تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 28-09-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها التطورات السياسية المرتبطة بملف الانتخابات الرئاسية، وجلسة انتخاب رئيس الجمهورية الـ45 اليوم..
السفير
عون «يبشّر» المقرّبين: أنا الرئيس
انعطافة الحريري «رهينة» التفاهمات الصعبة
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول “لم تعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الـ45 اليوم هي المحكّ والمفصل، بعدما تجاوزتها التطورات وسحبت عصبها.
وعليه، فإن الأنظار تتجه منذ الآن الى الجلسة المقبلة التي يفترض أن تحمل العماد ميشال عون الى قصر بعبدا، إذا استكمل الرئيس سعد الحريري اندفاعته، علماً أن الجنرال «بشّر» المقرّبين منه بأن الرئاسة اقتربت جداً. ولعلّ الموعد الذي سيحدده الرئيس نبيه بري لتلك الجلسة سيشكل بحد ذاته مؤشراً الى اتجاه الريح في المدى المنظور.
ما هو مؤكد تقريباً، حتى الآن، أن الحريري حسم في قرارة نفسه خيار انتخاب عون وقرّر أن يتجرّع الكأس المرّة تجنباً لما هو أمرّ منها. وقد أتى بيان «كتلة المستقبل» النيابية أمس، معبّراً عن هذا المنحى بتجاهله الإشارة التقليدية الى التمسك بترشيح النائب سليمان فرنجية، غداة زيارة الحريري الى بنشعي، حيث التقط رئيس «تيار المردة» ذبذبات المراجعة التي باشرها رئيس «تيار المستقبل» توطئة للخيار الرئاسي الجديد.
أما المعارضة المتوقعة من داخل «المستقبل» لاستدارة الحريري المرجّحة اتجاه الرابية، فأغلب الظن أنها لن تمنعه من استكمال مغامرته، لأن الحريري ـ برغم ضعفه المستجد ـ لا يزال قادراً على احتوائها، إضافة الى أن وجوده في رئاسة الحكومة سيمنحه القدرة على إعادة الاستقطاب وتعويض الخسائر المحتملة، ربطاً بالمزايا التي تمنحها السلطة في لبنان لمن يمسك بها.
ويبقى «المزاج السعودي» ملتبساً وحمّالا لتفسيرات عدة، في ظل بقاء لبنان خارج لائحة الأولويات الملكية، حتى إشعار آخر. ويبدو أن الوزير وائل ابو فاعور عاد من الرياض بأجواء ضبابية، زادت من حيرة المترقّبين لموقف ملكي حاسم.
هذا الإهمال السعودي للملف اللبناني قد يصوّر للحريري أن بإمكانه فتح «باب الاجتهاد» وصولاً الى الاستنتاج بأن الرياض تترك له حرية اتخاذ الموقف المناسب من عون، وتحمّل مسؤولياته.
وفي المقابل، يعتبر المتخصصون في فك «الرموز» السعودية أن قراراً بحجم انتخاب عون يحتاج الى تغطية ملكية صريحة، غير قابلة للتأويل، وإلا فإن أي خطأ في التقديرات سيكون مكلفاً وربما يدفع رئيس «المستقبل» ثمنه غالياً، وهو الذي أصبح رصيده لا يحتمل المجازفة.
داخلياً، وبرغم أن هناك من يعتبر أن التجارب السابقة مع الحريري لم تكن مشجعة وأنه قد تعوزه في اللحظة الأخيرة شجاعة استكمال الانعطافة نحو عون، إلا أن الفارق الأساسي هذه المرة هو أن الحريري المحاصر بالأزمات لم يعد يحتمل المزيد من المناورة السياسية وإضاعة الوقت، بل لعله مستعجل أكثر من الجميع لحسم الاستحقاق الرئاسي والدخول في مرحلة جديدة، على كل الصعد.
لكن تقبّل الحريري لخيار عون ليس سوى بداية الطريق، لأن ترجمة القرار تحتاج الى تمهيد وتفاوض وإخراج وتسويق، وهذه مراحل تتطلب جهداً مكثّفاً ومهلة إضافية، علماً أن الحريري يستعد خلال الساعات والأيام المقبلة للقاء بري والنائب وليد جنبلاط والرئيس أمين الجميل ورئيس حزب «القوات» سمير جعجع، على أن يتوّج مشاوراته بزيارة الرابية.
بهذا المعنى، فإن الحريري بات ملزماً بأن يتصرف كمرشّح الى رئاسة الحكومة وليس فقط كناخب للجنرال، وبالتالي فهو أصبح معنياً بالتفاوض مع الآخرين على ترتيبات سياسية مسبقة تطمئنهم، تماماً كما أنه شخصياً بحاجة الى أن يبحث معهم في ضمانات له، وذلك لتسهيل عبوره الى السرايا ومن ثم تحصين إقامته فيها.
لا أحد بوارد أن يوزّع «الهدايا» على الحريري، وكل طرف يريد أن يضمن مسبقاً حصة وازنة له في التسوية التي لن تكون أقل من «سلّة»، حتى تتسع لمطالب الجميع وأولوياتهم المتفاوتة.
وانطلاقا من هذه «الشراكة الإلزامية»، لا يكفي أن يوافق الحريري على انتخاب عون، برغم أهمية هذه الموافقة، حتى يحصل على «الجائزة الكبرى». عليه أن يتفاهم مع «حزب الله» حول كيفية مقاربة الإشكاليات الداخلية والإقليمية، وأن يحاور الرئيس نبيه بري في شأن «أجندته»، وأن يناقش وليد جنبلاط في هواجسه، وقبل كل ذلك عليه أن يؤسس لأرضية مشتركة مع «شريكه» في الحكم ميشال عون وأن يتفاهم معه على كيفية تشكّل الحكومة ومقاربة الملفات الأساسية، مع العلم أن كلاماً تردد حول ورقة «إعلان نيات» جرى التداول بها خلال التواصل بين الوزير جبران باسيل ونادر الحريري، في الأسابيع الماضية.
وهناك من يعتقد أن قانون الانتخاب يجب أن يكون جزءاً أساسياً من «الصفقة» المفترضة التي ستظل ناقصة من دونه، خصوصاً أن البعض يعتبر أن هذا القانون يكاد يكون أهم من رئاستي الجمهورية والحكومة، لأن تركيبة السلطة المقبلة وطبيعة توازناتها تتوقفان عليه.
