تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 12-10-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله العاشورائي، مساء أمس الثلاثاء، الذي تناول فيه عدداً من المواضيع الداخلية والإقليمية..
السفير
فرنجية «يرمّم» ترشيحه.. وبري «يُنشِد»: كلمات.. كلمات
نصرالله يلاقي الحريري.. ويتحدّى المشككين: جرّبونا
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول “استطاع الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله في خطابه العاشورائي، أمس، وبإطلالة شخصية مباشرة من مجمع سيد الشهداء في الرويس، أن يعيد «كرة النار» الرئاسية الى ملعب الآخرين، بعدما تدحرجت في شوارع الضاحية، خلال الأسابيع الأخيرة، بفعل الضخ المنظّم من بعض القوى السياسية التي صورت «حزب الله» وكأنه غير متحمس للتجاوب مع تحرك الرئيس سعد الحريري، وبالتالي غير راغب ضمناً في وصول العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية.
وفي مؤشر الى اقتراب الحريري من لحظة حسم خياره، عُلم أنه توجه ليل أمس الى السعودية، بالتزامن مع دعوة نصرالله الضمنية له بأن يبادر الى نصحها بوقف حربها على اليمن، بدل أن يردّ عليه، كما جرت العادة بعد كل خطاب أو مناسبة لـ«حزب الله»..
وسعى نصرالله الى حماية الفرصة الرئاسية المستجدّة لعون من مفاعيل هجومه على السعودية وإدانته الشديدة للمجزرة التي ارتكبتها قبل أيام في صنعاء، وهو الأمر الذي ترجمه من خلال التمييز بين انتقاده الحاد للرياض وصولاً الى تحذيرها من أن الدم اليمني سيجرفها ما لم توقف العدوان، وبين التفاعل الإيجابي مع مشروع مبادرة الحريري باتجاه «الجنرال».
ومنعا للاجتهاد في تفسير نيات «حزب الله» حيال تطورات الملف الرئاسي، أبدى نصرالله انفتاحا على المسار السياسي الإيجابي الذي أطلقه الحريري، بل هو توجّه الى رئيس «تيار المستقبل»، بلغة متقدمة في مرونتها، إذ قال إن التحوّل الذي يتم الحديث عنه لجهة أن الحريري قد يعلن عن دعمه لترشيح عون، هو تحوّل إيجابي نسانده ونؤيده ونعترف لمن يملك هذا التحوّل بالشجاعة.
وأعطى نصرالله إشارة جديدة الى عدم الممانعة في تولّي الحريري رئاسة الحكومة، عندما لفت الانتباه الى أن ما بين «المستقبل» و«التيار الحر» هو تفاهم وجزء من هذا التفاهم «انتخاب عون كمرشح قوي للرئاسة وفلان كمرشح قوي لرئاسة الحكومة».
وتمكن نصرالله ايضا من تحقيق التوازن بين أولويات حلفائه المتضاربة، معتمداً على مسطرة سياسية دقيقة في رسم مواقفه وترسيم حدودها. بهذا المعنى، نجح «السيد» في التوفيق بين متطلبات حلفائه وخصوصيات العلاقة مع كل منهم، وهو الذي استشعر بوجود محاولة للإيقاع بينهم وبين الحزب:
فقد أكد نصرالله أن «عون هو مرشحنا ونحن أهل الصدق والوفاء والالتزام بالموقف، هكذا كنّا وهكذا سنبقى»، وذهب في التحدي الى الحد الاقصى بقوله إنه عند الامتحان يكرم المرء أو يهان، قاطعاً بذلك الطريق أمام محاولات التشويش على التحالف مع «التيار الحر» أو تشويهه.. كما برّأ «التيار» من تهمة إبرام صفقة ثنائية من تحت الطاولة مع الحريري، واضعاً ما يجري على خط الرابية ـ بيت الوسط في إطار «التفاهم».
وفي الوقت ذاته، ساند «السيد» الرئيس نبيه بري في دعوته الى التفاهمات الوطنية، داعياً ضمناً «الجنرال» الى أن يتفاهم معه كما فعل مع «المستقبل». ولم يفت نصرالله أيضا أن «ينحاز» بوضوح الى جانب بري في المطالبة بفتح أبواب المجلس النيابي امام «تشريع الضرورة» من دون ربطه حُكما بقانون الانتخاب، وكذلك الأمر بالنسبة الى تفعيل العمل الحكومي ودعوة «التيار» للعودة الى مجلس الوزراء مقابل الالتزام بالميثاقية والشراكة.
وتكلم «السيد» بعاطفة سياسية وشخصية عن «حليفنا وعزيزنا سليمان فرنجية»، واصفا ترشيحه بأنه كان عرضاً مشوقاً ومشجعاً، ورافضاً تحميل الحزب وزر الضغط عليه لاقناعه بالانسحاب، ملمحا الى ان المطلوب من الآخرين ان يتحاوروا معه، في إطار التمهيد لانجاز الاستحقاق الرئاسي.
الحريري: خطاب تأجيج الكراهيات
وعلى مسافة أقل من ثلاث ساعات من الخطاب، قال الرئيس الحريري إن السيد نصرالله توقّع أن أردّ عليه في نهاية خطابه «الا انه رد على نفسه بنفسه، وكلامه ينطبق حرفيا على ما تقوم به ايران في سوريا والمنطقة». وأضاف: «أننا أمام خطاب سياسي متوتر، لا وظيفة له سوى تأجيج الكراهيات بين المسلمين وصب الزيت على نيران الحروب العربية»، معتبرا في سلسلة تغريدات بعد مغادرته بيروت، أن «ما سمعناه وما نسمعه منذ سنوات حلقة في مسلسل يسيء للبنان ولعلاقاته مع اشقائه، لكنه لن يكون وسيلة لجر لبنان الى ما تريده ايران وأدواتها».
وقال الحريري إنه «الأجدر بالذين يتباكون على اليمن وشعبها ان يتوقفوا عن المشاركة في تقسيم اليمن وتسعير الحرب الاهلية بين ابنائها، ودعا من يسألون «ماذا تفعل السعودية في اليمن، ليسألوا أنفسهم ماذا يفعلون هم في اليمن وكيف يعطون ايران شرعية تدريب الميليشيات وتسليحها»، وتابع: «ليكفّ هؤلاء عن سفك دماء اليمنيين والسوريين والعراقيين وليكفّوا عن سياسات ضرب الوحدة الاسلامية»، واتهم إيران بأنها «رأس حربة التخريب في سوريا والعراق واليمن وهي المسؤولة عن تسريب السموم المذهبية الى مجتمعاتنا وتهديد وحدتها وعيش أبنائها».
