ألقى رئيس تيار “الكرامة” النائب فيصل كرامي، من دارته في طرابلس كلمة لمناسبة الذكرى السادسة لرحيل والده الرئيس عمر عبد الحميد كرامي، فقال: “في ذكرى غيابه، يطل عمر كرامي على اللبنانيين، ليس كرجل دولة من طراز نادر فقط، وليس كزعيم سياسي يغلب الحكمة والحس الوطني والمسؤولية التاريخية فقط،
وليس كمقاتل عنيد شرس مخلص للبنان الوطن الاستثنائي ولدولة القانون والمؤسسات والعدالة فقط، لعلني أراك يا عمر كرامي في ذكراك هذا العام تطل علينا وعلى لبنان رمزا ونموذجا ونهجا ومبادئ وثوابت هي في جوهرها روح لبنان الوطن”.
أضاف: “لكأنك تقول لنا ونحن نشهد سقوط ما نسميها الدولة وهي ليست بدولة، كأنك تقول لنا: أيها اللبنانيون لا تخافوا، لقد آن الأوان لكي تسقط هذه الدولة المزيفة والمخادعة والخبيثة، دولة النهب والدجل والتبعية، دولة انفراط المعايير الاخلاقية التي أسست لبؤرة من الاستباحات المشبوهة لكل القيم الوطنية، دولة عفا الله عما مضى التي خدعت الناس بتسامحات وتوافقات متبادلة باطلة، دولة راكمت قيم التواطؤ والمنافع الفردية والجماعية وأوصلت الى نمو سرطاني لتجمعات شرهة تشتري وتبيع في البشر والحجر، وفي الماء وفي الهواء، وفي العقارات والشركات، والقوانين وصناع القوانين، والرأي العام وصناع الرأي العام، وكل ما لا يشترى ولا يباع، دولة التحالفات العميقة لحماية الفساد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والمالي والاخلاقي بل وحتى حماية فساد الذوق، دولة جعلت من السرقة والتسلق والانتفاع مفخرة يتم التعاطي معها بعنجهية مفرطة وبعلنية بغيضة، دولة نجحت في تهديد الوطن عبر تمتين بنية مرذولة لمجتمع هجين ومأزوم، هذه الدولة التي لم تكن يوما دولة آن لها ان تزول كي ينهض الوطن الذي لا يزول”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام