قالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، يوم الجمعة، إن المتغيرات الجديدة والأكثر عدوى من فيروس كورونا قد تسرع من انتشار الوباء، ما يعني أن الولايات المتحدة يجب أن تضاعف من جهودها لحماية الناس.
وأوضح الباحثون من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض أن المتغير الذي تم تحديده لأول مرة في بريطانيا، والمعروف باسم “B.1.1.7” قد عثر عليه بالولايات المتحدة أيضاً، ويشير النموذج إلى احتمال تسببه في تفاقم الانتشار الكبير للفيروس في جميع أنحاء البلاد.
وهذا يعني أن الناس بحاجة إلى بذل مجهود أكبر في ارتداء أقنعة الوجه، وتجنب التجمعات، وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي.
وقال الدكتور غريغوري أرمسترونغ، وهو يدير مكتب الاكتشاف الجزيئي المتقدم في قسم أمراض الجهاز التنفسي بالمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض، لـCNN: “هذا أمر سيصعب التحكم فيه للغاية.. يجب القيام بجميع التدابير المفروضة بشكل أفضل، بما في ذلك التطعيم”.
وكتب أرمسترونج وفريقه في التقرير الأسبوعي للوكالة (MMWR): “تشير الأدلة المتعددة إلى أن B.1.1.7 ينتقل بكفاءة أكبر من المتغيرات الأخرى لـSARS-CoV-2″، مضيفاً أن “بديل B.1.1.7 لديه القدرة على زيادة سرعة الوباء في الولايات المتحدة في الأشهر المقبلة”.
وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إنه يجب تعزيز جهود التطعيم لدى الناس، والتي كانت أبطأ مما كانت تأمله الحكومة الفيدرالية.
وأصاب الفيروس بالفعل عدداً كبيراً من الأشخاص، وتسبب في مقتل الكثيرين بالمقارنة من أي دولة أخرى. ووفقاً لجامعة جونز هوبكنز، تم تشخيص الفيروس لدى 23 مليون شخص في الولايات المتحدة، وتسبب بوفاة أكثر من 390 ألف شخص.
ويبدو أن متغير “B.1.1.7” يصيب الخلايا البشرية بسهولة أكبر، ما يساعده على إصابة المزيد من الأشخاص. واكتُشف المتغير في حوالي 12 ولاية أمريكية، لكن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، تعرف أن المراقبة ضعيفة، ومن المحتمل أن يكون أكثر شيوعاً من ذلك.
ومن الممكن أيضاً أن يكون نمط الطفرات، والتي تجعل الفيروس أكثر قابلية للانتقال، تنشأ بشكل مستقل عند انتشارها بين البشر، لأنه كلما ازداد عدد المصابين، ازدادت فرص تحور الفيروس.
وأجرى فريق المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها نموذجاً تجريبياً لمعرفة ما قد يحدث في المستقبل القريب.
ومن غير المعروف مدى قابلية “B.1.1.7” للانتقال، كما أنه من غير المعروف أيضاً مقدار المناعة الموجودة بين سكان الولايات المتحدة بسبب الإصابات السابقة، لذلك وضع الفريق بعض الافتراضات.
وفي أحد السيناريوهات، يكون المتغير الجديد معدياً بنسبة 50٪ أكثر من المتغيرات السائدة المنتشرة حالياً.
وكتب فريق المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض: “في هذا النموذج ، يكون معدل انتشار B.1.1.7 منخفضاً في البداية، لكن بسبب اعتباره أكثر قابلية للانتقال من المتغيرات الحالية، فإنه يُظهر نمواً سريعاً في أوائل عام 2021، ليصبح المتغير السائد في مارس/ آذار”.
وأشار أرمسترونغ إلى أن المتغير الجديد لا يبدو أنه سيتسبب في ارتفاع معدلات الاستشفاء أو ارتفاع معدلات الوفيات.
وتحتاج المراكز الأمركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إلى بذل المزيد من الجهد لمتابعة المتغيرات الجديدة.
ويذكر أن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض تراقب متغيراً تم رصده لأول مرة في جنوب أفريقيا، ويعرف باسم “B.1.351″، إضافة إلى متغير آخر تم رصده بين 4 مسافرين من البرازيل عند سفرهم إلى باليابان، ويعرف باسم “B.1.1.28”.
وكتب فريق المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض أن “هذه المتغيرات تحمل مجموعة من الطفرات الجينية”.
ولكن، تبقى المخاوف أن الفيروس يمكن أن يتغير بطرق من شأنها أن تساعده على الهروب من المناعة التي يسببها التطعيم، أو المناعة التي يتم تقديمها مع العلاجات القائمة على الأجسام المضادة.
وصُممت لقاحات فيروس كورونا الجديد بحيث تكون سريعة وسهلة التغيير لتلائم السلالات المنتشرة الجديدة، لكن التغيير الكبير يعني أن الناس بحاجة إلى إعادة التطعيم.
ومن الممكن أيضاً أن تؤدي بعض التغييرات إلى زيادة صعوبة اكتشاف الفيروس في الاختبارات القياسية.
وتشعر المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بالقلق أيضاً من تغير الفيروس بالطريقة الصحيحة، ما قد يؤدي إلى إعادة إصابة الأشخاص المتعافين من كورونا سابقاً، كما تفعل الإنفلونزا بالفعل.
المصدر: سي ان ان