ترتيب الأوراق
ومع انحسار مفاعيل «التغريدة» السعودية الملتبسة التي أظهرت مدى هشاشة الساحة الداخلية وقابليتها السريعة للتأثر بكل شاردة وواردة.. بدا أن الاطراف المحلية المعنية بتوازنات الاستحقاق الرئاسي تحاول تحصين خطوطها الدفاعية والهجومية، في انتظار ان يقول رئيس «المستقبل» كلمته النهائية والرسمية في ما خص ترشيح عون.
هكذا، وفي يوم واحد، أدارت الرابية وبنشعي محركاتهما، وأعطت كل منهما إشارة واضحة الى انها مصممة على الاستمرار في خوض المعركة الرئاسية حتى «الرمق السياسي» الأخير.
فقد جال الوزير جبران باسيل على أحزاب «القومي» و «الديموقراطي» و «الطاشناق»، في إطار السعي الى توسيع نطاق البيئة السياسية الحاضنة لترشيح «الجنرال»، استعدادا لملاقاة الرد الايجابي الذي تنتظره الرابية من بيت الوسط.
بالتزامن، كان فرنجية يصل الى عين التينة ويلتقي بري، حليفه «في السرّاء والضرّاء»، معيدا تنشيط خلايا ترشيحه الذي كان الكثيرون يعتقدون انه دخل في طور «الموت السريري»، بعد انعطافة الحريري نحو الرابية.
ولعل التمهّل الزائد للحريري في حسم خياره رسميا، سمح لمراكز القوى الداخلية في التقاط أنفاسها وإعادة ترتيب اوراقها، بعدما تبعثرت مع عودة رئيس «المستقبل» الى لبنان، متأبطا مشروع مبادرة جديدة قاده الى الانفتاح على خيار عون.
لكن لا يبدو ان خصوم هذا الخيار بوارد الاستسلام، بل هم يُظهرون عند كل فرصة استعدادا للمضي في مقاومته، وهذا ما عكسه بوضوح فرنجية في زيارته الى بري في هذا التوقيت، معبّراً من على منبر عين التينة عما يختلج في أعماق رئيس المجلس النيابي.
والأرجح ان زيارة فرنجية الى بري، في هذه اللحظة، تنطوي على رسائل في اتجاهات عدة، فهو أراد ان يؤكد لعون انه لن ينسحب ما دام هناك نائب واحد يؤيده، وللحريري انه لن يتأثر بامكان تراجعه عن دعمه، ولعل رئيس «تيار المردة» أراد ايضا ان يبلغ نصرالله، قبيل إلقاء كلمته في مجلس عاشوراء،(ليل أمس)، بأنه باق على موقفه.
وأوضح بري امام زواره امس ان النقاش مع فرنجية تركز على الشأن الرئاسي، مشيرا الى ان ضيفه أكد له الاستمرار في ترشيحه.
وردا على سؤال، أجاب بري: ما داموا لم يقبلوا بالسلة الوطنية التي اقترحتها، فلم يعد لدي ما افعله سوى النزول الى مجلس النواب والمشاركة في جلسات الانتخاب، التزاما بالدستور، كما افعل منذ سنتين ونصف تقريبا. وأضاف: البعض تكلم حول تفاهمات يعقدها مع الآخرين، ولا أدري ما الفارق بينها وبين ما أطرحه.. وتابع مبتسما ومستعيرا كلمات أغنية للفنانة ماجدة الرومي:»كلمات.. كلمات».
النهار
“التيّار الوطني الحر” : التوافق أو المجهول!
وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول “من يسبق، الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أم الآخرون؟ الواضح ان رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل تعمّد بدء جولاته وزياراته واطلاق موقف تصعيدي قبيل كلمة نصرالله اذ قال: “إننا على مفترق طريق بإعطاء لبنان فرصة توافق تترجم بانتخاب رئيس للجمهورية، فإما التوافق وإما المجهول. ولم يعد باستطاعة أحد تحمّل تداعيات التعطيل”. وبدت في أوساط التيار أجواء مشحونة من موقف الحزب أو اللاموقف الذي ظهر في الايام الاخيرة في ظل ملامة للحزب وتساؤلات عن عدم مبادرته تجاه الرئيس نبيه بري والنائب سليمان فرنجية، وتركه الامور على غاربها في أوساط حلفائه.
ومثله فعل رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية، اذ تزامنت زيارته عين التينة ولقاؤه الرئيس بري مع جولة باسيل وكذلك قبيل تناول السيد نصرالله الوضعين الداخلي والرئاسي في اطلالته أمس. وقال فرنجية: “ندعو رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون الى النزول الى مجلس النواب في جلسة 31 تشرين الاول، وليكن تصويت وليربح من يربح”.وأضاف: “انا مستمر بترشيحي ولو بقي معنا نائب واحد في لبنان ولن اتراجع”.
وتزامنت الزيارتان مع محطة أممية – أميركية في بكركي حيث استقبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ والسفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد واطلعتا منه على معطياته مؤكدتين ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية.
واذ أوضحت مصادر متابعة لجولة باسيل أن “القصد منها شرح مندرجات مبادرة الرئيس سعد الحريري والمعطيات والظروف المحيطة بها وما يرتقب منها، وأنه إذا صدر الإعلان بتبنّي ترشيح العماد عون من “تيار المستقبل”. وأصبح الاستحقاق الرئاسي في متناول اليد برلمانياً نصاباً واقتراعاً، فقد تحصل حكماً جولة ثانية ربما قام بها العماد عون على الأقطاب تمهيداً للانتخاب”، أبلغت مصادر اخرى “النهار” ان قرار التيار في التصعيد والنزول الى الشارع صار ناضجاً وان الاستعدادات له تجري على قدم وساق لمواجهة أي فشل في المسار الحريري الذي لم يتحول مبادرة جدية بعد، في انتظار اعلان الحريري الترشيح رسمياً. وأكدت المصادر ان النقاش مع حزب “القوات اللبنانية” بلغ مرحلة البحث في تقديم استقالة جماعية من مجلس النواب اذا لم تحترم الميثاقية وخيار الاكثرية المسيحية.
نصرالله
ومساء اطل السيد حسن نصرالله مباشرة عشية العاشر من محرّم، فأكد التزام الحزب ترشيح العماد عون، لكنه في المقابل دعاه الى التفاهم مع الرئيس بري والنائب فرنجية “وبقية الحلفاء”. وشدد على “سلة” الرئيس بري من غير ان يسميها، داعيا الى “التفاهم لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة وحدة وطنية والتحضير لانتخابات نيابية”. وأبرز ضرورة العمل الجدي “لاطلاق العمل النيابي، والعودة الى الحكومة وتفعيل عملها شرط ان يلتزم الفريق الاخر الميثاقية”. واشاد بالرئيس الحريري (الذي سافر ليلاً الى الرياض) من غير ان يسميه قائلاً: “نحن نؤيد ونساند كل تحرّك ايجابي ونعترف للمبادرين بالشجاعة”.
الأخبار
نصر الله يدعو حلفاءه إلى تفاهمات
كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول “أعاد السّيد حسن نصر الله أمس، وضع الملفّ الرئاسي في عهدة الرئيس سعد الحريري، الذي يُنتظر منه أن يعلن ترشيحه للنائب ميشال عون. ودعا نصر الله حلفاءه إلى إجراء تفاهمات، وضرورة إعادة العمل إلى الحكومة ومجلس النواب لإنجاز العمل التشريعي.
لم يخرج موقف الأمين العام لحزب الله السّيد حسن نصر الله في خطابه، أمس، عن موقف حزب الله الاعتيادي، من مسألة الرئاسة في لبنان.
نصر الله، الذي استبق الحديث الرئاسي بطمأنة اللبنانيين إلى أن استقرار لبنان في المرحلة الحالية مضمون إلى حدٍّ ما، وموجّهاً رسائل إلى من يعنيهم الأمر «سواء كانوا لبنانيين أو مهجّرين أو لاجئين» بأن «الاستقرار هو خطٌّ أحمر»، أعاد وضع الكرة الرئاسية في حضن الرئيس سعد الحريري، مشجّعاً إياه على إعلان ترشيح النائب ميشال عون، وداعياً حلفاءه في حركة أمل والتيار الوطني الحر وتيار المردة إلى إجراء تفاهمات سياسية. وثمّن تحوّل الحريري نحو ترشيح عون، معتبراً أن «لبنان دخل مساراً سياسياً إيجابياً»، معترفاً «لمن يملك هذا التحول بالشجاعة».
وكرّر نصر الله موقف الحزب الدائم منذ سنتين، حول دعم عون واعتباره المرشّح الوحيد للحزب، لكنّه بشكلٍ أو بآخر دعا التيار الوطني الحرّ لـ«العودة إلى الحكومة، مقابل الالتزام بالميثاقية والشراكة، والعمل بجدية لفتح أبواب مجلس النواب على المستوى التشريعي، لأن هناك ملفات صحية وبيئية واجتماعية ومالية»، مذكّراً بأن «هناك ناساً يعملون للاستفادة من التطورات الرئاسية لحصول فتنة بين حزب الله والتيار وبين الحزب وحركة أمل وبين الحزب والمردة، ولا يهتمون بوصول الرئيس». وردّ نصر الله على الداعين إلى قيام حزب الله بالضغط على النائب سليمان فرنجية لإعلان انسحابه، سائلاً عمّا إذا كان هذا الانسحاب سيسرّع في حصول الانتخابات، ما دام الحريري لم يعلن ترشيح عون بعد.
وأوضح نصر الله أن «التفاهم بين المستقبل والوطني الحر ليس صفقة، بل تفاهم على انتخاب عون كمرشح قوي للرئاسة وفلان (الحريري من دون أن يسمّيه) كمرشح قوي لرئاسة الحكومة»، لكنّه سأل عن السبب الذي يمنع إقامة تفاهمات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ومع فرنجية. وأكّد نصر الله أن «اللبنانيين خلال أسابيع، مطالبون ببذل الجهود للتفاهم والتلاقي لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع ويبدأ التحضير للانتخابات النيابية»، مشدّداً على أن الحزب لا ينتظر شيئاً من المنطقة، و«لا نريد توظيف التطورات في المنطقة في لبنان».
وكان لافتاً، إشارة نصر الله إلى أن الحديث عن أن التصعيد الكلامي ضد المملكة السعودية، يؤثّر في المسار السياسي اللبناني ويعقّد وصول عون إلى رئاسة الجمهورية، معتبراً أن تسويق هذا الكلام هو «ابتزاز».
وسبقت إطلالة نصر الله، عدة زيارات قام بها الوزير جبران باسيل وفرنجية. فمن منبر عين التينة بعد الغداء مع برّي، أكّد فرنجية أنه لا يزال مستمرّاً بترشّحه «ولو بقي نائب واحد معنا»، داعياً عون و«أي مرشح آخر للنزول إلى المجلس والاحتكام إلى التصويت (في جلسة 31 الجاري)… وصحتين على قلب اللي بيربح… فالجنرال معه رقم، ونحن معنا رقم، وكما قلت فلماذا لا ننزل ونحتكم لمجلس النواب؟». كلام رئيس المردة، يعكس ما كرّره رئيس المجلس خلال الأيام الماضية، عن أن «من يريد تطبيق الدستور، فليتوجّه إلى المجلس لإجراء الانتخابات بحسب الدستور». وعلمت «الأخبار» أن فرنجية طرح مع برّي رغبته باستمراره في ترشّحه، وسمع من رئيس المجلس تشجيعاً على هذا الموقف. وكانت مصادر عين التينة قبل خطاب الأمين العام لحزب الله، تتوقّع أن يدعو نصر الله إلى إجراء تفاهمات بين حلفائه، مشيرةً إلى أن «التيار الوطني الحرّ يُجري تفاهماً مع الحريري، وكأن التفاهم مع القوى الأخرى تحصيل حاصل، ولا يريد النزول إلى المجلس لانتخاب رئيس عملاً بالدستور، ما لم يكن عون هو المرشّح الوحيد في الجلسة». وتسأل المصادر: «إذا كان الحريري جاداً في طرحه، فلماذا لا يعلن ترشيح عون إلى الرئاسة حتى يبنى على الشيء مقتضاه»، مشيرةً إلى أن «الحريري ينتظر الموقف السعودي». وعلمت «الأخبار» أن الوزير وائل أبو فاعور، حمل إلى السعودية مجموعة من الأسئلة التي طرحها النائب وليد جنبلاط، لكنّه لم يوفّق في الحصول على أجوبة «حاسمة» من مدير الاستخبارات السعودية خالد الحميدان.