الحيطة والحذر
في مقابل المناخ الإيجابي الذي ساد مع انطلاق مشاورات الحريري، يدعو «المتحفظون» الى عدم الإفراط بالتفاؤل والمبالغة في التوقعات، لأن الأمتار الأخيرة هي الأهم في أي سباق، وربما تخون «اللياقة البدنية» المستعجلين.
ويشير هؤلاء الى أن الإيجابيات التي يجري الترويج لها لا تزال «هلامية»، وبالتالي لا يوجد بعد شيء ملموس وحسّي يمكن البناء عليه، ثم انه من المعروف أن الساحة اللبنانية متحركة بطبيعتها، ما يستدعي الحذر والتصرف على قاعدة كل «يوم بيومه».
ويرى «المتحفظون» أن الرئيس المقبل سيكون في نهاية المطاف جزءاً من السلة الشاملة، ومن العبث محاولة فصله عنها أو إخراجه منها.
العد العكسي
في هذه الأثناء، أكد مصدر بارز في 8 آذار لـ «السفير» أن الحريري حزم أمره لجهة دعم ترشيح عون، وأن العد العكسي لانتخاب الجنرال بدأ عملياً، لكن لا يجوز في الوقت ذاته التقليل من شأن شياطين التفاصيل التي قد تعطّل او تؤخر التسوية، لافتاً الانتباه الى أن طرد هذه الشياطين يتطلب مساحة زمنية إضافية، لكنها يُفترض ألا تتجاوز حدود موعد الجلسة الانتخابية المقبلة.
أما أوساط «التيار الحر» فابلغت «السفير» أن الرابية تتعامل بـ «نية حسنة» مع الإشارات الإيجابية المنبعثة من بيت الوسط، مشيرة الى أن التحضيرات مستمرة على خط آخر للتحرك الشعبي تحسباً لكل الاحتمالات.
ولفتت الأوساط الانتباه الى أن انتخاب عون ينبغي أن يتم خلال مدة قصيرة، إذا صدقت النيات، ملاحظة أن حركة الحريري تكتسب للمرة الأولة جدّية لم تكن مألوفة في السابق، وهي قد تؤدي الى نتائج ملموسة، مع التأكيد ان الأمور تبقى في خواتميها.
وشدّدت الأوساط على أن الحريري المرشّح لتولي السلطة الإجرائية هو الذي يجب أن يناقش بري في تفاصيل مرحلة ما بعد انتخاب عون، وليس الجنرال، موضحة أن اللقاء المرتقب بين بري والحريري سيكون مفصلياً.
ويُنقل عن عون قوله في هذا الاطار: الرئيس بري يعنيني وهو حرّيف في السياسة وأحد أرقامها الصعبة ولكن لست أنا من ينبغي أن يفاوضه..
النهار
الجلسة الـ45 للانتخاب اليوم: مكانك راوح
أبو فاعور “ذهب مختاراً وعاد محتاراً”
وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول “في الرابية موجة من التفاؤل المفرط لا تعكس واقع الحال. وعلى افتراض ان الرئيس سعد الحريري حسم موقفه في اتجاه العماد ميشال عون رئيساً، فان الرئاسة ليست شاناً حريرياً محضاً وإن كان لزعيم السنة في لبنان رأيه المرجح. الرئيس نبيه بري لا يزال مصراً على موقفه من “السلة المتكاملة”، والنائب وليد جنبلاط يرفض “ترئيس” العماد ميشال عون، ومثله مكونات أخرى سنية ومسيحية في طليعتها النائب سليمان فرنجية وحزب الكتائب وعدد من النواب المستقلين. وقد ابلغ جنبلاط الحريري هاتفياً انه لن يمضي معه في خياره الرئاسي. وأوفد الوزير وائل ابوفاعور الى الرياض لتلمس الموقف السعودي من امكان ذهاب الحريري في خيار عون. وغرد مساء عبر “تويتر” قائلاً: “يا لطيف تجعل البلاء خفيف”.
وقالت مراجع مواكبة إن أبو فاعور لم يحمل جديداً من زيارته للسعودية. ووصفت حاله بأنه “ذهب مختاراً وعاد محتاراً. ولم يقدم السعوديون جواباً شافياً عن الاستحقاق واسم الرئيس”.
أما الرئيس نجيب ميقاتي، فاعتبر “إن كل الكلام الحالي في شأن ملف رئاسة الجمهورية لم يصل الى المستوى الجدي ودونه عقبات”. وأضاف: “أن الاهم من انتخاب الرئيس هو التفاهم على رزمة أمور أولها قانون الانتخابات النيابية”.
وأفادت المراجع المواكبة أن لا شيء ملموساً في الاستحقاق الرئاسي ولا انتخاب للرئيس خارج السلة أي بنود طاولة الحوار. وإذا كانت ثمة اتصالات فهي لن تخرج عن إطار السلة.
الرابية وبنشعي
في الرابية، لم يأت اجتماع “تكتل التغيير والاصلاح” على ذكر التحركات في الشارع التي كان التيار حدد لها موعداً ابتداء من اليوم، أي بعد الجلسة الـ 45 للانتخاب التي لن تختلف عن سابقاتها، ويبدو ان قرار التحرك ارجئ في ضوء المعطيات التي يروج لها العونيون بان الجلسة الـ46 قبيل موعد 13 تشرين الأول ستكون الجلسة الحاسمة لانتخاب عون.
في المقابل، لم تكن أجواء بنشعي منزعجة من زيارة الرئيس الحريري، بل اعتبرتها تحريضاً على القيام بمبادرة أو دفعاً لمبادرة الحريري.
وقالت مصادر متابعة إن النائب فرنجية سيبدأ حركة اتصالات واسعة تشمل الرئيس بري والنائب جنبلاط وحزب الكتائب لتشكيل جبهة داعمة لترشيحه. واذا نجحت المساعي في هذا الاتجاه، فان الامور ستسلك طريقاً آخر يثبت ثنائية الترشيح ويحول دون الحسم لمصلحة أحد المرشحين. وتخوفت مصادر نيابية عبر “النهار” من ان تشكل المرحلة المقبلة فخاً لدفع التيار البرتقالي الى الشارع واغراقه فيه.
“حزب الله”
أما “حزب الله”، فأوضح مصدر فيه انه تلقف ايجاباً الاشارات الأخيرة وما وصله من معطيات جدية عن خيارات جديدة للحريري برزت دلالاتها في بيان كتلة “المستقبل” الذي لم يذكر دعم ترشيح النائب فرنجية وابقاء الكتلة اجتماعاتها مفتوحة لمزيد من المشاورات.
