أكد رئيس هيئة الاركان الايرانية اللواء محمد باقري أن “وثائق تم الحصول عليها تدلل على ضلوع بعض الأنظمة في المنطقة في جريمة اغتيال الشهيد الفريق قاسم سليماني”. واضاف اللواء باقري، في كلمته بالملتقى الدولي الخاص بالمطالب القانونية والدولية في مرحلة الدفاع المقدس (الحرب التي شنها النظام العراقي السابق على ايران في عقد الثمانينات) الثلاثاء، “إننا سنعرض هذه الوثائق للأنظمة المتورطة في جريمة اغتيال الشهيد سليماني حتى لا تستطيع إخفاء مشاركتها المباشرة في هذه الجريمة”.
وأكد رئيس الأركان الايرانية أن “جميع هذه الانظمة تتحمّل المسؤولية بارتكاب هذه الجريمة”. واشار الى أن اميركا “قد أوضحت بنفسها من دعمها بهذه الجريمة، إذ أن القواعد الاميركية المنتشرة في السعودية وقطر والامارات والبحرين منحتها معلومات استخبارية والطائرة أقلعت من قواعد في الكويت والاردن والعراق واستهدفت موكب الشهيد سليماني”.
وأوضح اللواء باقري أن “ضيفا ورد من الخارج الى العراق بدعوة وجهها رئيس وزرائه وكان يحمل رسالة رد على رسالة السعودية على متن طائرة مدنية بشكل علني، لكنه استهدف بقذيفة غير عادية ومخصصة لاستهداف المدرعات والتي تنفذ في الصلب الى عمق 30 سانتيمتراً حيث قطّعت أوصال الشهداء”.
ولفت الى ان “الحكومة الاميركية أقرّت بارتكاب هذه الجريمة وفي البداية بررت فعلتها بادعاء (إننا قمنا بعمل دفاعي مسبق حيث إن سليماني كان قد خطط لاستهداف القوات الاميركية في العراق بشدة)، لكن العالم برمته طالبها بالدليل والوثيقة لأن القوانين الدولية هي تطلب ذلك، فيما لم تستطع اميركا تقديم أي دليل وبعد اسبوع بدّلت موقفها وقالت (إن اغتيال سليماني جاء ردا على استهدافه والجمهورية الاسلامية الايرانية للقوات الاميركية) وهذا ايضاً بحاجة الى دليل لاثباته”.
واشار اللواء باقري الى حرب السنوات الثمانية، قائلاً إنه “ينبغي للعالم أن يدرك كم عانى الشعب الايراني من الظلم والجرائم فيما صمت المتشدقون بحقوق الانسان أمام جريمة العدوان ودعموا المجرم حتى يوغل في جرائمه”.
ووصف اللواء “الدفاع المقدس بالشرعي، الذي حمل عنوانا صحيحاً لمواجهة الحرب التي فرضها أعداء الجمهورية الاسلامية والثورة الاسلامية على الشعب الايراني”.
ولفت الى ان “الشعب الايراني واجه هذه الحرب عقب تحمّله اضطهاد الملوك المستبدين منذ قرون عديدة وقام بثورته ورفع شعار الاستقلال والحرية والجمهورية الاسلامية وواجه أحداثا كثيرة وقعت في بدايات ثورته”.
وتابع أن “ايران لم تهاجم أحدا على مدى أكثر من قرنين، لكن العراق هاجمها في حرب عدوانية أعد لها مسبقا بتنفيذ صدام العميل وحزب البعث الجائر وتلقى الدعم من 35 بلدا والقوى الكبرى واعضاء مجلس الامن”.
واشار الى “الصمت القاتل لمجلس الامن ازاء اعتداءات النظام البعثي العراقي ضد ايران”، موضحا ان “الصليب الاحمر الدولي أكد عدّة مرات، في تقارير رسمية، ان النظام العراقي لا يسجل اسماء اسرى الحرب الايرانيين ولا يسمح لهم بتوجيه الرسائل الى ذويهم، كما ان عددا من الاسرى أعدموا وكذلك ترك عددا كبيرا من الجرحى الايرانيين في ساحات القتال فضلا عن تعذيب الاسرى وحرمانهم من أبسط الخدمات الصحية والعلاجية”.
ولفت الى ان “المعاهدات الدولية تحرم استخدام الاسلحة الكيمياوية، إذ لاقت هذه الجريمة فضلا عن انتهاك سيادة واستقلال الجمهورية الاسلامية الايرانية على مدى فترة عدوان النظام العراقي الصمت بل دعم الامم المتحدة والقوى العالمية”.
وأشار الى “الهجمات والغارات الجوية لجيش النظام العراقي السابق واستهدافه المدنيين اثناء العدوان”، مؤكدا أن “صدام استهدف المدنيين الايرانيين 4762 مرة بالصواريخ والطائرات، كما أطلق 434 صاروخا يحمل كل منها رأسا حربيا بزنة 1000 كيلوغرام ما يكفي لتدمير جزء من مدينة ما وهذا ما لا تجيزه جميع القوانين الدولية”.
واستطرد بالقول إن “الامم المتحدة أصدرت منذ ايلول /سبتمبر عام 1980 ولغاية قرار 598 الصادر عن مجلس الامن، 8 قرارات و 13 بيانا دون تحديد الطرف المعتدي وتحميله المسؤولية واحترام وحدة الاراضي الايرانية واستقلال البلاد بل تضمنت عبارات عامة وغامضة تدعو الى إنهاء الصراع والعودة الى الحدود الدولية فقط”.
ونوه الى ان “قرار مجلس الامن 598 صدر في النهاية والذي كان افضل نسبيا من القرارات السابقة، والاهم من ذلك كله ان هذه القرارات صدرت في مرحلة استطاع فيها الجيش الايراني المسلم تحقيق انتصارات باهرة في جبهات صراع الحق أمام الباطل”.
المصدر: فارس