وفي ما خصّ جولة باسيل، الذي زار صباحاً رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان، وبعده رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق علي قانصو، ورئيس حزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان، فإن باسيل قصد بحسب أكثر من مصدر «وضع القوى التي زارها في أجواء التواصل بين التيار والحريري وما وصلت إليه التفاهمات». وقالت مصادر لـ«الأخبار» إن «باسيل شرح لمن التقاهم بأن التفاهم مع الحريري شمل مسألتين: الأولى التبادل بين عون والحريري في الرئاستين الأولى والثانية، والمسألة الثانية هي الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية». وقالت المصادر إن «باسيل نفى أن يكون قد حصلت أي تفاهمات خارج هذين الطرحين، وتحديداً حول توزيع حقائب حكومية أو قانون الانتخاب أو تأجيل الانتخابات النيابية» وأكّد «عمق تحالفه مع الحزب القومي وأرسلان» وكذلك «العلاقة المميّزة مع الطاشناق». وسمع باسيل من قانصو وأرسلان نصائح بضرورة إجراء تفاهم مع الرئيس برّي.
المنطقة إلى مزيد من التصعيد… والسعودية إلى الهاوية
وصف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مشهد المنطقة حالياً بأنه «مشهد توتر وتصعيد، ولا يبدو أن هناك مسارات للتفاوض أو الحلول خلافاً لما كان عليه الأمر قبل أشهر»، لافتاً إلى «التوتر والتصعيد في سوريا واليمن، والتوتر العراقي ــــ التركي، وما يقال عن توتر مصري ــــ سعودي والتوتر الروسي ــــ الأميركي، وهو الأخطر». وقال إن سوريا كانت «قبل أسابيع، من خلال الاتفاق الأميركي ـــ الروسي، أمام فرصة لوقف القتال وإعادة إطلاق المسار السياسي، ولكن الأميركيين عطّلوا الاتفاق لأنهم اكتشفوا أن ضرب النصرة سيجعل كل الجماعات المسلحة ضعيفة».
ورأى نصر الله أن «من الواضح أن الإدارة الأميركية وأتباعها في المنطقة سيواصلون تقديم الدعم للجماعات المسلحة لمواصلة القتال». وأشار إلى «مشروع أميركي لتكديس مقاتلي داعش في الرقة ودير الزور وعلى امتداد الحدود العراقية ــــ السورية، وتقديم الدعم المالي والتسليحي للنصرة في إدلب وحلب، لأنه لم ينتهِ زمن استخدام هؤلاء في سوريا لخدمة الأهداف الإسرائيلية»، لافتاً إلى أنه «عندما أُعلن الاتفاق الأميركي ــــ والروسي كان الإسرائيليون أول المحتجّين».
وشدد على أنه «في المدى المنظور، لا يبدو أن هناك أفقاً لحلول سياسية، والساحة مفتوحة على مزيد من التصعيد والمواجهات. والمطلوب الصمود والثبات والبقاء في الميادين»، مؤكداً في الوقت نفسه «أننا جميعاً الذين ندافع عن سوريا، ندافع عن محور المقاومة ونتطلع إلى حل سياسي وليس إلى المزيد من سفك الدماء»، متهماً «أميركا والسعودية وبعض الدول الإقليمية التي تضع شروطاً تعجيزية بتعطيل الحلول. والهدف أن تسقط سوريا وتمزق من أجل الإسرائيلي لأنها كانت وما زالت وستبقى العقد الأساس في محور المقاومة».
وعلى الصعيد اليمني، اتهم نصر الله السعودية بارتكاب «عدوان سافر في وضح النهار على صالة كبيرة، وتعمّد الطيران السعودي إلحاق أكبر قدر من الخسائر». وقال إن «السعودية أخطأت عندما ظنت أنها تستطيع إنهاء الحرب في اليمن خلال اسابيع، لأن العقل المستكبر الذي استضعف اليمنيين واحتقرهم وتطلع إليهم بنظرة دونية، تصور أن اليمنيين عندما تعلن الحرب سيسارعون إلى الهروب والاستسلام والخضوع»، لافتاً إلى أن «السعودية ليس أمامها إلا أن تقبل بالحل السياسي، وأن تتحول المجزرة إلى وسيلة لإنهاء الحرب وأن تقتنع بأن لا أمل لها بالانتصار وأن من سينتصر هو الدم اليمني المظلوم». وأكد أن «القيادة السياسية الحالية تدفع بالسعودية إلى الهاوية»، متسائلاً: «أين هي مكانتها واحترامها واقتصادها؟ وإلى أين تذهبون وأنتم عاجزون عن الدفاع عن مواقعكم على الحدود أمام الحفاة اليمنيين؟».
التيار: موقف نصرالله ممتاز
أعربت مصادر بارزة في التيار الوطني الحر عن ارتياحها لكلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ووصفته بـ «الممتاز»، خصوصاً بتشجيعه الحريري على المضي في مبادرته، وكذلك في تأكيده ان ما يجري بين الرابية وبيت الوسط ليس صفقة. وذكّرت بـ «أننا قلنا سابقاً إننا مع عقد تفاهمات وطنية عامة مع الجميع، ونحن منفتحون على ذلك». كما أشادت بدعوة نصرالله الى عدم انتظار تطورات المنطقة لتوظيفها في لبنان.
وأعربت المصادر عن الارتياح للجولة التي قام بها رئيس التيار الوزير جبران باسيل أمس، إذ «اكتشفنا أنه كان هناك بخّ من العيار الثقيل. وأكدنا لحلفائنا أن كل ما يشاع عن صفقات غير صحيح، وأننا نحاول عقد تفاهم مع المستقبل لا نخجل به، ونطمح الى مثله مع بقية الأطراف». وقالت إن الجميع الآن في انتظار موقف الرئيس الحريري، مشيرة الى أنه في هذه الأثناء، «لن نجلس مكتوفي الأيدي، وقد بدأ التيار الاستعدادات لتظاهرة الأحد المقبل في ذكرى 13 تشرين، في مسار موازٍ للمساعي السياسية». ووصفت «النزلة» الى الشارع بأنها ستكون «لطيفة»، لكنها «تمرين أولي».
اللواء
نصر الله يجاهر بالخلاف مع عون.. وخارطة طريق بين برّي وفرنجية
الحريري يردُّ: ماذا يفعل حزب الله في اليمن وإيران مسؤولة عن السموم المذهبية
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “بين ما أبلغه الرئيس نبيه برّي لهيئة مكتب المجلس في اجتماعه الاثنين الماضي، من انه لن ينتخب العماد ميشال عون ولو بقي وحيداً، وعاد مكتبه الإعلامي وأوضح، من دون أن ينفي، أن مكتب المجلس لم يناقش موضوع رئاسة الجمهورية، وأن موقفه يعلنه يوم الانتخاب، وما أدلى به رئيس تيّار «المردة» النائب سليمان فرنجية، من منبر عين التينة، وبعد زيارة استغرقت ساعتين، من انه «مستمر بترشحه للرئاسة الأولى، ولو بقي نائب واحد معه، ولن يتراجع عن هذا الموقف»، بدأت معالم جبهة تحالفات انتخابية، يريدها الرئيس بري والنائب فرنجية شبيهة بتلك التي حصلت عام 1970، وأوصلت الرئيس الراحل سليمان فرنجية (الجد) الى قصر بعبدا.
وعلى وقع «السراء والضراء» بين عين التينة وبنشعي، بدت «الأسابيع المقبلة»، التي أشار إليها الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، لإنضاج «المسار الإيجابي للرئاسة» على طاولة البحث، ليس في بيروت، وإنما مع العواصم العربية والأوروبية المعنية، مع وصول رئيس تيّار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري إلى الرياض لاجراء محادثات مع القيادة السعودية، على ان ينتقل بعدها إلى باريس.
واستبعد مصدر مطلع أن يخرج بيان كتلة «المستقبل» غداً بأي ترشيح رسمي أو دعم مباشر لأي مرشّح، على اعتبار أن خلط أوراق تعيشه الساحة الداخلية، على الرغم من التحوّل الإيجابي الذي أحدثه توجه رئيس تيّار «المستقبل» لإنهاء الشغور الرئاسي، من دون ان يكون النائب عون خارج الأفضلية، أو الخيار الاقرب الى حصول الانتخاب.
في المقابل، بدا التوجه سيّد الموقف في الرابية، في ظل ما أدلى به النائب فرنجية من عين التينة، ودعوة السيّد نصرالله النائب عون إلى اجراء تفاهمات مع كل من الرئيس برّي والنائب فرنجية، «فالمطلوب الآن اتصالات ولقاءات وحوارات من أجل ايجاد تفاهمات والمساعدة على إنجاز الاستحقاق الرئاسي»، على حدّ تعبير نصرالله، الذي تساءل: «ما المشكلة ان تكون هناك تفاهمات مع بقية القوى السياسية خصوصاً الوازنة والاساسية في لبنان؟ وان الذي يدفع الامور إلى الأمام هو تفاهمنا وطمأنة بعضنا البعض وإزالة هواجس بعضنا البعض».
وعلى الرغم من إشارة السيّد نصرالله إلى أن المنطقة مقبلة على مزيد من التوتر في خطابه حيث أطل شخصياً، خلال احياء مراسم ليلة العاشر من محرم في ضاحية بيروت الجنوبية، فانه أراد الايحاء أن موقف «حزب الله» من انتخاب الرئيس لا يرتبط بأي رهان على ما يجري في المنطقة.
وإذ رمى السيّد نصرالله المشكلة في ملعب الرئيس الحريري بقوله: «قبل إعلان رئيس تيّار المستقبل بترشيح النائب عون لا معنى لانسحاب فرنجية أو اجراء الانتخابات الرئاسية»، في محاولة فسرت بأنها موقف دفاعي عن خيارات «حزب الله» ورهاناته، فإن ملخص ما قدمه في كلمته العاشورائية حول الوضع في لبنان، أوحى لكثير من المراقبين أن أزمة انتخاب الرئيس لا تزال في الدوامة نفسها، وأن لا أولوية لانتخابات الرئاسة الأولى في حسابات «حزب الله» الحالية، حيث يتقدّم الأمن والاستقرار في البلاد على ما عداه، باعتباره خطاً احمر والأمل الذي تبنى عليه الرئاسة والاقتصاد وسائر الحلول الممكنة للأزمات.
ردّ الحريري
ولم يتأخر ردّ الرئيس الحريري على خطاب نصرالله، حيث قال في سلسلة من التغريدات «ان ما سمعناه وما نسمعه منذ سنوات حلقة في مسلسل يُسيء للبنان ولعلاقاته مع أشقائه، لكنه لن يكون وسيلة لجر لبنان إلى ما تريده إيران وأدواتها.
ووصف خطاب نصرالله بأنه «متوتر ولا وظيفة له سوى تأجيج الكراهيات بين المسلمين وصب الزيت على نيران الحروب العربية»، واصفاً إيران بأنها «رأس حربة التخريب في سوريا والعراق واليمن، وهي المسؤولة عن تسريب السموم المذهبية إلى مجتمعاتنا وتهديد وحدتها وعيش ابنائها».
ورد الحريري في إحدى تغريداته متسائلاً: «قبل أن يسأل هؤلاء ماذا تفعل السعودية في اليمن ليسألوا أنفسهم ماذا يفعلوا هم في اليمن وكيف يعطون إيران شرعية تدريب الميليشيات وتسليحها»، مضيفاً «أين دموعهم من الجرائم التي يرتكبونها في سوريا والعراق واليمن وغيرها؟ أين دموعهم من أيديهم الملطخة بالدماء في حلب وكل أنحاء سوريا؟»، داعياً هؤلاء إلى أن يكفوا عن سفك دماء اليمنيين والسوريين والعراقيين، وليكفوا عن سياسات ضرب الوحدة الإسلامية.
وكان الرئيس الحريري استهل تغريداته عبر حسابه على موقع «تويتر» بالقول: «توقّع السيّد نصر الله أن أردّ عليه في نهاية خطابه إلا أنه ردّ على نفسه بنفسه، وكلامه ينطبق حرفياً على ما تقوم به إيران في سوريا والمنطقة».
