يتوقّع خبراء الأوبئة أن تسجّل البرازيل 500 ألف وفاة بحلول نهاية حزيران/يونيو الجاري، مع تسجيل أحد أسوأ معدلات الوفيات في العالم، إذ يتجاوز 220 وفاة لكل 100 ألف نسمة.
ويخشى بعض خبراء الأوبئة أن تكون الموجة الثالثة أقسى من أول موجتين، بسبب بطء وتيرة التلقيح، بحيث تلقّى 10.8% فقط من السكان جرعتي اللقاح، وبسبب تخفيف القيود على نحو سابق لأوانه، ونتيجة انتشار نُسَخ متحوّرة من الفيروس، وخصوصاً المتحورة “دلتا”، التي ظهرت في الهند.
ومنذ منتصف أيار/مايو الماضي، استقر منحنى الوفيات على رقم مرتفع جداً، مع معدَّل 2000 وفاة في اليوم، وارتفع منحنى الوباء بصورة ثابتة في الأسابيع الأخيرة، كنتيجة مباشرة لتخفيف القيود التي كانت مفروضة على السكان.
وهذا الارتفاع في عدد الإصابات والوفيات قد يؤدي إلى “تفاقم الأزمة الصحية”، كما حذر معهد “فيوكروز” للصحة العامة، في أحدث نشراته الوبائية.
وقال خبير الأوبئة في جامعة برازيليا، ماورو سانشيز، إنه “إذا فشل التلقيح في تعويض الأثر السلبي لتخفيف القيود، فقد تكون الموجة الثالثة قوية”.
وتم توضيح فوائد التلقيح الجماعي خلال تجربة أجراها معهد “بوتانتان” في مدينة سيرانا، في ولاية ساو باولو البرازيلية، بحيث تلقّى 95% من الراشدين اللقاح، الأمر الذي أدّى إلى انخفاض عدد الوفيات الناجمة عن الوباء بنسبة 95%، وانخفضت حالات الاستشفاء بنسبة 86%.
وقال حاكم ساو باولو، جواو دوريا، إنه “تمت السيطرة على الوباء في سيرانا، ويمكننا القيام بذلك في كل أنحاء البرازيل”.
وهناك خطر من أن تضرب الموجة الثالثة البلاد تزامناً مع “كوبّا أميركا”، وهي بطولة كرة قدم خاصة بمنتخبات أميركا الجنوبية، قرّرت البرازيل استضافتها بعد تراجع الأرجنتين وكولومبيا.
وفي ذروة الموجة الثانية في آذار/مارس الماضي، وخصوصاً في مطلع نيسان/أبريل الماضي، سجلت البرازيل، على مدى يومين، أكثر من 4 آلاف وفاة، فقامت أغلبية رؤساء البلديات وحكام الولايات بإعلان حظر تجوّل وإغلاق للمتاجر غير الأساسية، لكن هذه القيود رُفعت بعد أسابيع بصورة سابقة لأوانها، بحسب الاختصاصيين.
وقال خوسيه ديفيد أوربايز، من مركز “برازيليا” للأمراض المُعْدية، إن “البرازيل تعاملت مع كارثة صحية غير مسبوقة كأنها أمر عادي. يعيش معظم الناس كما لو لم تكن هناك جائحة”.
المصدر: الميادين