وقال لـ”النهار”: ننتظر لنرى ما يحمله الحريري من طروحات وما اذا كانت جدية هذه المرة لانه سبق لنا أن سمعنا طروحات أكثر من مرة ولم تترجم”. ولم يخف ان حركة زعيم “المستقبل” ولقاءاته التي بدأها مساء الاثنين لافتة، لكن “الامور بخواتيمها”.
كتلة “المستقبل”
وكان الرئيس الحريري رأس اجتماع كتلة “المستقبل” ظهر أمس. وتحدث في بداية الجلسة عن الملف الرئاسي العالق والذي يكلف البلد غالياً. وقال إنه التقى النائب فرنجية واخبره انه لا يزال مرشحه “ولكن عندك حلفاء غيري، خلّيهن يحطو إيدن يمكن نقدر نفتح كوة في جدار الازمة”. واذ تخوّف من اطالة أمد الأزمة السورية، شدد على ان لبنان لم يعد يحتمل في غياب الرئيس، وانه قام بمبادرات، ولا يزال مستعدا للقيام بالمزيد، وانه سيقوم بجولة على السياسيين تشمل الرئيس بري والنائب جنبلاط والدكتور (سمير) جعجع والرئيس (امين) الجميل والبطريرك الماروني، وربما العماد عون. وفي ضوء الجولات نعقد جلسات نتداول فيها كل الامور والافكار، لاننا في السياسة “مطرح ما نحنا، بس بدي حاول شيل البلد من ازمته. حزب الله لن يتبدل، وثمة خطورة في ما يتم خلقه تحت شعار تحالف الاقليات”.
ثم جرى نقاش سأله فيه اعضاء في الكتلة عن “غوغائية ميشال عون ومواجهتها، والخيارات البديلة، وعن جمهور المستقبل و14 آذار، وكيفية المواجهة اذا ما تراجعت حماسة الجماهير، وعن الموقف السعودي”، لكن معظم هذه الاسئلة بقيت من دون أجوبة الى حين تبلور نتائج اللقاءات والجولات.
الأخبار
الحريري يُبطل ترشيح فرنجية ويستكمل مهمته داخل المستقبل: انتخاب عون مسألة وقت
كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول “لم يأت الوزير وائل أبو فاعور بكلمة السر الرئاسية من المملكة العربية السعودية. ورغم ذلك، ما بات محسوماً حتى ليل أمس أن الرئيس سعد الحريري تخلى عن ترشيح النائب سليمان فرنجية، وأطلق مسار انتخاب الجنرال ميشال عون الذي بات وصوله إلى قصر بعبدا مسألة وقت لا أكثر.
الأزمات التي تعصف بتيار المستقبل وبرئيسه النائب سعد الحريري كفيلةٌ بجعله أكثر الأطراف سوداوية وفقداناً للأمل من بين اللاعبين السياسيين. لكن، للمفارقة، بات وجود رئيس الحكومة الأسبق في لبنان مُرتبطاً بالتفاؤل بقرب انفراج أزمة رئاسة الجمهورية.
منذ أن عاد الحريري يوم السبت الماضي من سفره، تأمل التيار الوطني الحر خيراً في أن يكون ذلك دليلاً على استدارة في الموقف السعودي من ترشيح عون. المؤشرات التي يستند إليها المتفائلون هي أنّ الحريري كان قد قال إنه لن يعود إلى لبنان من دون حلّ للرئاسة. أما المؤشر الثاني فهو انعقاد اجتماع كتلة نواب تيار المستقبل أمس، وإصدارها بياناً من دون الإشارة إلى التمسك بترشيح النائب سليمان فرنجية، مكتفياً بالدعوة إلى المشاركة في جلسة مجلس النواب اليوم المخصصة لانتخاب رئيس (لن تنعقد) وإبقاء اجتماعات الكتلة مفتوحة لعرض التطورات. «فرمل» العونيون تحركاتهم في الشارع، ولو أنهم لم يتوقفوا عن الإعداد لها. لم ينتج ذلك من فراغ، فالحريري «المُرهق» من أزماته، بات مُتيقناً من أنّ ترشيح فرنجية إلى الرئاسة سقط، وهو يُحاول أن يجد الطريقة الأمثل للتراجع قليلاً إلى الخلف والعودة إلى السير بخيار عون، شرط تذليل 3 عقبات: كتلته النيابية، موقف الرئيس بري، وموقف فرنجية.
من الخطوات التي قام بها الحريري أن أبلغ كلّاً من بري وجنبلاط، عبر وسطاء، أنّ المملكة العربية السعودية لا تُمانع أن يأخذ حليفها القرار الذي يراه مناسباً في ما خصّ رئاسة الجمهورية. بري وجنبلاط أشد المعترضين على انتخاب عون، لديهما أسبابهما التي تتعلّق أولاً وأخيراً بتقاسم النفوذ في السلطة. اتفق هذا الثنائي، بعد اتصالات بينهما، على إيفاد وزير الصحة وائل أبو فاعور إلى السعودية لمحاولة فهم حقيقة الموقف قبل أي لقاء مع الحريري. عاد أبو فاعور أمس إلى بيروت، فتناقلت المصادر روايتين لنتيجة زيارته؛ الأولى تشير إلى أنّ الوزير الاشتراكي فهم من السعوديين أنهم «مش ماشيين بعون». أما الرواية الثانية فتفيد بأنّ أبو فاعور لم يسمع اعتراضاً على انتخاب عون رئيساً، ولكنه «استنتج» أنهم لا يوافقون على ذلك. الكلام الذي نقله زوار بري عن أن أبو فاعور «راح مختار ورجع محتار»، يحسم الجدل لمصلحة الرواية الثانية. على الأثر أجّل بري اجتماعه مع الحريري إلى حين انتهاء التشاور مع جنبلاط. وقد اتصل بري، كما نقل عنه زواره، بالحريري «وهنّأه بسلامة العودة واتفقا على تحديد موعد لاحق». وأبلغه أنه إذا أراد انتخاب عون فليقم بذلك ولكن شرط أن لا يُطالبه أحد في المستقبل بالقيام بمعركة ضد الرابية. أما جنبلاط، فقد نصح الحريري بعدم الإقدام على خطوات رئاسية تُعاكس الرأي السعودي.
