هل ميلادُ الحكومةِ قبلَ عيدِ الميلاد ؟ الجواب: إن صدقت نَبوءةُ رئيسِها المكلف سعد الحريري، الذي خرجَ من لقائه رئيسَ الجمهوريةِ العماد ميشال عون بعدَ ساعةٍ وربعِ الساعةِ، متحدثاً عن جِديةً أكثر من كلِّ اللقاءات، ضارباً مواعيدَ لزياراتٍ متتاليةٍ الى قصر بعبدا ابتداءً من الغد حتى اتمام الصيغة الحكومية، وابقاها مجهولةَ التوقيتِ لاسبابٍ امنية.
فهل من اسبابٍ سَهَّلت المهمةَ الى هذا الحد؟ وهل يعرفُ الرئيسُ المكلفُ انَ عيدَ الميلادِ هو يومُ الجمعةِ المقبل، اي اِنَ المهلةَ التي اَعطاها لنفسِه هي يومانِ فقط ؟
على ايجابيةِ الرئيس الحريري سيَبني اللبنانيون، وسينتظرونَ سلسلةَ اللقاءاتِ التي اعلنَ عنها حتى اتمامِ الصيغةِ الحكومية، وهو العارفُ انَ الواقعَ اللبنانيَ لا يَحتملُ مواعيدَ عرقوب، فالعقاربُ الخارجيةُ وادواتُها الداخليةُ قد استفحَلت بتسميمِ بنيتِه الماليةِ والاقتصاديةِ والاجتماعية، وما الحكومةُ الموعودةُ الا خطوةٌ في مشوارِ الالفِ الميل للعلاج، لكنها مؤشرٌ على المضيِّ في الاتجاهِ الصحيح .
مالياً لم يجد اللبنانيونَ من يُصَحِّي حاكمَ المصرفِ المركزي من انكارِه للواقعِ المالي والاقتصادي، فبقيَ متنقلاً على الشاشاتِ غاسلاً يديهِ من ايِّ تبِعةٍ لتضييعِ اموالِ اللبنانيينَ وودائعِهم، معتبراً في اخطرِ كلامٍ له انَّ تغطيةَ الاستيرادِ في السنواتِ الثلاثِ الاخيرة – والتي بلغت ستةً وخمسينَ مليارَ دولار – تمت من اموالِ المصارف – اي من اموالِ المودعين ..
في فلسطينَ المحتلةِ حيثُ ارصدةُ اهلِها المقاومينَ غيرُ قابلةٍ للسرقةِ او التضييع، اَودَعَ الفتى محمود كميل رسالتَه الناريةَ في صدرِ الاحتلال، حَطَّ في بابِ حِطةَ في القدسِ المحتلةِ فدائياً قادماً من الضفةِ الغربية، ثُمَّ استشهادياً مُخترقاً كلَّ اجراءاتِ العدوِ الامنية، فاصابَ برصاصاتِه القاتلةَ جندياً صهيونياً، وكلَّ اوهامِ التطبيعِ العربيِّ معَ الصهاينةِ المحتلين ..
المصدر: قناة المنار