مع بداية العام الدراسي، الذي انطلق منذ أيام، يحاول الآباء والأمهات، توفير الأجواء المناسبة لأبنائهم، ابتداء بتوفير المكان الملائم لهم، وحصولهم على قسط واف من النوم، مرورًا بمتابعتهم وتحضير الطعام والمشروبات، ووصولًا إلى الاهتمام بأدق التفاصيل المتعلقة بالمذاكرة، لكن الاهتمام بالتغذية السليمة، يعد أحد أهم العوامل التي تساعد الطلاب على التركيز والتحصيل العلمي.
الدكتور مجدي نزيه، استشاري التغذية، رئيس وحدة التثقيف الغذائي بالمعهد القومي للتغذية في مصر، قال إنه لا يوجد طعام بعينه يدعم ذكاء الطلاب، لكن هناك “خطة علمية للتغذية السليمة”، يمكن أن تساعدهم على التركيز، والحفاظ على مستوى صحي جيد، أن خطة التغذية السليمة تعتمد على 5 محاور، أولها تناول الوجبات اليومية الثلاث بانتظام، دون إهمال أي منها، مع أخذ قسط وفير من النوم ليلاً، وأشار أن مواعيد النظام الغذائي اليومي تعتبر من الطرق الناجعة، التي تتيح للجسم تزويده بكامل طاقته، دون فقدان الفرصة للاستفادة من الحد الأدنى من القيمة الغذائية للأطعمة.
ولفت أن أبحاثا طبية أثبتت أهمية الالتزام بمواعيد تناول وجبات الطعام في الحفاظ على صحة أعضاء الجسم، ومدى تأثير هذا الالتزام على عمل الساعة البيولوجية للجسم، ثاني محاور الخطة يتمثل بتجنب الاعتماد على كل ما هو مصنّع في الأطعمة والمشروبات، بداية من اللحوم المصنعة، والوجبات السريعة، مرورا بالمشروبات غير الطبيعية والمعلّبة، وانتهاء بالحلوى ورقائق البطاطس المقلية، والاعتماد على كل ما هو طبيعي.
ونصح في المحور الثالث لخطته، الطلاب بعدم التركيز على أطعمة بعينها، دون غيرها، وأن يكون الغذاء متوازنًا، ويتضمن قدرا متوازنا من الأطعمة والمشروبات، التي تحتوي على البروتينات والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن والسكريات والدهون الطبيعية، التي يحتاجها الجسم، مع عدم إغفال الفواكه والخضروات الطازجة، لاحتوائها على نسب مرتفعة من الفيتامينات والألياف المفيدة، كما أشار إلى ضرورة تنوع مصادر البروتينات، واحتواء الوجبات على لحوم الدجاج والأسماك واللحوم البقرية، وعدم التركيز على نوع واحد منها، إضافة إلى الاهتمام بتناول البقوليات والحبوب الكاملة والمكسرات.
أما بالنسبةللمحور الرابع ، نوه رئيس وحدة التثقيف الغذائي، إلى ضرورة الحرص الشديد على تناول قدر كاف من المياه، خلال اليوم، لاحتوائها على العديد من المعادن الثمينة، والمواد الغذائية التي يحتاجها الجسم ليعمل بشكل صحيح، وقال إن “احتياجات الجسم من المياه يتم تحديدها وفقا لدرجة حرارة الجو، ومعدل حركة الشخص، التي يصاحبها ارتفاع معدلات التعرّق والتبخر، وهى تختلف من إنسان لآخر”، مشيرا أن ما يحدد ذلك هو لون البول، الذي يفترض أن يكون شفافا، وفي حال تغيره إلى اللوان الأصفر الداكن، فإن ذلك يعد دليلا على نقص المياه بالجسم، أن أفضل فوائد المياه، أنها تعد بمثابة مطهر طبيعي للجسم، وتساعد على إخراج العديد من السموم عبر عملية التبول وخصوصاً أثناء عملية فقدان الوزن، التي يصاحبها التخلص من الدهون ونفاياتها بشكل أفضل.
وحذر “نزيه”، في المحور الخامس من خطته، الطلاب من الإفراط في تناول المنبهات التي تحتوى على نسب مرتفعة من الكافيين، وعلى رأسها القهوة والشاي والمشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة، لأنها تزيد مستويات هرمون الدوبامين في الدماغ، وتجعله يقظًا ولا يأخذ قسطا من الراحة، الأمر الذي يعرضه للإجهاد الذهني، ورأى أن الحل يكون بأخذ قسط من الراحة عند الشعور بالتعب، وليس تناول المزيد من المنبهات، وعندها سيستعيد الجسم عافيته، ويعمل الدماغ بشكل جيد.
المصدر: وكالة الاناضول