ليتم تفريغها في محطات «الأمانة» التابعة لـ«حزب الله». وسيتراوح سعر صفيحة المازوت ما بين ٥٥ ألف ليرة إلى ٦٥ ألف ليرة.
وانسحبت البلبلة التي تسبب بها قرار رفع الدعم عن المحروقات، على الأرض حيث طوق مشهد طوابير الذل امام المحطات، الاراضي اللبنانية من شمالها الى جنوبها وصولا الى البقاع، حيث تصطف السيارات كيلومترات لمحاولة التزود ببعض الوقود، هذا إن توافر.
وأعلنت المديرية العامة للنفط والمصرف المركزي في بيان، أن «بعد التواصل بين وزارة الطاقة والمصرف المركزي، توافق الطرفان على ان يتم تسديد ثمن المخزون من المحروقات الموجود حاليا لدى الشركات المستوردة على سعر صرف 3900، وعليه يطلب من الشركات المستوردة للنفط تسليم السوق المحلي بالمحروقات مع إعطاء الاولوية للمستشفيات، مصانع الأدوية والامصال، الأفران، المطاحن، المرافق الحيوية، وذلك عبر جداول تصدر عن وزارة الصحة ووزارة الاقتصاد والتجارة واعتماد جدول تركيب الاسعار الصادر نهار الاربعاء الفائت، على ان تستمر كل الوزارات والادارات والاجهزة الامنية وفق صلاحياتها بمراقبة التوزيع والتزام الاسعار الرسمية المعتمدة لمنع التهريب والتخزين والبيع عبر السوق السوداء».
إلى ذلك، واصلت القوى الأمنية عمليات دهم المحطات المقفلة، حيث تتم مصادرة المواد المخزنة من بنزين ومازوت»، وتوزيعها على المستشفيات والأفران والمواطنين. وفي الإطار، دهمت قوى من مخابرات الجيش في مركز مرجعيون محطات المحروقات كافة في المنطقة، وعمدت الى فتحها بعد الكشف على المخزون، كما دهمت القوى الامنية في الكورة محطات المحروقات كافة في القضاء، حيث عمدت الى فتحها جميعها بعد الكشف على المخزون فيها. كذلك، دهمت قوة من مخابرات الجيش محطات المحروقات في قضاء حاصبيا، وعمدت الى فتحها بعد الكشف على المخزون.
وأضافت قيادة الجيش في تغريدة عبر الحساب الرسمي على تويتر بأنه تم «مصادرة 25500 ليتر من مادة البنزين المخزنة في احدى المحطات في بلدة بوارج و53000 ليتر من محطة في ضهر البيدر، وستوزع كمية 57000 ليتر من مادة المازوت التي تمت مصادرتها من محطة في بلدة لالا – البقاع الغربي على المولدات والمشاريع الزراعية بحسب التسعيرة الرسمية». ودعا الجيش للتبليغ عن اية محطة وقود عمدت الى تخزين مادتي البنزين والمازوت واقفلت أبوابها أو أي جهة تبيع البنزين أو المازوت في السوق السوداء، عبر الاتصال على الرقم 117».
ووزّع الجيش اللبناني 4000 ليتر من احتياط المحروقات لديه على مئتين واربعين صيادا في منطقة العبدة، استنادا الى لوائح اسمية تم اعدادها، فيما صادر فوج التدخل السادس في البقاع 400 ألف ليتر من المازوت في البقاع الأوسط، ويعمل على توزيعها لصالح المستشفيات والافران وكهرباء زحلة.
وفي السياق، ضبط الجيش كمية كبيرة من المازوت في مزارع تابعة لابراهيم صقر في محيط مطار رياق موضوعة داخل خزانات مطمورة تحت الارض. وكان الجيش قد نشر ايضا عبر موقعه على تويتر فيديو وهو يصادر 400 طن من مادة المازوت وقام بتوزيعها على عدد من المستشفيات والافران والبلديات والمزارعين. كما تم ضبط أكثر من 200 الف ليتر في شرق بعلبك، وسيتم أيضا توزيعها على المستشفيات والافران، ضمن حملة المداهمات التي ينفذها الجيش على محطات الوقود واماكن تخزينها.
كذلك، أعلنت قوى الأمن الداخلي عبر «تويتر» أنّ دوريّة من فصيلة صور ضبطت حوالى 45 ألف ليتر من مادّة البنزين و32 ألف ليتر من مادة المازوت في إحدى المحطّات، كما كشفت عن مواسير وهميّة تُستخدم للتلاعب بقياس كمية المحروقات المُخزّنة، وتمّ إجبار صاحب المحطّة على فتحها وتعبئة الوقود للمواطنين كما تمّ استدعاؤه للتحقيق بناءً لإشارة القضاء.
بالتزامن، صادر عناصر من أمن الدولة كمية كبيرة من غالونات البنزين من منزل اللبناني ع.ح في بلدة دير عامص في قضاء صور ويجري التحقيق بإشراف القضاء المختص.
وداهمت دورية من دائرة أمن عام النبطية بمؤازرة دورية من الامن الإقليمي في الجنوب في الامن العام، محطة دياب ترحيني في بلدة عبا، حيث تم العثور على كمية 4500 ليتر في خزاناتها، ويمتنع صاحبها عن فتحها وبيع المواطنين. وأنه بناء على اشارة النائب الاستئنافي العام في النبطية القاضي عباس جحا تم ختم المحطة بالشمع الاحمر وإحالة صاحبها الى التحقيق.
583718 إصابة
صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة 706 اصابات جديدة بفايروس كورونا، مما رفع العدد التراكمي إلى 583718 إصابة مع تسجيل 6 حالات وفاة.
المصدر: صحف