أراد عودة مع عدد كبير من الأكاديميين والنخب الثقافية في فلسطين وخارجها، التأسيس لجبهة مقاومة ثقافية على امتداد العالم تتمثل أهدافها بـ “التحذير ونشر الوعي عربياَ وعالمياً من مخاطر الضم والتطبيع، تعزيز الرواية الفلسطينية وليس رواية “صفقة القرن”، أي أن فلسطين دولة للفلسطينيين عاصمتها القدس، التحذير من مؤامرة القضاء كلياً على القضية الفلسطينية على يد الإدارة الأميركية، تحديداً إدارة ترامب، إضافة إلى مطالبة المجتمع الدولي بالقيام بمسؤوليته السياسية والقانونية تجاه فلسطين، وتطبيق القرارات 194 تجاه اللاجئين والقرار 181”.
هذه الجبهة قامت في الأيام الماضية بإطلاق حملة دولية ضمن فعاليات إحياء يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي يوافق 29 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري. الحملة مستمرة، بحسب عودة، وتعتمد على “توظيف المعرفة المتراكمة لعدد كبير من الباحثين والناشطين والمثقفين عن فلسطين الهوية والقضٍية، وتصديرها للجامعات وللشعوب العربية والغربية عبر منصات الكترونية، إضافة إلى تفعيل الدبلوماسية الأكاديمية والرقمية في فضح انتهاكات الاحتلال وتقويض سياساته”، موضحاً أن المستهدف الأكبر من هذه الحملة هو “الآخر، الذي يسهل إعادة تشكيل وعيه بمعلومات مغلوطة عن فلسطين خدمة لمؤامرات التطبيع والاستيطان والضم”، مضيفاً “على سبيل المثال، لا يعلم كثيرون أن خطة الضم، تستهدف نحو ثلث مساحة الضفة الغربية المحتلة، وكان من المقرر تنفيذه مطلع يوليو/تموز الماضي”.
في السياق، لفت عودة إلى” افتقاد وجود صوت فلسطيني وعربي موحد، يتوجه للداخل والخارج ويبث فكراً موحداً، خصوصاً في ظل المؤامرات والتشتت والاستهداف المنقطع النظير الذي تواجهه القضية الفلسطينية مؤخراً”. ومن هنا أعلن أن أحد الأهداف الاستراتيجية للحملة هو “توسيع قاعدة الأكاديميين والمؤسسات الأكاديمية لمناصرة حقوق الشعب الفلسطيني السياسية والاقتصادية والاجتماعية”.
انطلاقاً من هذا الواقع المؤسف الذي يحيط بالصراع العربي الاسرائيلي على خلفية موجة التطبيع، هل من الممكن تحقيق الحملة ولو جزءاً من أهدافها؟ يُقرّ عودة ببعض الصعوبات، و”ترقب موقف الإدارة الأميركية وسلوكها تجاه “صفقة القرن””، لكنه يؤكد أنه من المبكر تقييم نتائج الحملة وأنه بالرغم من ذلك “وجدنا تعاطفاً دولياً وعربياً، تحديداً من أفراد في بعض الدول المطبعة مع الصهاينة كالبحرين التي شهدنا فيها تضامناً كبيراً وملفتاً”، وتابع عودة أنه “وصلنا أكثر من 1200 فيديو تضامن من دول مختلفة، 40 باحث طلبوا الانضمام”. كما أعلن أنه تمّ التواصل مع أكثر الجامعات الفلسطينية للاستفادة من المنصة والمشاركة فيها وتوسيعها، وجار العمل على التواصل مع جامعات عربية وعالمية عبر أكاديميين لـ”تعزيز ثقافتنا ونشرها”.
وصف منسق الحملة، التي تأسست مع بدايات العام الجاري من قبل أكاديميين من الجامعات الفلسطينية، وتوسعت لتشمل نظراءهم في الوطن العربي ومناصرين دوليين، بـ “الحراك العلمي” الذي يهدف إلى “دعم صمود فلسطين”. كيف لأرض أن تألف غرباء؟ “أنا الأرض”*، يأتي الجواب من كل بيت فلسطيني.
المصدر: موقع المنار