أحيا المجلس السياسي الأعلى الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس صالح الصماد بفعالية مركزية في العاصمة صنعاء اليوم الاثنين، بحضور عدد من أعضاء المجلس وحكومة الإنقاذ ومجلس القضاء الأعلى وأعضاء السلك الدبلوماسي في بلادنا، وسط تأكيد الجميع على أهمية استحضار الصماد عمليا على أكثر من صعيد ومجال وبما يواكب موقعه في مرحلة التحول الوطني.
وخلال كلمة له، قال عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: “إن الكلمات تعجز عن إيفاء الرئيس الشهيد الصماد حقه، وما قدمه في سبيل أن يكون الشعب اليمني أكثر صموداً وقوة وثباتاً وتحركاً”. وأشار إلى أهمية إحياء الذكرى السنوية للرجل القائد الشهيد الرئيس صالح الصماد لتذكر مآثره والمسؤولية التي تحملها في سبيل ترسيخ عوامل الصمود لدى الشعب اليمني.
وأكد الحوثي أهمية استلهام معاني التضحية والعطاء من الرئيس الشهيد الصماد واستمرار الثبات في مواجهة العدوان، موضحاً أن الشهيد الصماد لم يعش يوماً من أجل نفسه أو منصبه أو من أجل يبقى رئيساً وإنما كان جل اهتمامه أن يقدم كل ما في وسعه لخدمة شعبه. وتطرق عضو السياسي الأعلى إلى ما تحقق بعد تشكيل المجلس السياسي الأعلى والحكومة وانطلاق مشروع الرؤية الوطنية، من إنجازات كبيرة حققت لليمن توازن الردع، وفي مقدمة ذلك دك الطغاة بطائرات صماد 3 التي أصبحت ترعب إسرائيل والنظامين السعودي والإماراتي.
ولفت محمد الحوثي إلى الانجازات التي تحققت على الصعيد العسكري والانتقال من مرحلة الدفاع إلى الهجوم من خلال تطوير القدرات الدفاعية والصناعات العسكرية والطيران المسير في إطار تحقيق مشروع الرئيس الشهيد الصماد النهضوي “يد تحمي، ويد تبني”. وأضاف “إن اليمن ليس تابعا لأحد، ونعتبر استقلالنا خطا أحمرا لا يمكن المساومة عليه، بعد أن ضحينا وقدمنا دماءً كثيرة على رأسها دماء الشهيد الصماد في معركة الاستقلال والحرية”. وأشار إلى أهمية أن تجسد مؤسسات الدولة بشكل أكبر مشروع الرئيس الشهيد الصماد وكذا تنفيذ الرؤية الوطنية رغم ما حققته حتى اليوم من توحيد الجهود والمسار، مؤكداً أن الشعب يتطلع إلى تحقيق المزيد من أهداف الرؤية الوطنية والانجازات في مختلف المجالات رغم قلة الإمكانات واستمرار الحصار.
وطالب محمد علي الحوثي، بسرعة استكمال إصدار وتنفيذ الأحكام القضائية بحق المجرمين الذين شاركوا في سفك دماء الرئيس الشهيد الصماد ورفاقه، مشدداً على ضرورة إصدار الأحكام القضائية بحق العملاء الذين قدموا الإحداثيات للجرائم التي اقترفها العدوان في الصالة الكبرى وحفل زفاف سنبان وغيرها من الجرائم المرتكبة بحق أبناء الشعب اليمني. كما أكد أن الرئيس الصماد كان رجلاً توافقياً محبا لوطنه ورجلاً بمستوى المسئولية الملقاة على عاتقه الأمر الذي يستدعي من الجميع التأسي به والتواجد والتحرك في الميدان لتلمس أوضاع المواطنين وقضاء حوائجهم، لافتا إلى أن هناك عمل وتحرك مستمر على خطى الرئيس الشهيد ومشروعه حتى تحقيق النصر على مختلف الأصعدة.
فيما استعرض نائب رئيس الوزراء لشئون الرؤية الوطنية محمود الجنيد، مناقب الرئيس الشهيد الصماد الحاضرة في وجدان أحرار اليمن، وكذا ما تميز به من قدرة في إدارة شئون الدولة وتوحيد الجبهة الداخلية في مواجهة العدوان. وأشار أن الشهيد الصماد كان رئيساً استثنائياً في مرحلة استثنائية أراد العدوان خلالها تدمير كل شيء في اليمن، منوها بقدرة وحنكة الرئيس الشهيد الصماد وتعامله مع القضايا الوطنية وإصراره على المضي في تمتين الجبهة الداخلية كمرتكز رئيسي لمواجهة العدوان وترسيخ المشروع النهضوي الذي أطلقه “يد تحمي، ويد تبني” والذي تجسد في الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة.
وأكد الجنيد المضي في تنفيذ مشروع الرئيس الصماد وتجسيده على أرض الواقع من خلال مواصلة معركة التحرر وتطوير الصناعات العسكرية بالتوازي مع تفعيل مؤسسات الدولة وإصلاح الاختلالات التي رافقت عملها خلال الفترة الماضية. واعتبر ذكرى استشهاد الرئيس الصماد محطة فارقة لاستلهام معاني التضحية والاستبسال في مواجهة قوى الاستكبار العالمي، مشيراً إلى أن الشهيد الصماد مثل التوجه الوطني الصادق عبر تحركاته ونشاطه المتصف بالجدية وحرصه الدائم على تلمس احتياجات المواطن والمرضى والجرحى.
العلامة محمد مفتاح وفي كلمة عن العلماء، تطرق إلى صفات ومناقب الرئيس الشهيد الصماد ومواقفه الخالدة ووفاءه لمنهجه وإسهاماته في تعزيز عوامل الصمود في مواجهة قوى العدوان ومرتزقته. ونوه بما سطره الشهيد الرئيس الصماد من ملاحم بطولية وتضحيات في الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره وسيادته واستقلاله، لافتا إلى أن الشهيد كان عنوانا ورمزا وطنيا أجمعت عليه كافة القوى والمكونات السياسية والمجتمعية.
بدوره، قال فضل صالح الصماد، نجل الرئيس الشهيد الصماد: “إنه لمن دواعي الغبطة والسرور والعزة، أن أتذكر في مثل هذه الذكرى أن لي أبًا لم تغيره أعلى المناصب أو تمنعه من أن يعيش مواطنًا مجاهدًا يتنقل من جبهة إلى أخرى”. وأكد أن عظمة الشعب اليمني تتمثل في وجود قادة عظماء يعيشون هَمَّ الأمة ومعاناتها ويتقدمون الصفوف، تشربوا ثقافة القرآن قولًا وعملًا، مشيراً إلى أهمية المشروع الذي أطلقه الرئيس الشهيد الصماد لبناء دولة المؤسسات والقانون والعدالة والمساواة.
وأضاف نجل الشهيد الصماد: “أقول لقوى العدوان وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل وأذنابهم إن اغتيالكم للرئيس صالح الصماد لم يحقق لكم شيئا سوى أنكم جنيتم على أنفسكم، فها هو الصماد يحلق في أجوائكم ويقصفكم في عقر داركم”. كما أكد أن اليمن سيظل مقبرة الغزاة وستتحطم أحلام قوى العدوان والمرتزقة على صخرة صمود أبطال الجيش واللجان الشعبية، وسيخرج الغزاة والمحتلون من الأراضي اليمنية تلاحقهم لعنات الأجيال وتبعات الهزائم النكراء.
تخلل الفعالية قصيدة للشاعر معاذ الجنيد بعنوان “لئن قتلتم ثائراً فالأرض تنبت ألف ثائر”، وفقرة معبرة لفرقة أنصار الله.
المصدر: المسيرة نت