بعدَ طولِ تَسَتُّرٍ اتضحت المنصةُ الاخطرُ للتحكمِ بسعرِ الدولار، انها المنصةُ السياسيةُ التي حَددت سعراً جنونياً فاقَ اسعارَ كلِّ المنصات .
نحوَ الثلاثةَ عشرَ الفَ ليرةٍ يُدْفَعُ بسعرِ الدولارِ مع غيابِ ايِّ مبرراتٍ اقتصاديةٍ او ضروراتِ السوق ، ويبدو انَ المطلوبَ ضغطُ الناسِ بالدولارِ الى حدِ الانفجار ..
في الاردنِ انقطعَ الاوكسيجينُ عن مستشفى لساعةٍ ما ادى الى وفاةِ ستةِ اشخاصٍ في مستشفَى السَلَط غربَ عمّان، استقالَ المعنيون وأُحيلوا الى التحقيق ، وفي لبنانَ أناسٌ معروفون يقطعونَ لقمةَ العيشِ والدواءَ والطحينَ والبنزينَ عن المواطنين، ويمارسونَ فرضَ الموتِ البطيءِ بفعلِ تعاميمَ وهندسات، ويحركونَ صرافينَ وجمعياتٍ للمصارف، أوصلوا البلدَ الى ما لا يمكنُ الاحتمال، ولا من يحملُ صوتَ الحسمِ بمعاقبةِ هؤلاءِ او مساءَلتِهم او محاسبتِهم او على الاقلِّ وضعُ حدٍّ لهم، ولا يزالون فوقَ كلِّ التحقيقاتِ والملاحقاتِ بفعلِ قراراتٍ سياسيةٍ داخليةٍ وخارجيةٍ باتت واضحةً للعيان..
وللواقفينَ على متاريسِ السياسة – يزيدونَ الازمةَ ويسكبونَ الزيتَ على النارِ الملتهبة – يتبادلونَ القصفَ العشوائيَ بالدولارِ والاطاراتِ المشتعلةِ وبالعِصِيِّ والحجارةِ الموجهةِ الى ساحاتِ بيروت، وتلكَ القاطعةِ للطرقاتِ على مساربِ البقاعِ والشمالِ والجنوب، ويتناحرونَ بالعتمةِ وبالبياناتِ والتصريحاتِ القابلةِ للاشتعال، هل يعلمونَ انَ لعبتَهم هذه باتت تهددُ الوطنَ بعدَ ان خنقت مواطنيه؟ وهل يعلمون انه لم يعد بالامكانِ التعاملُ بمثلِ هذا الاستخفاف ؟ فالناسُ الموجوعونَ مختنقونَ في بيوتِهم وبعضُهم على الطرقاتِ المقطوعة، فيما الادواتُ السياسيةُ لم تَكِلَّ عن خطفِ اصواتِ المحترقينَ بلهيبِ الدولارِ والاسعار، عبرَ تشويهِ التحركاتِ بفجورِ قطّاعِ الطرقِ والمشاغبين ..
كمنصاتِ الصرفِ العشوائيةِ والمُتَشَعِّبَةِ هي حالُ الحراكِ في الشارع، الموزعِ بينَ بعضِ الموجوعينَ والكثيرِ من المستثمرين والمحازبين الواضحين، والباحثينَ عن اودوار، فيما الخاسرُ الاكبرُ ذاك الباحثُ عن لقمةِ عيشِه بينَ كلِّ هذا الركام ..
المصدر: قناة المنار