تُسلم جوائز نوبل في العاشر من شهر ديسمبر/كانون الأول للأشخاص الذين يقومون بإنجازات مذهلة في مجالات الأدب والفيزياء وغيرها، ولكن غابت هذه الجائزة عن كثير من الاختراعات المذهلة.
فقد ذهبت جائزة نوبل عام 2014 في مجال علم وظائف الأعضاء أو الطب إلى 3 علماء اكتشفوا خلايا الدماغ التي تساعدنا على اختيار اتجاهاتنا، وفاز العديد من العلماء والمفكرين بجوائز نوبل منذ قيام أول حفل لمنح الجائزة عام 1901. وفيما يلي عرض لـ 10 اكتشافات واختراعات لم تفز بجائزة نوبل:
1-الشبكة العنكبوتية العالمية (الانترنت): في بداية عام 1960، قام الباحثون في الحكومة الفدرالية الأمريكية بإنشاء شبكات اتصال حاسوبية، تطورت فيما بعد لتتحول إلى شبكة الانترنت. واقترح عالم الكمبيوتر البريطاني “تيم بيرنرزلي” فكرة الشبكة العالمية عام 1989، كما أنشأ أول موقع على هذه الشبكة عام 1990. ولم ينل هذا الاختراع العظيم جائزة نوبل، بالرغم من أهميته وتغييره لحياة معظم الأشخاص في العالم.
2- الجينوم الأول: يتساءل العديد من الأشخاص عن سبب عدم منح جائزة نوبل لواحد من أعظم الإنجازات في العلم، وهو الانتهاء من مشروع الجينوم البشري عام 2001. ولم يكن الجينوم البشري عبارة عن اكتشاف أو اختراع رغم أهميته الكبيرة، بل كان مشروعا هندسيا تطلب رفع مستوى تسلسل الحمض النووي إلى الحجم الصناعي.
3- موت الثقب الأسود: كشف العالم ستيفن هوكينغ في عام 1970 عن اعتقاده بأن الثقوب السوداء التي قد تكون أقل أو أكثر خلودا، يمكن أن تنفجر في ومضة من أشعة غاما بدلا من فقدانها كتلتها ببطء لتتبخر في نهاية المطاف. وكانت المشكلة حينذاك تتعلق بعدم وجود وسيلة للتحقق من هذه الفكرة، وقام هوكينغ بتوحيد نظرية النسبية مع نظرية الكم، الأمر الذي حفز التقدم بشكل كبير في نظرية المعلومات، ورُسخ بحث هوكينغ بقوة في الفيزياء النظرية.
4- الجدول الدوري: يكشف الجدول الدوري الذي يعزى بشكل عام إلى العالم الكيميائي الروسي ديمتري مندليف، عن الترتيب الأساسي لبروتونات وإلكترونات جميع العناصر الكيميائية المتواجدة في كل مادة، كما يعرفنا على جميع المعلومات عن كافة العناصر الكيميائية. وقام ديمتري مندليف في عام 1869 بترتيب العناصر بالاعتماد على السلوك (الدوري) للخصائص الكيميائية للعناصر. ورُشح لجائزة نوبل عام 1905 و1906 ولكنه لم يحصل عليها، حيث اعتبرت لجنة التحكيم أن إنجازه أصبح قديما ومعروفا.
لذا يصعب تخيل أن مثل هذا الإنجاز العظيم لم يحصل على جائزة نوبل، ولكن هذا ما حصل بالضبط، حيث ذهبت جائزة نوبل عام 1901 للعالم جاكوبس هوف على أعماله الرائدة في مجال الكيمياء الفيزيائية.
5- المصباح الكهربائي: اخترع توماس أديسون المصباح الكهربائي البسيط لأول مرة وطوره العالم جوزيف سوان ليسجل كبراءة اختراع له في المملكة المتحدة. وتوفي أديسون عام 1931 ولم يحصل على جائزة نوبل، وكان هذا مثابة ظلم تاريخي.
6- كوارك: فاز موراي جيل مان بجائزة نوبل للفيزياء عام 1969 لاكتشافاته المتعلقة بتصنيف الجسيمات الأولية وتفاعلاتها، ولكنه لم يحصل على جائزة نوبل لاكتشافه المميز هذا، حيث يعد كوارك من أصغر مكونات الذرة التي يتحد بعضها ببعض لتشكيل البروتونات والإلكترونات والجسيمات الأخرى.
7- التركيب التطوري الحديث: عندما انطلق حفل تسليم جوائز نوبل عام 1901، كان علم الأحياء التطوري ما يزال في بداياته، حيث لم يكن علماء الأحياء يعرفون الكثير عن التفاصيل الدقيقة لكيفية تغير الحياة على مر الأجيال. وكشفت مجموعة من علماء الوراثة بين عامي 1920 و1950، عن آلية تشكل الطفرات وانتشارها بالإضافة إلى تشكل المواد الخام للتطور. وعُرف هذا الاكتشاف لاحقا باسم “التركيب الحديث المتطور” أو “الاصطناع الحديث” ولم يحصل على جائزة نوبل للأسف الشديد.
8- المادة المظلمة: يوجد العديد من الاكتشافات الفلكية التي تستحق جائزة نوبل بما في ذلك قوانين كبلر، ولكن لم يحظ اكتشاف المادة المظلمة بأي اهتمام يذكر من قبل لجنة جوائز نوبل.
وفي عام 1970، شهد كل من فيرا روبين وكينت فور وجود النجوم على حواف المجرات وهي تتحرك بنفس سرعة النجوم المتواجدة في الوسط. وبعبارة أخرى، إن السرعة العالية للمجرات يمكن أن تكون سببا لابتعادها ولكن تساهم المادة المظلمة في استبقائها بمساعدة الجاذبية. وتعتبر المادة المظلمة غير مرئية وتشكل 90% من كتلة الكون، ولا ينبعث منها الضوء كما لا تعكسه. ولكن ما يزال بعض من الغموض يكتنف هذه المادة الكونية المظلمة، ويتابع العلماء استكشاف طبيعتها الخفية.
9- شجرة الحياة: في الوقت الذي كان العلماء يصنفون فيه الميكروبات على أساس أشكالها، قام العالم كارل وويس باختراع وسيلة لتوقع العلاقة بين الميكروبات بناء على نوعية جيناتها. وقام العلماء باستخدام تقنيات عديدة لفهرسة أنواع الميكروبات التي تعيش في أجسامنا، والتي تؤثر على صحتنا، كما رسموا العلاقات التطورية للكائنات الحية الكبيرة منها والصغيرة.
وبفضل هذه الطريقة، اكتسبت شجرة الحياة جذعها الثالث الكبير بالإضافة إلى العديد من الفروع والأغصان الجديدة. وتوفي كارل وويس عام 2012 قبل نيله جائزة نوبل.
10- ديناصور عصر النهضة: حدد عالم الحفريات جون أوستروم في عام 1969 “ديناصور النهضة” كواحد من أبرز أنواع الديناصورات المكتشفة على الإطلاق، ويبلغ هذا الديناصور من العمر نحو 110 ملايين سنة وأخذ لقب “داينونيكس” أو “ذو المخالب المخيفة”. وكان اكتشاف هذا الديناصور عظيم حقا ولكن لسوء الحظ لم ينل جائزة نوبل لعلم المتحجرات أو أي فرع آخر من فروع التاريخ الطبيعي.