توصلت دراسة حديثة إلى أن وجود مدافع مناعي يعرف باسم الخلايا البائية أو إصابة سابقة بفيروس كورونا الموسمي إلى أنه قد يؤدي إلى تقليل خطر إصابة الشخص بعدوى “كوفيد-19”.
ومن المعروف أن فيروس كورونا يؤثر على البعض بشكل أكثر حدة من الآخرين. وغالبا ما يرجع ذلك إلى مجموعة متنوعة من العوامل بما في ذلك العمر والمشكلات الصحية الأساسية مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول في الدم. وما يزال هناك الكثير من الالتباس حول سبب انخفاض حالات الوفاة من “كوفيد-19” في بعض البلدان عن غيرها.
هل يمكن أن يكون المدافع المناعي هو السبب في ذلك؟
تم الإبلاغ عن أن ذاكرة الجهاز المناعي لفيروس كورونا الجديد تستمر لمدة ستة أشهر على الأقل لدى معظم الناس.
وعلى الرغم من أن SARS-CoV-2 يمكن أن يكون مميتا، إلا أن له أبناء عمومة مهذبين يُطلق عليهم اسم فيروسات كورونا الموسمية والتي تعد من بين أسباب نزلات البرد.
واقترح بعض العلماء أن الأشخاص قد يكونوا محميين من عدوى SARS-CoV-2 إذا أصيبوا مؤخرا بفيروس كورونا موسمي.
ووجد الباحثون أن الاستجابات المناعية للمشاركين متنوعة على نطاق واسع.
وكانت خلايا الذاكرة البائية (B) المدافعة عن المناعة المستمرة، والتي تحفز إنتاج الأجسام المضادة عند إعادة مواجهة العامل الممرض، وفئتين مهمتين من الخلايا التائية.
وفي دراسة نشرت في MedRxiv، تم إجراء مزيد من التحقيق حول الأجسام المضادة لفيروس كورونا البشري الموسمي بعد الإصابة.
ووجد الفريق أن جميع المشاركين في الدراسة لديهم أجسام مضادة سابقة للجائحة يمكنها التعرف على فيروسات كورونا البشرية الموسمية المعروفة بـOC43.
وكان لدى ربع المشاركين أيضا أجسام مضادة يمكنها التعرف على SARS-CoV-2، والتي من المحتمل أن تكون تطورت استجابة للإصابة بفيروس كورونا المسبب للزكام.
ووجد العلماء أجساما مضادة تتعرف على فيروس SARS-CoV-2 في دماء الأشخاص الذين لم يصابوا بالفيروس مطلقا. ومن المرجح بشكل خاص أن يأوي الأطفال مثل هذه الأجسام المضادة، ما قد يفسر سبب إصابة معظم الأطفال بحالات خفيفة للمرض أو عدم إصابتهم مطلقا.
ووجد باحثون من معهد فرانسيس كريك في لندن أن ما يقرب من 5% من 302 مشاركا بالغا غير مصاب لديهم أجسام مضادة تتعرف على SARS-CoV-2 بينما الأفراد الأصغر سنا الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و16 عاما لديهم 60%.
ولم يتضح ما إذا كانت الإصابة السابقة بأحد فيروسات كورونا “الموسمية” التي تسبب نزلات البرد (الزكام) تمنع الإصابة بفيروس SARS-CoV-2 أو أعراضه الشديدة.
لماذا بعض البلدان أقل تأثرا بـ”كوفيد-19″ من غيرها؟
تشير إحدى أولى الدراسات الكبيرة حول الأجسام المضادة لـ SARS-CoV-2 في إفريقيا إلى أنه بحلول منتصف عام 2020، أصاب الفيروس 4% فقط من الأشخاص في كينيا.
وبحثت صوفي أويوغا ضمن برنامج الأبحاث KEMRI-Wellcome Trust في كيفيلي بكينيا وزملاؤها عن مثل هذه الأجسام المضادة في عينات الدم المتبرع بها في كينيا بين أواخر أبريل ومنتصف يونيو.
ووجد بحثهم أنه من بين تلك العينات، قدر الباحثون أن 4.3% من سكان كينيا لديهم تاريخ من الإصابة بفيروس SARS-CoV-2.
ويمكن أن يشمل سبب انخفاض معدلات الوفيات واختلاف انتشار وشدة “كوفيد-19” في كثير من دول إفريقيا عن تلك التي لوحظت في أوروبا أو الأمريكتين، عدة عوامل، بما في ذلك التوزيع العمري، ومستويات الأمراض المزمنة الأساسية، وتهيئة الجهاز المناعي،وفقا لما ورد في الدراسة التي نُشرت في مجلة Science بعنوان COVID-19 in Africa: Dampening the storm.
المصدر: اكسبرس