الأرض ليست أمثل كرة، فسطحها يتغير باستمرار شأنه شأن ملامح البحار والقارات. لذلك يضطر العلماء من وقت إلى آخر إلى تغيير الخرائط.
وسيضطر الخبراء في منظمة ” Geoscience Australia ” في نهاية العام الجاري إلى دفع أستراليا نحو الشمال مسافة 1.5 متر، علما أن التعديل الأخير كان أدخل على خرائطها حين انجرفت القارة إلى مسافة تقدر بـ 200 متر.
وقد تمت إعادة النظر في احداثيات الـGPS لأستراليا بسبب انزلاق اللوح الصخري الذي تجلس عليه أستراليا ومن خلاله على اللب الأرضي (المانتل)، الانزلاق الذي يؤدي إلى انجرافها دائما نحو الشمال وفي اتجاه عقارب الساعة .
وتعتبر تلك التعديلات في الخرائط أمرا ضروريا ، مع العلم أن دقة انظمة GPS ترتفع باستمرار بحيث يصبح بوسعها تحديد الإحداثيات بدقة تقدر بسنتيمترات.
لكن تلك التعديلات لن تؤثر أبدا على تحديد احداثيات GPS بواسطة انظمة الملاحة والهواتف الذكية التي يستخدمها سكان الأرض حيث تتراوح دقتها كقاعدة عامة بين 5 أمتار و10 امتار.
لكن التكنولوجيات الواعدة والطائرات والسيارات الذاتية القيادة تكون عادة بحاجة إلى دقة أكبر حيث يمكن أن يتسبب خطأ بمقدار بضعة أمتار في وقوع حادث مرور مثلا.
ونظرا لأن استراليا وأراضيها الشاسعة كثيرا ما تستخدم بمثابة ميدان يشهد تجربة مثل هذه التكنولوجيات فإن تدقيق خرائطها يعد خطوة هامة جدا.