قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إنه كان يُفترض أن يكون هذا الصيف خالياً من الأقنعة في الولايات المتحدة الأميركية. ولكن إلى جانب العديد من الأجزاء الأخرى من العالم، قد نعود ببطء نحو ارتداء الأقنعة في الأماكن المغلقة بسبب الانتشار السريع لمتغير “دلتا” شديد العدوى.
وأوضحت الصحيفة أنه في الأسبوع الماضي، كررت منظمة الصحة العالمية، التي شعرت بالقلق من الارتفاع العالمي في حالات الإصابة بالفيروس، توصيتها بأن يرتدي الجميع – بمن في ذلك الأشخاص الذين تم تلقيحهم – أقنعة، مما يضعها على خلاف مع المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها. وقد حذا مسؤولو الصحة في مقاطعة لوس أنجلوس حذو منظمة الصحة العالمية، وأوصوا بأن “يرتدي الجميع، بغض النظر عن حالة التطعيم، أقنعة في الأماكن العامة كإجراء احترازي”.
مديرة مراكز السيطرة على الأمراض تمسكت بالنصيحة السابقة بأن الأميركيين الذين تم تطعيمهم بالكامل لا يحتاجون إلى ارتداء الأقنعة في معظم المواقف. وقال مسؤولو الصحة في شيكاغو ونيويورك إنه ليس لديهم خطط لإعادة التفكير في متطلباتهم.
التوصيات المتضاربة بشأن ارتداء القناع
وتساءلت الصحيفة: كيف يجب أن ننظر إلى هذه التوصيات المتضاربة؟
وأجابت قائلة إن الأساس المنطقي لمنظمة الصحة العالمية في دعوتها للاستمرار في ارتداء الأقنعة في الداخل هو أنه في حين أن التطعيم فعال للغاية في الوقاية من الأمراض الشديدة والوفاة، فإن الدرجة التي تمنع بها اللقاحات العدوى الخفيفة أو غير المصحوبة بأعراض غير معروفة. بينما يختلف معهم المسؤولون في مركز السيطرة على الأمراض، قائلين إن الخطر ضئيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن منظمة الصحة العالمية تقدم توصيات للعالم بأسره، حيث لا يتم تلقيح الغالبية العظمى من الناس إذ لا تزال معظم البلدان تكافح من أجل الحصول على اللقاحات.
ويجادل بعض الخبراء بأنه يجب أن نستمر في ارتداء الأقنعة، لأنه حتى البلدان ذات معدلات التطعيم المرتفعة نسبياً قد شهدت أخيراً زيادات في الإصابات الناجمة عن متحور دلتا. إذ تكافح بريطانيا ارتفاعاً حاداً في الإصابات بسبب المتحور، وحتى “إسرائيل”، التي لديها أحد أعلى معدلات التطعيم في العالم ، شهدت مئات الحالات الجديدة في الأيام الأخيرة، بما في ذلك بين الأشخاص الذين تلقوا جرعتين من لقاح فايزر.
الطفرات
وقالت “نيويورك تايمز” إننا نعلم أن متحور دلتا يحتوي على طفرات قد تساعده جزئياً في تفادي جهاز المناعة. وأظهرت العديد من الدراسات أن اللقاحات الحالية أقل فعالية إلى حد ما ضد متحور دلتا مقارنة بمعظم المحورات الأخرى، على الرغم من أن قدرة المتحور على إصابة الأشخاص الذين تم تلقيحهم محدودة للغاية. أما بالنسبة للأشخاص الذين تم تطعيمهم بجرعة واحدة فقط، فيتم تقليل الحماية ضد المتحور بشكل كبير، مقارنة بأشكال الفيروس الأخرى.
في لوس أنجلوس، قررت المقاطعة إعادة إصدار توصيتها الخاصة بالأقنعة الداخلية بسبب الزيادة في العدوى وبسبب استمرار ارتفاع أعداد السكان غير المحصنين – وخاصة الأطفال والسكان ذوي البشرة السمراء واللاتينيين والعاملين الأساسيين. وقال مدير الصحة العامة في المقاطعة لصحيفة “نيويورك تايمز” إن الهدف من هذه السياسة هو الحفاظ على معدل انتقال العدوى في المجتمع منخفضاً.
فالشهر الماضي، عندما قدم مسؤولو مراكز السيطرة على الأمراض توصيات برفع القناع، واستشهدوا بالبحث الذي أظهر أنه من غير المرجح أن يصاب الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل بالفيروس أو قد يصابون بعدوى من دون أعراض، مما يجعل من غير المحتمل أن ينقل الشخص الملقح الفيروس إلى الآخرين.
يشار إلى أن عدوى فيروس كورونا تنخفض في الولايات المتحدة منذ شهور، وكذلك تنخفض حالات دخول المستشفيات والوفيات.
العودة إلى الكمامات
ومع ذلك، قالت الدكتورة روشيل والينسكي، مديرة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أمس إن هناك حالات قد تفرض فيها السلطات المحلية إجراءات لارتداء القناع أكثر صرامة لحماية غير الملقحين. وأوضحت: “ما زلنا نشهد ارتفاعاً طفيفاً في الحالات في المناطق ذات التطعيم المنخفض، وفي هذه الحالة نقترح وضع سياسات على المستوى المحلي”.
وقالت الصحيفة إنه نظراً للأخطاء السابقة من قبل مراكز السيطرة على الأمراض بشأن ارتداء الأقنعة أثناء الوباء، قد يكون عكس توجيهها مرة أخرى أمراً صعباً.
وقال ديفيد مايكلز، عالم الأوبئة والأستاذ في كلية جورج واشنطن للصحة العامة: “من الصعب التراجع عن ذلك (التوصية بإزالة القناع). فمع ظهور متحور دلتا، من الخطير للغاية مواصلة القاعدة الثقافية المتمثلة في عدم ارتداء أي شخص قناعاً”.
المصدر: وكالات