الاتصالات السياسية بشأن الموضوع نفسه استُكملت أمس. زوار بري يؤكدون أنه «لا جديد ولا استحقاق خارج السلّة، إذا ما كان من اتصالات جدية فهي حول السلّة». وأضاف بري لزواره: «ليس لدي أي معطى جديد يجعلني أغيّر موقفي». في المقابل، تحدثت أوساط قريبة من بري عن تلويحه بمقاطعة جلسة انتخاب الرئيس، وشرحت الأمر على النحو الآتي: «يلتزم بري الدعوة الى الجلسة كرئيس للمجلس، لكن نواب حركة أمل يقاطعون، ويترك للنواب المسيحيين في الكتلة وكذلك لنائب البعث قاسم هاشم حرية القرار». موقف بري قابله حزب الله على وجه الخصوص برفض تام. قال حزب الله إنه لا يشارك في جلسة يقاطعها بري. لكن الحزب لم يقف عند هذا الموقف المبدئي، بل بحث مع بري أن قرار المقاطعة سلبي للغاية وسيترك آثاره السلبية على المرحلة المقبلة، خصوصاً أن جنبلاط ليس حاسماً في مجاراته رئيس المجلس في موقف كهذا. الوسطاء فهموا الأمر بأنه ضغط إضافي على عون لتقديم تنازلات تجاه بري. وهي تنازلات تتناول بالشكل موقف عون من شرعية المجلس النيابي، وفي المضمون آلية إدارة الدولة لاحقاً.
التواصل مع عون أفضى الى تفاهم مبدئي، يقول إنه مستعد للتوجه صوب عين التينة، ليس للوقوف على خاطر رئيس المجلس، بل للتفاهم معه على أمور كثيرة، لا سيما أن عون مؤمن بوجود قواسم مشتركة مع رئيس المجلس. عون لا يعارض مبدأ السلة، خصوصاً لجهة إقرار قانون انتخابي جديد، وهو يريد السير بالقانون النسبي.
لكن ما هو عالق، يتصل بالموقف من طريقة تشكيل الحكومة المقبلة وإدارتها. وعون طمأن من يهمه الامر إلى أنه في حال وصل الى بعبدا، فذلك بوصفه رئيساً لكتلة نيابية وتيار سياسي، وليس كجنرال، وأن التهويل بأنه سيقود البلاد كأنه مجلس عسكري ليس وارداً على الإطلاق.
بالنسبة إلى فرنجية، يبدو أنه يدرس إمكانية إصدار بيان عن تيار المردة يؤكد مضيّه بالترشح لرئاسة الجمهورية بمعزل عن أي نقاش آخر، وإن كان هو أقرّ بأن الجديد في كلام الحريري معه تمثل في الإشارة الأخيرة، أي إن انسداد الأفق يفرض «مناقشة خيارات أخرى». وهنا يشدد فرنجية على أن الحريري لم ينطق باسم عون. ويقول مطلعون إن فرنجية سوف يكون في هذه الحالة أقرب إلى تفاهم مع بري وجنبلاط على تسمية مرشح آخر غير عون.
خلال العشاء في بنشعي، كان الحريري صريحاً بالقول إن المبادرة التي «أطلقناها تواجه صعوبات كبيرة ويجب البحث عن مخرج. أنا هنا اليوم وغداً عند الآخرين للبحث في إيجاد مخرج لأن البلد لم يعد يحتمل، والأوضاع تسوء يوماً بعد يوم وهناك خطر على الوضع الاقتصادي»، من دون أن يتحدث عن خيارات أخرى، فقط التركيز على الحاجة إلى إيجاد مخرج.
سأل فرنجية إذا كان الحريري يريد الخروج من المبادرة، فردّ بأنّه «أريد الحل، ولا يمكن الاستمرار على ما نحن عليه». جواب فرنجية كان بتأكيد استمرار ترشحه، قاطعاً الطريق على الحريري عبر التوجه إلى مسؤولي المردة الذين شاركوا في اللقاء بالقول: «غداً تخرجون إلى الاعلام وتشددون على استمرار ترشيحي». فرنجية تجنّب سؤال الحريري عن موقف السعودية وموقف كتلة المستقبل، والحريري لم يشر اليهما.
في ما خص الحريري، يبدو أن المقربين منه لا يقدرون على شرح حقيقة ما وصله من السعودية، بين قائل بأن الرياض تركت له أمر الاختيار، بما يخضع لتوافق اللبنانيين، وبين من يقول إن السعودية تركت له إدارة الملف، وكأنها تضعه أمام اختبار، على ضوئه تتخذ الرياض موقفها النهائي منه كحليف رئيسي في لبنان. الاتصالات داخل كتلة المستقبل أفضت إلى أن النواب «المسيحيين» سيدعمون أي قرار يتخذه الحريري، وكان النائب نبيل دو فريج آخر المترددين، قبل أن يحسم خياره. أما في ما خصّ بقية النواب، فثلاثة منهم يعارضون بقوة ترشيح عون، هم الرئيس فؤاد السنيورة والنائبان أحمد فتفت ومعين المرعبي. ويسود اعتقاد بأن فتفت سيتراجع تحت ضغط الحريري، بينما يتجه السنيورة والمرعبي الى المقاطعة.
وفي هذا السياق، باشرت النائب بهية الحريري التحرك لدعم موقف ابن شقيقها. وقال أحد المعنيين إن نائبة صيدا تتولى شرح الموقف لقيادات عديدة في «المستقبل» حول ضرورة السير في التسوية. وقال المصدر نفسه «إن أم نادر تستطيع قول ما لا يمكن أن يقوله سعد لأنصاره حول وضعه وحاجته الى التسوية على أكثر من صعيد».
اللواء
الحريري يوسّع مشاوراته بزيارات للخارج.. وكتلة المستقبل لا تستسيغ خيار عون
الرابية تحرِّض وتتوعّد وبري يمترس وراء «السلة» وأبو فاعور عاد «ببرودة سعودية»
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “لم تحمل الـ45، وهو رقم جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اليوم النائب ميشال عون إلى قصر بعبدا، ومع ذلك، لم يقطع الرجل الامل، من انه بات قاب قوسين أو أدنى من الرئاسة الأولى.
على هذا الأساس، خلا بيان تكتل «الاصلاح والتغيير»، بعد اجتماعه الأسبوعي، أمس، من الإشارة إلى موضوع الرئاسة، أو حتى الضغط في الشارع، وتضمنت الفقرة الأخيرة من البيان تقديم طمأنة «الى كل من يريد هذا الوطن موطناً للشراكة الوطنية والميثاقية وبناء الدولة».