أما عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت فلاحظ لـ«اللواء»، أن خطاب السيّد نصر الله، لم يفتح نافذة في موضوع الاستحقاق الرئاسي، بل أنه أقفل هذه النافذة بهجومه العنيف على المملكة العربية السعودية في موضوع اليمن، وإصراره على ضرورة تفعيل عمل الحكومة والمجلس النيابي، معتبراً ذلك مؤشراً على أنه ليس في نيّته إنهاء الفراغ الرئاسي، لأنه بمجرد انتخاب الرئيس سيؤدي ذلك تلقائياً إلى تفعيل الحكومة والمجلس معاً.
وقال إن نصر الله مصمم على أن يحرق كل أوراق العلاقات اللبنانية – العربية، متناسياً المصلحة اللبنانية في أن تكون له علاقات استراتيجية مع أشقائه الدول العربية، ومصلحة اللبنانيين الذين يعملون في دول الخليج.
ولفت إلى أن نصر الله اعترف بأن المشكلة في فريق 8 آذار عندما دعا عون للتفاهم مع الرئيس برّي والنائب فرنجية، مشيراً إلى أن هذه التفاهمات هي نفسها التفاهمات التي يدعو إليها الرئيس برّي، وهي نفسها كانت إحدى أهداف جولة رئيس التيار العوني الوزير جبران باسيل أمس على كل من أحزاب الطاشناق والقومي السوري والنائب طلال أرسلان.
خطاب نصر الله
وكان السيّد نصر الله في خطابه ليل العاشر من محرم، تعرض للمملكة العربية السعودية على خلفية حرب اليمن في حملة لم تبقِ ولم تذر، قبل أن ينتقل إلى مقاربة لم تحمل جديداً في ما خصّ الوضع اللبناني، فهو:
1-اعتبر أن الأولوية الآن للاستقرار والحفاظ على الأمن والسلم الأهلي، واصفاً قدرة اللبنانيين على تحقيق هذا الإنجاز رغم انقسامهم بالنقطة الإيجابية.
2- وترتّب على ذلك التأكيد على تقديم الدعم والمساندة للجيش والأجهزة الأمنية، الأمر الذي رأت فيه مصادر سياسية أنه رسالة إلى «التيار الوطني الحر» لتجنّب الصدام مع القوى الأمنية في الشارع.
3- في ما خصّ التحولات السياسية الإيجابية المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي، نوّه بما يمكن أن يقدم عليه رئيس تيّار «المستقبل» من دون أن يذكر الرئيس الحريري بالإسم، مؤيّداً ومرحّباً ومشجّعاً «ونحن نعترف لمن يملك هذا التحوّل بالشجاعة»، مضيفاً: «وبالحرص على أن يوجد المخرج المعقول».
4- جاهر السيّد نصر الله بأن هناك نقاط خلاف مع الحلفاء والأصدقاء، منها أن حزب الله يؤيّد تفعيل العمل الحكومي، مطالباً التيار العوني بالمشاركة في الجلسات مقابل «التزام مكوّنات الحكومة بالميثاقية والشراكة، وأن نثبت ذلك لمن ترك أو قاطع».
وعلى صعيد التشريع دعا لفتح أبواب المجلس النيابي، مبدياً عدم موافقته على شرط إدراج قانون الانتخاب، داعياً إلى تفاهمات للوصول إلى نتيجة.
5- في ما خصّ انتخابات الرئاسة قال نصر الله: «نحن لسنا من رشح عون فهو مرشّح ونحن دعمنا هذا المرشح»، ودافع عن عدم الذهاب إلى مجلس النواب قبل ضمان وصول هذا المرشح، وتوقف عند الاتهامات التي تُساق ضد حزب الله بأنه عطّل الرئاسة وعطّل مجلس النواب والمؤسسات ومصالح النّاس، متهماً أناساً لم يسمّهم «بالسعي لخلق فتنة بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وبين حزب الله وحركة «أمل» وبين حزب الله وتيار «المردة» وهم أصلاً غير مهتمين كثيراً لوصول الرئيس من عدمه»، في إشارة فُهمت أنها تعني «القوات اللبنانية» ورئيسها.
وفي السياق الرئاسي، خاطب «التيار الوطني الحر» بطريقة ضمنية قائلاً: «نحن أهل الصدق وأهل الوفاء وأهل الالتزام بالموقف»، واصفاً ترشيح النائب فرنجية من قبل تيّار «المستقبل» كان طرحاً مشوقاً، وحصلت اتصالات دولية وإقليمية وضغوط حتى نتراجع عن الالتزام مع العماد عون ولم نفعل.
البناء
هولاند وجونسون يهدّدان موسكو بالتظاهرات… وبوتين يلغي زيارة باريس
انفجار العلاقة بين العراق وتركيا يُربك معركة الموصل وواشنطن… فتصفع أنقرة
نصرالله: نرحّب وننتظر… وباسيل في جولة على الحلفاء… وفرنجية مرشّح
صحيفة البناء كتبت تقول “الارتباك الأميركي الذي يزداد ويتحوّل بروداً وغياباً عن السمع كلما اقترب موعد الاستحقاق الانتخابي مطلع الشهر المقبل، ويصير نوماً عميقاً لستة شهور تلي على الأقلّ، فرض للميدان العسكري الكلمة الفصل في جبهات سورية واليمن والعراق، حيث محور المقاومة يمسك بزمام المبادرة، من دون أن تتخلى حليفته الكبرى روسيا عن مواكبة إنجازاته الميدانية بجسّ نبض مستمرّ لمدى توليدها دينامية العودة للتفاهمات في ايّ لحظة يمكن لاقتراب هزيمة قاسية لحلفاء واشنطن أن يستثير حركة دراماتيكية منها تعيد الاعتبار للتفاهم مع موسكو.
يحاول الفرنسيون والبريطانيون ملء الفراغ الأميركي بحركة تبدو بلا بركة، بعد ما وصفه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالإهانة التي لحقت ببلاده باستخدام روسيا حق الفيتو ضدّ مشروع القرار الفرنسي في مجلس الأمن الدولي، وترتّب عليه رعونة فرنسية في التعامل مع الزيارة التي كانت مقرّرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى باريس بكلام عصبي لهولاند عن تفكيره بجدوى مقابلة بوتين، ثم عاد وصحّحه بالقول إنه يفضل حصر اللقاء بالبحث في الملف السوري، لكن كان الرئيس الروسي قد اتخذ قراره بإلغاء الزيارة.
