توصلت دراسة حديثة إلى أن 82% من مرضى فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) الذين دخلوا المستشفى يعانون من نقص في فيتامين معين، فما هو؟ وما مستوياته الطبيعية؟ وهل تعاني من نقص فيه؟
وأجرى الدراسة باحثون من إسبانيا، ومنهم خوسيه إل هيرنانديز من مستشفى ماركيز دي فالديسيا في إسبانيا، ونشرت في مجلة علم الغدد الصماء والتمثيل الغذائي (The Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism)، وشملت الدراسة 216 مريضا أدخلوا المستشفى للعلاج من كوفيد-19 في آذار الماضي.
ووجد الباحثون أن 82% من المرضى في المستشفى المصابين بكوفيد-19 كانوا يعانون من نقص “فيتامين دي” (Vitamin D).
وقال الباحثون في الدراسة إن دور فيتامين “دي” في مرضى كوفيد-19 هو موضوع نقاش، وإنهم هدفوا إلى تقييم فيتامين “دي” لدى المرضى عبر فحص مستويات “25-هيدروكسي فيتامين دي” (25- hydroxyvitamin D) في الدم لدى المرضى في المستشفى المصابين بكوفيد-19، ولتحليل التأثير المحتمل لحالة فيتامين “دي” على شدة المرض.
واعتمد الباحثون تعريف نقص فيتامين “دي” بأنه عندما تكون مستويات 25-هيدروكسي فيتامين دي أقل من 20 نانوغراما/ملليلتر.
وتم العثور على نقص فيتامين “دي” في 82.2% من حالات كوفيد-19 مقارنة بـ47.2% من المجموعة المقارنة لأشخاص غير مصابين بالمرض، ولوحظ أن هذا النقص أكثر انتشارا لدى الرجال منه لدى النساء.
وهذا يعني أن الأشخاص الذين يعانون أكثر من كوفيد-19 ودخلوا المستشفى هم أكثر عرضة لأن يكون لديهم نقص فيتامين “دي”، بمقدار الضعف مقارنة بالأشخاص غير المصابين.
ولكن لم يتوصل الباحثون إلى وجود صلة بين شدة خطورة المرض ومستويات فيتامين “دي”.
ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن استنتاجات هذه الدراسة ليست سببية، مما يعني أنه لا يمكن الاستنتاج أن نقص فيتامين “دي” كان مسؤولا بشكل مباشر عن احتمالية أكبر للدخول إلى المستشفى مع مرض كوفيد-19، ولكن بالتأكيد فإن الدراسة تنضم إلى معطيات تشير إلى وجود علاقة بين نقص فيتامين “دي” وخطر الإصابة بكورونا.
وفيتامين “دي” مهم في امتصاص الكالسيوم والفوسفات، وهو مهم لصحة العظام والعضلات، ويسهم الحفاظ على معدلات صحية من نسبة فيتامين “دي” في المساعدة على امتصاص الكالسيوم من الطعام، والحد من حدوث كسور العظام وهشاشتها عند الكبار في حال تناول جرعة يومية منه.
وبالنسبة للأطفال؛ فهو يساعد على بناء عظام قوية، ويمنع الكساح الذي يتسبب في تقوس الأرجل والركبتين وضعف الأرجل.
ويُعتقد أيضا أن لفيتامين “دي” آثارا مفيدة على جهاز المناعة، وأن تناول كمية كافية من فيتامين “دي” قد يوفر بعض الحماية ضد التهابات الجهاز التنفسي.
وفيتامين “دي” ينتج في الجسم نتيجة التعرض لأشعة “ب” فوق البنفسجية من الشمس، كما يمكن الحصول عليه من الأسماك الدهنية كالسلمون وسمكة السيف والماكريل، بالإضافة إلى سمك التونة والسردين التي يوجد بها فيتامين “دي” بمعدلات أقل. ويمكن أيضا الحصول على الفيتامين من صفار البيض وكبد البقر والأطعمة المدعمة كالحبوب والحليب.
وغالبا لا توجد أعراض ملحوظة لنقص فيتامين “دي” الخفيف، إلا أن الإنسان قد يشعر بأعراض كصعوبة في التفكير بشكل واضح وآلام في العظام، وكسور متعددة وضعف في العضلات وإرهاق مستمر.
إذا كنت تشك في معاناتك من نقص فيتامين “دي” راجع الطبيب، الذي سيقيّم حالتك ويجري لك الفحوص اللازمة، وإذا كان لديك نقص قد يعطيك مكملات غذائية بجرعات معينة، وفق مستوى النقص الذي لديك.
وتعد نسبة 30 إلى 50 نانوغراما/ملليلتر من 25-هيدروكسي فيتامين دي كافية للأشخاص الأصحاء، أما الدراسة السابقة فقد اعتبرت أن من تكون لديه النسبة أقل من 20 نانوغراما/ملليلتر فإنه يعاني من نقص فيتامين “دي”.
وأفضل طريقة للحصول على فيتامين دي هي تناول الأطعمة الغنية بفيتامين دي، بالإضافة إلى المكملات الغذائية.
والمكملات الغذائية لفيتامين “دي” يتم تناولها فقط بعد استشارة الطبيب، وذلك عندما يكون هناك نقص في فيتامين “دي” لدى الشخص، ولا يكون قادرا على الحصول على فيتامين “دي” بكمية كافية من المصادر الأخرى كأشعة الشمس والغذاء.
المصدر: وكالات