تنتشر أشجار “دم التنين” المعمّرة والشبيهة بالمظلات على قمم جبال جزر أرخبيل سقطرى اليمني الوعرة، الواقع في المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي، وتشهد على تنوع بيولوجي فريد من نوعه، تتهدّده أزمة بيئية كبرى في بلد فقير وغارق في الحرب.
وتتسبّب العواصف التي تزداد شدة سنة بعد سنة، باقتلاع هذه الأشجار التي يشتهر بها الأرخبيل، بينما تقضي قطعان الماعز على الأشجار اليانعة منها، ما يضع النظام البيئي الهش والفريد برمته في مواجهة خطرٍ متصاعد، خاصة أن هذه الأشجار مهمة لتوفير المياه.
ويسكن سقطرى نحو 50 ألف نسمة. وبفضل موقعه، تمكن الأرخبيل من تجنّب الكثير من ويلات الحرب التي تسبّبت بمقتل الآلاف ودمار هائل في اليمن منذ اندلاعها في 2014. والأرخبيل مدرج على لائحة منظّمة اليونسكو منذ 2008.
ومن بين 825 نوعاً من النباتات التي تم تحديدها في الأرخبيل، يُعتبر أكثر من ثلثها فريداً، وفقاً للمنظمة الأممية. وتعدّ شجرة “دم التنين” التي تمتلك فوائد طبية، أكثرها تميّزاً.
لكن السكان والعلماء على حد سواء قلقون بشكلٍ خاصٍ على مصير هذه الشجرة المعروفة أيضاً باسم شجرة “دم الأخوين”، التي تواجه من جهة مشكلة الارتفاع في درجة حرارة الأرض، ومن جهة أخرى الرعي غير المنظّم، بالإضافة إلى البناء العشوائي، خاصةً أنها بطيئة النمو، إذ تستغرق ما يقرب من نصف قرن لتصبح قادرة على التكاثر.
ويقول عالم أحياء نباتية إنّ العجز عن إعادة زرع هذه الأشجار والعمل على تكاثرها، قد يقضي على ما تبقّى منها في غضون بضعة عقود.
أما فيما يخصّ أشجار اللبان، فتواجه الأنواع الـ10 المختلفة منها المصير نفسه. وبحسب دراسة استندت إلى صور مأخوذة من الأرخبيل، انخفضت أعداد هذه الأشجار بنسبة 78% بين عامي 1956 و2017.
ويوضح عالم الأحياء أنّه “إذا استمر هذا الأمر، فلن ترى الأجيال المقبلة أشجار اللبان سوى داخل حدائق نباتية مع لوحة صغيرة كتب عليها: انقرضت في البر”.
هذا وقد بدأ سكان الأرخبيل يشعرون بتغيّر المناخ، نتيجة هذا التراجع المتزايد في الغطاء النباتي.
المصدر: الميادين