أكد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أن “الوحدة أنجزت تقاربًا بين علماء السنة والشيعة وعززت الالتفاف حول المقاومة الفلسطينية وجمعت محورًا للمقاومة وكشفت زيف أطروحة التكفيريين، وأعلت راية كمال الإسلام”، مشيرا إلى أنها “الطريق للأخوَّة والنصرة والانتصار، وقوَّت عزيمتنا في مواجهة التحديات، وأعاقت قدرة قوى الانحراف على التأثير على أجيالنا”.
وشدد الشيخ قاسم في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر السنوي الذي أقامه مجمع التقريب بين المذاهب عبر الفضاء الافتراضي، على “ضرورة أن نعزز هذه الوحدة ونربي عليها أجيالنا ونستثمر نتائجها في الإيمان والتربية الصالحة والاستقلال ومقاومة الظلم والطغيان”.
وقال سماحته إن “الغرب الذي يدعي احترامه حرية الرأي يسمح بإطلاق الإهانات والشتائم البعيدة عما يدعيه، والتي تشكل عدوانا أخلاقيا وتصرُّفا فتنويا، وهي تعبير عن ضعف المنطق واختيار القمع والظلم في مواجهة الاختلاف”، معتبرا أن “تصدي رئيس فرنسا والسلطة الحاكمة لتبرير الإساءة للرسول الأكرم (ص) والدفاع عن مرتكبيها مؤشران على ضحالة النموذج القيمي الغربي وعودته إلى أساليب الجاهلية”.
وأضاف أن “فرنسا لن تحصد إلا الخيبة والعزلة من مسلمي وأحرار العالم، وعليها أن تصحح نمطها في التعاطي مع الإسلام والمسلمين وإلا ستكون وحدها الخاسرة”.
واعتبر الشيخ قاسم أن “العقوبات الأمريكية عدوان اقتصادي له أهداف سياسية، إذ تسعى واشنطن إلى تسيير إيران وتعطيل قدراتها الدفاعية لتفرض مواقفها وشروطها على طهران بسهولة”، مضيفا أن هذه العقوبات تسعى إلى عزل إيران وقطع صلاتها مع شعوب المنطقة التواقة إلى الاستقلال والحرية وعلى رأسها الشعب الفلسطيني وقضيته المحقة”.
وذكر أن “العقوبات على حزب الله أتت لأنه أثبت جدارته في المقاومة والتحرير وحماية الاستقلال، ولأنه واجه العقوبات بالصمود وواصل المقاومة بأشكالها المختلفة”، مؤكدا أن “علينا تعزيز هذا النهج بين الأجيال الصاعدة لنجني بعد ذلك المزيد من الانتصارات إن شاء الله تعالى”.
وتحدث الشيخ قاسم عن موجة التطبيع العربية مع العدو الصهيوني، معتبرا أن “هذه الخطوة هي خيانة من قبل الأنظمة، فيما الأمل يبقى بالشعوب”، وقال إن “تطبيع الإمارات والبحرين والسودان ومن خلفها السعودية هو جزء من التآمر الدولي للسيطرة على بلداننا وخيراتنا وسلبنا قدسنا وفلسطين.. كان المطبعون عبئًا مخفيًّا فظهر وانكشفت انحرافات الحكام، لتكون خطوة كبيرة على طريق سقوطهم”.
وشدد الشيخ قاسم على أن “استمرار المقاومة وانتصاراتها هو الحل الوحيد لنحشد حولها الدعم بكل أشكاله، لتبقى أعيننا شاخصة نحو فلسطين وجهاد شعبها وروح فصائلها في مواجهة الاحتلال”.
وتحدث عن نجاح إيران في مواجهة العالم بوقوفها ضد صدام حسين وأقامة جمهورية إسلامية باتت مشعل الأحرار في العالم، “في حين نجح الشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة واسقط أهداف إسرائيل، كما نجح حزب الله في مواجهة العالم بوقوفه ضد “اسرائيل”، في حين اسقط العراق وسوريا إمارات “داعش” الإرهابية، وصمد اليمن صمودا أسطوريا بوقوفه ضد السعودية”.
وفيما خص جائحة كورونا اعتبر الشيخ قاسم إن “كورونا” وباء عالمي أثَّر على البشرية جمعاء وهو بلاء وامتحان بالنسبة إلينا، وتكليفنا في التعاطي مع البلاء يكون بعدم الاستسلام له، والالتزام بالإجراءات والوقاية بالتباعد ولبس الكمامة، والتقيد بمستلزمات العلاج لمنع انتشاره في الوقت الذي نتابع فيه حياتنا بالميسور”، مؤكدا أن “علينا أن لا نغفل مرض الروح والغفلة، والاستفادة من وسائل التواصل بطريقة إيجابية”.
المصدر: العلاقات الاعلامية - حزب الله