أشارت دراسة حكومية يابانية إلى أن أكثر من نصف مليون شاب ياباني يتجنبون المجتمع واختاروا حياة الاعتزال.
وتعرف هذه الظاهرة من قبل وزارة الصحة والعمل والرفاهية اليابانية باسم “هيكيكوموري” (hikikomori)، وتفسّر ببقاء الناس في منازلهم لمدة 6 أشهر أو أكثر من دون الذهاب إلى المدرسة أو العمل أو الخروج للاختلاط بالآخرين.
ووجدت الدراسة أن 541 ألف شخص من الذين تصل اعمارهم إلى 39 عاما ، يعيشون في عزلة، وهذا الرقم هو في الواقع أقل مما قدّر في استبيان أجراه مكتب مجلس الوزراء في عام 2010، إذ كان يعتقد آنذاك أن 696 ألف شخص يعانون من الـ”هيكيكوموري”.
ووفقا لنتائج الدراسة فإن أولئك الذين ينغلقون على أنفسهم في منازلهم لمدة 7 سنوات على الأقل، يمثلون نحو 35% من العدد الإجمالي، كما ذكرت صحيفة “اليابان تايمز” أن 29% منهم عاشوا معتكفين لمدد تتراوح ما بين 3 و 5 سنوات.
كما أشارت نتائج الدراسة إلى أن الأشخاص الأكبر سنا ينعزلون هم أيضا حيث تضاعف عدد المنعزلين البالغين من العمر ما بين 35 و39 عاما خلال 6 سنوات.
ولم يتمكن الخبراء إلى الآن من تحديد صورة واضحة لمن يعاني من الـ” هيكيكوموري”، حيث من الصعب القيام بذلك نظرا إلى الطبيعة الانعزالية لهؤلاء الأشخاص.
وبعد أن ظهرت الـ” هيكيكوموري” في عام 1990 كسلوك جماعي، لم يتم تصنيفها على أنها حالة من الاضطراب بشكل رسمي، كما أنه ليس هناك علاج يوصى به للتخلص من هذه الظاهرة.
ويعتقد الأطباء أن التأثيرات النفسية والثقافية يجتمعان لجعل الشباب يشعرون أنهم بحاجة إلى الانسحاب كليا، وتعد هذه الظاهرة أكثر انتشارا لدى الرجال الذين يواجهون ضغوطا كبيرة لإحراز النجاح في وقت مبكر من حياتهم سواء في الدراسة أو في الحياة المهنية.
كما تشهد الظاهرة انتشارا كبيرا لدى الطبقات المتوسطة، فضلا عن ان الذين ينعزلون بأنفسهم عن المجتمع في كثير من الأحيان هم الحاصلون على تعليم جيد.
وعادة ما يتجه الذين يعانون من الـ” هيكيكوموري” إلى ألعاب الفيديو أو يشاهدون الرسوم الهزلية في المنزل بدلا من التفاعل مع الآخرين. ويقول علماء الطب النفسي إن هذه الظاهرة لا تنتج الكسل.
والجدير بالذكر ان هذه الظاهرة لا تقتصر على اليابان فقط، حيث وجدت دراسة أجريت عام 2015 أن هناك حالات موثقة للانعزال الاجتماعي على غرار الـ”هيكيكوموري” في الولايات المتحدة والصين وأسبانيا وغيرها من البلدان.