قد يجهل معظم الناس حقيقة إمكانية حدوث انقطاع التنفس أثناء النوم، وقد لا يتنبهون لذلك حتى يسمع من يشاركهم السرير توقف تنفسهم خصوصاً في الليل.
وجاء في دراسة حديثة أجراها مركز أبحاث علم الأعصاب بأستراليا أن تلك حالة طبية غامضة، كما أنه لا توجد طريقة علاج واحدة تُناسب جميع الحالات.
يقول البروفيسور المشرف على الدراسة داني إكرت إن “انقطاع التنفس أثناء النوم هو اضطراب شائع جداً، وفيه تُغلق منطقة الحلق مراراً وتكراراً طوال الليل”، ويضيف: “في الحالات الحادة، يُغلق الحلق 100 مرة في الساعة الواحدة، وقد تصل إلى انقطاع التنفس لفترة من 10 ثوانٍ حتى دقيقة، وعندها لا يحصل الجسم على المستويات الكافية من الهواء، وتنخفض مستويات الأوكسجين ما يسبب إجهاداً للقلب ومن ثمّ الرئتين، وعادة ما يستيقظ الشخص بعدها لمدة تتراوح بين 5 و10 ثوان. وفي غالب الأمر هم لا يدركون أنهم يستيقظون”.
وفقاً لإكرت، لهذا الاضطراب آثار خطيرة على جميع مناحي الحياة، إذ يشير إلى أن “الأشخاص الذين يعانون من اضطراب التوقف عن التنفس أثناء النوم أكثر عرضة 7 مرات لحوادث السيارات، كما تتأثر كل أعضاء الجسم من الاضطراب إذا لم يتم علاجه، فهو يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية”، وأضاف أن هذه المشكلة الصحية قد تسبب ضعف الأعصاب ما يؤدي إلى عدم القدرة على التفكير بوضوح، وتجعل المريض أكثر عرضة لأمراض الاكتئاب والمشكلات المتعلقة بالصحة العقلية، بالإضافة إلى تضرر الجهاز المناعي، حيث يصبح الجهاز المناعي أكثر عرضة للتثبيط، كما أشار البروفيسور إلى وجود أدلة جديدة تشير إلى أن الأشخاص الذين لا يتلقون علاجاً لهذا الاضطراب هم أكثر عرضة للإصابة بمرض السرطان.
أوضح إكرت أن تشخيص الحالة ليس سهلاً، لأن الناس المصابين لا يعون أن لديهم اضطراب انقطاع التنفس أثناء النوم بسرعة، بل مع مرور الوقت أو مع التقدم في السن وانبساط عضلات الحنجرة ما يجعلها تعمل بكفاءة أقل، ويكمل: “قد يشعر المصابون بالتعب الشديد والصداع وعدم الانتعاش بعد النوم، ويمكن أيضاً أن يجدوا أنفسهم يريدون النوم في أوقات غير مرغوب فيها”.
كما يكشف إكرت أن الرجال أكثر عرضة للاضطراب من النساء، وغالباً ما يصيبهم في منتصف العمر أو بعد زيادة الوزن، لكن هذا لا يعني أن الشباب أو الأشخاص من ذوي الأوزان المنضبطة محصنين ضده.
كما قال إنه في كثير من الأحيان مدمّر للأطفال، لكنْ هناك علاج فعال لهذه الفئة، إذ غالباً ما يكون سببه تضخم اللوزتين أو اللحمية ما يعوق مجرى الهواء، والعلاج الرئيسي في هذه الحالة هو إزالة اللوزتين واللحمية، يشرح البروفيسور أن العلاج متوافر عن طريق ارتداء واقٍ يضخ الهواء متصل بالسرير، ويحتوي على جهاز صغير يدفع الهواء للداخل أثناء التنفس.
كما شرح إكرت أن هناك علاجاً آخر، يتمثل بتثبيت جهاز لحماية الفم، يقوم بعملية تجعل الفكين متحاذيين مما يمنع غلق مجرى التنفس.
المصدر: هافينغتون بوست