كان هولاند قد أعدّ لملاقاة بوتين بتظاهرات في المطار، بينما كان وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون يقدّم جواباً للنواب حول ما يمكن فعله بوجه الموقف الروسي بقوله إنه يقترح تنظيم تظاهرات أمام السفارة الروسية.
الارتباك الأميركي نفسه كان وراء سعي تركيا لملء الفراغ في الجبهتين السورية والعراقية، عبر العمل العسكري البطيء والحذر في سورية بما لا يفجّر العلاقة مع موسكو، والسعي لفرض حضور مباشر في العراق بالرهان على عجز واشنطن عن إغضاب أنقرة على أبواب معركة الموصل التي تنتظرها واشنطن وتستعدّ لها، لكن الكلام الأرعن للرئيس التركي رجب أردوغان على طريقة هولاند وحماقته رتب ردوداً عراقية غاضبة اجتمع فيها الطيف العراقي السياسي وراء رئيس الحكومة حيدر العبادي، بمطالبة الأميركيين بموقف واضح، وتخييرهم بين التعاون مع بغداد أو تغطية التصرفات التركية التي تستخفّ بالعراق وحكومته، ما استدعى موقفاً أميركياً صفع أنقرة بالقول إنّ أيّ دور عسكري في العراق يجب أن يتمّ برضا حكومته، وتحت قيادة قوات التحالف ضدّ داعش الذي تقوده واشنطن، وكانت واشنطن قد قالت إنّ الانتشار التركي في العراق ليس من ضمن ترتيبات هذا التحالف ولا يحظى بتغطيته.
مصادر عراقية مقرّبة من رئيس الحكومة حيدر العبادي قالت لـ»البناء» إنّ الموقف العراقي لن يتوقف عند حدود الذهاب لمجلس الأمن بسرعة طلباً لقرار يلزم تركيا بسحب قواتها ويدين تصريحات رئيسها، وتقيس على التعامل مع هذا الأمر علاقاتها بالدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، بل إنّ تنظيم مقاومة شعبية لما وصفته بالاحتلال التركي أمر طبيعي، ولا يمكن للحكومة منع الشعب العراقي وقواه الوطنية من سلوكه كطريق للدفاع عن كرامة بلدهم.
لبنانياً، يحضر الاستحقاق الرئاسي في الزيارات التي قام بها رئيس التيار الوطني الحر للحلفاء وشملت الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي أكد رئيسه الوزير السابق علي قانصو الحاجة لتفاهمات تتسع للجميع، لأنّ الثنائيات والثلاثيات جرّبت ولا جدوى منها، كما شملت زيارات باسيل حزب الطاشناق ورئيسه النائب هاغوب بقرادونيان والحزب الديمقراطي اللبناني ورئيسه النائب طلال أرسلان، بينما كان النائب سليمان فرنجية يزور رئيس المجلس النيابي نبيه بري مؤكداً مواصلة ترشحه الرئاسي «ولو بقي معي نائب واحد»، داعياً الجميع للمشاركة في جلسة نهاية الشهر الحالي لانتخاب رئيس.
الأنظار كانت أمس، تنتظر إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي قدّم صورة للمشهد الدولي والإقليمي عنوانها تصاعد التوتر وتراجع فرص التسويات، من سورية إلى اليمن، مؤكداً على الثبات في الميدان السوري، داعياً السعودية للتنبّه من خطورة المضيّ في التورّط بالدم اليمني «الذي سيجرفها»، وفي الشأن اللبناني كانت كلمة السيد نصرالله دعوة لاستثمار الفرصة الرئاسية بعيداً عن محاولات إثارة الفتن بين حزب الله وحلفائه، بالاستثمار على صناعة التفاهمات، مؤكداً أنّ حزب الله لم يغيّر ولم يبدّل ولا يزال على موقفه وتأييده للمرشح العماد ميشال عون، وجهوزيته للتجاوب مع أيّ فرصة لتأمين وصوله للرئاسة.
هزيمة السعوديين مهما طال الزمن
أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، جرياً على العادة في الليلة العاشرة من محرم بين الجموع، متحدياً الإرهاب الإسرائيلي والتكفيري. تحدّث السيد نصر الله نحو ساعة وعشر دقائق من مجمع سيد الشهداء في الرويس بالضاحية الجنوبية، في الملفات المحلية والإقليمية والدولية.
أكد السيد نصر الله الصمود والبقاء في سورية واستمرار المعركة لفرض الحل السياسي. فسورية كانت ولا تزال وستبقى العقدة الاساسية في محور المقاومة، ولا أفق سياسي في المدى المنظور بعد تعطيل واشنطن للاتفاق الروسي الاميركي. أما في اليمن، فرأى أن المجزرة التي وقعت في صنعاء فسيرتد خطرها على تماسك المملكة العربية السعودية، وستنتهي معركة اليمن بهزيمة السعوديين مهما طال الزمن، فهناك رهان يتوقف على مزيد من انقلاب في معادلات القوة في الحرب اليمنية، ومزيد من السقوط السعودي ودخول عوامل جديدة الى معادلة الصراع.
وتؤكد مصادر مطلعة لـ»البناء» أن الأمين العام لحزب الله وصف الأمور بقراءة تظهر سوداوية المشهد الدولي والإقليمي وتبعد أي أمل بحل قريب. صحيح أن السيد نصر الله لم يتوقع انفجاراً بين الدول المتناثرة لكنه رسم في العلاقات الدولية مشهداً يظهر فيه التوتر في كل المجالات، وغابت عنه أية فرصة للحوار او للتفاهم او للحل، وبالتالي ومن خلال هذا المشهد لم يتوقع السيد حلولاً سياسية للازمات الراهنة لأي دولة عربية على الإطلاق بسبب التوتر في العلاقات الدولية. ورغم ان السيد لم يلمح الى ذلك صراحة، فإن «مسار الأمور سيكون الميدان في ظل انغلاق المسار السياسي».
