من حدودِ السياسةِ المشتبكةِ الى الحدودِ البحريةِ الملتهبة، وما بينَهما القضاءُ المتفجرُ كلَّ يومٍ بقضيةٍ وعنوان ، أطلَّ رئيسُ التيارِ الوطني الحر جبران باسيل بمصطلحاتٍ تشخيصيةٍ للحالةِ المأساوية..
من طيَّرَ اموالَ اللبنانيينَ يريدُ تطييرَ القضاءِ وتطييرَ التدقيقِ والتحقيق، ويحاولُ تطييرَ التيارِ الوطنيِّ الحر من المعادلة ، كما قالَ الوزيرُ باسيل، الذي طالبَ الرئيسَ سعد الحريري بأنْ يَستخدمَ بطاقةَ التكليفِ التي اُعطيت له لتأليفِ الحكومة، لا كبطاقةٍ للتعريفِ عنهُ في جولاتِه .
جولةٌ من الرسائلِ أكدت حجمَ الازمةِ وحجمَ التباعدِ بينَ المكوِّناتِ السياسية، التي لم تعد تتواصلُ الا عبرَ التراشقِ الاعلامي، معَ علمِ الجميعِ بأن لا مساراتٍ للحلِّ الا بالتواصلِ المباشِر . ولعلَّ ما قدّمَهُ الوزيرُ باسيل مستنداً لافكارِ الرئيسِ نبيه بري رسالةٌ علنيةٌ بقبولِ التيارِ بحكومةِ “الثلاث ثمانات”، على ان تكونَ تسميةُ بقيةِ الوزراءِ المسيحيينَ من قبلِ جهةٍ مسيحيةٍ غيرِ التيار ..
غَيْرَ الصليبِ المشطوبِ الذي استعملتهُ القواتُ اللبنانيةُ ايامَ الحربِ وتستعملُه اليومَ بالسياسة، اشارَ الوزيرُ باسيل الى قضيةِ القاضيةِ غادة عون واسرارِ شركةِ مكتف وما تحويهِ من مادةٍ جَعلت البعضَ يستبسلُ للدفاعِ عن تلكَ الشركةِ الى حدِّ ملامسةِ الحربِ الاهلية. اما مادةُ ترسيمِ الحدودِ البحريةِ فقاربَها باسيل برأيٍ خاصٍّ كما قالَ لطريقةِ التفاوضِ معَ العدوِ الاسرائيلي ومعَ قبرص وسوريا..
ومعَ كلِّ الحالِ اللبنانيةِ الصعبة، كانَ استغلالُ قضيةِ شُحنةِ الكابتغون التي ضُبطت في السعوديةِ لمنعِ استيرادِ الخضارِ والفواكهِ اللبنانية. قرارٌ سعوديٌ لا يمكنُ فهمُه الا في اطارِ اجراءٍ عقابيٍ فالقضيةُ ” مش رمانة بل قلوب مليانة “.
المصدر: قناة المنار