توجه “تجمع العلماء المسلمين” إلى الأمة الإسلامية عموما واللبنانيين خصوصا، برسالة لمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج والمبعث النبوي، قال فيها: “ما أحوجنا اليوم ونحن نمر بهذه الظروف الصعبة لا في لبنان وحسب بل في العالم الإسلامي ككل أن نستذكر التأييد الإلهي لأنبيائه في أوقات الشدة وكيف أن الله عز وجل يدافع عن الذين آمنوا، كما دعم نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم في بداية المبعث النبوي الشريف ثم آراه آياته في الأفاق عندما أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ليكون تسلية له عن مصابين كبيرين تعرض لهما وهما وفاة زوجته أم المؤمنين خديجة عليها السلام وعمه أبو طالب”.
اضاف: “لقد اختار الله عز وجل أن يكون المعراج من بيت المقدس لأهمية هذا المكان عنده وبالتالي عند المسلمين، والذي لا تنحصر البركة فيه وإنما تمتد إلى ما حوله من البلدان ” الذي باركنا حوله” ليقول لنا أن مفتاح السماء وطريق العبور إليها إنما هو بأن يكون لهذا البيت وهذا البلد المكانة التي يستحقها لا أن يكون كما هو اليوم محتلا من أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا، ولذلك أيضا اختاره، أي بيت المقدس، ليكون قبلتنا الأولى وعليه يجب أن يكون قبلة المجاهدين حتى تحرير القدس لا أن يترك الأمر للشعب الفلسطيني كي يواجه وحيدا آلة لقتل الصهيوني”.
وتابع: “في ذكرى الإسراء والمعراج والمبعث النبوي الشريف نعلن في تجمع العلماء المسلمين عن الأمور التالية:
أولا: إن اختلاف المسلمين في تاريخ الحادثتين لا يؤثر في ضرورة إحيائهما بل يجب أن تكونا مدعاة للتأكيد على وحدة الأمة الإسلامية واعتبار الاختلاف في الرأي مدعاة للحوار والنقاش وإغناء للفكر والثقافة الإسلامية.
ثانيا: نؤكد على الالتزام بواجبنا تجاه القضية الفلسطينية والتي نعتبر أن العمل على تحرير فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر هو واجب الأمة ولا يجوز مطلقا أن نتنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين.
ثالثا: نعتبر أن العمل على المساس بالثوابت الإسلامية القرآنية من أجل تمرير التطبيع مع العدو الصهيوني هو خيانة لله ورسوله ويجب على علماء الأمة ومثقفيها الوقوف بوجه هذا التحريف وفضحه بكل قوة.
رابعا: إن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، قد أرسله الله عز وجل رحمة للعالمين وأن التيارات التكفيرية التي تدعي زورا وبهتانا أنها تنتسب إلى الإسلام لا علاقة لها بالإسلام مطلقا بل هي خروج عن الدين والعقيدة يستغلها أعداء الإسلام لتشويه صورته خوفا من انتشاره الكبير في العالم.
خامسا: نرفض رفضا مطلقا إعطاء شرعية لأي حرب تتخذ من العناوين الدينية مبررا لها، فلا الحرب التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على العراق والمنطقة هي حرب مسيحية على الإسلام ولا ما يفعله التكفيريون هو حرب من الإسلام على أديان أو مذاهب أخرى، بل هي حروب سياسية تتخذ من الدين ذريعة للوصول إلى أهدافهم الدنيئة.
سادسا: ننوه ونؤكد على الحوار الإسلامي – المسيحي ونرحب بالخطوة التي قام بها قداسة البابا فرنسيس بزيارته لآية الله العظمى سماحة السيد علي السيستاني في النجف الأشرف ونؤكد على المضامين العالية لكلام سماحته مع البابا التي يجب أن تتحول إلى منهاج عمل تسير عليه الأجيال”.
وختم: “ندعو الله عز وجل أن نوفق العام القادم لأن يكون إحياء المبعث النبوي الشريف والإسراء والمعراج في القدس الشريف بعد تحرير فلسطين، كل فلسطين من دنس الاحتلال الصهيوني”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام