قررت المصورة الفوتوغرافية نيكي بون وزوجها، روب، باعتماد أسلوب التعليم المنزلي لأطفالهما الأربعة عندما انتقلوا إلى منطقة ريفية في نيوزيلندا.
لكن خطتهما في التعليم المنزلي لم تنجح كلياً، ما دفع الزوجين إلى اتخاذ نهج أكثر مرونة، واستبدلا المنهج الثابت بآخر أكثر حرية، يسمح للأطفال باستكشاف العالم الطبيعي المحيط بمنزل العائلة، الواقع على مساحة 10 فدان في بلينهايم.
وقد تلقى الزوجان الكثير من الانتقادات حول قرارهما بعدم تعليم أطفالهما بالطريقة التقليدية، التي تجمع بين دراسة اللغات ومواد العلوم والرياضيات، كما وُجهّت إليهما العديد من التساؤلات حول ما إذا كان قرارهما سليم من أجل مستقبل أبنائهما “التعليمي.”
وتقول بون: “تلقينا الكثير من الأسئلة عما إذا كان أطفالنا سيتعلمون شيئاً أم لا. وأنا فعلياً لا أحبذ مصطلح ’عدم التعليم‘ إذ أنه سلبي حقاً. فالتعليم يكمن في كل مكان، الفرق هنا هو أنهم يتعلمون بطريقة مختلفة عن تلك التي تتبعها المدارس التقليدية، وتضيف “أنها وأطفالها يمضون الكثير من الوقت خارج المنزل، متنزهين في الأراضي المحيطة بمنزلهم، إذ تريد أن تعلم أولادها أن “العالم الذين يعيشون به هو ملكهم وأنهم أحرار به”.
ومنذ ذلك الحين، بدأت بون التي عملت في السابق معالجة فيزيائية، بتوثيق حياة أطفالها بالصور، لتعرض على عائلتها وأصدقائها كيف كان يقضي أطفالها يومهم. ثم عملت على سلسلة صور تحت اسم “وايلد أند فري” أي “جامحون وأحرار،” ركزت من خلالها على طفولة تتناقض مع أغلب طفولات العصر هذا، والتي هي واحدة تُعاش بين الأشجار والطبيعة.
ويسمى أسلوب التعليم الذي تتبعه بون وزوجها بـ”رودولف ستاينر،” نسبة لفيلسوف أسترالي بذات الاسم، أسس ما يعرف باسم “علم طبائع البشر،” والذي هو فلسفة روحية تنص على أن البشر يمكنهم تحسين صحتهم البدنية والعقلية من خلال استخدام وسائل طبيعية بحتة.
كما يتبع هذا الأسلوب ” عدم استخدام أي تقنيات أو كمبيوترات أو هواتف ذكية. وتؤكد بون أن أطفالها لم يشعروا حتى الآن بضرورة الاعتماد على وسائل التقنية هذه، وإنما يفضلون استكشاف الأمور بأنفسهم من خلال محيطهم أو من خلال القراءة.