تتسارع الأدلة على تغير المناخ، من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى مستويات قياسية ومرورا بذوبان الجليد في القطب الشمالي وصولا إلى حرائق الغابات والأعاصير والفيضانات، ومعه يتزايد الضغط الاستثماري على الشركات.
في الأسبوع الماضي، تم استهداف عملاق النفط الأمريكي “إكسون موبيل” المستثمرين النشطاء، بالإضافة إلى وكذلك شركو “كالستارز”، وهي بمثابة أحد أكبر صناديق المعاشات التقاعدية في البلاد، حسبما أفادت شبكة “سي إن بي سي”.
وأعلن صندوق المعاشات التقاعدية بولاية نيويورك الذي تبلغ قيمة أصوله 226 مليار دولار عن خطة للتخلي عن أسهم الشركات العاملة في مجال النفط والغاز في السنوات المقبلة.
فيما أصدرت أكبر شركة لإدارة الأموال في العالم “بلاك روك”، تحديثا لنهجها في التعامل مع الشركات، مشيرة إلى أنها ستكون أكثر ميلا للتصويت لصالح قرارات المساهمين وضد مجالس الإدارات.
في حين أن تغيير استراتيجية “بلاك روك”، الموضحة في تقرير عن توجهات الاستثمارات الجديدة نُشر ليلة الأربعاء، قد يبدو أنه عاديا بين الإجراءات المناخية الأخيرة في السوق، يقول خبراء الاستثمار المؤثر أنه قبل موسم الاجتماع السنوي للمساهمين لعام 2021، فإن مدير الأصول الذي يتحكم في 7 تريليونات دولار من الأصول تبنى تغييرا مهما في النهج.
قالت ميندي لوبر، الرئيس التنفيذية لـ”سيريس”، وهي منظمة غير ربحية مستدامة تعمل مع المستثمرين في مجال تغير المناخ: “كنا نتحدث عن هذا لمدة 20 عاما، وكانت بعض التغييرات التي رأيناها هذا الأسبوع مختلفة عن أي شيء رأيناه من قبل”.
أعلنت سيريس، هذا الأسبوع، عن كونسورتيوم (تحالف استثماري) من المستثمرين يديرون أصولا بقيمة 9 تريليونات دولار التزموا بالاستثمار على المدى الطويل بهدف خفض إنبعاثات الكربون.
على الرغم من أنها ليست جزءا من هذا التحالف الاستثماري الجديد، فمع وجود أصول بقيمة 7 تريليونات دولار، فإن قرارات “بلاك روك” تؤثر على المستثمرين والشركات الأخرى. قالت ميندي: “تمتلك بلاك روك كل شركة في السوق”.
قلل متحدث باسم الشركة من تأثير “تقريرها الجديد”، في وقت سابق من هذا الأسبوع، لكن خبراء الاستثمار، الذين انتقدوا الشركة في السنوات الأخيرة بسبب تبنيها نهجا يقلل من توجهات للمساهمين، قالوا إنه – التقرير- مهم ويجب أن يقود لمزيد من الإجراءات التي تعكس الكلمات القوية للرئيس التنفيذي، لاري فينك، بشأن المناخ.
وفقا للبيانات الجديدة الواردة في التقرير، غيرت “بلاك روك” بالفعل نهجها في التصويت على مقترحات المساهمين منذ يوليو/ تموز 2020، ودعمت 8 من أصل 9 مقترحات بيئية قدمها المساهمون.
وقالت جاكي كوك، مديرة أبحاث الإشراف المستدام في “مورنينغ ستار” للاستثمار، والتي تركز على مقترحات المناخ المقدمة من المساهمين منذ سنوات: “هذا المستوى من الدعم، إذا استمر، يعد كسرا واضحا لسجلهم (بلاك روك) التاريخي”.
عندما يتعلق الأمر بدعم قرارات المساهمين بشأن المناخ، تأتي شركتا “بلاك روك” و”فانغارد”، أكبر شركتين لإدارة الأصول في العالم، بالقرب من نهاية قائمة تضم أكبر 50 شركة لإدارة الأصول خلال السنوات الأخيرة، وقد أدى ذلك إلى فقدان خبراء الاستثمار المناخي الثقة بهم.
لكن الخبراء أشاروا إلى جانب معين من تقرير “بلاك روك” الجديد، وتحديدا تحليل أجرته الشركة حول تأثير مقترحات المساهمين، وخلصت فيه إلى أن البيانات تظهر أن أصوات المساهمين تعمل للتأثير في إدارة الشركة.
المصدر: سبوتنيك