ضاعَ اللبنانيون في متاهةِ الازمات، وفقدوا كثيراً من وقتِهم بانتظارِ الحلولِ التي طُيِّرت باصرارِ البعضِ على الهروبِ نحوَ الهاويةِ وتركِ كلِّ الحبالِ على غاربِها ، في البنزين، والتقنين، والرغيفِ والدواءِ وغيرِها..
ضجيجٌ مخيفٌ يعتمرُ نفوسَ المواطنينَ الباحثينَ عمن يتصدى ويواجهُ ويتنازلُ ويفتحُ الطريقَ الى معبرِ الحل..
حكومياً لا جديدَ في التاليف : كم باتت هذه العبارةُ منفِّرة ، فلم يعد تَكرارُها يفيدُ بنبأٍ مريح ، بل اصبحَ مصدرَ ضررٍ عميقٍ على المواطنِ الواقعِ ضحيةَ ما هو اخطرُ وادهى في السياسةِ والاقتصاد ، مع دنوِّ البلدِ نحوَ الخرابِ القاتل..
ايُّ خطابٍ باتَ ينفعُ اللبنانيَ الذي وُضعَ عَنوةً وسْطَ لُجةِ الضياعِ متروكاً للمجهول، مسلوبَ الحقِّ بالعيشِ الكريم، ممنوعاً من الدواءِ والحليب ، ومهدَّداً بسُمعتِه العلميةِ التاريخية ، ومحروماً من ليتراتِ البنزين المخزنةِ في البواخرِ والخزاناتِ بفعلِ محتكرٍ لئيم، بينما الليرةُ تلفظُ اخرَ انفاسِها امامَ الدولارِ بسعرِ صرفٍ بلغَ عشرةَ اضعافٍ عما كانَ عليه قبلَ انفضاحِ سرقةِ اموالِ المودعين..
حبذا لو يَصلُحُ تدهورُ اقتصادِنا سريعاً، هي امنيةُ كلِّ لبناني، ولكنَ اصلاحِ النفوسِ يبقى اشدَّ الحاحاً، ففيه وقايةٌ من المفترينَ واللصوص، وبوابتُه كلمةٌ في الوطنيةِ تعيدُ للقضاءِ هيبتَه، فلا يصبحُ فيهِ المفسدُ بطلاً ، والعميلُ شريفاً، والضحيةُ جزاراً، وعوائلُ الشهداءِ والاسرى والمعذبونَ ببراثنِ الاحتلالِ وعملائه مذنبينَ مقبوضاً عليهم بجرمِ البكاءِ على احبائهم والمطالبةِ بالعدالةِ لهم.
في كيانِ الاحتلال، سقطَ بنيامين نتنياهو حكومياً امامَ خصميهِ لابيد ونفتالي بعدَ اثنتَي عشرةَ سنةً على راسِ حكومةِ العدو ممعناً بالاجرامِ ضدَّ الفلسطينيينَ والمقاومينَ بشكلٍ مباشرٍ وغيرِ مباشرٍ على جريِ عادةِ الصهاينة ، ومستغلاً فترةً اميركيةً لتحقيقِ التطبيعِ معَ خونةٍ بينَ ظهرانيِّ الامةِ قبلَ ان يَسقُطَ معهم بضربةِ سيفِ القدسِ وانتصارِ فلسطينَ الاخير.
السيفُ نفسُه يبقى متاهباً لصدِّ الاخطارِ والتهديداتِ المعاديةِ بقوةِ معادلةِ القدس – غزة التي ستُكبِّلُ حكومةَ نفتالي – بينيت وتُسقطُها كما فعلت بحكومةِ نتنياهو.
المصدر: قناة المنار