كصناديقِ البريدِ كانت صناديقُ الاقتراعِ الايرانيةِ اليوم، رسائلُها باكثر من اتجاه، ونتائجُها اياً كان الفائزُ بها تؤكدُ فوزَ الثورةِ الاسلاميةِ ونهجِها المتجددِ عبرَ العُقود ..
انتخَبَ الايرانيونَ للمرةِ الثالثة عشر لاختيارِ رئيسهِم، وسينتَحِبُ الكثيرونَ للمرةِ المئة ، الواهمونَ بالنيلِ من الجمهوريةِ الاسلاميةِ الايرانية ان عبرَ العقوباتِ او التلفيقاتِ او كلِّ الحروبِ الامنيةِ او السياسيةِ او الاعلاميةِ ..
انتخبَ الايرانيونَ في زمنِ كورونا والطقسِ المُلْتَهِب، مؤكدينَ ان حقَّهُم الديمقراطيَّ هذا لا تنازُلَ عنهُ، وان التنافسَ تحت سقفِ الجمهوريةِ الاسلاميةِ دليلُ عافيةٍ واستمرارٍ ، وان الانتسابَ الى زمنِ التحديات التي يخوضونَها بوجهِ الاعداءِ هو فخرٌ واقتدارٌ ..
وكقدرتِهِم على الثباتِ في شتَى انواعِ الحروبِ، انهى الايرانيونَ حربَ التضليلِ عليهم وسيقفلونَ مع صناديقِ الاقتراعِ كلَّ الافواهِ المشوشةِ على عمليةٍ لا يعرفُها الكثيرُ من الدولِ المحيطةِ التي تقصِفُ الجمهوريةَ الاسلاميةَ وديمقراطيَتَها بأبواقِها الاعلاميَّةِ التي عليها ان تُفَسِّرَ لجمهورِها اولاً ماذا يعني صندوقُ الانتخاب ..
في فلسطين المحتلة اخبر المقدسيونَ الصهاينةَ ماذا يعني التطاوُلَ على نبي الامة ومقدساتِها، فكانت مسيراتُ نصرةٍ للرسول الاكرم في باب العمود وساحات الاقصى، سرعانَ ما استحالت اشتباكاتٍ مع قوات الاحتلالِ ، امتدَّتْ الى العديدِ من مناطقِ الضفةِ الغربيةِ واراضي الثمانيةِ والاربعين ..
على الضفة اللبنانيةِ جفافٌ حادٌ في السياسةِ، وطوفانٌ بالازماتِ التي يزيدُ منها رفضُ المعنيينَ البحثَ بطرقٍ جديدة للحل. وفيما البلدُ يحترقُ بازمةِ البنزين التي الهبتها التصريحاتُ الارتجاليةُ، فان الحلَّ سهلٌ وللمرةِ الالف لو تطلَّعَ المعنيون لمصلحةِ لبنانَ وشعبهِ لا لمصلحةِ جلادهِ ورغباتِه، وتحدثوا بلغةِ وجعِ الناسِ لا رغبات الاميركي.
وبدل طلبِ وزير الطاقة من اللبنانيين البحث عن شيءٍ ثانٍ للتنقل غير البنزين، لماذا لا يفكرُ معاليه بخيارٍ ثانٍ غيرَ البكاء والنعي، ولينظر قليلاً نحو الشرق، فهذا البانزين الايراني حاضرٌ وبكثافة، والخياراتُ الروسية جدية ووفيرة.
وعلى ازمةِ البانزين وحلولِها يكون القياس، من الدواء الى الكهرباء، وما بينهما كل السلعِ الضرورية ..
المصدر: قناة المنار