قال الأطباء إنهم يبحثون عن سبب جلطات الدم التي قد تكون مرتبطة ببعض لقاحات فيروس كورونا، كما أنهم أشاروا إلى أن النتائج التي توصلوا إليها تتمتع بآثار مهمة على كيفية علاج هذه الحالات، بغض النظر عما إذا كانت اللقاحات تُسببها.
ورغم أن الرابط ليس قوياً بعد، إلا أن الأطباء يطلقون على الحالة اسم نقص الصفيحات التخثري المناعي الناجم عن اللقاح، أو”VITT”، وهو يتسم بتخثر الدم غير المعتاد، مع انخفاض عدد خلايا تخثر الدم، التي تسمى الصفائح الدموية (platelets).
ويعاني المرضى من جلطات خطيرة، إضافةً إلى نزيف في الوقت ذاته أحياناً، ورُبطت هذه الحالة بشكل أكبر مع لقاح “أسترازينيكا” لـ”كوفيد-19″، والذي يُستخدم على نطاق واسع في أوروبا، والمملكة المتحدة.
وتقوم المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها “CDC”، وإدارة الغذاء والدواء “FDA” بفحص ما إذا كان لقاح “يانسن” من شركة “جونسون آند جونسون”، يتسبب أيضاً بحدوث جلطات دموية.
ويستخدم لقاحا “أسترازينيكا” و”جونسون آند جونسون” فيروسات البرد الشائعة، التي تُدعى فيروسات غدانية كناقل، ويشتبه بعض الخبراء أن استجابة الجسم لتلك النواقل الفيروسية قد تكمن وراء التفاعل.
وطلبت إدارة الغذاء والدواء، ومراكز السيطرة على الأمراض وقف منح لقاح “جونسون آند جونسون” أثناء التحقيق.
وقام فريق، بقيادة أخصائية أمراض الدم في مستشفيات جامعة “كوليدج لندن”، الدكتورة ماري سكالي، بدراسة 22 مريضاً أصيبوا بالمتلازمة بعد تلقي لقاح “أسترازينيكا”، ووجدوا أن لديهم استجابة غير عادية للأجسام المضادة.
ولم يُنظر إلى هذه الأجسام المضادة التي تُدعى “anti-PF4” من قبل إلا كتفاعل نادر لاستخدام الـ”هيبارين”، وهو مسيّل شائع للدم.
وأفادت سكالي وزملاؤها في مجلة “نيو إنجلاند” الطبية الجمعة أن النتائج تدعم نظرية مفادها أن رد الفعل المناعي قد يكون السبب وراء جلطات الدم النادرة، ولكن لم تفسر النتائج ذلك بعد.
وما قد يحدث هو حصول رد فعل من قبل الجهاز المناعي مع الصفائح الدموية يتسبب بتخثر غير منضبط، وفي حال تسببت اللقاحات بذلك، فإنه لا يزال نادراً جداً، وغير عادي، بحسب ما كتبه الباحثون.
وكتب الفريق: “الأحداث التي تم الإبلاغ عنها في هذه الدراسة تبدو نادرة، وحتى يتم إجراء المزيد من التحليلات، يصعب التنبؤ بمن قد يتأثر بها. وتطورت الأعراض بعد أكثر من خمسة أيام من تلقي جرعة اللقاح الأولى”.
وإذا كان من الممكن للتطعيم أن يتسبب بهذه الحالة، فسيكون من المهم التعرف على ذلك، وعلاجه بشكل مناسب، إذ لا ينصح باستخدام العلاج المعتاد لجلطات الدم عندما يأتي الأمر لـ”VITT”.
وليس من الواضح أيضاً من هم الأفراد المعرضين للخطر بشكل أكبر، وفقاً لما كتبه الدكتور دوغلاس ساينس من جامعة بنسلفانيا، والدكتور جيمس بوسيل من كلية “وايل كورنيل” للطب في تعليق، وكتب كلاهما: “معظم المرضى المشمولين في هذه التقارير هم من النساء دون سن الخمسين عاماً، وتلقى بعضهن العلاج ببدائل هرمون الإستروجين، أو موانع الحمل الفموية. وأُصيبت نسبة عالية بشكل ملحوظ من المرضى بجلطات في مواقع غير عادية”.
وبينما حظيت جلطات الدم في الدماغ بأكبر قدر من الاهتمام، إلا أن المرضى أُصيبوا أيضاً بجلطات في الأوردة، والشرايين الكبيرة الأخرى.
ويُنصح الأطباء بإجراء اختبارات بحال أُصيب الأفراد بجلطات دموية بعد التطعيم مؤخراً ضد فيروس كورونا، كما يُنصح عدم استخدام الـ”هيبارين” لعلاج الجلطات حتى يتم استبعاد معاناتهم من “VITT”.
المصدر: سي ان ان