في الرابعِ من آبَ عامَ الفينِ وعشرينَ فجّرَ الاهمالُ او التقصيرُ او الفسادُ مرفأَ بيروت، وفي الرابعِ من آبَ عامَ الفينِ وواحدٍ وعشرينَ يُمنِّي بعضُ أهلِ الحقدِ والارتهانِ وشذاذِ الآفاقِ السياسيةِ انفسَهم بتفجيرِ كلِّ لبنان..
في التاريخينِ الضحايا هم اللبنانيون الابرياء، في الاولِ شهداءُ لقمةِ العيشِ وفي الثاني اهالي هؤلاءِ الشهداءِ وحقيقةُ شهادةِ ابنائِهم.
ولأنَ الحقيقةَ لا تُرتجى من منابرِ بعضِ السياسيينَ المجرَّبينِ بكلِّ انواعِ الموبقات، فانَ ما جرى اليومَ هو امعانٌ من البعضِ بتضييعِ الحقيقةِ والمتاجرةِ السياسيةِ بالدم، بعضُهم لاستخدامِه باكراً في صناديقِ الاقتراع، وآخرونَ لتحويلِه مادةً لتفجيرِ كلِّ لبنان..
في احياءِ الذكرى الاليمة كان الاهلُ المفجوعونَ ومتضامنونَ حقيقيونَ كما حضرَ مُستغلون معروفونَ، وباسمِ دماءِ الشهداءِ وقعَ الاعتداءُ على اهلِهم من قبلِ محازبينَ لم يَرُقهُم طلبُ الاهلِ عدمَ استغلالِ دماءِ ابنائِهم، ولانَ بعضَ المناطقِ مسيجةٌ باحقادٍ حزبيةٍ كانَ الاشكالُ في شارعِ الجميزي وتكسيرُ السياراتِ واطلاقُ النارِ في تصادمٍ بينَ مسيرةٍ للحزب الشيوعي ومحازبي القوات.
وكما قبلَ انفجارِ المرفأِ كذلك في ذكراه، يتسلقُ البعضُ من خلفِ شبانٍ مشاغبينَ محاولينَ اقتحامَ مجلسِ النوابِ ورميَ الحجارةِ على الاجهزةِ الامنيةِ والجيشِ الذين يَضربونَ جنودَه بالحجارةِ ويتباكُونَ عليهِ على منابرِ النفاقِ والشِقاق. ولولا اجراءاتُ الجيشِ لكادت ان تَفلِتَ بعضُ الرصاصاتِ التي حاولوا تهريبَها بسياراتٍ الى ساحةِ الاحتفال..
وعلى الساحةِ الدوليةِ كانَ مؤتمرٌ افتراضيٌ لدعمِ لبنان، ويؤمَّلُ ان لا تبقى وعودُه افتراضيةً كما سائرِ المراتِ السابقة، على انَ كلامَ البابا فرنسيس كانَ خيرَ تأكيدٍ عندما ناشدَ المجتمعَ الدوليَ أن يساعدَ لبنانَ على طريقِ القيامةِ من خلالِ مبادراتٍ ملموسةٍ وليس بالكلامِ فقط..
وبالكلامِ والتهويلِ وقذائفِ الخوفِ كانَ التعاملُ الصهيونيُ معَ صواريخَ مجهولةٍ اُطلقت من جنوبِ لبنانَ وسقطت في مستعمرةِ كريات شمونة شمالَ فلسطينَ المحتلة. القذائفُ التي اعتدت على السيادةِ اللبنانيةِ على طولِ الحدودِ معَ فلسطينَ المحتلةِ واِن لم تستهدف أماكنَ مأهولةً لكنها تَسببت بحرائقَ في بعضِ القرى الجنوبية..
المصدر: قناة المنار