هذه الطمأنة جاءت على لسان رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل الذي اضاف: «كنا وسنكون مدافعين عنه كدفاعنا عن انفسنا»، لكنه استدرك «الوفاق الذي نشهد محاولات لاحقاقه قد يتعرّض للتخريب»، مؤكداً «اننا سنتصدى له (أي لتعطيل الشراكة) بكل ما أوتينا من قوة حتى الشهادة».
وإذا كان هذا الموقف واضحاً لجهة توزيع انشغال الرابية بالمشهد الوفاقي الذي اشارت إليه، بين تفاؤل يقترب من الارتياح وخشية تقترب من القلق، فإن ما يربك الرابية، وفقاً لأحد زوارها، الموقف الذي لا يزال الرئيس نبيه برّي يتمترس وراءه بعنوان «السلة أولاً».
ولا تنظر الرابية بارتياح إلى متراس رئيس المجلس هذا، الذي يجمع بدوره معطيات ليبنى على الشيء مقتضاه عندما يُحدّد موعد جلسة انتخاب الرئيس المقبلة.
وتتصرف عين التينة على أساس ان ترشيح النائب سليمان فرنجية لم يسقط بعد، ولا مؤشر ملموس عن عدم استمرار رئيس تيّار «المردة» مرشحاً، فضلاً عن ان النقاشات لم تحسم بعد داخل تيّار «المستقبل» وكوادره وكتلته النيابية.
وتتجنب مصادر عين التينة الخوض في ما يدور مع قيادة «حزب الله» الذي لن يُشارك نوابه في جلسة الانتخاب اليوم، لكن كبار مسؤوليه لا يتورعون عن الدعوة لانتخاب النائب ميشال عون، الذي ألغى اطلالته التلفزيونية مساء أمس منعاً للتشويش على أجواء التفاؤل، وبناء على نصيحة من الوزير باسيل نفسه.
مشاورات الحريري
اما في «بيت الوسط»، حيث اطلع الرئيس سعد الحريري على مدى ساعة ونصف أعضاء كتلته على تصوره للمرحلة الراهنة لمقاربة الملفات الوطنية، والتي تضمنت أيضاً بدء مشاورات مع كل الفرقاء السياسيين لتفعيل العمل بهدف تسريع انتخاب رئيس الجمهورية، على ان تبقى اجتماعات الكتلة مفتوحة، فقد علمت «اللواء» ان مشاورات الرئيس الحريري لن تقتصر على مشاورات محلية، بل ستشمل عواصم إقليمية ودولية، فهو سيزور تركيا وروسيا، الأمر الذي يعني ان لا خطوات سريعة على صعيد هذا الملف، مع ان الهدف الحقيقي من وراء هذه المشاورات إنهاء الشغور الرئاسي الذي بات يحمل مخاطر جدية على البنية السياسية والاجتماعية والاقتصادية ويهدد بانهيار البلد، وبالتالي، فإن مبادرته الحالية تهدف إلى تدارك هذا الوضع الخطير المحدق بالبلاد.
وعلى هذا الصعيد، توقفت مصادر سياسية واسعة الاطلاع عند الأجواء المحيطة بتحرك الرئيس الحريري ورغبة الأطراف على اختلافها، لا سيما «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» بتحميله مآل الأمور الرئاسية واتهامه «بالعناد».
وحذرت هذه المصادر من هذا المنحى في التعاطي معفية نفسها من تقطيع الوقت وتمرير الأشهر والسنتين الماضيتين من دون إنهاء الشغور الرئاسي.
وأعادت هذه المصادر إلى الذاكرة، كيف ان مبادرات الحريري اسقطها حلف حزب الله – عون تباعاً من دون أي تفسير أو تعليل أو حتى حرج، فعندما تقدّم الرئيس الحريري بمبادرة جريئة قضت بترشيح النائب فرنجية وسحب ترشيح الدكتور سمير جعجع، لاقت الخطوة ردود فعل سلبية في القواعد الحريرية، ومع ذلك لم تحدث هذه الخطوة إنهاء الشغور الرئاسي، بل أخذت من رصيد الرجل وعرضت زعامته لبعض التصدع (انتخابات طرابلس مثلاً).
وبناءً على هذه السابقة وغيرها من السوابق السياسية لم تخف هذه المصادر خوفاً جدياً من ان يكون مصير انعطافة الرئيس الحريري نحو تأييد انتخاب النائب عون شبيهاً بمصائر المبادرات الماضية، وأن تؤدي إلى اضطراب داخل جمهوره وجسمه السياسي وبيئته، من دون التوصّل إلى الخاتمة السعيدة لانتخاب رئيس.
ولا تسقط هذه المصادر من حسابها التداعيات السلبية لمثل هذا التحوّل، ان على صعيد زعامة الحريري أو قيادته الوطنية على مدى عقد ونيف منذ اغتيال والده الشهيد رفيق الحريري، أو على صعيد الاعتدال الذي تمثله زعامته على المستويين الوطني والقومي.
وفي هذا الإطار، تساءل نائب في 14 آذار، رداً على سؤال لـ«اللواء»: «هل ثمة إمكانية للتوصل إلى تسوية رئاسية في لبنان على أساس تسوية أو تمهد للتسوية، في ظل الاشتعال العسكري في المنطقة، والعلاقات بين الدول الإقليمية الفاعلة البالغة التعقيد والمستعصية على المعالجة، قبل حسم الوضع في كل من سوريا والعراق واليمن والبحرين، حيث يتوزع نفوذ كل من المملكة العربية السعودية وإيران».
وأضاف هذا النائب: «هل أفرجت إيران عن الورقة اللبنانية وسمحت لحزب الله بتسهيل انتخاب الرئيس؟ أم أن «حزب الله» ومحوره يناوران في الوقت المستقطع، حيث أن لا قرار إقليمياً ولا دولياً على هذا الصعيد، وإن كان الاستقرار السياسي والأمني يعتبر بمثابة الخط الأحمر لحسابات ذات صلة بالحرب السورية».
زيارة أبو فاعور
في هذا الوقت، وفي موازاة المشاورات اللبنانية الداخلية، انصبّ الاهتمام على ما سمعه وزير الصحة وائل أبو فاعور من القيادة السعودية والذي نقله إلى كل من الرئيسين برّي وتمام سلام وفحواه: إن المملكة العربية السعودية التي تقف إلى جانب لبنان، وهي على مسافة واحدة من جميع طوائفه وتياراته السياسية لن تتدخّل في الشؤون الداخلية اللبنانية.
ولمست شخصية لبنانية أن الموقف السعودي ثابت لهذه الجهة لكنه يتسم بالبرودة، الأمر الذي فسّر بأنه دلالة على أن المملكة لا تغطي أي خيار، وبالتالي غير معنية بما يترتب عليه من نتائج، في إشارة إلى احتمال تبنّي ترشيح النائب عون.
