شارك وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، في الإجتماع السنوي لوزراء الخارجية العرب برئاسة تونس الذي دعت اليه جامعة الدول العربية.
وتطرق باسيل في الكلمة التي ألقاها خلال الاجتماع الى مواضيع فلسطين، والإرهاب والنزوح السوري والوضع في سوريا ولبنان. واستهلها بتهنئة الأمين العام الجديد للجامعة أحمد أبو الغيط على توليه منصبه. وقال :”من الجيد أن نستفيد من وجودنا في المنظمة الأممية لنحاول إعطاء الدفع لمنظمتنا”.
وفي الشأن الفلسطيني رأى باسيل أنه “إذا لم يكن هناك حل لحقوق القضية الفلسطينية، فلا قيام للجامعة العربية”. وقال: “إذا ما استطعنا فرض حل الدولتين، فما معنى هذا على خسارة الأقصى وكلفته على الإسلام والعرب، وإذا قبلنا اليوم بالدولة اليهودية، فهذا معناه قبولنا بالكيانات المذهبية المتصارعة الى الأبد، وفي هذا الأمر نهاية ليس للجامعة فقط بل لكل دولة وكيان من دولنا”.
وعن موضوع الإرهاب، قال: “إنه تخطى كل حدود وأصبح اسمه يرتبط بنا ولو عن غير حق فماذا نفعل؟ هل جيوشنا العربية تقاتل أم تتكل على روسيا وأميركا وإيران والتحالف الدولي؟ هل نقوم بالملاحقات القانونية والجنائية، هل نقوم نحن بالمعركة الفكرية والدينية والإعلامية؟ علينا أن نتصدى لأكبر عملية تسميم فكري تجتاح العقول (الإسلاموفوبيا وردة فعل الغرب). إن هذه المراوغة والتقاعس يؤديان الى أكبر عملية نزوح يتعرض لها شعبنا العربي”.
وفيما يتعلق بمسألة النزوح السوري، اوضح باسيل “إننا نشهد قمما وأوراقا حول حركات النزوح في العالم تدعو الى الإندماج”. وتساءل: “هل نحن نريد فعلا تشجيع هجرة مواطنينا وخسارتنا لهم وللتنوع في المنطقة؟ أين هو موقفنا العربي؟ لقد أنشأنا صندوقا، فبماذا خدمنا سوى بمطالبة لبنان بحصته؟”.
وأشار الى أن “لبنان هذا البلد الصغير يحمل أضخم عبء مالي ويتحمل أكبر عبء في الكيلومتر المربع. وهو يتصدى ويطالب بإدخال عبارة النزوح في مجموعة العمل من أجل سوريا. فمن يساعدنا؟ هل نتخيل حلا عادلا وسلميا في سوريا من دون عودة أهلها اليها للمساهمة في إعادة الإعمار وفي الإصلاح السياسي وفي استنهاض المجتمع”؟!
وسأل “أين صوت العرب في ما خص مواطنينا المهجرين وضرورة وإلزامية بقائهم في أرضهم؟”.
وعن الوضع في سوريا، قال باسيل: “إننا سعيدون بأي حل أو إجراءات لوقف النار لأنها لا تؤسس للسلام فقط، بل لأنها تمهد لعودة النازحين. ونحن نعتبر أن العودة هي الشرط الأساس للحل السياسي والسلمي، وهي التي يمكنها أن تفرض السلم وتؤمن ديمومة الحل السياسي ببقاء أهل سوريا في أرضهم. نحن نطالب حرصا على السوريين، أن يبدأ الحل السياسي بعودتهم”.
وفي ما يتعلق بلبنان، أكد أنه “يبقى النموذج الأفضل من خلال التعايش لمحاربة الإرهاب”. وقال: “نحن لا نطلب المساعدة أو المال، بل نطالب بتفهم وضعنا الإستثنائي ومحاولة مساعدتنا لكي لا ندخل في الصراعات والمحاور المتخاصمة، بل للعب دور أكبر والتوافق رغم صعوباتنا الداخلية، إلا أننا ما زلنا ننعم باستقرار أمني، ونحب السلام ونرغب في أن نبقى أحباء ومساعدين لأخواننا العرب”.
وكان وزير الخارجية قد تابع لليوم الثالث على التوالي عقد لقاءات ثنائية على هامش أعمال الدورة الـ 71 للأمم المتحدة، فالتقى نظيره العراقي ابراهيم الجعفري وجرت مناقشة العلاقات الثنائية ومواضيع عربية مشتركة، فضلا عن موضوع استيراد العراق للتفاح اللبناني، الذي سبق وأن أثاره مع نظيريه المصري والجزائري.