لبنانُ في عينِ الروايةِ المحزنة، والقصةُ المؤلمةُ التي بدات بفصلِ السنتاتِ الستة، ووصلت اليومَ الى تعقدِ الحبكةِ وضياعِ النهاية .. لا نقاطَ ولا فواصلَ في حياةِ اللبنانيين اليوم ، تتجاذبُهم اطماعُ الضباعِ البشريةِ في صحراءَ مفرغةٍ من القراراتِ الحكيمةِ والوقايةِ الحكومية.. الى المجهولِ صُوِّبَ وجهُ المواطن، فيما الفاعلون والمرتكبون ليسوا مجهولينَ ولم يعودوا مجهّلين، بل فاعلين ، نشطين ، كاسرين للقواعدِ الاخلاقيةِ والانسانيةِ تحتَ الضوءِ وعلى عينك يا تاجر ، تارةً برفعِ سعرِ الدولار، وتارةً اخرى بسرقةِ السلعِ المدعومة ، وتهريبِها الى السويد بعدَ الكويت وساحلِ العاج ، في مشهدٍ مُعيبٍ لا يكونُ جزاؤه اقلَ من القِصاصِ رمياً بآلامِ الفقراءِ والجوعى..
ماذا بعدُ كي تبصرَ الحكومةُ النور؟ وهل كلمةُ الانهيارِ تكفي كي تستفزَ البعضَ لتحمّلِ المسؤولية؟؟ وماذا بعد؟ هل من يسمعُ بكورونا؟ وهل من يعرفُ اين اصبحَ الخروجُ الامنُ من الاقفالِ العام بعدما اختلطَ الحابلُ بالنابلِ على الطرقات ؟ وهل من يرى مواطناً يلتزمُ بالوقايةِ كما يَلزم ، او دولةٌ تلاحقُه بالمحاسبة؟؟
ما يصيبُ لبنانَ هذه الايام هو حتماً فوقَ المعقول، كأنه ضربٌ من جنونِ الخيال، بل اقسى من ذلك مع فقدانِ التوقعاتِ وكثرةِ التحذيراتِ التي تاتي من كلِّ حدَبٍ وصوب ، فيما المعنيُ بالاستماعِ غائبٌ تماماً عن السمْع، والاخرون يراهنون على قطّاعِ الطرقِ واستفزازِ الآمنين، بقلوبٍ قاسية، ويظنون انهم يحظَوْنَ بحفنةِ رضىً اميركيٍ في زمنِ انكسارِهم..
حكومياً ، لا انكسارَ للجليدِ السميكِ فوقَ نشاطِ التاليف، معَ انتظارٍ يطولُ ويطولُ لحركةٍ فعالةٍ من قبلِ الرئيسِ المكلف، اما على ضفةِ التيارِ الوطني الحر فانَ ايَ تحركٍ سياسيٍ هو محكومٌ لثوابتَ داخليةٍ وخارجيةٍ اعلنها النائبُ جبران باسيل في تلاوتِه ورقةَ المؤتمرِ السياسي للتيار..
اقليمياً، قطارُ التحريرٍ يتقدمُ اكثرً باتجاهِ مأرب اليمنية، بثباتِ اهلِ الارضِ عندَ حقوقِهم بالسيادةِ الكاملةِ على كاملِ ترابِ اليمن ، اما الضجيجُ الدوليُ حولَ معركةِ مأرب فهو انعكاسٌ لرغبةِ العدوانِ في عدمِ الوصولِ إلى نقطةٍ حاسمةٍ تكونُ ورقةَ قوةٍ في ايِّ حلٍّ سياسي ، وفقَ الاوساطِ اليمنية.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام