دكت مواقفُ الامينِ العام لحزب الله بالامسِ معاقلَ العدوِ السياسيةَ والامنيةَ والعسكريةَ ونقلت كيانَه الى درجةٍ اكثرَ تعقيداً من الارباكِ والعجزِ في الخياراتِ امامَ لبنانَ المحصَّنِ بمقاومتِه وثلاثيتِه في كلِّ زاويةٍ وكلِّ ارضٍ وفلاة..
في المختصر، اُصيبَ الصهاينةُ بفشلٍ ذريعٍ في اختبارِ كسرِ المعادلةِ مع لبنان، ويكفي الاستماعُ الى ما يُسمى قائدَ القطاعِ الشرقي لجيشِهم في جنوبِ لبنانَ سابقاً وهو يقول – عن خبرةٍ وتجربةٍ وفشلٍ متراكم – اِنَ كيانَه مردوع ٌولا يهاجمُ ويخافُ من ترَسانِة السلاحِ الهائلةِ لدى حزب ِالله ما يعني انَ اسرائيلَ في واقعٍ استراتيجيٍ سيئٍ جداً جدا، كما قال.
هو الواقعُ الذي لا يقوى الصهاينةُ على كتمِ اوجاعِهم حِيالَه، فيما في لبنانَ هناكَ من يحاولُ قولاً وتصريحاً زرعَ الشقاقِ على مساحةِ الوطن، بينما يباركُ اخرونَ مسيرةَ الخنقِ والحصارِ الاميركي ويُلبِسُ الخرابَ والانهيارَ الى غيرِ مُسببيه، ولا يُراعي عشراتِ الاعوامِ من بذلِ الدماءِ والتضحياتِ ليبقى لبنانُ على الخارطة، عزيزاً قادراً على درءِ العدوانِ والفتنِ والصمودِ بوجهِ النكباتِ حيثما لم تَنفع اممٌ ولا قرارات..
ما ينفعُ البلدَ صمودُه وتكيُّفُ ابنائِه بشجاعتِهم معَ المحن، وما يحمي الوطنَ من التعبِ والدمارِ هو المقاومة، ومن يسببُ الخرابَ والدمارَ هو العدوُ الصهيونيُ واميركا والانظمةُ الدولاريةُ المتواطئةُ ومجموعاتُهم العميلة، والشواهدُ التاريخيةُ على ذلك كثيرةٌ وعديدة، ومنها ما يمتدُ الى يومِنا هذا في محاولةِ هؤلاءِ تازيمَ الداخلِ وفرضَ الجوعِ وتقويضَ عملِ الدولةِ الى حدِّ شلِّها بالكامل..
خطابُ الامينِ العامّ لحزب الله بالامس صحّحَ مساراتٍ كبرى في قضايا رئيسيةٍ يعانيها لبنان، ويَكثُرُ استغلالُها في سبيلِ ضربِ المقاومةِ وبيئتها، تارةً عبرَ اثارةِ الفتنةِ على يدِ مجموعاتٍ اجراميةٍ الى درجةِ القتلِ واسالةِ الدماء، وتارةً اخرى عبرَ التفلتِ الاعلامي بصوتِ بعضِ السفهاءِ والاشقياء. ومن عليهِ كبحُ هؤلاءِ هو الدولةُ اللبنانيةُ واجهزتُها المعنيةُ ومؤسساتُها وقضاؤها الذي يعاني الاستنسابيةَ المستنكرةَ في ملفِ انفجارِ المرفأِ وتداخلَ السياسةِ في عملِ مُحققِيها على حسابِ كشفِ الحقائقِ والتحقيقات..
المصدر: قناة المنار