اختتم مؤتمر “نحو خطاب ديني لمواجهة الفكر التكفيري” جلساته في تونس، والذي حضره 40 شخصية من مختلف الدول العربية وممثلون عن مختلف الأديان والطوائف، ذلك في إطار إستراتيجية مكافحة الإرهاب والفكر التكفيري.
هذا المؤتمر الذي نظمه المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية والأمنية والعسكرية بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية، أمل من الحكومة التونسية تبني فكرة هذه الجلسات الحوارية التي تدعو الى المحبة انطلاقا من تونس.
وقالت الدكتورة بدرة قعلول مدير المركز الدولي، إن هـذا الملتقى الإقليمي يسعى إلى تأسيس خطاب ديني معتدل لمواجهة ثقافة التهميش والإقصاء، وكشفت العديد من الإحصاءات أن للخطاب الديني المتعصب دورا في تغذية النزاعات سواء بين الديانات السماوية أو داخل الديانة الواحدة، مؤكدة ضرورة كشف انزلاقات هذا الخطاب والحرص على تنويع المشاركين للخروج بميثاق تونس للخطاب الديني المعتدل من أجل بناء السلام.
وأكد الدكتور عبد الجليل بن سليم وزير الدولة التونسي للشؤون الدينية، أن حكومة الوحدة الوطنية في تونس وضعت في أولويات ميثاق قرطاج الاهتمام بتأسيس خطاب دينى معتدل، مطالبا المختصين من جميع المجالات والاختصاصات بالاهتمام بدراسة ظاهرة تصدير تونس لعدد أكبر من الجهاديين إلى سوريا.
وفى سياق متصل، أوضح أنطونيو ماتنياس ممثل الجالية الكاثوليكية بتونس، ضرورة ترجمة الأقوال إلى أفعال ومخططات حيث إن السلام لا يبنى من خلال المؤتمرات، مشيرا إلى أنه في 20 أيلول/سبتمبر الجاري التقى 230 فردا من ممثلي الديانات المختلفة في مدينة سيريزي الإيطالية من أجل الصلاة للسلام والاتفاق على محاربة الإرهاب، وجاء هذا الاجتماع انطلاقا من أنه لا توجد ديانة تريد الحرب والدمار، مؤكدا ضرورة أن تمثل مثل هذه الندوات صوت من لا صوت له وتطالب بحقوقهم باسم المحبة والأخوة.
وأشار الدكتور خالد عزب رئيس قطاع الخدمات والمشروعات المركزية بمكتبة الإسكندرية، إلى أن مثل هذه الفعاليات الثقافية تؤكد أن العمل العربي المشترك لا زال ممكنًا في ظل تراجع التعاون العربي على مستويات عدة، موضحا أن الخطاب الديني المعاصر ينبغي له أن يأخذ في الاعتبار السياقات الاجتماعية والثقافية والسياسية التي نعيشها، ومن ثم يجب علينا بناء فقه الواقع الجديد، أي الاستغناء عن الخطاب القديم الذي لا يتناسب مع معطيات العصر.
المصدر: وكالة يونيوز