تواجه بريطانيا أزمة صحية عقلية نفسية “مرعبة”، مع حاجة عشرات الآلاف من الأطفال إلى مساعدة متخصصة منذ بداية جائحة فيروس كورونا.
وحذر خبراء من الكلية الملكية للأطباء النفسيين من أن المشكلة التي تواجه البلاد ستسوء قبل أن تبدأ في التحسن، وذلك استناداً إلى تحليل جديد أظهر أن نحو 400 ألف طفل و2.2 مليون بالغ طلبوا المساعدة في مشاكل الصحة العقلية أثناء الوباء.
في حين أن تأثير الإغلاق الذي رافق أزمة كورونا قد شمل الأشخاص من الفئات العمرية كلها، يبدو أن الأطفال هم الأكثر تأثراً.
في المدة ما بين أبريل (نيسان) وديسمبر (كانون الأول) السنة الماضية، أحيل أكثر من 80 ألف طفل وشاب إضافيين إلى خدمات الصحة العقلية المتخصصة، بزيادة قدرها 28 في المئة على الإحالات في المدة نفسها من عام 2019، ليفوق العدد 372 ألفاً.
في الوقت نفسه، أُجري ما يربو على 600 ألف جلسة علاجية إضافية للأطفال والشبان، مسجلة ارتفاعاً بنسبة الخمس من عام 2019، لتصل إلى 3.58 مليون.
وفي المجمل، احتاج أكثر من 18 ألف طفل وشاب إلى رعاية عاجلة أو طارئة للأزمات، بما في ذلك خضوعهم لتقييمات لمعرفة ما إذا كانوا بحاجة إلى العزل بموجب قوانين الصحة العقلية.
تعد هذه زيادة بنسبة 18 في المئة عن الأرقام المسجلة عام 2019، وتتضمن تقييماً لأمراض مثل فقدان الشهية واضطرابات الأكل الأخرى.
وقالت الكلية الملكية للأطباء النفسيين، إن نحو 400 ألف طفل و 2.2 مليون بالغ طلبوا المساعدة في مشاكل متعلقة بالسلامة الذهنية أثناء الوباء، بينما أجري 1.68 مليون جلسة علاجية إضافية للصحة العقلية خلال العام الماضي مقارنة بالعام الذي سبقه.
أما الدكتور أدريان جيمس، رئيس الكلية الملكية فقال “إن حجم الأزمة الذهنية مرعب، لكن من المرجح أنها ستزداد سوءاً قبل أن تتحسن… الخدمات معرضة لخطر حقيقي يتمثل في إنهاكها بسبب الحجم الهائل للأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة لعلاج أمراضهم الذهنية. بينما نرحب بالإعلان الأخير عن التمويل، فإننا نحتاج إلى وصول هذه الأموال إلى خدمات الصحة الذهنية في أقرب وقت ممكن لمعالجة هذه الأزمة”.
تظهر البيانات أن البالغين يعانون أيضاً، حيث أجري أكثر من مليون جلسة علاجية إضافية للبالغين بين أبريل وديسمبر من العام الماضي، بزيادة قدرها 8 في المئة عن عام 2019.
وأُجريت 159.347 إحالة عاجلة أو طارئة إلى قسم معالجة الأزمات في أوساط البالغين – وهو أعلى معدل للإحالات على الإطلاق – بزيادة بنسبة 2 في المئة عن عام 2019.
يشار إلى أن الحكومة قدمت مبلغاً إضافياً قدره 500 مليون جنيه إسترليني للمساعدة في إطلاق برنامج للتعافي من مشاكل الصحة العقلية، بما في ذلك الدعم المتخصص للأطفال.
المصدر: الاندبندنت