لا توظيف لما يجري في المنطقة بلبنان
في الملف المحلي، أظهر السيد نصر الله تفاؤلاً بإمكانية السير بحل لبناني داخلي بمعزل عن التعقيدات في المنطقة. ونفى مفهوم الصفقات التي تعقدها أطراف ثنائية على حسب الاطراف الأخرى. وهو المفهوم الصفقات الذي يعطل الحل، لا بل يضع العراقيل في وجهه. وشجع السيد نصر الله على إجراء التفاهمات بين مختلف الأفرقاء مركزاً على نقطة مركزية وأساسية في ما يتعلق برؤيته في الملفات اللبنانية وارتباطها بالمنطقة، وكان واضحاً قوله إنه لا يريد أن يوظف شيئاً من تطورات المنطقة في لبنان، كما أنه لا يعتزم مطلقاً ان يستجيب لبعض الأصوات التي تريد ربط لبنان بملفات المنطقة. وكان لافتاً تأكيده على شجاعة الرئيس سعد الحريري في ما لو مضى قدماً في ترشيح الجنرال عون رسمياً، لأن في هذا الترشيح انهاء مأزق الرئاسة في لبنان ووضع الامور في نصابها، مطالبًا اللبنانيين بأن يبذلوا خلال الاسابيع القليلة جهودهم الكاملة للتفاهم والتلاقي وحسم خياراتهم لانتخاب الرئيس وبعدها للمشاركة في حكومة وحدة وطنية، مشدداً على «أننا أهل الصدق والوفاء وأهل الالتزام بالموقف، هكذا كنا وهكذا نبقى».
المحك أن يُظهر الرئيس الحريري نياته
وشددت المصادر المطلعة نفسها لـ «البناء» على «أن السيد نصر الله فصل الملف الرئاسي عن الأحداث في المنطقة، ودعا الى تفويت الفرصة على المتآمرين الذين يحاولون إيقاع الخلافات بين الرئيس نبيه بري والعماد عون من جهة وبين حزب الله والجنرال من جهة أخرى. وفي الوقت نفسه، بين حزب الله والرئيس بري. ودعا إلى فصل النيات الحسنة عن النيات الخبيثة، فالمحك ان يُظهر الرئيس الحريري نياته. وشددت المصادر على ان «تمسك حزب الله وصموده في دعم خيار ترشيح الجنرال عون على مدى سنتين ونصف هو الذي دفع الرئيس الحريري الى إطلاق هذه المبادرة».
لقاء مرتقب بين بري وباسيل
وإلى أن يعود الرئيس سعد الحريري من جولته الخارجية التي بدأها بالرياض مساء أمس، ويبنى على مشاوراته مقتضاها تجاه ترشيح الجنرال ميشال عون، يتوقع أن تحمل الأيام المقبلة لقاء بين الرئيس نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل لوضعه في إطار ما يجري على خط بيت الوسط الرابية.
«القومي» في لقائه باسيل: لتفاهمات شاملة تنهي الأزمة
وجال باسيل للغاية نفسها على رأس وفد من التيار على عدد من القيادات الحزبية في إطار المشاورات الرئاسية المستمرة. وزار باسيل على رأس وفد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق علي قانصو، بحضور عضو المجلس الأعلى النائب أسعد حردان وعميد الإعلام معن حمية، وأشار قانصو الى أن وفد قيادة التيار الوطني الحر برئاسة الوزير باسيل وضَعَنا في صورة الحراك الرئاسي ومستجداته، ونحن أعربنا عن تمنياتنا أن تتوصل الجهود المبذولة هذه المرة، إلى تفاهمات تخرج لبنان من أزمته السياسية. ودعا إلى تفعيل التواصل والتفاعل بين جميع القوى السياسية، فالثنائيات، والثلاثيات، وغيرهما من الصيغ المماثلة، هي صيغ جربت في مراحل سابقة وثبت عدم جدواها. وحدها الصيغ المفتوحة التي يشارك فيها الجميع قادرة على صياغة الحل لأزمتنا السياسية.
لا صفقات ثنائية
كما التقى وفد التيار الوطني الحر رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان والأمين العام للطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان. ولفتت مصادر مطلعة لـ «البناء» إلى «أن الجولة حملت تأكيداً أن لا اتفاقيات ثنائية أو صفقات مع الرئيس سعد الحريري، وأن كل ما جرى من تفاهم مبني على انتخاب العماد ميشال عون رئيساً مقابل تسمية الرئيس الحريري رئيساً للحكومة».
وعلمت «البناء» أن الوزير أرسلان عرض خلال لقائه الوفد أن يلعب دوراً تجاه بنشعي إذا كان لدى التيار الوطني استعداد للتواصل مع الوزير سليمان فرنجية».
وأجرى رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون أمس اتصالاً هاتفياً بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أثنى فيه على مواقف الراعي. وكان الاتصال مناسبة لعرض آخر التطورات بشأن الاستحقاق الرئاسي الذي حضر في لقاء الراعي والسفيرة الأميركية في بيروت اليزابيت ريتشارد ومنسقة الأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ.
فرنجية مستمر بترشحه
وحمل يوم أمس، أيضاً مواقف رئاسية لرئيس تيار المرده من عين التينة، بعد وليمة غداء اقامها الرئيس بري على شرفه ونجله طوني. وأكد فرنجية أنه مستمر بترشيحه ولن يتراجع ولو بقي معه نائب واحد، وقال: «نحن أقوياء بعروبتنا وبوطنيتنا ولست متقوقعاً في طائفتي أو متخلٍ عنها». ودعا رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون الجميع للمشاركة في جلسة الانتخاب المقبلة و «ليربح مَن يربح».
بري لا يدخل في لعبة الأسماء
وأكدت مصادر عين التينة لـ «البناء» «أن اللقاء بين الرئيس بري والنائب فرنجية مقرر منذ خمسة أيام وليس وليد لحظته». وأشارت المصادر إلى «أن موعد لقاء الرئيس نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر لم يحدد بعد، من دون أن تستبعد المصادر عقد الاجتماع قبل سفر رئيس المجلس الى جنيف». وشددت المصادر على «أن الرئيس بري لم يتحدث في اجتماع هيئة مكتب المجلس او سواه من الاجتماعات عن العماد عون لا سلباً أو إيجاباً، ولا يضع فيتو على اسمه ولم يدخل في لعبة الأسماء. فهو يؤكد على التفاهمات الوطنية المعبر لإنهاء الازمة وانتخاب الرئيس».
لا ضوء أخضر سعودي
ورأت مصادر مطلعة لـ «البناء» أن المناخ العام الذي عبر عنه الوزير بو فاعور بعد عودته من الرياض، يؤكد أن لا ضوء أخضر سعودي للرئيس سعد الحريري، غامزة من تعليق بو فاعور أول أمس من عين التينة على زيارته السعودية بـ «تي تي تي تي» .
المصدر: صحف