كتلة «المستقبل»
وبحسب معلومات «اللواء» فإن اجتماع كتلة «المستقبل» الذي لم يستغرق أكثر من ساعة ونصف الساعة، انتهى إلى شبه إجماع على رفض خيار تأييد ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية، ولكن من دون أن يكرّس ذلك بقرار، على اعتبار أن قرار الكتلة التي أبقت اجتماعاتها مفتوحة، سيكون بعد انتهاء المشاورات التي سيجريها الرئيس سعد الحريري مع كل الفرقاء السياسيين.
ومع أن الرئيس الحريري الذي ترأس إجتماع الكتلة، وفق ما أشارت «اللواء» أمس، لم يسحب دعمه لترشيح النائب فرنجية، إلا أنه لفت نظر نواب الكتلة إلى المأزق الذي تواجهه البلاد، وهو استمرار الشغور في رئاسة الجمهورية، مما يرتب على ذلك من أحوال وظروف بالغة الخطورة على مختلف المستويات الوطنية والأمنية والاقتصادية والمعيشية، فضلاً عن شلّ عمل المؤسسات الدستورية، موضحاً بأنه يعتزم إجراء مشاورات مع كل الأفرقاء السياسيين لتفعيل العمل بهدف تسريع انتخاب رئيس للجمهورية وإنهاء الفراغ الرئاسي، قبل أن تصل البلاد إلى حالة الفراغ الشامل.
وأعاد الرئيس الحريري تذكير النواب بالفرضيات الثلاث التي سبق أن عرضها في آخر إجتماع للكتلة برئاسته في 8 حزيران الماضي، وهي:
– البقاء على الوضع الحالي، بما في ذلك الاستمرار في ترشيح النائب فرنجية.
– أو قلب الطاولة والخروج من الحكومة ومن الحوار الثنائي مع «حزب الله».
– أو البحث عن مخارج جديدة، بما يشمل تأييد ترشيح عون، مشيراً إلى أنه شخصياً لا يحبّذ تصوراً مسبقاً أو خياراً، باستثناء خيار إنقاذ البلد والبحث عن مخرج للمأزق الرئاسي، لافتاً إلى أن كل الخيارات مطروحة، وهذا الأمر مرتبط بالمشاورات التي سيجريها مع كل الأطراف.
وكشف مصدر نيابي شارك في الاجتماع، بأن كل الأمور مطروحة على الطاولة، وأن النقاش الذي شارك فيه كل النواب الحاضرين والذين لم يغب منهم أحد، باستثناء النائبين باسم الشاب ومحمّد قباني المسافرين في لندن، لامس كل الأوضاع التي يعانيها التيار، بما في ذلك حالة القلق لدى بيئة «المستقبل»، وحالة الصراع الإقليمي في المنطقة، إلى حدّ دفع أحد النواب إلى القول بأنه سيقطع أصابعه ولا يُسقط ورقة عون في صندوق الاقتراع، في حين وصف نائب آخر خيار ترشيح عون بأنه «إنتحار بالديمول».
وانتهى النقاش إلى شبه إجماع على رفض خيار عون، والذي كان بحسب أحد النواب خيار من بين ألف خيار. ولوحظ أن بيان الكتلة الذي صدر بعد الاجتماع، لم يُشر إلى تمسكها بترشيح فرنجية، كما حصل في الاجتماع السابق، إلا أنه جدّد تحميل «حزب الله» مسؤولية استمرار الفراغ، ودعوة الكتل النيابية كافة إلى النزول إلى مجلس النواب اليوم لإنهاء أزمة رئاسة الجمهورية، آملاً أن تعيد القيادات النظر بسياساتها والمواقف السلبية والإقبال على انتخاب الرئيس.
لا جلسة للحكومة
من جهة ثانية، إستبعدت مصادر وزارية لـ«اللواء» إنعقاد جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع أو حتى في الاسابيع القليلة المقبلة، وتوقعت أن لا يدعو الرئيس تمام سلام الى جلسة قبل 13 تشرين الاول المقبل، ولكنها في المقابل شددت على أهمية إستمرار الحكومة بعملها لأنها ضرورة لا غنى عنها في ظل الفراغ الرئاسي من أجل تسيير شؤون الناس والبلاد، ولكي لا ترضخ الحكومة لاي أبتزاز سياسي بعد كلام التهديد والوعيد الذي يطلقه «التيار الوطني الحر»، وأخذه البلد رهينة ما يسمى الميثاقية.
ورأت المصادر أن حكمة الرئيس سلام بعدم الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء ستنقذ الحكومة من إستدراجها الى مزيد من المواجهة مع «تكتل الاصلاح والتغيير»، وشرحت المصادر ذلك قائلة «أنه في حال دعا رئيس الحكومة لجلسة فأنه حكما سيتم خلالها طرح موضوع قيادة الجيش ورئاسة الاركان وعندها سيضطر نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل لعرض ثلاثة أسماء على المجلس للاختيار بينها، ولأن الامور غير مهيأة حاليا لتعيين بديل عن قائد الجيش العماد جان قهوجي، خصوصا أن هناك عدداً من الوزراء يرفض تعيين قائد للمؤسسة العسكرية قبل إنتخاب رئيس للجمهورية و لأن الفراغ في قيادة الجيش أمر ممنوع في الوقت الراهن مع التطورات الامنية الحاصلة فأنه لا بد من إتخاذ القرار بتأجيل تسريح العماد قهوجي مما سيدفع بالتيار الوطني الحر لمزيد من التصعيد وسيتم التصويب حينها وبشكل مباشر على الحكومة وعدم ميثاقية الجلسة، ولكن في حال لم يعقد المجلس جلسة له فأنه من الطبيعي ان يمارس الوزير مقبل صلاحياته القانونية والدستورية عبر إتخاذه القرار بتأجيل التسريح فعندها يمر تأجيل التسريح بشكل طبيعي،» لذلك ترى المصادر انه ليس من مصلحة أحد عقد أي جلسة قبل تأجيل تسريح قهوجي، الامر الذي سيتم بقرار وزاري قبل نهاية الشهر الحالي.
