رغم الأدلة المتزايدة على وجوده وتأثيره، تواصل حكومة تنزانيا التقليل من تأثير فيروس كورونا على البلاد.
وقد أُعلنت وفاة الرئيس التنزاني جون ماغوفولي، الذي لم يُشاهد علنا لأكثر من أسبوعين، مما أثار التكهنات بأنه كان يعاني من كورونا رغم أن الحكومة أكدت أنه توفي بسبب مضاعفات في القلب.
لا توجد سجلات متاحة للجمهور تعرض أعداد الوفيات الأخيرة في تنزانيا، ولم يُفصح عن أي معلومات حول تأثير الفيروس منذ مايو/أيار من العام الماضي عندما أُبلغ عن 500 إصابة و 20 حالة وفاة.
وأصرت السلطات على أنه لا يوجد ما يدعو للقلق، واتخذت إجراءات صارمة ضد من تتهمهم بنشر “معلومات كاذبة”.
ومُنع أطباء المستشفيات من الإشارة علنا إلى المرض .
ومع ذلك، في مستشفى مزدحم في دار السلام أكبر مدينة في تنزانيا، قال طبيب لبي بي سي إن هناك زيادة ملحوظة في دخول المرضى الذين تظهر عليهم أعراض تنفسية تتفق مع أعر اض كوفيد 19 خلال الشهرين الماضيين.
وأضاف قائلا: “كان الوضع مماثلا في كل مكان، في كل من المستشفيات العامة والخاصة، حتى أن بعض المرضى يشترون الأكسجين لاستخدامه في المنزل، ولا يمكنك تشخيص كوفيد 19 لأنه غير معترف به مما يضعك في موقف حرج كطبيب، ولا نحصل على إرشادات حول كيفية علاج المرضى”.
وفي منتصف فبراير/شباط الماضي، أصدرت الجمعية الطبية التنزانية بيانا مصاغا بعناية حول “زيادة عدد المرضى الذين يعانون من صعوبات في التنفس”.
وتشير دراسة مسحية على الإنترنت أجرتها منظمة تغيير تنزانيا، وهي مجموعة حقوقية، إلى ارتفاع عدد الإصابات والوفيات من أواخر ديسمبر /كانون الأول الماضي، وتفاقم الوضع في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين.
وقال منظمو الدراسة لبي بي سي إن كثيرا من الناس قالوا إنهم يعرفون شخصا مصابا بكورونا بناء على ما أخبرهم به الأطباء الذين قيموا الأعراض.
وتحدث زكريا إيساي، أحد أعضاء البرلمان من الحزب الحاكم عن زيادة عدد الوفيات وعمليات الدفن في دائرته الانتخابية في مدينة مبولو في شمال تنزانيا، دون الإشارة مباشرة إلى كوفيد، بالإضافة إلى نقص الأكسجين في العاصمة دودوما.
أظهرت الأبحاث التي أجراها البنك الدولي حول بلدان في مختلف انحاء العالم ارتباطات قوية بين عمليات البحث على غوغل عن أعراض كوفيد مثل “فقدان حاسة الشم” أو “فقدان التذوق” مع البيانات المنشورة عن الزيادات في الإصابات بفيروس كورونا والوفيات.
وقد درسنا هذه البيانات الخاصة بتنزانيا ووجدنا ارتفاعا ملحوظا في عمليات البحث عن هذه الأعراض في شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط من هذا العام، وبالطبع، لا توجد بيانات رسمية لحالات فيروس كورونا لمطابقة ذلك.
وفي بداية هذا العام، كان التنزانيون يبحثون بأعداد متزايدة للحصول على معلومات حول بعض الأعراض الرئيسية لكوفيد 19.
ولكن هذه الطريقة بها عيوب أحدها أنها مخصصة لعمليات البحث باللغة الإنجليزية فقط، وليس باللغة السواحيلية، وهي أيضا منتشرة على نطاق واسع في تنزانيا.
وتشعر منظمة الصحة العالمية بقلق بالغ إزاء الوضع، وحثت تنزانيا على البدء في تسجيل حالات الإصابة بفيروس كورونا ومشاركة بياناتها.
ولم تنضم تنزانيا حتى الآن إلى برنامج مشاركة التلقيح الدولي كوفاكس، والذي بدأ في تقديم اللقاح إلى بلدان أخرى في إفريقيا.
المصدر: بي بي سي