عززَ اللقاحُ آمالَ اللبنانيينَ بامكانيةِ التغلبِ على وباءِ كورونا – ولو انه الخطوةُ الاولى في مسيرِ الالفِ ميل، فيما عَمَّقَ الاداءُ السياسيُ قناعةَ اللبنانيينَ بالا امكانيةَ للتغلبِ على البلاءِ الذي هُم فيه.
وكعادتهم يَبرَعُ السياسيونَ اللبنانيونَ بقطعِ الاوصالِ وصولاً الى اللعبِ على حافةِ الهاوية، معَ معرفةِ الجميعِ ألا خيارَ سوى التواصلِ والاتفاق، وتدويرِ الزوايا لا تسنينَ الحراب.
حربُ البياناتِ والتصريحاتِ لن تؤلّفَ حكومةً ولو بعدَ الفِ عام، ولا تقاذُفُ المسؤولياتِ والاتهامات، ولا صياغةُ سيناريوهاتِ الاحداثِ على قياسِ كلٍّ من المعنيينَ ومن وِجهةِ نظرِه. فيما وجوهُ اللبنانيينَ مسكونةٌ بشحوبِ الجوعِ والوجعِ والفقرِ والمرض، اما اصعبُ الامراضِ فما زالت ابتعادَ المعنيينَ عن اولوياتِ الواقع.
في الواقعِ انْ لا احدَ يعرفُ كيفَ ستُحَلُّ عُقَدُ تشكيلِ الحكومةِ معَ اخذِ خلافِ بعبدا بيتِ الوسط اَشكالاً مختلفةً من الاشتباك، عمَّقت الشرخَ وبدَّدت ما تبقى من ثقةٍ بينَ الجانبين، ما يُصعِّبُ المهمةَ على ايِّ محاولٍ لترميمِ المشهد، كما قالت مصادرُ متابعةٌ للمنار. وإنْ كانَ سعاةُ الخير – القدامى والجدد – لن يَستسلموا، لكنَّ مُهمتَهم باتت ثقيلة..
ووسْطَ اشتباكِ الاجتهاداتِ والصلاحيات، اَعلنت حركةُ امل انَ مبادرةَ الرئيسِ نبيه بري للحلِّ ما زالت قائمة، وانها تشكلُ المخرجَ للعُقدِ الحكوميةِ كما قالَ مكتبُها السياسيُ في اجتماعِه اليوم .
فيما لم يُعرف الى اليومِ مصيرُ زيارةِ الموفدِ الرئاسي الفرنسي الى بيروت، وان كانَ القصفُ السياسيُ من منبرِ الرابعَ عشرَ من شباطَ قد اصابَها، او انه تمهيدٌ ناريٌ لها، وخاصةً انَّ مواقفَ الرئيسِ سعد التحريري التصعيديةَ جاءت بعدَ زيارتِه الفرنسية.
كورونياً، انطلاقُ عمليةِ التلقيحِ زرعت نواةَ مرحلةٍ جديدةٍ اِن احسنَ اللبنانيونَ التعاملَ معها، معَ اعتبارِها عاملاً مساعداً لا بديلاً عن اجراءاتِ الوقايةِ الالزاميةِ لمكافحةِ الوباء، وخاصةً انَ اعدادَ اللقاحاتِ المتوافرةَ الى الآنَ تجعلُ عمليةَ التلقيحِ طويلةً لتَشملَ جميعَ اللبنانيين، فيما علمت المنار أنَّ تواصلاً يجري بين الحكومتينِ اللبنانيةِ والروسيةِ لتسريعِ انجازِ بروتوكولٍ يُمَكِّنُ اللبنانيينَ من الحصولِ على لقاحِ سبوتنك باسرع وقت ممكن.
المصدر: قناة المنار