زعم الرئيس الألماني فرانك فولتير شتاينماير، أن “الحكومة الألمانية ترى أنه لا توجد صلاحية للمحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في شبهات بجرائم حرب ارتكبتها “إسرائيل” في الضفة الغربية وقطاع غزة، بسبب عدم وجود مكانة دولة في حالة فلسطين”، على حد تعبيره.
تصريحات الرئيس الألماني، جاءت في مقابلة خاصة مع صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية بمناسبة زيارته الكيان الغاصب الأربعاء، إذ قال إنه “بالإمكان الوصول إلى دولة فلسطينية وترسيم حدود إقليمية فقط بواسطة مفاوضات مباشرة بين “إسرائيل” والفلسطينيين؛ ومع ذلك، ألمانيا تحترم استقلالية الجهاز القضائي للمحكمة الجنائية الدولية ومؤسسة الادعاء العام فيها. وسيقرر بذلك المدعي العام الجديد، كريم خان، في إطار الأساس القانوني الذي يسري على عمله، كيف ستستمر إجراءات التحقيق المسبق”، حسب قوله.
وأشار شتاينماير، إلى أن “ألمانيا تعيش إرثاً تاريخياً لاستغلال سيء للقوة السياسية من دون حدود في الفترة النازية. لذلك، نرى مبدئيا، بشكل إيجابي تأسيس نظام دولي مثلما يتم التعبير عنه في الأمم المتحدة وكذلك في المحكمة الجنائية الدولية. ومن تجربتنا، يتعين على القانون أن يضع حدودا للقوة”.
واعتبر شتاينماير، أن “”إسرائيل” تعرضت لتمييز وضغوط في سياقات كثيرة في أداء الأمم المتحدة ومنظمتها، و”إسرائيل” تعتمد على نفسها أكثر مما تعتمد على المنظمات الدولية”، حسب زعمه.
وفيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران وعودة الولايات المحتملة إليه، قال شتاينماير إن “تخوفات “إسرائيل” من التهديد الذي تضعه إيران، مبررة، وهذه التخوفات رافقتني دائما طوال تلك السنوات من المفاوضات الصعبة مقابل إيران”، حسب قوله.
وأضاف شتاينماير، أنه “يوجد لدى ألمانيا وإسرائيل الهدف الإستراتيجي نفسه بالنسبة لإيران، وهو أنه يحظر على إيران حيازة سلاح نووي، ونحن نريد تقييد مشروع الصواريخ الإيراني ونشاطها الذي يقوض الاستقرار في المنطقة. ووجهة نظرنا ليست متطابقة دائما حيال الطريقة لتحقيق هذا الهدف، لكننا نؤمن بأن استئناف اتفاق الدول العظمى حول البرنامج النووي الإيراني هو الطريق الأفضل لوقفه والتدقيق في طريق إيران نحو القنبلة”، على حد تعبيره. وتابع أنه يأمل أن تقود محادثات فيينا، بمشاركة الولايات المتحدة، إلى هذا الهدف.
ورداً على سؤال حول المظاهرات المناهضة للعدو في ألمانيا خلال الحرب على غزة، الشهر الماضي، وما إذا كانت “هجرة المسلمين تشجع الكراهية لإسرائيل وتؤثر على الرأي العام في ألمانيا”، قال شتاينماير إن “الأغلبية العظمى من المسلمين في ألمانيا تريد أن تعيش بسلام وأمن. وتشارك هذه الرغبة مع الغالبية العظمى من الناس في بلادنا. ورغم ذلك، نعمل بالشدة المطلوبة بموجب القانون ضد مجموعات متطرفة”.
وقال شتاينماير إنه “خلال لقاءاته مع رئيس الحكومة نفتالي بينيت، ووزير الخارجية يائير لبيد، سيتم التداول طبعا بالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. فقد أوضح التصعيد الدراماتيكي والعنف في شهر أيار/مايو أن الصراع لم يختفِ وليس بالإمكان تجاهله. وحتى لو تعين تكرار هذه الجملة مرة تلو الآخر في حالات كثيرة، فإنه لا يوجد مستقبل أفضل من دون حل سياسي”، حسب زعمه.
المصدر: سبوتنيك