اقام “تجمع العلماء المسلمين” احتفالا لمناسبة “عيد المقاومة والتحرير”، حضره حشد من علماء الدين من السنة والشيعة.
حنينة
والقى رئيس مجلس الأمناء الشيخ غازي حنينة كلمة قال فيها: “هذا الشهر يتجدد فينا وفي كل عام، ذكرى انسحاب العدو الصهيوني من جنوب لبنان دون أي شرط ودون أي مفاوضات ودون أي تنازل من لبنان، رئاسة وحكومة وجيشا وشعبا تجلى بوقفة أهل الجنوب الصامد ومن ورائهم الشعب اللبناني بكثير من أطيافه وأحزابه وقواه لتتحقق فينا إرادة الله عز وجل الذي قال فيها الإمام الصادق عليه السلام:”أمران جعلهما الله عز وجل يتعلقان به النصر والرزق” “وما النصر إلا من عند الله” ولذلك كان نصر الله عز وجل يتحقق على يدي نصر الله حفظه الله الذي وعد ووفى، وعدنا بنصر وبتحرير وكان التحرير والنصر بقيادة سيد المقاومة السيد حسن نصر الله حفظه الله، هذا النصر الذي دفع ثمنه الشعب اللبناني وأهل الجنوب خاصة من دمائهم، من أرواحهم من شبابهم من رجالهم ونسائهم وأطفالهم صمودا على مدى أكثر من 30 عاما، يحتل العدو الصهيوني جنوب لبنان ثم يخرج بفضل الله تبارك وتعالى ثم بفضل رجال المقاومة وشباب المقاومة ودماء شهداء المقاومة وعرق المجاهدين من رجال المقاومة وصبر الأسرى من شباب المقاومة ، مذلولا مخذولا مطرودا”.
واضاف سماحته: “كان هذا النصر أيها الإخوة فاتحة أمل جديد ليقول سيد المقاومة لقد ولى عصر الهزائم وجاء عصر الانتصارات، ولتتحقق الانتصارات بعد ذلك في تموز 2006 وبعد ذلك في غزة 2008 و2012 و2014 واليوم 2021 تدك صواريخ المقاومة أراضي فلسطين المحتلة كل فلسطين من عكا إلى حيفا إلى يافا إلى اللد إلى تل الربيع إلى تل أبيب هذه الصواريخ التي حملها على أكتافهم رجال مجهولين بالنسبة لنا ولكن الله عز وجل لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وجاءت الأيام لتكشف أولئك المجهولين وعلى رأسهم الشهيد الحاج قاسم سليماني الذي شهد له أهل غزة وشباب غزة بما قدم للمقاومة في غزة وبما صنع لأهل غزة من إنجازات”.
عبد الله
واعتبر رئيس الهيئة الإدارية الشيخ حسان عبد الله ان “كل هذا الذي نعيشه اليوم في شهر أيار من انتصارات إنما هو بفضل رجل كبير جدد في هذا العصر للإسلام حضوره وهو الإمام روح الله الموسوي الخميني، ولا يسعنا في كل انتصار، إلا أن نذكر هذا الفضل في بناء أول دولة إسلامية معاصرة تحكم بالإسلام وتسعى من أجل أن تزيل الكيان الصهيوني من الوجود حقيقة ودعما عسكريا وماديا ومعنويا وفقهيا وسياسيا وبكل أنواع الدعم”.
واضاف: “طبعا أيار يحفل بالانتصارات، ومنها إسقاط اتفاق 17 أيار الذي أراده أمين الجميل والسلطة الحاكمة واميركا في ذلك الوقت أن يكون سببا لدخول لبنان كأول دولة بعد مصر في مسألة الاتفاق مع العدو الصهيوني، فكانت وقفة تجمع العلماء المسلمين في الاعتصام الشهير في مسجد الإمام الرضا عليه السلام وسببت سقوط هذا الاتفاق. كل هذه الانتصارات أدت بالنهاية في 25 أيار لإنسحاب العدو الصهيوني من دون قيد أو شرط لتثبت المقاومة ان كذبة وخدعة أن الجيش الصهيوني جيش لا يقهر هي كذبة أراد الإعلام الغربي والإعلام العبري والإعلام العربي أن ينشرها في أوساطنا فإذا بثلة قليلة من الشباب تكسر هذه الأسطورة وتثبت كما قال سيد المقاومة إن إسرائيل هذه أوهن من بيت العنكبوت، فكان هذا سببا للانتصار في غزة وانسحاب العدو الصهيوني من غزة ثم كان انتصار العام 2006 ليعلن أيضا سيد المقاومة هو انه بدأ عصر الانتصارات وولى زمن الهزائم”.
واردف سماحته: “وتوالت الانتصارات لنكون اليوم وبحمد الله عند عتبة انتصار كبير وكبير جدا هو انتصار معركة سيف القدس. حققنا الانتصار العسكري ولكن هذا ليس نهاية المطاف بل هو بداية المعركة، لأنه هناك تكالب من كل القوى المؤيدة للكيان الصهيوني والمهزومين العرب من أجل أن يخسروننا في السياسة ما اكتسبناه في الحرب والدليل ما أعلنه بنفسه يحي السنوار في كلمته الأخيرة من أنه لم يتم الاتفاق على شيء وهم الآن المصريين يأتون إلى غزة ويأتون إلى رام الله ومن ثم يذهبون لعند الصهاينة والظاهر أنه لا يوجد اتفاق”.
