قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إن إثيوبيا في مسألة سد النهضة، تسعى لفرض الأمر الواقع واتخاذ إجراءات أحادية، دون مراعاة لحقوق ومصالح دولتي المصب.
ونقل مدبولي خلال كلمة مسجلة في اجتماع رفيع المستوى الذي عقد بالجمعية العامة للأمم المتحدة حول المياه، بمشاركة عدد من كبار المسؤولين قلق مصر حكومة وشعبا من التطورات الأخيرة ذات الصلة بملف سد النهضة الأثيوبي.
ونوه بأن مصر مضت عقدا كاملا في مفاوضات مضنية في السودان وإثيوبيا من أجل التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن يحقق لإثيوبيا أهدافها التنموية، ويحد في الوقت ذاته من الأضرار المائية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية لهذا السد على مصر والسودان.
كما عبر رئيس الوزراء المصري عن الأسف الشديد لعدم توصل هذه المفاوضات، التي جرت في أطر متعددة لسنوات ممتدة، بمشاركة وسطاء وشركاء دوليين وبرعاية أشقاء أفارقة إلى الاتفاق المنشود، بل على العكس فإن السنوات الماضية شهدت نهجا إثيوبيا يسعى لفرض الأمر الواقع واتخاذ إجراءات أحادية، دون مراعاة لحقوق ومصالح دولتي المصب، وهو ما تجسد في قيام إثيوبيا بالبدء في ملء سد النهضة في العام الماضي، وكذلك في إعلانها عن أنها سوف تستمر في عملية الملء خلال صيف العام الجاري، حتى وإن لم تتوصل الدول الثلاث إلى اتفاق.
وشدد على أن هذا الإجراء يخالف كافة الالتزامات والقواعد الدولية، ويهدد بإلحاق أضرار جسيمة بمصالح مصر والسودان.
وأكد مدبولي أيضا أن الوضع الحالي لملف سد النهضة يحتم علينا العودة إلى مفاوضات جادة وفعالة برعاية إفريقية، وبمشاركة نشطة من المجتمع الدولي وذلك للتوصل في أسرع وقت ممكن إلى اتفاق عادل ومتوازن وملزم قانونا بشأن ملء وتشغيل سد النهضة قبل موسم الفيضان المقبل، وبما يجنب منطقتنا المزيد من التوتر والاحتقان ويحقق مصالح الدول الثلاث، ويعزز في الوقت نفسه من أواصر التعاون والتكامل بين بلادنا وشعوبنا.
واختتم رئيس الوزراء المصري كلمة مصر على أن مواجهة التحديات الجسيمة في ملف قضايا المياه تحتم ضرورة إعلاء مبادئ التعاون والتضامن الدولي وتجنب التـناحر والاستقطاب.
وأكد أن هذا النهر الخالد، يهب الحياة لملايين المصريين وتعيش على ثرواته شعوب وادي النيل وترتبط به أرزاقهم ومصائرهم.
وقال إن مسألة المياه ونهر النيل تحديدا بالنسبة لمصر تتجاوز كل تلك الاعتبارات وترتقي إلى مرتبة القضية الوجودية التي ترتبط بحياة هذا الشعب وببقائه.
المصدر: وكالات