البناء
شدّ حبال وعضّ أصابع من حلب إلى نيويوك… والحرب لم تتوقف والتفاهم لم يمُت
الحريري يمهّد مع فرنجية والسنيورة ويخاطب كتلته: الأمر لي في الرئاسة
مفاوضات متعددة تحت عيون الرياض وواشنطن… والعونيون يؤجّلون الشارع
صحيفة البناء كتبت تقول “الضوء الأميركي والسعودي الأصفر للحركة التي بدأها الرئيس سعد الحريري في الشأن الرئاسي، يشبه الضوء الأصفر أمام التفاهم الروسي الأميركي. ومثلما ستكون مفاوضات الحريري الرئاسية تحت العين الأميركية والسعودية، تتابع واشنطن والرياض معارك حلب عن كثب، وبحصيلة المراقبة هنا أو هناك سيظهر الضوء الأخضر أو الضوء الأحمر، وفقاً لمصادر سياسية معنية بالشأنين المتصلين بالمعارك الدائرة في سورية من جهة، وبالاستحقاق الرئاسي في لبنان، الذي لا يمكن فصل تعامل واشنطن معه من موقع التأثير على حلفائها باعتباره خط تماس مفتوحاً للتفاوض والاشتباك مع حزب الله، المعني بالاستحقاق وصاحب كلمة فصل فيه، ومشروع واضح له، والطرف المباشر المعني بملفين يقعان في الأولوية الأميركية، أمن «إسرائيل» ومستقبل سورية.
تنفتح ساحة حلب على التجاذب بالنار، مقابل تحضير منصة التفاوض اللبنانية، التي أمسك الحريري بضفته فيها، ممهّداً بنجاح مع كلّ من النائب سليمان فرنجية كشريك في الخيار الرئاسي وخيار الانفتاح على حزب الله، والرئيس فؤاد السنيورة صاحب القدرة على التأثير والتعطيل، والعين القادرة على مراقبة التفاوض، ووضع الحسابات وتقدير الموقف على طاولة الرياض وواشنطن بالتتابع، وانتقل الحريري إلى كتلته شارحاً ما قام به منذ بدأ البحث بالخيارات الرئاسية والتعقيدات الداخلية والإقليمية والدولية المحيطة به، طالباً صمتاً نيابياً ووزارياً تجاه هذا الملف من الآن، وحتى تنجلي المشاورات التي سيبدأها اليوم مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ويستكملها مع النائب وليد جنبلاط، والعماد ميشال عون، للبحث في فرص ترشيح العماد عون للرئاسة مخرجاً مناسباً للجميع ضمن مفهوم السلة التي تتضمّن طمأنة كلّ فريق حول القضايا والشؤون التي يعتبرها عناوين أساسية يترافق بتها ولو دون إعلان مع التفاهم على الشأن الرئاسي.
الضوء الأخضر في حلب للعودة إلى التفاهم من نيويورك تطلقه تطورات ميدانية متسارعة يخشى السعوديون والأميركيون وقوعها بنجاح الجيش السوري بإحداث اختراقات واسعة في أحياء حلب الشرقية، وسط الإعلان عن تزويد الجماعات المسلحة بصواريخ مضادّة للطائرات، قالت مصادر إعلامية روسية إنّ ظهورها في المعارك سيعني نعي التفاهم الروسي الأميركي، لأنّ التفاهم قائم مع واشنطن على اعتبار هذا التطور بمثابة قرار أميركي بالانسحاب من التعاون في ساحات عديدة ومجالات مختلفة، والانتقال إلى لغة المواجهة.
شدّ الحبال والتجاذب الحارّ في ميادين حلب يشبه الاستعدادات السياسية في بيروت، وأحدهما يكمل الآخر، والتهاون مع تقديم الحريري لعروض في لبنان قد يقابله السعي للحصول على تسهيل في سورية في تخفيض درجة التوتر العسكري، أو الطلب غير المباشر من حزب الله لتأجيل عمل ما إفساحاً في المجال للمفاوضات هنا وهناك، وفقاً لما رأته مصادر متابعة للملفين.
بانتظار التطورات المتسارعة في الملفين، وبانتظار الضوء الأخضر الذي لم يحصل عليه كلّ من وزير الخارجية الأميركي جون كيري والرئيس سعد الحريري للسير بالتفاهمات، محاولات يائسة لتوفير مقومات صمود للجماعات المسلحة في حلب لا تكسر الجرة الأميركية مع موسكو من حلب، لكنها توفر فرص إشعال الضوء الأحمر للمسارين.
بالانتظار اتجه التيار الوطني الحر إلى تأجيل نزوله إلى الشارع المقرّر اليوم، لأنّ ثمة فرص توافق يجب منحها الوقت قبل أيّ لجوء للتصعيد تتّسع له الأيام المقبلة إذا لم تحمل المحادثات جديداً.
خطوط التواصل بين الحريري وعون مفتوحة
لم تنضج الطبخة الرئاسية بعد، والأنظار تتجه الى الموعد الجديد الذي سيحدده الرئيس نبيه بري اليوم للجلسة السادسة والاربعين لانتخاب رئيس فهل تكون ثابتة أم انها ستكون على غرار الجلسات السابقة؟ حسم الرئيس سعد الحريري كشخص خياراته، يحاول وفق المقربين منه ان يذلل العقد، لكنه يحتاج الى مزيد من الوقت ليسوّق تبني ترشيح الجنرال عون على المستوى الداخلي وعلى مستوى الوزير سليمان فرنجية لإقناعه وإخراجه بأقل الخسائر الممكنة، وعلى مستوى الرئيس فؤاد السنيورة. وهذا الامر هو الأخطر، لأن الحريري يخشى أن يتداعى وضع التيار الداخلي. اقترب الحريري خطوة إلى الأمام، لكنه يحتاج الى جولة المشاورات ليأخذ المزيد من الوقت، ولكي لا يدفع التيار الوطني الحر الأمور باتجاه التصعيد السلبي يعقد المسائل، واللافت تأكيده للمعنيين بالملف الرئاسي أن خطوط التواصل بينه وبين الرابية مفتوحة، لذلك فإن عمله سينصبّ في الساعات المقبلة على الطلب من التيار الوطني الحر تأجيل تحركه وإعطاءه مهلاً جديدة، وألا يخرج منكسراً على مستوى فرنجية بعد أن بنى علاقة ثقة معه.
