قال علماء سويديون وبريطانيون إنهم طوروا طريقة للتنبؤ بمرض الزهايمر، وهو ما يعد سبقا علميا في هذا المجال. الدراسة التي نشرتها مجلة “Nature Aging” العلمية بينت أنه يمكن التنبؤ بهذا المرض، الذي لا يوجد علاج له لغاية الآن، عبر تحاليل خاصة بالدم.
ووفقا للدراسة فإن العلماء اكتشفوا وجود رابط بين المرض وبين بروتينات معينة تظهر في الدم قبل ظهور الأعراض الأولى على المريض، وهو ما يُمَكِّن من معرفة المرض قبل حدوثه ومحاولة تلافيه أو تأخير ظهور أعراضه.
وعلى الرغم من أن سبب الإصابة بالمرض ما زالت غير مفهومة تماما بالنسبة للخبراء والعلماء، إلا أن تراكم هذه البروتينات المكتشفة في الدماغ، تساهم في تدمير الخلايا العصبية داخل الجسم، وهوما يؤدي إلى الإصابة بالخرف تدريجيا. وينسب البعض الأعراض الأولية للمرض بالشيخوخة أو الضغوط العصبية، بيد أن هذا الأمر نفاه العلم الحديث، في حين أظهرت الدراسات وجود بعض العوامل الوراثية التي من الممكن أن تلعب دورا في إصابة الأشخاص بالمرض.
وبناءً على هذه النتيجة، طور العلماء نموذجا يريدون من خلاله التنبؤ بخطر الإصابة بمرض الزهايمر، حيث قاموا بفحص عينات دم من أكثر من 550 مريضًا يعانون من ضعف إدراكي خفيف. وفقًا للمعلومات، فقد بلغت نسبة تأكيد حدوث الإصابة مستقبلا في حوالي 88 بالمئة من الحالات التي تم دراستها، حيث بدأت الأعراض فعلا بالظهور بعد سنوات من تحديد هذا البروتين.
ووصف الخبراء هذه الطريقة بأنها اختراق محتمل لمكافحة هذا المرض. ويؤدي الضعفُ المُتزايد في التعلم والذاكرة لدى الأشخاص المُصابين بالزهايمر في الوصول إلى تشخيصٍ نهائيٍ لحالتهم، وهو ما يستغرق وقتا طويلا في العادة. الدراسات الحديثة بينت بعض الروابط بين ظهور المرض وممارسة التدخين، كما بينت بعض الدراسات رابطا بين الإصابة بالزهايمر وبين نسبة تلوث الهواء في الجو.
ويعاني حوالي 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من مرض الزهايمر، وهو أكثر أشكال الخرف شيوعا. ويدمر المرض تدريجيًا أنسجة المخ ويمحو الذكريات من المصابين.
ويوجد في ألمانيا حوالي 1.7 مليون مصاب. وبسبب زيادة متوسط العمر المتوقع، يمكن افتراض أن الأرقام سترتفع بشكل حاد في المستقبل. ويتوقع العلماء أن يصاب حوالي 117 إلى 130 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بهذا المرض في عام 2050، من بينهم 2.7 مليون في ألمانيا.
المصدر: dw.com