أثنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية وأكدت “الفعالية الكبيرة” للقاح فيروس كورونا المستجد، الذي طورته شركة “مودرنا”، في خطوة تمهد لطرح لقاح آخر في السوق المحلي والعالمي، لمكافحة الجائحة.
في الدراسة الموسعة التي أجرتها الشركة حول اللقاح وشملت 30 ألف متطوع، وجدت “مودرنا” أن بعض الأشخاص الذين بدأوا الاختبارات وهم لا يحملون الفيروس، أصيبوا بعدوى ضعيفة (عديمة الأعراض) بعد تناولهم الجرعة الأولى وقبل تلقي الثانية.
وذلك وفقا لوثيقة حول لقاح “مودرنا” نشرتها إدارة الغذاء والدواء الأميركية بالتعاون مع الشركة. ولم يتضمن المستند النتائج بعد الجرعة الثانية، حسبما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”.
قال ستيفان بانسل، الرئيس التنفيذي للشركة، إن بيانات “مودرنا” الجديدة التي تظهر انخفاضا في حالات العدوى (دون أعراض) بعد الجرعة الأولى تعني أنه من الممكن “إبطاء انتشار الفيروس في المجتمع من خلال التطعيم، بالإضافة إلى حماية الناس من الإصابات الحادة”.
في أول تحليل عام للدراسة المحورية، قالت الشركة إن 196 شخصا في التجربة التي ضمت عانوا من الأعراض، منهم 185 شخصا تلقوا علاجا وهميا، مقابل 11 شخصا فقط على حصلوا على اللقاح الحقيقي لـ”مودرنا”.
وجد تحليل إدارة الغذاء والدواء الأميركية أن لقاح “مودرنا” يبدو أكثر فاعلية إلى حد ما لدى الأشخاص الأصغر سنا منه لدى كبار السن. كانت فعالية اللقاح 95.6% بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عاما، و86.4% بين أولئك الذين يبلغون 65 عاما فأكثر.
درست “مودرنا” لقاحها على الأشخاص الذين يبلغون من العمر 18 عاما أو أكثر، وتسعى للحصول على ترخيص لاستخدامه في تلك الفئة من السكان. سمحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية باستخدام لقاح شركة “فايزر” مع الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 16 عاما أو أكثر لأن دراستها (الشركة) شملت تلك الفئة العمرية.
لم تجد إدارة الغذاء والدواء أي مخاوف محددة تتعلق بالسلامة من شأنها أن تحول دون ترخيصها للقاح. وكانت الآثار الجانبية الأكثر شيوعا هي ألم في موقع الحقن، والإجهاد، والصداع، والقشعريرة. كانت الآثار شديدة الضرر نادرة، لكنها ظهورها يرجح أن يكون الجرعة الثانية وليس الأولى.
بالنسبة لبعض الناس، يمكن أن تكون هذه الآثار الجانبية كبيرة، فعلى سبيل المثال، كان لدى نحو 9.1% من متلقي اللقاح تفاعلات في موقع الحقن تم تصنيفها على أنها من “الدرجة 3″، والتي تعرفها إدارة الغذاء والدواء بأنها شديدة أو كبيرة من الناحية الطبية، ومع ذلك فهي لا تهدد الحياة على الفور. بالمقارنة، كان أقل من 1% من متلقي العلاج الوهمي لديهم تفاعلات مماثلة.
نحو 16.5% من متلقي اللقاح كان لديهم تفاعلات دوائية نظامية، مثل الحمى والتعب، مع شدة لا تقل عن “الدرجة 3″، مقابل 3.7% بين متلقي الدواء الوهمي. كان الإجهاد الشديد أكثر شيوعا بعد الجرعة الثانية منه بعد الجرعة الأولى.
وجدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أيضا معدلا أعلى لحدوث حساسية مفرطة بين متلقي اللقاح من أولئك الذين تلقوا العلاج الوهمي. لكنها قالت إنه لم تكن هناك تفاعلات تأقية أو فرط حساسية شديدة ترتبط ارتباطًا وثيقا باللقاح في الدراسة.
في المملكة المتحدة، كان لدى اثنين من العاملين في مجال الرعاية الصحية ردود فعل تحسسية شديدة تجاه لقاح “فايزر/ بيو إن تك”، مما دفع المنظمين هناك إلى التحذير من تطعيم للأشخاص الذين لديهم تاريخ من ردود الفعل التحسسية.
قالت إدارة الغذاء والدواء الأميركية إنها ستوصي بمراقبة الأشخاص الذين تم تطعيمهم بحثا عن حالة تسمى شلل بيل (شلل الوجه النصفي)، والتي تضعف عضلات الوجه، لأن 3 متلقين للقاح في دراسة “مودرنا” تعرضوا لها. تم الإبلاغ عن هذه الحالة أيضا في عدد صغير من متلقي لقاح “فايزر”.
تتوقع “مودرنا” أن يكون لديها 20 مليون جرعة متاحة للولايات المتحدة لشحنها بحلول نهاية العام الجاري، وهو ما يكفي لتطعيم 10 ملايين شخص بنظام الجرعتين، كما تتوقع إنتاج ما بين 500 مليون ومليار جرعة في عام 2021 للاستخدام العالمي.
تعمل الشركة مع المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية التابع للمعاهد الوطنية للصحة في أميركا. التزمت حكومة الولايات المتحدة بإتاحة ما يقرب من مليار دولار لأبحاث اللقاحات وغيرها من الاستعدادات الخاصة بالشركة، ووافقت على دفع 3.1 مليار دولار لشراء 200 مليون جرعة.
المصدر: وكالات