منذ فترة طويلة وجهت أصابع الاتهام إلى المحلِّيات الصناعية أو بدائل السكر، بإحداث أضرار بليغة في جسم الإنسان، وهناك العديد من الدراسات التي حذرت من تناولها. ودراسة جديدة أكدت بوضوح شديد كيف أن هذه المحليات تحول بكتيريا الأمعاء الصحية إلى ميكروبات ضارة بعواقب وخيمة.
في عام 2014، اكتشف علماءأن المحليات تعطل الفلورا المعوية أو ما يعرف بالنبيت الجرثومي المعوي. إلى ذلك الحين كان يعتقد أن المحليات آمنة لأنها لا تمتص من قبل الأمعاء.
دراسة حديثة أجريت في جامعة أنجليا روسكين في كامبريدج، أكدت أكثر من ذلك، مستخلصة أن المحليات تحول البكتيريا المعوية النافعة إلى ميكروبات ضارة، وذلك في أول دراسة تظهر التأثيرات المرضية المحتملة للمحليات الصناعية كالسكرين والسكرالوز والأسبارتام.
كما وجد الأطباء أن المحليات تتفاعل على وجه الخصوص مع البكتيريا المعوية كجرثومة الشريكية القولونية (Escherichia coli) والكروية اللاهوائية (Enterococcus faecalis). هذان النوعان من البكتيريا التي تلتصق بجدار النبيت المعوي، هي عادة غير ضارة، ولكنها إذا غادرت الأمعاء قد تصبح خطيرة. والمحليات تساعدها على غزو جدار الأمعاء والتسلل إلى جدار أعضاء أخرى في جسم الإنسان، ما يسبب ساعتها عددًا من الأمراض.
وحذر رئيس قسم الدراسة والطب الحيوي ومؤلف الدراسة الرئيسي د. هافوفي شيشر، في تقريره أنه “يمكن أن تؤدي هذه التغييرات إلى دخول البكتيريا المعوية إلى مجرى الدم وإلحاق الضرر بأمعائنا، وهو ما يؤدي في أسوأ الأحوال إلى الإصابة بالعدوى والإنتان وفشل العديد من الأعضاء”.
المصدر: dw.com