واكد الشيخ عبدلله انه “يجب أن نثبت معادلة هنا التي أعلنها سماحة السيد حسن نصر الله في اللقاء الأخير بأن الاعتداء على حرمة القدس هو إيذان بمعركة على مستوى المنطقة ككل، وهذا له طرقه وأسبابه وطريقة المعالجة والإدارة”، مضيفا: “أيضا في المسألة اللبنانية لا اعلم اليوم أين أصبحنا ولكننا في وضع سيء جدا بل هذا الحصار الاقتصادي الذي نتعرض له وهذا الإفقار للشعب اللبناني هو بسبب تبني مشروع المقاومة وكوننا في محور المقاومة ولحساب المقاومة، وإن شاء الله تكون الأمور في صالح المقاومة ومحور المقاومة في لبنان والمنطقة ولكننا أيضا بحاجة إلى أن نقدم لشعبنا إنجازا على هذا الصعيد كما كانت إنجازاتنا السياسية والعسكرية في موضوع رفع الغبن والظلم والفقر عنهم، الآن في إفقار على مستوى كبير جدا”.
الشيخ قاسم
واكد نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم أن “25 أيار لم يكن تحريرا عاديا هو نقل من الضعف إلى القوة، ومن الاحتلال إلى التحرير ومن استخدامه كمعبر للسياسات الأميركية والكيان الإسرائيلي، إلى بلد مستقل يحمل سيادته بجدارة. إسرائيل قامت على العدوان والاحتلال والإجرام وهي تخطط باستمرار بخطوات عدوانية واعتداءات من اجل التوسع والسيطرة ولا نسمع في كل الأطروحة الإسرائيلية إلا الاستعداد للحرب والإجرام والقتال والاحتلال. لأن إسرائيل لا تملك أرضا وإنما تحاول أن تأخذ مما لدى الآخرين”.
وقال سماحته: “لبنان تحرر وهذا إنجاز كبير ولكن المقاومة يجب أن تبقى مستمرة ليس فقط لمزارع شبعا وتلال كفر شوبا وإنما لحماية لبنان من التهديدات الإسرائيلية وهذا ما نسمعه دائما من الاحتلال أنه يهدد ويرعب وأيضا من أجل أن نكون جزءا لا يتجزأ من منظومة تحرير القدس وفلسطين، في إطار محور المقاومة لأن ما يمس الجميع بخير ونصر إنما يمسنا في لبنان ويمس كل شعوب المنطقة. لولا هذه المقاومة وثلاثي المقاومة:”الجيش والشعب والمقاومة” لاحتلت إسرائيل لبنان مجددا وقتلت من يرفضها ودمرت البيوت والقرى إرهابا وعدوانا لولا قوة ردع المقاومة لما ارتدعت إسرائيل سنة 2006 وهزمت في معركتها وعدوانها على لبنان.
واضاف: “ليكن واضحا المقاومة درع لبنان وسند جيشه الوطني وليست بديلا عن الدولة ولا أطماع لها في استثمار داخلي لقوتها العسكرية، وللقيام بهذا الواجب زادت المقاومة من قوتها أضعافا مضاعفة بما لا سابق لها وستراكم المزيد من التسلح والتذخير والتدريب والقوة لتكون دائما في موقع الردع وعلى أهبة الاستعداد، فقد ولى الزمن الذي تفرض فيه إسرائيل خياراتها ولم يعد متاحا لها أن تنشر المزيد من احتلالها، لقد أثبتت معركة سيف القدس أن تحرير القدس اليوم أصبح أقرب من أي وقت مضى”. وتابع قاسم: “كانت معركة سيف القدس معركة بتوقيت فلسطين كل فلسطين وهذه المعركة المنعطف نحو التحرير الكامل، وهي التي أسست لمعادلات وخيارات جديدة في الصراع”.
واشار الى “ان تحرير 2000 وصف المرحلة بحسب تصريح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنها أوهن من بيت العنكبوت، إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت، والآن مع معركة سيف القدس نحن في مرحلة ترنح العنكبوت، وإن شاء الله يكون هذا الأمر باتجاه أن تتفكك خيوط هذا البيت ليسقط العنكبوت إلى غير رجعة”.
ولفت الى انه “على المستوى الداخلي فالواضح أن البلد يعاني من مشاكل اجتماعية واقتصادية وسياسية وهو في وضع مزر جدا وأصبح وضع الناس لا يطاق وبالتالي يجب أن نبحث عن الحل، وضع البلد لا يتحمل إعطاء الأولوية لتكريس أعراف ومكتسبات طائفية وممارسة ضغوطات على حساب جوع الناس ووجعهم والطريق الحصري لبداية الإنقاذ هو بتشكيل الحكومة ولا يمكن تشكيلها من دون تنازلات متبادلة نعتقد أنها ممكنة بل واجبة على الأفرقاء المعنيين بمصلحة الوطن، منذ زمن بعيد، منذ أشهر ونحن نؤكد بأن مشكلة التأليف للحكومة مشكلة داخلية بالكامل وما يعيق تشكيلها حسابات خاصة تتستر بالعباءة الطائفية على حساب الوطن والمواطنين”.
وسأل “أيهما أفضل بلد بلا حكومة مع أزمات متراكمة ومستمرة وخطيرة أو بلد فيه حكومة مع بعض التنازلات التي يمكن تعويضها وترميمها؟”. وقال: “أمامنا فرصة وتحركات الآن فإذا تم استثمارها لتشكيل الحكومة فسيكتشف الجميع أنهم رابحون، أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام