بين الهلع والحقيقة، المواد المكتشفة في الزهراني .. هي هدية علمية. موادُّ نوويةٌ عاليةُ النقاوة – قيل اِنها خطرةٌ وقد تتسببُ بانفجار – اكتشفَها لبنانُ بعدَ أكثر من ستينَ عاماً من وجودِها في مصفاةِ الزهراني، فيما الانفجارُ الشديدُ الخطورةِ الذي يضربُ الامنَ الغذائيَ والاجتماعي ، والمعروفُ الاسبابِ والادوات، لم يَكتشف احدٌ له حلاً ، وهو قابلٌ للتمددِ والتسببِ بتعددِ الانفجارات.
ما صدرَ اليومَ عن المجلسِ الاعلى للدفاعِ دفعَ اللبنانيينَ لاستعادةِ اصعبِ المشاهدِ معَ انفجارِ المرفأ، وتخيلِ اخطرِ السيناريوهات، قبلَ ان تُقدّرَ الهيئةُ الوطنيةُ للطاقةِ الذريةِ انْ لا خطورةَ على الاطلاقِ من كيلو واربعِمئةِ غرام من املاحِ اليورانيوم المنضبِ التي تُستخدمُ في الابحاثِ العلمية، وأن عالي النقاوةِ لا يعني عاليَ الخطورة، وهي موجودةٌ في مصفاةِ الزهراني منذُ خمسينياتِ القرنِ الماضي.
كان يكفي أن تخرج هذه العبارة بعد اجتماع المجلس الاعلى للدّفاع حتّى يتشنّج البلد بأكمله .. بلد لا يزال يعيش مأساة انفجار مرفأ بيروت. فهل حقّا هناك خطر؟ المفارقة أنّه خلال الاجتماع ، تمّ الاستماع لرأي مدير الهيئة الوطنية للطاقة الذرية بلال نصولي وفحواه : لا خطر. ليس فقط لا خطر بل هذه هدية.
خاف من خاف ، وحلّ الهلع … أمّا الخطوة العلمية المقبلة ستتم الاثنين : سينقل الخبراء هذه الكبسولات الى الهيئة الوطنية للطاقة الذرية لاستخدامها في مختبراتها وسيتم التواصل مع الوكالة الدّولية للطاقة الذرية لمعرفة تاريخ قدوم هذه المواد الى لبنان ومن ورّدها. لا داعي للهلع إذاً ، انتهت القصة.
المصدر: المنار