وفيما تترقب الساحة الداخلية لقاء الحريري بالرئيس نبيه بري المرجح اليوم، ثم زيارته رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في كليمنصو، واجتماعه برئيس تكتل التغيير والاصلاح في الرابية قريباً، ترأس رئيس تيار المستقبل اجتماعاً مفصلياً لكتلته، بحضور الرئيس فؤاد السنيورة ووزير الداخلية نهاد المشنوق، للبحث في مسار جديد لانهاء الفراغ الرئاسي. وكان لافتاً خلو البيان الذي تلاه النائب عمار حوري من عبارة «التمسك أو الاستمرار في ترشيح الوزير فرنجية»، بعدما دأب على تكرار دعم ترشيح رئيس تيار المرده عقب كل اجتماع. وأشار حوري الى أن الرئيس الحريري بدأ مشاورات لتسريع انتخاب رئيس للجمهورية، ونؤكد تمسكنا بالثوابت القائمة على احترام الطائف والدستور. وكرر التأكيد على أن انتخاب رئيس للجمهورية هو المدخل الصحيح لحل أغلب المشكلات التي تعصف بلبنان في هذه المرحلة الخطيرة.
لقاء قريب بين الحريري وعون
وأكدت مصادر نيابية في تيار المستقبل لـ «البناء» ثقتها بخيارات الرئيس الحريري وقراراته التي يدرسها بهدوء وروية، مشيرة إلى «ان الكتلة لم تصدر يوماً بياناً يشير الى رفض انتخاب الجنرال عون رئيساً، فالتصريحات التي كانت تصدر ولا تزال هي تصريحات فردية وشخصية تعبر عن صاحبها». ولفتت المصادر الى «مشاورات سيجريها الحريري مع المكوّنات السياسية الاساسية لمعالجة الشغور الرئاسي، من دون أن تستبعد عقد لقاء قريب بين الرئيس الحريري و العماد ميشال عون فلا شيء يمنع ذلك. واعتبرت المصادر أن «تواصل الحريري مع حزب الله سيكون عبر الحوار الثنائي الذي سيستكمل البحث في الملف الرئاسي الذي كان مدار بحث ونقاش بين للمجتمعين». وأشارت إلى «أن خلاصة هذه المشاورات سيحملها الحريري الى اجتماع للكتلة ليُبنى على الشيء مقتضاه، لافتة الى ان المشاورات متعلقة بكل الوضع السياسي المحيط برئاسة الجمهورية».
لا شارع برتقالي اليوم
يستعدّ التيار الوطني الحر لكل الاحتمالات، يدرس خطواته بدقة للاسبوع المقبل، ويتعامل بحذر مع المفاوضات الجارية. صحيح أن رئيس تكتل التغيير والاصلاح لم يطل عبر «أو تي في» أمس، لأنه يريد ان يعطي الاتصالات فرصة تشجيعية، لكنه في الوقت نفسه لن يتخلى عن ورقة الشارع، فهو أبلغ حلفاءه أن تحركه جدي.
وفيما أشارت مصادر في التيار الوطني الحر لـ «البناء» إلى «أن التيار الوطني الحر لن ينزل الى الشارع اليوم، لكن العونيين حاضرون وجاهزون للتحرك في اي وقت وينتظرون القرار». تخوّفت مصادر نيابية في تكتل التغيير والإصلاح في حديث لـ «البناء» من «عملية يقوم بها الرئيس الحريري لاحتواء الشارع العوني وتنفيسه بذريعة أنه لا يجوز أن تقابل أجواء الحريري الإيجابية بجوّ مشحون في الشارع»، معربة عن قلقها «أن تعود الأمور إلى مجاريها بعد 13 تشرين»، لا سيما أن «الأجواء لم تنضج بعد، آملة ان تكون نيات الحريري صادقة وينهي مشاوراته لإنهاء الفراغ بانتخاب العماد عون».
وأكد وزير الخارجية جبران باسيل وجود محاولات لإحقاق الوفاق، منبهاً كل من يسعى الى تخريب البلد وتعطيل الشراكة قائلاً «سنتصدى له بكل ما نملك من قوة حتى الشهادة.» وكشف باسيل بعد اجتماع تكتل التغيير والإصلاح أننا عندما ندافع عن الميثاقية، ندافع عن الكل ولا نقبل بالمساس بحقوق المسيحيين أو المسلمين. نحن في خط الدفاع الأول عن كل لبناني يستهدف من الداخل أو من الخارج، من قبل الإرهاب أو من قبل اسرائيل، من دولة قريبة أو من دولة بعيدة».
مرحلة معالجة التداعيات
ووضعت مصادر مطلعة لـ «البناء» «البيانات التي صدرت اليوم وأمس عقب اجتماع الحريري – فرنجية من جهة وعقب اجتماع كل من كتلة المستقبل والتيار الوطني الحر، في خانة أمر ما يحدث من خارج السياق المألوف والرتابة، مشيرة الى ان «هذا الحراك له علاقة بمرشح وحيد الجنرال ميشال عون». واعتبرت المصادر «أن الحريري يقترب من الخيار الصعب، وقطع شوطاً حقيقياً باتجاهه». وقالت المصادر: «نحن في مرحلة معالجة التداعيات، الوقائع المباشرة لا تزال غير منظورة، فهناك سلة متكاملة تتعلق بتشكل الحكومة وقانون الانتخاب لا تقلّ أهمية عن الرئاسة وإن كان هناك تغيير في اللهجات».
التفاهمات تعبد طريق الرئاسة
وتؤكد مصادر عين التينة لـ «البناء» أن الظروف لم تنضج بعد ولا حلّ للأزمة الا بالتوافق على سلة متكاملة»، مشيرة إلى «أن الرئيس نبيه بري لا يضع فيتو على انتخاب العماد ميشال عون أو أي مرشح آخر، ما يهمه إنجاز الاستحقاق الدستوري والاتفاق على سلة من التفاهمات اللبنانية اللبنانية التي تعبد طريق الرئاسة وتفتح المجال أمام الرئيس العتيد للانطلاق بعهد رئاسي دون عقبات». ورداً على سؤال عن نقاط التباين بين الرئيس بري والعماد عون في ما يتعلق بالسلة المتكاملة، تجيب المصادر «عند الامتحان يُكرَم المرء أو يهان».
تأجيل تسريح قهوجي ليل غد
حكومياً، ينتظر الرئيس تمام سلام المشاورات قبل الدعوة لجلسة مجلس الوزراء. وأجرى سلام امس، لقاءات مع وزيري الصحة وائل ابو فاعور والدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دوفريج، بحثت في العقبات التي تقف أمام الدعوة للجلسة ، فيما ينتظر ان يصدر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل قبل منتصف ليل غد الخميس قراراً بتأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي، فيما لا يزال استدعاء رئيس الأركان وليد سلمان من الاحتياط بعد تسريحه غير محسوم.
المصدر: صحف