أعلن مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون السياسية عباس عراقجي أننا “لسنا خائفين من بقاء السيد ترامب ، ولسنا متحمسين لقدوم بايدن”، لافتاً إلى أنه “نحن نقرر ونتصرف بناءً على مصالحنا الخاصة”. وحول الانتخابات الامريكية، قال عراقجي الأربعاء “بصفتي خبير في العلاقات الدولية، لا يمكنني استخدام عبارة أفضل من تلك التي استخدمها قائد الثورة حول الانتخابات الأمريكية. هذه الانتخابات مذهلة حقا”، مضيفاً أن “الدولة التي تدعي أنها أكبر ديمقراطية في العالم وتحكمها أقدم التقاليد الديمقراطية هي تعیش ظروفاً ترتد عليها كل التهم التي طالما وجهتها للاخرين، حيث هناك تبادل الاتهامات بشأن التزوير في الانتخابات”.
انقسام المجتمع الامريكي الى قطبين
وأكد مساعد وزير الخارجية أن “الأشخاص الذين نزلوا إلى الشوارع، وخيموا في الشوارع يقومون الآن بتصرفات كانوا ينتقدونها ويسخرون منها أحيانًا”، معرباً عن اعتقاده أن “هولاء الأشخاص كشفوا عن زيف الديمقراطية وکشفوا عن نقاط الضعف التي يعانون منها”. وأضاف الدبلوماسي الايراني أن “الانتخابات الأمريكية أظهرت حقيقة أخرى وهي انقسام المجتمع الامريكي الى قطببين يتنافسان مع بعضهما البعض ولا يحتملان الطرف الآخر”.
كما لفت عراقجي إلى أن “خمسين بالمائة من المجتمع الأمريكي صوت لصلاح ترامب مع كل الخصائص السيئة التي نعرف عنه و سياساته المتغطرسة وانتهاكه للقوانين الدولية”.
افكار ترامب لاقت دعماً في المجتمع الامريكي
وأضاف عراقجي “طريقة تفكير ترامب قائمة على النظرة الفوقية تجاه الجميع في العالم وعدم الايمان بأي نوع من التعاون وانتهاك جميع الاتفاقيات الدولية والتضحية بكل شيء، لقيت دعم خمسين بالمائة من المجتمع الامريكي وهذا يظهر أن القادة الأمريكيين، قادوا انفسهم و المجتمع الأمريكي إلى الانحدار السياسي، وهذه هي من القضايا التي يهتم بها العالم حالياً”.
وردا على سؤال حول سلوك ترامب خلال الشهرين المقبلين، قال مساعد وزير الخارجية “هناك تكهنات بهذا الشأن ونسمع شائعات حول ما يريده ترامب تحقيقه في الشهرين المقبلين على المستوى الدولي ، خاصة فيما يتعلق بإيران”، مؤكدا أن ترامب “اثبت انه لا يلتزم باي شيء وقد يقوم بفعل اي شيء”. ورأى عراقجي أن “اثارة الاجواء من قبل امريكا تأتي استمراراً لسياسة الضغط الأقصى على ايران، والتي برزت في فرض الحظر وممارسة الضغوط الدولية عليها واضافة الى ذلك بذلت امريكا جهودا كبيرة لكسر مقاومة الشعب الايراني الا ان مساعيها هذه باءت بالفشل”.
وقال الدبلوماسي الايراني إن “واحدة من النقاط التي يتحدث عنها الجميع حاليا ويذعن لها هي أن سياسة الضغط الأقصى والتي باتت سياسة فاشلة ولم تحقق أيًا من أهدافها، فرضت علينا تكاليف الا ان سياستنا كانت قائمة على المقاومة وواصلنا صمودنا”.
وفي جانب اخر من تصريحاته، قال عراقجي ردا على سوال بشأن سياسة جو بايدن المحتملة تجاه الاتفاق النووي “اننا لسنا خائفين من بقاء ترامب ولا سعداء من قدوم بايدن بل نقرر حسبما تملي علينا مصالحنا”.
واضاف ان “بايدن والحزب الديقراطي اعلنا قبل الانتخابات عن قرارهما المتمثل في العودة الى الاتفاق النووي وطبعا إن المجال مفتوح لذلك لاننا لم نترك طاولة المفاوضات، بل انهم تركوا الطاولة لذلك بإمكانهم العودة الى المفاوضات”، قائلا في الوقت نفسه ان “ثمة تحديات في هذا المجال”.
واكد عراقجي انه “كما قال سماحة قائد الثورة الاسلامية لا نجري مفاوضات مع امريكا إلا في اطار مفاوضات بين مجموعة 5+1 خدمة لمصالحنا وليس في اطار المفاوضات الثنائية”.
واضاف ان “العودة للاتفاق النووي بحاجة الى توفير ارضيات واجراء محادثات للتوصل الى اتفاق حول كيفية العودة للاتفاق”.
المصدر: ارنا